أشهر نظرية في الصحافة تقول "من الغباء أن تكتب عن كلبٍ عض إنساناً، فليس في هذا الخبر جديد ولا غريب، الغريب والجديد عندما يعض الإنسان كلباً. هذا هو الخبر. هذا هو المانشيت"، وأشهر نظرية عند الكاتبجي الوشيحي تقول: "من الغباء أن تكتب عن تراجع الكويت، فليس هنا جديد ولا غريب. الغريب والجديد الذي لا يمكن تصديقه هو: الكويت تتقدم".
وعندما نقرأ تقرير مؤشر مدركات الفساد، فنحن لا نبحث عن تقدم الكويت، لا يا عزيزي، نحن نبحث عن ترتيب الكويت مقارنة بترتيب جيبوتي والصومال وبقية الدول التي تنام بلا عشاء. نحن كالطالب الواثق من رسوبه، لكنه يقرأ لوحة النتائج ليعرف كم مادة دراسية رسب فيها. وهل تفوق على ابن عمه الغبي، أم تفوق ابن عمه عليه.
لكن هذا لا يعني أننا لا نتفوق في أيٍ من المجالات، لا، الحق يقال، نحن نتفوق، أو بالأصح، حكومتنا تتفوق على نظيراتها بالتصريحات والشعارات والوعود التي تُحرج اليابان والدول الصناعية الكبرى! نحن نتفوق بالكذب، نتفوق بالحسد، نتفوق بالتشرذم والفرقة، نتفوق بالقرف الشامل، سيداتي سادتي.
واليوم تنتشر الحملات التبشيرية بـ"الإعفاء من الرقابة المسبقة"، وعلي اليمين أن تهوي الكويت، لو تم هذا الأمر، إلى أسفل سافلين وأقعر قاعرين، فيتفوق علينا العراق، الذي يحتاج إلى شركات تنقيب للبحث عن مركزه وترتيبه في مؤشر مدركات الفساد.
كل هذه الأذرع الرقابية ومع ذا استطاع الفساد التلاعب بالمدافعين بسهولة، كما يفعل الأرجنتيني ميسي بدفاع الخصوم، وتأتي الآن لتطلب إلغاء الرقابة المسبقة لديوان المحاسبة؟ أي أن تلعب ضد ميسي بلا مدافعين وتتوقع الفوز! يا حبيبي يا ابني.