اليوم: 10 ديسمبر، 2013
بين توقيع وتوقيع الفارق مليار!
أمران مهمان ارتبطا بصفقة تحديث أسطول الكويتية أولهما توفيرنا للأموال العامة عبر خفض عدد الطائرات من 35 طائرة كما هو مقترح من المصنعين إلى 25 طائرة كرقم مبدئي مرتبط بالأمر الثاني وهو عدم التوقيع إلا بعد انتهاء خطة عمل شركة «الاياتا» وعرضها على مجلس الإدارة والأهم على الهيئة العامة للاستثمار لأخذ موافقتها كونها الممول للصفقة.
***
وقد انتظرنا لخمسة أشهر كي تنتهي خطة العمل (BUSINESS PLAN) التي أظهرت الحاجة لـ 22 (لا 25 طائرة) كبيرة ومتوسطة و10 طائرات صغيرة كندية أو برازيلية كي يمكن للخطة أن تنجح وتتحول «الكويتية» للربحية خلال السنوات القادمة ومن ثم على الجمعية العمومية للشركة إما القبول بـ 22 طائرة أو أقل ومن ثم تحويل ثمن الطائرات الثلاث لشراء 10 طائرات صغيرة وهي للعلم تكفي وتزيد.
***
العجيب أنه إذا كان المختصون في مجلس الإدارة قد انتظروا 5 أشهر دون توقيع انتظارا لخطة العمل، فإن غير المختصين سارعوا بالتوقيع على عجل قبل مناقشة خطة العمل مع الجهات المعنية المتكفلة بالصرف على عملية تحديث أسطول الكويتية، وما لا يقل عن ذلك أهمية انهم لم يفصحوا عن أسباب إلغاء صفقة الطائرات الخمس والبدائل المتاحة وكلفتها وأصحابها حيث لا يمكن لمشروع خصخصة الكويتية أن ينجح وأن تتحول للربحية لتشجيع دخول المستثمرين إذا ما تمت إضافة مليار دولار ثمن إيجار جديد.
***
آخر محطة: (1): الساعة العاشرة مساء اليوم سأكون ضيفا على قناة الوطن بلس للحديث حول ما يجري وتأثيره المدمر على مستقبل «الكويتية» المملوكة للشعب الكويتي وأدعو وزير المواصلات ليكون الطرف الثاني في اللقاء، ومن يعتقد أنه على حق لا يخشى مواجهة أحد.
(2) كيف لمن قال إنه سيأخذ صفقة تحديث أسطول الكويتية إلى الجهات الرقابية ودراسة الجدوى الاقتصادية أن يصدر خلال يومين أمرا بالشراء؟ فهل تمت كل تلك الأمور التي اشترطها خلال يومين أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
(3) «الكويتية» شركة الطيران الوحيدة في العالم التي لا تشتري ولا تؤجر إلا جديدا رغم الكلفة الباهظة؟ وكيف لمستثمر أن يدخل لشركة تُفرض عليها قرارات انفعالية كلفتها مئات الملايين من غير المختصين؟!
نقطة فرح مضيئة
متخلِّفون.. حتى في لغة الإشارة!
شاهدت فيلماً هندياً قصيراً يقوم فيه أب بتسليم ابنته البكماء هدية عيد ميلادها، وتبين لها عند فتح العلبة أن بها هاتفاً نقالا! نظرت الفتاة الى أبيها بحزن وكأنها تعاتبه، فكيف لم يفكر في إعاقتها؟! ولكن الأب أعطاها إشارة تعني أنه ليس من أرسل الهدية! ما هي إلا لحظات حتى بدأ ذلك الهاتف الذكي بالاهتزاز، فرفعته الفتاة، ونظرت الى شاشته فإذا بصورة حبيبها، الذي لديه إعاقتها نفسها، يخاطبها بلغة الإشارة ليخبرها بأنه الذي أرسل الهدية، وأن بإمكانهما الآن التحدث مع بعضهما، عن بُعد، عن طريقه! وهذه من «ن.عم» التكنولوجيا علينا!
كنت أظن، قبل مشاهدة هذا الفيلم المؤثر، أن لغة الإشارة عالمية، ولكن تبين من ملاحظة صديق أن صفة عالمية غير دقيقة إلا في بعض الإشارات! فلكل دولة – وربما مجتمع – إشاراته الخاصة التي عادة ما تكون ترجمة لحروف لغة تلك الدولة أو المجتمع، وبالتالي ليس غريبا أن نجد تقدم الدول الغربية في هذا المجال أكثر من غيرها، خاصة تلك الناطقة باللغة الإنكليزية، التي تشترك جميعها تقريبا في لغة إشارة واحدة. كما أن هناك قواميس تترجم الإشارات من لغة الى أخرى، إضافة الى جداول توضيحية لشرح لغة الجسد وبقية إشارات الأيدي.
وبالبحث أكثر، تبين أن تاريخ توثيق لغة الإشارة بدأ عام 1620 في اسبانيا، وذلك عندما نشر جوان بابلو بونيت مقالة تحت عنوان «اختصار الرسائل والفن.ّ لتعليم البكم الكلام»، فاعتبر عمله أول محاولة جادة للتعامل مع علم الأصوات ومعالجة صعوبات النطق. كما أنها أصبحت وسيلةً للتعليم الشفهي.ّ للأطفال الصم.ّ بحركات الأيدي، التي تمثل أشكال الأحرف الأبجدية، لتسهيل التواصل مع الآخرين. ومن خلال أبجديات بونيت، بدأت محاولة لتعليم أطفال صم في مدرسة فرنسية على مهارة استعارة تلك الأحرف وتكييفها، وكانت تلك نواة «دليل الأبجدية الفرنسية للصم.ّ»، الذي نشر في القرن الــ 18 وبقي منذ تاريخه من دون تغيير. ولقد استُخدمت لغة الإشارة الموحّدة في تعليم الصُّم.ّ في إيطاليا وغيرها بعد ذلك.
وتبين من البحث – كذلك – أن مشكلة العرب مع لغة الإشارة ليست ببعيدة عن مشاكل تخلُّفهم في بقية المجالات الأخرى، فهناك قواميس لغة مصرية وأردنية وإماراتية وليبية وتونسية، ولكن على الرغم من تعددها فإن أحد الباحثين في هذا المجال وجد أنها لا تحتوي على ما يكفي من الإشارات، وبينها اختلافات كبيرة، (حتى هنا؟)، ولا ترتقي الى المستوى المطلوب لقلة ما بها من مفاهيم ومحدوديتها، مما يعيق عمليتي التواصل والتخاطب بشكل سلس.
أحمد الصراف