شاع خبر قيام جمهورية أنغولا الأفريقية بحظر ممارسة الإسلام، وأثار عواطف الكثيرين، ولكن «داعية» سعودياً فيها نفى صحة الخبر، وذكر أن صورة المسجد المهدم، التي وردت في الخبر، تتعلق بمخالفة بناء. ولكنه عاد وأكد أن بعض المساجد أُغلقت بحجة تنظيم المعتقدات، وأن من تسبب في إغلاقها قد عوقب. وورد في «الحياة» اللندنية أن مساجد عدة أغلقت في أنغولا للشك في ارتباطها بالإرهاب! ويذكر أن عدد مسلمي أنغولا يقل عن %1 من سكانها، البالغ عددهم 15 مليوناً!
ما حدث في أنغولا يحدث الآن ما يماثله في جمهورية افريقيا الوسطى، التي تبلغ نسبة المسلمين فيها %20 من أصل 4 ملايين نسمة، حيث يتعرّضون لتصفية عرقية. وسبق أن تكرر سيناريو التصفية قبلها في بورما، مع مسلمي «الروهنغا»، ومع مسلمي تايلند، فقد أُحرقت بيوتهم ومُنعوا من التجارة والعمل. كما يتعرض مسلمو الصين منذ فترة لتضييق وقهر سياسي مستمرين. كما أن مسلمي الفلبين يواجهون المصير ذاته منذ سنوات، ولا ننسى مقابل ذلك، التصفيات التي تتعرض لها أقليات غير مسلمة في أندونيسيا ونيجيريا وباكستان والعراق ومصر ولبنان وسوريا ومالي، وتشاد وغيرها، على أيدي المسلمين، وما يحدث لهم من تقتيل وسلب وتهجير وتصفية عرقية، وكأنهم لم يكونوا يوماً أهلاً وأصدقاء وشركاء! والسؤال: ما الذي حدث ودفع الأمور الى هذه المستويات الخطيرة في كل هذه الدول، وبعد قرون من التعايش السلمي؟ ما الذي اختلف، وما سبب كل هذا العنف؟ الجواب بسيط بقدر ما هو معقّد، حيث نعتقد أن السببين الأساسيين، ضمن أسباب كثيرة أخرى، يكمنان أولاً في التشدد الإسلامي لدى البعض، الذي تبعه تشدد مقابل من بعض المسيحيين والهندوس والبوذيين وغيرهم! وهذا التشدد رعته جهات خليجية، وبقية القصة معروفة! كما أن هذه الاعتداءات ما كانت لتحدث لولا دخول عنصر «دخيل» على تلك المجتمعات، التي عاشت لقرون في سلام تام. فقد أجّج هذا الدخيل، المتمثل في الداعية، الذي يُعرف بالمبشر لدى المسيحيين، أجّج نفوس من أُرسل «لهدايتهم» من مسلمي أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وأقنعوهم بمظلوميتهم في أوطانهم، وأن عليهم المطالبة بـ«حقوقهم»، ولو بالعنف، وكانت تلك البداية! وبالتالي، فإن ما يحدث الآن، وسيحدث مستقبلا، من قتل وتصفية لمئات آلاف المسلمين في تلك الدول، وغير المسلمين في دول الإسلام، يعود الى التطرف الديني لبعض الدعاة! فهؤلاء هم الذين جيّشتهم جهات حكومية، ولا تزال، والذين سبق أن أدلجتهم الجمعيات المسماة بالخيرية، ولا تزال، وأرسلتهم بعدها لـ«هداية» مسلمي تلك الدول وتخريب بيوتهم تالياً!
• ملاحظة:
أعلنت وزارة الأوقاف الكويتية أخيرا عن إقامة دورة إعداد دعاة، وأن مدة الدورة سنتان، يتقاضى خلالها «المتدرب الداعية» 2300 دولار شهرياً.
أحمد الصراف