القائد البريطاني "مونتغمري"، أحد دهاة الحروب في التاريخ، ذهب قبل بدء الحرب العالمية الثانية إلى المسؤولين وخاطبهم: "دخلنا في مرحلة الجد، ومجاملة الضابط فلان والإبقاء عليه ضمن القيادات العسكرية هو تهور قد يعصف ببريطانيا في الحرب… يجب أن يُستبعد فوراً لأنه أقل من أن يخطط… لا تمرغوا علم بريطانيا في التراب وتقودوا جنودها إلى الموت"، وبالفعل تم استبعاد الضابط "النبيل" الذي كان قد حجز موقعه بين القياديين لأسباب "جينية" بحتة لا تعرف الكفاءة ولم تسمع عنها.
وفي الكويت، يتقاسم أبناء الأسرة الحاكمة الوزارات بنظام "سايكس بيكو"، خذ هذه الوزارة وأنا سآخذ تلك! ثم يختارون أكثر الناس شعبية جماهيرية، بمستوى رولا دشتي، حتى إذا لم نمت قهراً لتوزير محمد العبدالله فسنموت كمداً لتوزير رولا دشتي.
ويتلاعب محمد العبدالله بوزارة الصحة، باعتبارها "ما ملكت يمينه"، وقد يحتضنها وينجب منها ولداً، وقد يغلفها ويهديها إلى عزيز عليه، وقد يفككها ويبيعها "قطع غيار"، وقد يعطونه وزارة النفط من باب التغيير وكسر الملل، وقد وقد وقد…
اطمئنوا أيها الناس، فملف التخطيط وأسرار الدولة في يد رولا، ويدها أمينة لا شك، وملف الصحة في يد محمد العبدالله، ويده حكيمة لا شكين، وملف مستقبل بلدكم في حضن حكومة فطينة… ويا حبيبي يا عيني.