إن هوة الاختلافات التي أصبحت تفصل بين شيعة الإسلام وسنتهم، والتداعيات السلبية عليهم وعلى غيرهم، اصبحت، كما ذكر روبرت فيسك في احدى مقالاته، هاجسا مقلقا للكثير من الدول! فحرب سوريا الطائفية، وما يجري في العراق من تدمير مذهبي، وصراع إيران والسعودية في البحرين واليمن، وما يجري بين شيعة باكستان وافغانستان وبلوشستان وسنتها من صراع دام، كل هذه أثرت بعمق في أطراف الصراع وفي غيرهم، بحيث أصبح الأمر كالوباء الذي لا يمكن التخلص منه بغير حرق جثث المصابين به!
ولو أخذنا الحروب الدينية التي وقعت في فرنسا في الفترة من 1562 إلى 1598، بين البروتستانت والكاثوليك لوجدنا، وفي معركة «سانت بارثيليمي»، أن الكاثوليك قاموا بذبح وحرق أكثر من 30 ألف بروتستانتي في يوم واحد والتمثيل بجثثهم! وقد تورطت غالبية دول أوروبا، بما فيها إنكلترا، في تلك الحروب المذهبية، التي نتج عنها أيضا القضاء على آثار دينية مهمة، وجرى كل ذلك بمباركة صريحة من البابا، الذي طالب بقرع أجراس الكنائس إيذانا ببدء المذبحة وليس للصلاة، وأعلن بعدها عن انتصار الإيمان الصحيح على الزندقة. ما جرى في فرنسا جرى اكثر منه، في دول غربية عدة، قبل أن يعود الرشد للقارة العجوز وتختار الليبرالية اسلوب حياة والعلمانية عقيدة، وإصلاح الكنيسة بفصل الدين عن الدولة! والسؤال هو لماذا توقفت حروبهم الدينية، وفشلنا في ذلك؟ الجواب بسيط بقدر ما هو معقد! لأنهم آمنوا وعملوا بموجب كتب دينية مقدسة، ولكنهم لم يعتقدوا يوما بأنها منزلة من السماء، وبالتالي يمكن تعديل نصوصها، وتأويلها لما فيه خير المجتمع. وهذه المرونة أتاحت لمختلف الكنائس التطور مع الوقت، وبالتالي رأينا كيف قام بعضها بإفساح المجال للكاهن لأن يتزوج، أو لقيام المرأة بدور كنسي، بعد أن أصبح عدد الرجال الراغبين في العمل الكنسي قليلا! كما تم تعديل طقوس العمادة، بالاكتفاء برش الماء على المولود بدلا من تغطيسه كاملا في الماء، وهكذا! ولكن عندما يكون النص منزلا تصبح مثل هذه التعديلات المنطقية، والمتماشية مع التطور البشري، صعبة للغاية، فيحدث عندها الجمود!
ملاحظة: قبض على إرهابي أفغاني، قبل ان يفجر نفسه في سوق غالبية رواده نساء وأطفال. عند تفتيشه وجدوا أنه غطى عضوه التناسلي بمادة التيتانيوم المقاومة للانفجارات! وقال انه قام بذلك ليحفظه سليما، ولا تواجهه مشاكل جنسية جسيمة عندما يلتقي بالحور في الجنة!
ملاحظة:
نعلن تضامننا مع الزميل زيد الزيد، وندين قرار فصله من عمله!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com