لو أن مسؤولا خليجيا غير كويتي صرح بما «نُسب» لسمو رئيس مجلس الوزراء حول دولة الرفاه، لقرأنا ألف مقال وتويتر يشيد بذلك التصريح العاقل ولطلب ان نقتدي بذلك المسار الحكيم ونتحوط كحالهم للمستقبل ولا نكتفي برفاه الحاضر، للمعلومة لم أقرأ مقالا واحدا يكذب حقيقة ان اقتصادنا قائم على سلعة ناضبة لا نملك التحكم في سعرها ومن ثم لا يمكن لدولة الرفاه ان تستمر ما لم نستيقظ ونغير كثيرا من الموروثات القائمة.
***
الاستجواب في جميع الديموقراطيات الأخرى مثل «الكي» اي آخر سبل العلاج لا أولها، وهو كذلك أبغض الحلال الدستوري الذي يفترض الا يستخدم الا بعد استنفاد جميع الطرق والوسائل الأخرى للعلاج لكون الاستجواب في الكويت ليس كالاستجواب في جميع الديموقراطيات الأخرى الذي يبدأ وينتهي عندها في دقائق قليلة دون ان يعلم به احد.
***
لا يوجد شيء اسمه «نفوق المحار» فما رأيناه على الشواطئ الجنوبية للبلاد هو جريمة بيئية كبرى ارتكبت بسبق اصرار وترصد، وقد سبق ان كتبنا عن تلك الجريمة بعد ان نبهنا عنها الصديق عمر القاضي وهو احد اكثر الأشخاص اهتماما بشؤون البيئة، ما يحدث هو قتل مبرمج للمحار عبر آسيويين وحراس شاليهات يقضون أيام الأسبوع في صيده بحثا عن «الدانة».
***
ما لم يعلموه هو ان البيئة البحرية هي دورة متكاملة، وقتل المحار بهذا الكم سيؤثر سلبا على أوجه الحياة الأخرى مثل الأسماك وغيرها، وفي هذا السياق نرجو ان تستبدل المسابقة السنوية للغوص عن اللؤلؤ والتسابق على اخراجه الى مسابقة تقوم على زراعة اللؤلؤ يتبارى خلالها الشباب المشاركون للحفاظ على البيئة البحرية ومن ضمنها المحار توازيا مع زرع الأشجار والنبات واطلاق الحيوانات والطيور في صحارى الكويت.
***
آخر محطة: قبل الغزو (لمن لايزال يذكر الغزو) رأينا مثل تلك التصرفات المدمرة التي تعطي دلالة على اننا حالة «مؤقتة»، لذا لا مانع من قتل وتدمير كل شيء قبل الرحيل.