احمد الصراف

السوريالية السورية

السوريالية Surrealism هي حركة ثقافية بدأت في عشرينات القرن الماضي، وتمثلت في شرح وتصوير التناقض بين الواقع والخيال والحلم واليقظة.
قامت قبل فترة مجموعة من طلبة الإعلام في جامعة الكويت بإعداد فيلم عن تجربة احتضان زوجين قادرين على الإنجاب لطفل غير معروف الأبوين. وهدف معدو الفيلم للترويج لفكرة إنسانية جميلة، ولفت الأنظار لأمر طالما حاولنا التستر عليه، وكأنه غير موجود! النادر هنا هو موافقة وزارة الشؤون على طلب التبني، فهناك المئات، وربما الآلاف ممن هم على استعداد لتبني طفل أو طفلة من دار «أيتام الشؤون»، أو غير معروفي النسب، إما لأنهم محرومون من الذرية، وإما لرغبتهم في القيام بعمل يفيد المجتمع، فما قام به هشام الطواري وصفا الفيلكاوي بتبنيهما الطفل محمد، تصرف رائع نتمنى أن نجد له صدى جميلاً في مجتمع قبيح بنفاقه وانغلاقه، خاصة عند تعلق الأمر بقضايا تحدث يومياً في أي مجتمع، ولكن محاولة التجمل بالكذب التي يعيشها الغالبية تمنعنا من الاعتراف بوجودها، وكأن إنكارها سيقضي عليها في نهاية الأمر. ومعروف أن المجتمعات الإسلامية، وبسبب حادثة دينية محددة ورد ذكرها في القرآن، هي الوحيدة التي لا تعترف أو تقر بموضوع تبني غير معروفي النسب. وقد لفت قارئ حريص نظري إلى ملاحظة دقيقة تتعلق بالواقعة المؤلمة التي تعرضت لها، أخيراً، مجموعة من الفتيات التونسيات اللاتي قمن، وبرغبتهن، كما صرّح وزير الداخلية التونسي، بالتسلل لسوريا وممارسة الجنس مع مجموعة من المقاتلين، تطبيقاً لفتوى «جهاد النكاح»، وكيف أنهن عدن بعدها إلى بلادهن وهن حوامل! وقد أثارت الحادثة، وما زالت، ردود فعل عديدة، ليس بينها أي رد من جهة دينية، ربما لاعتقادها بأن ليس في الأمر ما يشين، لأنهم سبق أن أقروا هذا النوع من «الجهاد الجنسي»! ويستطرد القارئ قائلاً: إنه طالما أن قوانين المجتمعات الإسلامية لا تقر التبني، فكيف سمح مشايخ الصحوة، أو الغفوة، لأولئك النسوة بممارسة عملية جنسية مع عدد غير معروف من الرجال في الفترة نفسها، وهم وهن على يقين بأن ما سينتج عن ذلك النكاح سيكون حتماً ابن سفاح؟ فمن هو والد من في أحشائهن؟ ألا تبدو الصورة هنا سوريالية عجيبة؟ وكيف نقبل أو نسعى لأن يكون هناك أبناء مجهولو النسب، ونصرّ في الوقت نفسه على تحريم الاعتراف بهم أو حتى بتبنيهم؟ أوَلا يشبه هذا الوضع، مع الاحترام للشخصية البشرية والفارق بين الكائنين، أن يحرم مجتمع ما تناول لحوم الخنازير وبيعها وشراءها، ويسمح في الوقت نفسه بتربيتها وإقامة مزارع لها؟!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

وزارة الداخلية

هذه بعض الملاحظات على أداء بعض أجهزة وزارة الداخلية، شجعني على كتابتها وجود وزير جادّ ووكيل وزارة معروف بنزاهته وسمعته الطيبة، مما يعطي أملاً بإصلاح ما أفسده الدهر…!
الملاحظة الأولى: التعامل مع «البدون»
ما زال البعض يرى في البدون أنهم مجموعة من العراقيين الذين أخفوا جوازاتهم، وأن معظمهم من حزب الدعوة العراقي وأنهم خارجون على القانون ولا يحملون في قلوبهم إلا الحقد والكره للكويت وأهلها…!
هذه النظرة السوداوية الظالمة جعلت التعاطي مع هذه القضية يأخذ منحى القسوة والعنف وإنكار الواقع من قبل بعض الإدارات المتلاحقة للأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، والتغاضي عن كون هذه الشريحة هم الجيل الثاني لفئة عاشت في الكويت قبل أكثر من نصف قرن، وكان آباؤهم يحملون السلاح في الصباح يحرسون منشآتنا، وفي المساء يجلسون في البيوت ينتظرون حل مشكلتهم يأتيهم مع أخبار الصباح دون جدوى! ثم يأتي هذا الجيل ليسلك مسلكاً آخر في المطالبة بحقوقه وهو المسيرات السلمية، لأنه منذ نشأته وهو يسمع أن الكويت بلد الحريات، ولكنه فوجئ بقسوة التعاطي معه من قبل الأجهزة الأمنية بحجة أن مسيرته عطلت السير…! وليسمح لي الأخوة في الوزارة، هل سمعتم عن مسيرة تمشي فوق السطوح مثلاً أو على الأرصفة؟! شيء طبيعي أن تكون المسيرة في الشارع، ولو كان هناك حسّ أمني لدى بعض القياديين لتركوهم يكملون مسيرتهم التي ستنتهي خلال دقائق، ويلقي أحدهم خطاباً ينفّس فيه عما يختلج في نفوس العشرات منهم ويمتصّ غضبهم ويطفئ نار الفتنة عند المتهورين منهم والمحبطين، ولكن الحكمة أحياناً تضيع في هذه المواقف، فيكون التعامل العنيف وكأن المسيرة بدأت بتكسير محلات أو رمي سيارات الشرطة بالمولوتوف لا قدر الله …! لذلك، أتمنى أن يستعجل الأخ الوزير، الذي يعلّق الكثير عليه آمالاً كباراً، أن يحل هذه المشكلة، فيبادر بتجنيس من يستحق الجنسية منهم، ويتعامل مع البقية وفقاً لتصور يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم والعيش الكريم، ولقد قدّمنا وقدّم غيرنا تصورات للحل منذ سنوات عدة، ولكنها لم تر النور بسبب النظرة الظالمة للبدون من البعض المؤثر بالقرار والتي أشرنا إليها في أول هذا المقال.
• الملاحظة الثانية: الإدارة العامة للتحقيقات
عشت موقفين مع هذه الإدارة، الأول شكوى تقدم بها أحد أبنائنا إلى المحقق في أحد المخافر ضد أحد البلطجية في المنطقة، حيث هدده بالسلاح وهو في وضع غير طبيعي، ثم فوجئ بأن المحقق يعرف هذا البلطجي من كثرة الشكاوى عليه، وكثرة التعهدات التي وقعها ولي أمره، وبدلاً من التحفظ عليه تم أخذ تعهد جديد…!
الموقف الثاني معي شخصياً…! فقد تقدّمت بشكوى ضد إحدى المربيات التي اتهمتني بأخذ مناقصة من وزارة الدفاع بمائة وعشرين مليوووون دينار، وقد جاءت للمحقق واعترفت بجريمتها في حقي، وبعد أشهر عدة من تعال وروح استكمل التحقيق وأصبح الملف جاهزاً للمحكمة، ولكن ما الذي حصل..؟ مرت أشهر عدة أخرى وما زال ملف القضية في إدارة التحقيقات! ما هو السرّ في هذه النائبة التي ابتلينا بها؟! سمعنا مايشاع أن وراءها هاموراً! لدرجة أن شخصية برلمانية رفيعة المستوى اتهمها بالتحرك وفقاً لقاعدة «السيل يتبع الليان»! ولكن ما علاقة وزارة الداخلية بهذه النائبة وارتباطاتها؟! هذا وأنا الشاكي اللي عندي وسائلي للدفاع عن حقي والمطالبة به، فكيف بالمواطن المسكين اللي ما له إلا الله يرفع إليه يديه آخر الليل يطلب منه الفرج؟!
أتمنى من الأخ الوزير أن يضع حداً للقضايا التي تتعطل بالإدارة العامة للتحقيقات، مع أن المدير العام فيها مذكور بالخير ونظافة اليد، ولكن هذا واقع لا يمكن تجاهله.

سامي النصف

عندما يطلب من سكان قطر الخلود

أهم ما في علوم الرياضة أنها تعوّد الناس على تقبل الخسارة بروح جميلة تسمى بـ «الروح الرياضية»، واضح ان بعض الصحف البريطانية وتحديدا «الغارديان» ضربت بهذا المفهوم عرض الحائط بعد خسارة بلدها استضافة كأس العالم لعام 2018 وفوز قطر بها لعام 2022 فبدأت بهجمة اعلامية ظالمة شرسة على قطر مدعية ان مئات العمال النيباليين قد لقوا حتفهم خلال العامين الماضيين أثناء عملهم في إنشاء البنى الأساسية لتلك البطولة (التي في الحقيقة لم تبدأ بعد!).

***

وقد أتى الرد وافيا من السفيرة النيبالية في الدوحة ومن رئيس الجالية النيبالية اللذين كذّبا أرقام وفيات «الغارديان» وأوضحا ان الجالية النيبالية هي ثاني أكبر جالية في قطر ويقارب عددها 400 ألف عامل ومقيم، لذا فمن الطبيعي أن يتوفى من هؤلاء أعداد في حوادث السير والمرض والمشاجرات وضربات الشمس ومثلها بالطبع إصابات العمل التي لم تتجاوز 15 حالة في عام 2013، ويقوم هؤلاء بتحويل مليارات الريالات الى بلدهم نيبال والتي توفر الحياة الكريمة لمئات الآلاف هناك، ولا يمكن في النهاية ان يخلد النيباليون ويبتعد الموت عنهم كونهم فقط سكنوا في قطر كما تطالب بذلك.. «الغارديان»!

***

آخر محطة:

(1) توازيا مع ما نشرته «الغارديان» نشرت جريدة «النيويورك تايمز» في عدد الأحد الماضي مقالا مثيرا عن المنطقة ذكرت فيه ان 5 من دولها ستتحول قريبا إلى 14 دولة، حيث تنبأت بانقسام العراق (3 دول)، وسورية (3 دول)، وليبيا (3 دول)، واليمن (2 دولة)، ثم أضافت لهم الشقيقة السعودية (5 دول)، والتي نقول انها دولة التوحيد ولن تقسم قط إلا في أحلام أعداء العروبة والإسلام.

(2) احدى الطرق الخبيثة والماكرة لتفريق وتمزيق وتقسيم دولنا الخليجية وبث روح العداء بينها كي يتم الاستفراد بها الواحدة تلو الأخرى هي عبر خلق وثائق مزورة تظهر تآمر بعضها على بعضها الآخر.

سعيد محمد سعيد

مذكرات مواطن «محترم» (3)

 

«بان كي مون… الأمين العام للأمم المتحدة بشحمه ولحمه موجود معنا في المقهى… يا مرحبا يا مرحبا»…

بحركة مسرحية فكاهية، هتف «المواطن المحترم» وهو يعلق على نقاش يدور بين شلة الأصدقاء في المقهى الشعبي الذي اعتاد الالتقاء فيه بأحبائه كحال الكثير من البحرينيين. كانوا بين ضاحك ومستهزئ ومستنكر ومصدق ومكذب وذكي وغبي وعاقل وجاهل وهم يتناقلون (زهايمر صحافي… وليس خبرًا صحفيًا) مفاده أن «بان كي مون» يشبه إلى حد كبير شخصية «معروف الإسكافي» في روايات ألف ليلة وليلة… ذلك المعتوه الذي يمكن خداعه والضحك عليه وقضاء وقت في التسالي معه.

«يا جماعة… فكونه بس… مصدقين وايد مثل هالكلام… يبه، أصلًا إحنه نعيش في مجتمعات ما تحترم عقول الناس وتعتبرهم بهائم… لا… أحيانًا تتعامل مع البهائم بصورة أفضل بكثير من البشر… انظروا إلى بعض الصور في الصفحات الأخيرة للصحف أو في صفحات المنوعات أو ما إلى ذلك… ستشاهدون صورًا لحيوانات مدللة… أما القارئ، فهو موضع استهزاء وسخرية من الكثير من الصحف العربية اليوم، والتي تديرها مجموعة من الدخلاء على الصحافة ممن لا هوية ولا عقل ولا قدرة على حمل مسئولية الكلمة لديهم… فهذه النوعية من الأخبار، تنطبخ في مطابخ الجهل والتعتيم والظلام، لتعرض على الناس، والناس فيهم من هم متعلمون أعلى بكثير ممن يديرون مثل تلك الصحف المصدرة للجهل والغباء والضحك على العقول».

هدأه أحد أصحابه… «طيب يا بوفلان… هد أعصابك… ترى يا خوي موب كل الناس تصدق تخاريف الجرايد وكتابها… لا حبيبي… اي نعم… الناس اوتعت يا خوي، وتفهم، وتتابع… واذا المسألة مسألة جريدة فاشلة أو تلفزيون هابط أو إذاعة دايخة… فالوسائل اليوم كثيرة ومتعددة… زين، خلنه من ها الموضوع، حبيت أسألك… شصار عن موضوع الخطاب المرفوع لطويل العمر… المشروع شكله بروح علينه والأهالي موب مستفيدين».

وكأنه هنا، أراد فرصةً من أي طرف لينفجر… فز واقفًا وصرخ: «يا حبيبي… هل لك أن تخبرني من الذي يقف إلى صف المواطن؟ من هو المسئول الصادق الذي يتابع هموم الناس واحتياجاتهم ويسعى لتنفيذها؟ وإذا كانت المسألة مقتصرة على تصريحات في الإعلام للاستهلاك، فقد شبعنا منذ سنوات طويلة من عناوين براقة من قبيل أننا من الأوائل في كل المجالات… في كل شيء… حتى تشعر بأن المواطن البحريني يعيش في جنة الخلد! فما هي فائدة الخطابات التي تنتقل من يد عضو بلدي إلى نائب، ومن نائب إلى آخر، ومن آخر إلى مكتب وزير ومن مكتب وزير إلى ديوان… ثم في النهاية، لا تدري أنت حقيقتها هل أوصلوها فعلًا أم أن ما يقولونه مجرد (تشليخ بنوع قديم من الصواريخ)».

المواطن المحترم، لم يكن بمزاج طيب ذلك اليوم! حتى بعد موجة الغضب التي انتابته في المقهى انتهت بأن يغادر هو وصاحبه المكان وكل ذهب إلى بيته… في طريقه، خلا بنفسه في سيارته وهو يقول: «كل يوم تصريح… الرفاهية… المشاريع الكبرى… حققنا تقدمًا على مستوى التنمية… تحسين معيشة المواطن من أعلى الأولويات… وكل مسئول يتفنن في كتابة التصريحات التي تخلو من الاحترام لعقول المواطن وهي في أغلبها ضحك على الذقون وأبر مخدرة… طيب، هؤلاء المسئولون ألا يستحون على وجوههم وهم يترسون جيوب الناس بالكلام الفاضي؟ لماذا لا يحاسبهم النواب؟ أههههههه… النواب، أها… تذكرت… النواب… اممممم… أي نواب؟ عيل يصير خير».

منعطفًا في الطريق الذي يؤدي إلى بيته، استوقفت المواطن المحترم لافتة إعلانية كبيرة في طرف أحد الشوارع فانخرط في الضحك حتى دمعت عيناه وهو يكرر: «بس… وهاذي حياتنا قروض في قروض… أقول: طمبورها».

عادل عبدالله المطيري

شبه الديموقراطية الكويتية

مع غياب المؤسسات السياسية الحديثة كالاحزاب ومنظمات العمل المدني، لا يمكننا الجزم بأننا في الكويت نمارس الديموقراطية كما هي معروفة في العالم المتمدن، لدينا انتخابات ولكنها غير عادلة، لان التمثيل البرلماني في ظل الصوت الانتخابي الواحد لا يمثل الأغلبية في الدائرة الانتخابية، فالناخب الكويتي يختار نائبا واحدا من أصل عشرة نواب في دائرته الانتخابية، اما تقسيم الدوائر الانتخابية نفسها فلا تعرف المساواة إطلاقا، حيث يتفاوت عدد الناخبين في الدائرة الانتخابية من دائرة فيها نحو 30 ألف ناخب إلى دائرة انتخابية أخرى فيها اكثر من 100 ألف ناخب، ولكل الدوائر الحق نفسه بإخراج عشرة نواب للبرلمان.

ربما كرهنا الانتخابات البرلمانية في الكويت، ليس فقط لكثرة حل المجالس البرلمانية وابطالها والذي يعتبر هدرا لإرادة الامة، وليس ايضا لغياب العدالة والمساواة، بل لاننا ومع غياب الاحزاب والمؤسسات السياسية نجد انفسنا مجبورين على الانجراف وراء مشاعرنا لا افكارنا والتي تؤججها المؤسسات السياسية الاولية كالطائفية الدينية او القبلية او العائلية.

ان الحديث عن امتلاك الكويتيين الكثير من مقومات الديموقراطية هو كلام غير دقيق، فمبدأ «كاستقلال السلطات» وهو احدى الركائز الديموقراطية وعلى الرغم من ان الدستور الكويتي ينص عليه في المادة 55 منه، إلا ان الدستور نفسه يناقضه في اكثر من مادة أخرى، منها على سبيل المثال المادة 80 حيث جعل الدستور الوزراء غير المنتخبين اعضاء في البرلمان وبالتالي يحق لهم الاقتراح والتصويت أسوة بالنواب.

ربما يكفينا للتدليل على تداخل السلطات ان لدينا سلطة تشريعية ترد قوانينها من السلطة التنفيذية، بل واحيانا تبطل السلطة القضائية السلطة التشريعية ذاتها في الكويت. الحديث عن المبدأ الديموقراطي الأصيل «كمبدأ تداول السلطة» هو كالحديث عن قصص الخيال العلمي أو الدستوري ففي كل الديمقراطيات البرلمان هو الذي يشكل الحكومة إلا في الكويت فالعكس هو الصحيح، حيث من الممكن عمليا أن تشكل الحكومة البرلمان عن طريق دعمها اللامحدود لبعض المرشحين حتى لو اقنعنا انفسنا بأننا في مرحلة انتقالية فيها شيء من مظاهر الديموقراطية حتى نصل إلى اكتمال تجربتنا الديموقراطية، فإن الواقع يؤكد أن (52 عاما) منذ إقرار الدستور والعمل فيه، هي مدة طويلة واكثر من أن تكون مرحلة انتقالية، ويجب أن نعلم بأنه لا توجد منطقة وسطى ما بين الديموقراطية واللاديموقراطية، ولا بد أن نحسم خياراتنا، إما أن نكون ديموقراطيين أو لا نكون.. فلا يمكننا الاستمرار بالشكل المشوه الحالي للديمقراطية.

فالديموقراطية لا تكون إلا كاملة بأحزابها ومؤسساتها المدنية وبكل أدواتها كالانتخابات والاستفتاءات وبكل مظاهر الاستقلالية الكاملة لسلطات الدولة الثلاثة.

ختاما، إذا كانت لدينا في الكويت مشاكل مع الديموقراطية، فإن الحل كما يؤكد «ألكسندر هاميلتون» هو بالمزيد من الديموقراطية.

وإن كنت شخصيا أتشاطر الرأي مع وينستون تشيرشل حول الديموقراطية، بالطبع تشرشل كان يقصد الديموقراطية الكاملة وليست ما نمارسه نحن الكويتيين.

حسن العيسى

لو أصبحنا لاجئين

حدث غرق سفينة لاجئين في المياه الإندونيسية من الباحثين عن حياة إنسانية مقبولة في أستراليا ـ معقولة أو مستورة، ولا أقول كريمةـ وموت عدد من أفراد أسر عكارية لبنانية، هذا الحدث يُعدّ، على حد وصف نبيل أبومنصف في جريدة النهار اللبنانية، "صورة مهينة حتى العظم للبنانيين وصادمة إلى أقسى حدود الصدمة". هي صورة مهينة وصادمة لأننا لم نألف، هنا في الكويت وبقية دول الخليج المترفة مالياً سماع أخبار كهجرة "غير مشروعة" للبنانيين، حين يتساوى هؤلاء في البؤس والمعاناة مع أكثر فقراء العالم الهاربين من دول الجوع إلى عالم جديد في الغرب أو الشرق.
 نعرف أن أعداداً كبيرة من اللبنانيين هم من المهاجرين الشرعيين، وهؤلاء المهاجرون أغلبهم من أصحاب الكفاءات الإدارية والمالية، ومستوى معيشتهم في الخليج، مثلاً، يمكن وصفه بأنه "فوق النخل"، فكم لبناني أصبح من أهل الملايين في أميركا اللاتينية، فأغنى رجل في العالم المكسيكي كارلوس سليم من أصل لبناني، وكم لبناني أضحى قيادياً في دول المهجر. هو التاريخ اللبناني الممتزج بروح المغامرة والبحث الدؤوب عن الرزق الآمن في منطقة تضج بتاريخ حافل من التشرذم والقتال الطائفي، وكون لبنان هو نافذة الشرق العربي للاتصال بالحداثة الغربية، قد يكون هذا أو ذاك، السبب وراء عبقرية الهجرة اللبنانية إلى الخارج. 
لكن المفارقة المحزنة، اليوم، أن اللبنانيين أضحى حالهم من حال تعساء بورما والصومال وغيرهما من بقع الفقر، لنجد أكثر من عائلة لبنانية تنحشر في قارب صغير لتهرب من أجمل بلدان العرب بصورة غير مشروعة، وصف الهجرة "غير" المشروعة هو ما يصدم الكبرياء اللبنانية الآن، فلا أحد يذكر أن لبنانيين هاجروا بتلك الصورة المهينة، حتى في أحلك ظروف الحرب الأهلية من ٧٥ إلى ٩٠ من القرن الماضي، وهذا لا يعني إلا أن الوضع اللبناني اقتصادياً وأمنياً أصبح أسوأ من أيام الحرب الأهلية.
 مأساة غرق بعض عوائل عكار لا يمكن فصلها عن مآسٍ أكبر وأشد للسوريين كلاجئين في دول الجوار أو حتى في وطنهم، ولا يمكن أيضاً عزلها عن المشهد الأكبر للعراق في حفلات التفجيرات شبه اليومية وما يرافقها من هجرات عراقية غير شرعية إلى الخارج، يهربون مما يفترض أن يكون أغنى بلد في العالم العربي باحثين عن الرزق والأمان.
 كلمة "لاجئين" عرب، لم تعد قاصرة على الفلسطينيين، فقد امتدت معانيها إلى وصف معظم إخوانهم في "بلاد العرب أوطاني"، ويكاد وضعنا في الخليج أن يستثنى من ذلك، فالخيمة النفطية تحوى أهله وتحميهم، لكن ماذا سنفعل لو اقتلعت ريح الزمن تلك الخيمة؟ ماذا سنصنع، فنحن لا نملك التراث اللبناني المكافح، ولا جلد وصبر جيرانه؟! ما العمل، أليس من حقنا أن نقلق من المستقبل وعندنا إدارة سياسية في الكويت، على سبيل المثال، لا تعرف من الزمن غير لحظة الحاضر وكأن الغد لن يحضر؟!
علي محمود خاجه

لوزارة الشباب… مع التحية

لم أفهم ما هو دور الوزارة الجديدة حين تأسيسها "وزارة الشباب" تحديداً، ولكن ما أعرفه جيداً أنه من المعيب جداً أن تتأسس وزارة و يحدد لها مسمى قبل أن يتم تحديد أهدافها أو هيكلها التنظيمي وسبل تحقيق تلك الأهداف. عموماً وبعد خطأ تأسيس وزارة بمسمى بلا هوية تم تحديد ما يسمى بالأهداف العامة المستدامة التي تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسة، وهو ما أقتبسه حرفياً من حساب الوزارة على "تويتر": القسم الأول، وهو الإبداع ويركز على جوانب الابتكار والموهبة والتكنولوجيا الرقمية، أما القسم الثاني، فهو القدرة التنافسية الوطنية ويتضمن التعليم والعمالة والإنتاجية وروح المبادرة، في حين يركز القسم الثالث على القيادة والمشاركة من خلال المشاركة الديمقراطية، أما القسم الرابع والأخير، فيركز على النسيج الاجتماعي عبر اهتمامه بالصحة والإدماج والرياضة. الأهداف المذكورة أعلاه معقولة جداً وتغطي مناحي أساسية في اهتمامات الشباب، لكننا اليوم بعد مرور ما يقارب العام على تأسيس هذه الوزارة لا نجد أي خطوات عملية تذكر في سبيل تحقيق تلك الأهداف، ولا أعتقد أن من الممكن تحقيقها دون أن يكون هناك هيكل إداري ثابت ومعلن، وحسبما أعلم فإن الوزارة اليوم، وبعد مرور ما يقارب العام على تأسيسها، تتكون من وزير ووكيل ووكيل مساعد ومجموعة متطوعين من الشباب! بمعنى أن لدينا وزارة بلا موظفين وبأهداف مستدامة معلنة بعد التأسيس ولا يوجد كادر من الموظفين لتحقيقها أصلاً. لا أهدف إلى مجرد نقد الوزارة في هذا المقال بل المهم بالنسبة إلي هو أن يكون لدينا وزارة بفكر وعقلية جديدة تعنى فعلاً بالشباب، وهم الأغلبية العظمى من الشعب الكويتي، وهم أيضاً الأكثر سخطاً من الأوضاع القائمة في المجالات المختلفة، وعليه لا بد أن يكون ما يقدم له مختلفاً عن بقية الوزارات بفسادها وبيروقراطيتها المتراكمة على مر سنين التخبط. لذلك لا بد من موظفي الوزارة الثلاثة أولاً التمرد على قيود الرتابة التي أهلكت بقية الوزارة، وهي فرصة قد لا تتكرر في وزارات أخرى لتراكم العقبات، وهو ما يتطلب صلابة في الموقف أمام بقية جهات الدولة من أجل أن يكون نموذج وزارة الشباب موائماً لما يحتاجه الشباب فعلاً بعيداً عن كتابنا وكتابكم، ولجنة منبثقة من لجنة، وغرفة للطابع وأخرى للختم وثالثة للتوقيع، وتكدس وظيفي غير مفهوم، وبقية ترهات الوزارات الأخرى، أما ثاني الخطوات فيكون تحقيق متطلبات الشباب الملموسة والمادية فور طلبها كتوفير المنشأة والمادة وتسهيل الإجراءات لتحقيق غاياتهم، وهو أمر من السهل معرفته خصوصاً بعد مؤتمر "الكويت تسمع"، وهو ما سيترتب عليه بلا أدنى شك الوصول إلى الأهداف المعنوية للشباب كالمشاركة والقيادة وصنع القرار. ما يزعجني دائماً هو أن معظم مشاكل الكويت إن لم تكن جميعها سهلة الحل لتوافر الموارد لتحقيق الحلول سواء كانت موارد بشرية أو مادية أو إبداعية، ولكننا أمام حواجز غير مبررة تعيق حل مشاكلنا، وهو ما أتمنى أن تقدم وزارة الشباب على كسره في أسرع وقت ممكن. خارج نطاق التغطية: محافظ البنك المركزي محمد الهاشل: الإيرادات النفطية لن تغطي النفقات من 2017.

سامي النصف

المزيد عن التوحيد!

كنت ومازلت من المؤمنين بقوة بقضية الوحدة الخليجية التي أعتقد انها بحاجة إلى ساسة ومفكرين ومنظّرين كحال منظّري الوحدة العربية ووحدة الهلال الخصيب والوحدة الأوروبية.. إلخ، وضمن ذلك الإيمان كتبت ونظّرت لوحدة شركات الطيران الخليجية كي نخلق منها شركة طيران عملاقة كحال الاندماجات بين شركات الطيران والسيارات وغيرها والتي تمت في أميركا وأوروبا دون ان يقول احد عمن دعوا أو قاموا بتلك الاندماجات انهم غسلوا ايديهم من شركاتهم، وبالتبعية من يدعو لوحدة الدول الخليجية يعني انه.. غسل يده من إصلاح بلده!

***

ضمن النقاش الموضوعي المطلوب لتلك القضية وغيرها من قضايا وحدوية خليجية، ما طرحه الزميل حمد السريع الذي رأى من خلاله ان الكويت ستدفع مبالغ خيالية لذلك الاندماج نظرا لفارق حجم الأساطيل بين «الكويتية» وشركات «الطيران الخليجية» وقد يكون سوء الفهم سببه الخلط بين شراء السيارات الذي يدفع «كاش» وشراء الطائرات الذي لا يدفع «كاش» أبدا بل على دفعات صغيرة في البداية تتعاظم مع قرب مواعيد التسليم، ومن ثم فالمئات من الطائرات الخليجية القادمة لم تدفع قيمتها الدول المعنية بل يمكن الوصول لمعادلة لكيفية مشاركة الدول في تحمل الكلفة بنسب مختلفة كما حدث إبان اندماج الشركات الأوروبية والأميركية مما تباينت أحجامها واحجام الدول والولايات التي تخدمها، ولم يقف هذا التباين عائقا امام اندماجها.

***

آخر محطة: (1) سبب آخر للحاجة لوحدة شركات الطيران الخليجية هو التحديات المستقبلية القادمة لها جميعا وأولها ما قد يصدره الاتحاد الأوروبي ضدها من قرارات وقد تتبعه دول أخرى ما قد يحد من تشغيل شركات الطيران الخليجية للبلدان المختلفة.

(2) ما طرحناه هو اجتهاد له أجران ان أصاب وواحد ان أخطأ.

احمد الصراف

دعونا نحب

نقل عن ونستون تشرشل، السياسي البريطاني الشهير، أنه قال: «لن تصل الى غايتك ان توقفت لترمي الحجارة على كل كلب يعوي عليك».
تذكرت تلك المقولة، وانا استمع الى تساؤل صديق عن سبب دعوة شخص يكرهه الى حفل أقمته أخيرا في بيتي، وقال إنني «طحت من عينه»! وقد تركت الرد عليه لمناسبة أخرى، ولكن سؤاله لفت نظري، وأنا في هذا العمر، عن السبب الذي يدفع البعض الى أن يعطي من يكره كل هذه الأهمية! ولماذا يكرهون – أصلا – والحياة قصيرة، ولا تحتمل كل هذا البغض؟! ألا يعلمون أن أحسن علاج للبغض أو الكراهية هو أن ننسى من نبغض ولا نتذكره، وكأن لا وجود لهم؟! فتذكرنا لهم في كل مناسبة دليل سيطرتهم على مشاعرنا، وتحكمهم في عواطفنا، وتسببهم في إيذائنا، على الرغم من عدم علمهم بذلك.
وقد قرأت قبل فترة طرفة تتعلق بقصة الكراهية عن والتر بارنس، لاعب «الغولف» الشهير الذي عمّر طويلا، والذي كان يتواجد في الكنيسة فقط،عندما يكون الطقس غير مناسب لممارسة لعبته المفضلة. وفي نهاية عظة أحد تصادف وجوده فيها، وتعلق موضوعها بالمحبة والغفران، سأل القس رعيته عن الذين تمكنوا من أن يغفروا لأعدائهم. وهنا رفع %80 من الحضور، من رجال ونساء أيديهم. واعاد القس السؤال عن أولئك الذين يودون بالفعل أن يغفروا لمن أساء اليهم، فرفع الجميع اياديهم، إلا والتر بارنس، الذي اكتفى بالجلوس صامتا. فنظر القس باتجاهه، وقال: من الواضح يا سيد بارنس ان الطقس ليس جيدا اليوم للعب، ومن الجميل ان نجدك بيننا، ولكن ألست راغبا في ان تغفر لأعدائك الذين لا شك تكرههم؟ فرد بارنس بخشونة قائلا: ليس لدي عدو واحد!
فقال القس: يا سيد بارنس، هذا امر غير عادي أبدا! ما هو عمرك يا سيدي؟ فرد بارنس: ثمانية وتسعون عاما! فكرر القس وراءه متعجبا: ثمانية وتسعون عاما؟! وهنا وقف كل الحضور في الكنيسة تحية لإنجاز السيد بارنس. وهنا طلب القس منه ان يتقدم ويخبر الجميع كيف استطاع شخص بعمره المديد أن يعيش وليس له أعداء في هذا العالم، ولا أشخاص يكرههم. فقام السيد بارنس من مكانه ومشي متثاقلا في الممر، ووقف أمام المنبر واستدار للحضور، وقال ببساطة متناهية: «لقد مات جميع الأوغاد الذين كنت أكن لهم العداوة، فقد عشت أطول منهم جميعاً، وأصبحت بلا أعداء!».
قال جملته تلك وعاد بصمت إلى كرسيه.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

إيران.. الخطر القادم

كنت اظن ان الفكر الممسوح بالصبغة الدينية لدى ارباب الحكم في ايران هو الذي يرسخ المبادئ العامة في التعامل مع الآخرين، انطلاقا من المفاهيم القرآنية والسياسات الشرعية! وساعد على هذا الفهم بعض الشعارات الثورية ذات المسحة الدينية التي اطلقها الخميني مع بداية انطلاق الثورة الايرانية في اواخر السبعينات مثل «اميركا الشيطان الاكبر»، الا ان هذا الفهم سرعان ما تلاشى عندما فاجأتنا الثورة بشعار جديد وغريب وخطير!! وهو «تصدير الثورة لدول الخليج»! وفعلاً بدأ الايرانيون يصدرون ثورتهم الى الطرف الاضعف من جيرانهم وبدأوا باغلاق مضيق هرمز في وجه ناقلات النفط الخليجي المتجهة الى الشيطان الاكبر وحلفائه الاوروبيين! مما حدا بدول الخليج الى الارتماء في حضن هذا الشيطان ورفع علم بلاده على سفنهم لحمايتها من انتحاريي الثورة الاسلامية في ايران الذين علقوا في رقابهم صكوك الجنة!! وكانت الحرب العراقية – الايرانية قد بدأت مع قدوم الخميني لايران واستمرت مستعرة تقدم آلاف الضحايا يوميا في معارك اشبه بالعمليات الانتحارية منها للحرب النظامية! مما جعل دول الخليج تظن ان تصدير الثورة قد بدأ ومن البوابة الشرقية للخليج، وهذا ما جعل اهل الكويت يظهرون تعاطفهم مع العراق في هذه الحرب! ولان اتباع ايران منتشرون على الساحل الغربي لهذا الخليج فقد بدأوا بالتحرك السريع لتوصيل رسائل دموية لمن يهمه الامر لوقف دعم العراق واعطاء الفرصة لايران لاجتياحه! فبدأوا بتفجير موكب سمو الامير في منتصف الثمانينات، وتحركت خلاياهم النائمة لتفجير المنشآت النفطية ثم المقاهي الشعبية، وبدأ الدم الكويتي يسيل بسبب موقفه من الحرب الظالمة، وعندما تبين للايرانيين ان هذه الاعمال الاجرامية لم تفت في عضد الكويتيين واصرارهم على صمودهم بدأوا في حرب فعلية ومباشرة على المنشآت الحيوية في البلاد فأطلقوا ثلاثة عشر صاروخا من نوع «سلك وورم» فدمر وخرب وقتل ومع هذا استمرت الكويت في موقفها من الحرب دون تراجع او خضوع، واستمرت ايران في عدائها لدول الخليج، فأعلنت عدم تراجعها عن احتلال جزر الامارات وتدفقت خلايا التجسس على الكويت لتكون خلاياها النائمة تحركها في الوقت الذي تراه!!
اليوم ترى ايران ان مصلحتها في التعاون مع الشيطان الاكبر، ويبدو انهم اكتشفوا اخيرا ان شعاراتهم لم تكن صحيحة، لا معنى ولا محتوى، فأصبحوا يرون في عدو الامس حليفا ضروريا، واصبح الشيطان اليوم من الملائكة!! وطبعا الاميركان «ما صدقوا خبر»، فها هم يمدون يدهم اليمنى للايرانيين ويصفعون باليسرى وجه الخليجيين وكأنهم يقولون لهم ان السياسة ليس فيها صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، بل مصالح دائمة!!
طبعا هذا الموقف الاميركي أفرح اذناب ايران وجعلهم يتشمتون بدول الخليج، بل وصل الامر الى ان يهددوا الكويت واهلها بضرورة احترام ايران الدولة الكبرى، حتى قال احدهم «يجب ان يفهم الجميع ان ايران دولة كبرى….»!! «ويجب ان يفهم الجميع انه لا يوجد خليجي يتمنى ان تحكمه ايران التي لم تبد يوما اطماعا في اي دولة خليجية»!! هذا مسؤول سابق في حكومة دولة الكويت التي يهددها بوجوب ممارسة سياسة جديدة مع ايران، والغريب انه ينكر ان ايران لديها اطماع في دول الخليج!! بل وصل به الافتراء على التاريخ ان قال «ايران جارة كبيرة للكويت ولم يصلها منها اي اذى او ضرر»!
حان الوقت يا حكامنا الاعزاء الى الاتحاد ولو كونفدرالياً للوقوف في وجه الاطماع الايرانية في الخليج التي ستتوسع بعد إلغاء مفهوم الشيطنة الاميركية من قاموسها وبعد ان اعطى الاميركان فرصة لبشار الاسد لينحر من تبقى من الشعب السوري وبعد ان تعهدت ايران بممارسة دور شرطي الخليج!!
لم يعد مقبولا يا حكامنا الافاضل الا الاتحاد في وجه المتغيرات الجديدة واشعار الآخرين انكم دول تستحق البقاء والاحترام، وهذا طبعا يستلزم عدة امور، لعل اهمها وحدة الصف الداخلي وهو صف لا يختلف اثنان على تفككه اليوم وحاجته الى الترميم!