أثارت رسائل الغزل الديبلوماسي المتبادلة بين أميركا وإيران غضب الخليجيين، فمن غير الممكن أن يكافئ الغرب وأميركا إيران على مماطلتها وعدم تعاونها مع المجتمع الدولي في قضية ملفها النووي المثير للقلق الخليجي. بالرغم من كثرة التقارير الاستخبارية التي تؤكد أن إيران قاب قوسين أو أدنى من امتلاك السلاح النووي والذي سيقلب موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد بالخليج العربي، إلا أن الغرب وأميركا مازالوا يتعاملون بكل ديبلوماسية مع إيران التي تستخدم المفاوضات لكسب الوقت فقط.
بل امتد الغزل الأميركي لحلفاء إيران كالمثل القائل «لأجل عين تكرم مدينة»، فمن أجل إيران تكرم العراق وسورية.
ففي العراق حيث يسيطر الطائفيون عليها، يتم التعامل مع الحراك السني بكل عنف واضطهاد دون أي إدانة غربية أو أميركية لذلك.
أما في سورية فمازالت السياسة الأميركية تجاه الثورة السورية مخيبة للآمال العربية، فبعد تصريحات التهديد والوعيد من أوباما عن استعداده لضرب النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، تحولت تصريحات أميركا إلى شكر وثناء على تعاون النظام السوري مع بعثة التفتيش الدولية، بل وتبذل أميركا جهودا جبارة لإنجاح «جنيف 2»، في الوقت الذي تحاول فيه سورية إفشاله بتصريحات رئيسها الأخيرة المتصلة باحتمال ترشحه لولاية رئاسية أخرى.
أخيرا، يمكننا أن نتفهم الغضب العربي والتصريحات الأخيرة المتعلقة باحتمال انسحاب المملكة العربية السعودية من مجلس الأمن الدولي احتجاجا على الاستخدام السلبي لحق الفيتو الذي يحمي إسرائيل دائما ويحمي النظام السوري مؤخرا.
بل لا يمكننا أن نفهم الديبلومسية السعودية الغاضبة دون الرجوع لسياسة أميركا المتساهلة مع إيران وحلفائها بالمنطقة مقابل التشدد تجاه النظام المصري الحالي وقطع المعونة العسكرية عنه، فلولا الدعم الخليجي والسعودي خصوصا للجيش المصري والذي يعتبر آخر الحلفاء الإستراتيجيين لعرب الخليج، والذي يعول عليه كثيرا في معركة توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط الجديد الذي يتشكل الآن..