لم أفهم ما هو دور الوزارة الجديدة حين تأسيسها "وزارة الشباب" تحديداً، ولكن ما أعرفه جيداً أنه من المعيب جداً أن تتأسس وزارة و يحدد لها مسمى قبل أن يتم تحديد أهدافها أو هيكلها التنظيمي وسبل تحقيق تلك الأهداف. عموماً وبعد خطأ تأسيس وزارة بمسمى بلا هوية تم تحديد ما يسمى بالأهداف العامة المستدامة التي تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسة، وهو ما أقتبسه حرفياً من حساب الوزارة على "تويتر": القسم الأول، وهو الإبداع ويركز على جوانب الابتكار والموهبة والتكنولوجيا الرقمية، أما القسم الثاني، فهو القدرة التنافسية الوطنية ويتضمن التعليم والعمالة والإنتاجية وروح المبادرة، في حين يركز القسم الثالث على القيادة والمشاركة من خلال المشاركة الديمقراطية، أما القسم الرابع والأخير، فيركز على النسيج الاجتماعي عبر اهتمامه بالصحة والإدماج والرياضة. الأهداف المذكورة أعلاه معقولة جداً وتغطي مناحي أساسية في اهتمامات الشباب، لكننا اليوم بعد مرور ما يقارب العام على تأسيس هذه الوزارة لا نجد أي خطوات عملية تذكر في سبيل تحقيق تلك الأهداف، ولا أعتقد أن من الممكن تحقيقها دون أن يكون هناك هيكل إداري ثابت ومعلن، وحسبما أعلم فإن الوزارة اليوم، وبعد مرور ما يقارب العام على تأسيسها، تتكون من وزير ووكيل ووكيل مساعد ومجموعة متطوعين من الشباب! بمعنى أن لدينا وزارة بلا موظفين وبأهداف مستدامة معلنة بعد التأسيس ولا يوجد كادر من الموظفين لتحقيقها أصلاً. لا أهدف إلى مجرد نقد الوزارة في هذا المقال بل المهم بالنسبة إلي هو أن يكون لدينا وزارة بفكر وعقلية جديدة تعنى فعلاً بالشباب، وهم الأغلبية العظمى من الشعب الكويتي، وهم أيضاً الأكثر سخطاً من الأوضاع القائمة في المجالات المختلفة، وعليه لا بد أن يكون ما يقدم له مختلفاً عن بقية الوزارات بفسادها وبيروقراطيتها المتراكمة على مر سنين التخبط. لذلك لا بد من موظفي الوزارة الثلاثة أولاً التمرد على قيود الرتابة التي أهلكت بقية الوزارة، وهي فرصة قد لا تتكرر في وزارات أخرى لتراكم العقبات، وهو ما يتطلب صلابة في الموقف أمام بقية جهات الدولة من أجل أن يكون نموذج وزارة الشباب موائماً لما يحتاجه الشباب فعلاً بعيداً عن كتابنا وكتابكم، ولجنة منبثقة من لجنة، وغرفة للطابع وأخرى للختم وثالثة للتوقيع، وتكدس وظيفي غير مفهوم، وبقية ترهات الوزارات الأخرى، أما ثاني الخطوات فيكون تحقيق متطلبات الشباب الملموسة والمادية فور طلبها كتوفير المنشأة والمادة وتسهيل الإجراءات لتحقيق غاياتهم، وهو أمر من السهل معرفته خصوصاً بعد مؤتمر "الكويت تسمع"، وهو ما سيترتب عليه بلا أدنى شك الوصول إلى الأهداف المعنوية للشباب كالمشاركة والقيادة وصنع القرار. ما يزعجني دائماً هو أن معظم مشاكل الكويت إن لم تكن جميعها سهلة الحل لتوافر الموارد لتحقيق الحلول سواء كانت موارد بشرية أو مادية أو إبداعية، ولكننا أمام حواجز غير مبررة تعيق حل مشاكلنا، وهو ما أتمنى أن تقدم وزارة الشباب على كسره في أسرع وقت ممكن. خارج نطاق التغطية: محافظ البنك المركزي محمد الهاشل: الإيرادات النفطية لن تغطي النفقات من 2017.