هي أسهل قضية على وجه كوكب الأرض وكوكب زحل الشقيق، بل هي أغبى القضايا منذ بدء الخليقة حتى اليوم الساعة الثالثة والثلث عصراً بتوقيت الكويت.
ولو سحبنا ملف الإسكان من يد الحكومة وأعطيناه مجموعة من عجائزنا الفاضلات غير المتعلمات، وعقدن اجتماعهن في المطبخ، ما استغرق الأمر منهن أكثر من ساعة وربع الساعة، يضيع منها ساعة وست دقائق على فهم الموضوع، وخمس دقائق ستضيع ما بين الضرب على الصدر دلالة الدهشة والاستياء، أما الدقائق الأربع المتبقية فهي التي يتم فيها حل هذا "الموضوع الشائك"، وشوكة في عين الحسود!
وإذا كان باولو كويللو، الأديب البرازيلي يقول إن "ممارسة الجنس تستغرق إحدى عشرة دقيقة" فإن متعة حل القضية الإسكانية في الكويت تستغرق ثلث المدة تقريباً. وأجزم أن مشاكل الكويت الكبرى يمكن حلها كلها قبل أن تنتهي هذه الدقائق الإحدى عشرة… معلش، لا حياء في حقوق الناس، إنما الحياء، أعظم الحياء، في الإفساد في الأرض وبخس الناس حقوقهم.
والسلطة اليوم في خانة اليك، إذ كانت كلما تعرضت لمشكلة اختارت من يناسبها من المعنيين، وقرّبتهم و"تصرفت معهم"، فيخرجون راضين مرضيين، كما حدث في "اجتماع الحكومة مع المغردين" و"مؤتمر الشباب" و"الكويت تسمع" و"اجتماع وزارة الشباب والصحافة"، ووو، ففي كل فعالية من هذه الفعاليات يُنتقى المطلوب حضورهم، أو بالأحرى المسموح بحضورهم، ويتم تبادل الصور معهم والابتسامات و"الكب كيب" ويغلق ملف المشكلة، أو بالأصح يوضع تحت السلم مع "كراتين" القضايا السابقة.
أما حملة "ناطر بيت"، وما شابهها، فإنها تحرج السلطة وتكشف تدني مستوى قيادييها، ولا تمنحها حرية "انتقاء" الطرف الآخر… ولن أستبق الأحداث وأعلق عليها قبل أن أعرف هل استجاب وزير الإسكان لدعوة الشبان المعنيين بالأمر لحضور "ديوانيتهم" ونقاشهم أمام الملأ أم لا، وإن كنتُ وغيري كُثر غير متفائلين (المقرر حضوره البارحة بناء على دعوتهم الموجهة إليه)، على أن منظمي الحملة سيوجهون دعوة مماثلة إلى الرئيس السابق أحمد السعدون، باعتباره كان رئيساً للجنة الإسكانية فترةً طويلة، كي يتمكنوا من مناقشته أمام الملأ. والكثير منا يعرف أنه سيحضر، وسيتحدث وسيعرض ما لديه أمام الملأ.
لننتظر قبل أن نحكم.