احمد الصراف

أسوأ العادات وأقبح التقاليد

“>
يتجاوز وقت بعض الرحلات الجوية أكثر من عشر ساعات، يجلس المسافر، خلال أغلب وقتها، وحزام الأمان يلف نصف خصره، ساكنا قابلا بوضعه المستكين، ولكن ما ان تلمس إطارات الطائرة الأرض، وقبل ان تبدأ المضيفة بالترحيب بسلامة الوصول، والطلب من المسافرين البقاء في مقاعدهم وإبقاء الأحزمة مربوطة، وعدم تشغيل هواتفهم النقالة، حتى توقف الطائرة تماما، وإطفاء إشارة ربط الأحزمة، حتى تبدأ، وقبل أن تنهي المضيفة كلماتها، بسماع ورؤية من يتصرف عكس تعليماتها تماما، حيث يتعالى صوت فك الأحزمة ويستمر رنين تشغيل الهواتف النقالة، ويرتفع صوت إعلام الأهل والمستقبلين بسلامة الوصول! ويبالغ البعض أكثر ويقوم من مقعده، بعد التخلص من حزام الأمان «غير الضروري» ويبدأ بتنزيل حقائب يده من الخزائن العلوية، ويأخذها لينتقل لكرسي أقرب للباب، أو يقف، (كالأهبل) في ممر الطائرة، وكأنه إن لم يغادرها قبل غيره فقد تكون تلك نهايته! والغريب أن هذه الظاهرة تتزايد في طائراتنا في دولنا، وتكاد تنعدم في طائرات الدول المتقدمة!
تقول بدرية درويش في تعليق لها على هذه الظواهر الطفولية، التي تدل على انعدام النضج، انها لا تعرف حقيقة سبب كل هذا التسابق للخروج من الطائرة، فور هبوطها، فهل يتعلق الأمر بشيء لا تعرفه، أم هي للنجاة بالنفس، قبل انفجار الطائرة مثلا؟ فمن المعروف ان الجميع ستتاح له فرصة مغادرتها، كما قد تكون هناك حافلة لنقل الركاب، هذا غير طابور حاجز الجوازات وضرورة الانتظار أمام سير الحقائب، وكلها تجعل محاولة الخروج من الطائرة قبل الغير مسألة سخيفة جدا وغير ذات معنى، فكل هذا التدافع سيتبعه انتظار في نقطة أو اخرى. وتقول بدرية بأنها سرحت في أفكارها يوما، وهي لا تزال في مقعدها في الطائرة، بانتظار دورها للخروج منها، وفكرت بأننا إذا كنا بكل هذا العجز للقيام بفعل منظم بسيط، وهو الخروج من الطائرة حسب أولوية ترتيب مقاعدنا، فكيف بإمكاننا اللحاق بالأمم المتقدمة والتنافس معها؟ وإن كنا بهذه السرعة في الخروج فلماذا نفشل في مسابقات الجري؟ أليس مطلوبا منا أن نتعلم اولا كيف نقف في الطابور، وأن نتناسى «أنانيتنا» التي قد لا تفيدنا ابدا، قبل أن نتعلم كيف «نسيطر» على الأمم الأخرى؟ ولماذا يشعر بعضهم، أو يعتقد أن الوقوف في الطابور أمر مهين لكرامته؟ خاصة ان الحياة العصرية اصبحت طابورا في طابور، وليس في المسألة أفضلية لمن خرج من الطائرة قبل غيره، بل الجهل بعينه! وخلصت بدرية إلى القول بأننا عندما ننجح في الوقوف في الطابور، وهذا ما تحدانا للقيام به مرة أحد زعماء إسرائيل، فإن بإمكاننا أن نفعل أشياء عظيمة وجميلة أكثر، وحتى ذلك اليوم علينا بقبول الجلوس في المقاعد الخلفية في صالة الأمم المتخلفة! وقد لفتت ملاحظات بدرية نظري لحقيقة ان شعب اميركا مثلا استفاد من تعدد خلفيات وثقافات مكوناته، بأن أخذ من كل مجموعة أفضل ما لديها. أما في الكويت فتعدد الأعراق والثقافات دفعنا، ككويتيين ومقيمين، لأن تأخذ كل مجموعة عرقية أو ثقافية أسوأ ما عند غيرها من عادات وتقاليد قبيحة!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

ما بعد النفط…

قناة الجزيرة تمشي وتبث الرعب في قلوبنا، أو هكذا تتخيل، بطرحها السؤال القاتم الداكن: "كيف ستكون حال دول الخليج بعد نضوب النفط أو بعد العثور على طاقات بديلة؟"، ونحن، عرب الخليج، لا نلتفت إلى مثل هذه التفاهات وهذه المخاوف.
مم نخاف؟ أمامنا خيار من اثنين، إما أن نعود إلى ما كنا عليه قبل اكتشاف النفط، نتقاتل ليستحوذ بعضنا على أملاك بعض، أو أن ننتشر في أصقاع الأرض على هيئة عمالة سائبة رديئة… لا خيار ثالثاً أمامنا، بعد أن تولى أمورنا الفاسدون واللصوص والأغبياء، يساعدهم مشايخ دين وليبراليون وإعلاميون وتجار الثلاث ورقات، وسكتنا نحن خوفاً أو طمعاً.
عن نفسي، أتمنى الحل الأول، التقاتل على المال والماء والأملاك، لكن مشكلة كبيرة ستواجهنا، وهي خروج الأموال إلى الدول المتقدمة، فعلى ماذا نتقاتل؟ إذاً لا خيار أمامنا إلا الانتشار في أصقاع الأرض على شكل عمالة سائبة رديئة. (أقول رديئة لأن التعليم الرديء لا يُخرج كفاءات بالطبع).
ويا الله ما أجمل اللحظات التي ينتشر فيها أنصار السلطة من البسطاء الجهلاء في شوارع الدول المحترمة، يبيعون الفل، ويمسحون زجاج السيارات، ويهربون كلما رأوا شرطياً قادماً من هناك… ويا الله ما أحلى اللحظات التي أشاهد فيها أنصار وعاظ السلاطين جلوساً عند أبواب المساجد والجوامع، يحيط بهم أبناؤهم وبناتهم الصغار، والذباب يشكل غطاءً جوياً فوق رؤوسهم المنكسة، ويتمتمون "إنا كنا ظالمين".
صدقاً، وأقسم على ذلك، أتمنى أن أشاهد وجوه كل من كان يردد مقولة جدتي رحمها الله: "أمن وأمان… الله لا يغير علينا". وإذا كانت جدتي معذورة لأنها لم تحصل على الماجستير في علوم الإدارة، ولم تحصل على الابتدائية، ولا تقرأ ولا تكتب، فإن من كان يقرأ ويتابع ما تكتبه الصحف العالمية، وما تبثه القنوات الفضائية، ويطنش كل ذلك، ويستمر في الدفاع عن الفسدة واللصوص، يستحق أن يهيم على وجهه في الشوارع بحثاً عن خبزة حتى لو لم تكن مدهونة بالزيت، جزاء وفاقاً، بما كان يفعله ويقوله في حق المعارضة التي كانت تدافع عنه ضد الفاسدين.
اللهم أرنا هذا اليوم… قريباً.
سامي النصف

حفاظهم على قليلهم وتفريطنا في كثيرنا!

زرت في إجازتي الحالية كثيرا من المتاحف والقصور في البرازيل والأرجنتين ولاحظت أنه رغم حداثة تاريخهم فإنهم يحافظون عليه بشكل متميز وفريد رغم أنه لا يُقارن على الإطلاق بالقصور والمتاحف الموجودة في دول العالم القديم، فالإضاءة لديهم محسوبة والأحذية تغطى بأغطية خاصة حفاظا على أرضيات القصور والمتاحف، والحراسة مكثفة وكاميرات المراقبة فعالة ولا يُسمح بدخول الكاميرات الخاصة.

***

هذا الأمر يوجب النظر في أحوالنا، فأين قصور وجامعات وجوامع ومدارس ومكتبات الأمويين والعباسيين وقد كانوا أكبر الحضارات البشرية في عهدهم؟ لقد حافظ الإسبان على جامعات وقصور المسلمين بأفضل مما قام به المسلمون أنفسهم، كما حافظ كمال أتاتورك رغم علمانيته على قصور الخلفاء العثمانيين حتى أصبحت محجا للسائحين لتركيا، بينما دمرنا حتى وقت متأخر قصور ملوك وباشوات مصر والعراق إبان هوجة… الخمسينيات!

***

آخر محطة: (1) علينا أن نشكر العواصف الرملية التي غطت وحمت أغلب تراث مصر الفرعوني حتى أعاد اكتشافها الرحالة الأوروبيون ولولا تلك الرمال لتم تدميرها من قبل الغزاة الذين تعاقبوا على حكم مصر، ومنهم القائد نابليون بونابرت الذي لم يعجبه صمت أبوالهول.. فضربه بالمدفعية الثقيلة ليتكلم!

(2) رحم الله الكويتي الكبير صالح شهاب الذي ملأ الكويت بالسياح الأجانب دون أن يطلب فلسا واحدا لنفسه، هذه الأيام تدفع مئات الآلاف من الدنانير للبعض ولم نر سائحا أجنبيا واحدا جلبته تلك الأموال الضائعة!

حسن العيسى

من دون جدوى

ما الجديد عندما نطالع خبراً في الإعلام بأن الكويت في أسفل السلم الخليجي وفي مراتب متدنية في التعليم والبحث العلمي والابتكار ومناخ الاستثمار… وكل ما له صلة بالإبداع والعقل والقدرة على التجديد؟! أين الجديد في ما ذكره تقرير التنافسية العالمي قبل عشرة أيام تقريباً عن وضع الكويت المزري والمضحك وهي الدولة الأكثر إنفاقاً في مجالي الصحة والتعليم وغيرهما من مشروعات التحديث والأكثر رغاء عن تحويل الدولة إلى مركز مالي عالمي، وفي الوقت ذاته هي الأسوأ في التعليم والصحة وكل الأمور التي ظلت حكوماتها المتعاقبة تسهب في "الرغي" فيها والوعد بتصحيحها، مقارنة ببقية دول مجلس التعاون! أين الجديد في كل هذا؟! وهل هناك جديد عندما يخرج علينا عنتر من عناترة التصريحات النيابية بمجلس الملحق التكميلي للسلطة ذارفاً دموع الحزن والأسى عن وضع الكويت في دنيا الفساد ومتوعداً المسؤولين بالمحاسبة السياسية؟! من يصدقه ومن سيصدق أيضاً تصريحات أهل البشوت السوداء الكبار في مشيخة "الله لا يغير علينا" بأنهم جادون وأنهم سيعدلون وسيعتدلون في أساسهم المائل؟!
المحزن ليس أنه لا جديد حين تكشف مراكز البحوث والدراسات العالمية عن "عورات" الدولة في الصحة والتعليم والابتكار والاستثمار، المحزن أن جلودنا أصبحت سميكة وصلبة لا نكترث بهذا الخبر أو ذاك، ولا أحد يشعر بأي وخزة ألم من تلك الأخبار التي نقرأها اليوم، والتي مازلنا نشرب من مرارتها عبر سنوات طويلة في عهود هذه الإدارات السياسية الحصيفة. لم يعد الكثيرون يكترثون بمثل تلك الأخبار لأنهم أضحوا على قناعة بأنه "ماكو فايدة" من الحديث عنها وتسليط الضوء عليها.
هي السلطة الحاكمة التي علمت ونشّأت الناس على أن تكون جلودهم "ثخينة"، فمهما تحدّث المهتمون المخلصون في هذه القضايا، فلا أحد سيسمع ولا أحد سيكترث بما يقولون، فليس مهماً عند حصفاء الحكم أن تكون الكويت في أسفل السلم أو أعلاه، أو أننا نسير من سيئ إلى أسوأ في رداءة الخدمات العامة رغم مليارات الدنانير التي تهدر عليها، المهم أن يعرفوا أن زيداً وعبيداً من السياسيين محسوبان على هذا أو ذاك من الشيوخ في صراعات القصر الداخلية أو في صراعات القصر مع رموز المعارضة… المهم عند كبار حصفاء إدارات الدولة الغارقة في الفساد أن تبقى الأمور على حال "يا رب لا تغير علينا" مهما تراجعت الدولة في معظم أمورها، ومهما حوصرت حقوق الناس وحرياتهم… فليس من شأن الحصفاء وزبانيتهم في القطاع العام أو الخاص كل ما سلف… المهم أن يبقى عرض مسلسل الرداءة والفساد مستمراً والناس يشاهدونه بلا إحساس بالمأساة وغياب رد الفعل المطلوب، المهم عند حصفاء الكويت أن يتم إقناع الناس بأن سبب تعطل قطار التنمية والتطوير (وليس لدينا أي قطارات) منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي حتى اليوم هو تلك المجالس النيابية المعارضة، وأن العلة ليست فيهم بل في هذه الديمقراطية مهما كانت صورية وفي هذا الدستور مهما كان شكلياً ديكورياً.
الزميل محمد البغلي في جريدة "الجريدة" عدد الخميس الماضي يُرجع تردي الخدمات في الدولة وأخطرها "التعليم" إلى "… عدم وجود مشروع تنموي يُجمع عليه المجتمع وينشغل به بشكل حقيقي"، ربما هذا صحيح، لكن المؤكد أن أزمة الدولة تكمن في غياب الرؤية للمستقبل في بيت الحكم، وأنه لا يوجد غير مشروع حكم للسلطة لا مشروع للدولة وبقائها وازدهارها، بهذه النظرة التي تختزل الدولة إلى مؤسسة حكم لا أكثر، وتنظر إليها كما نظر لويس الرابع عشر إلى الدولة الفرنسية على أنه هو الدولة لا غير، تكمن مصيبتنا في بلد "يا رب لا تغير علينا".
احمد الصراف

فوارق حضارية مؤلمة

“>
شنسوكي هاشيدا مراسل صحافي ياباني شارك في تغطية معارك الفلوجة بين الجيش الأميركي ومسلحيين عراقيين عام 2004، التقى أثناء عمله بالصبي محمد هيثم (9 سنوات)، والذي سبق أن أصيب بشظية اخترقت إحدى عينيه، وعرضته للإصابة بالعمى، إن لم يعالج! تأثر هاشيدا بحالته ووعد بمساعدته. عاد هاشيدا إلى وطنه في إجازة قصيرة، وهناك نجح في إقناع بعض الجهات للتبرع بنقل محمد هيثم إلى اليابان لتلقي العلاج، وهكذا عاد إلى العراق ليصطحب هيثم معه، ولكن حظه قاده للوقوع بأيدي مسلحين لا تعرف الرحمة طريقها إلى قلوبهم، فقتلوه ومن كان معه، دون اعتبار لوظيفته كصحافي محايد. وما إن هدأت الأوضاع الأمنية في العراق قليلاً حتى قررت عائلته والحكومة اليابانية الرد على مقتل ابنها المواطن هاشيدا، بطريقتها الخاصة، حيث قامت ببناء مستشفى في الفلوجة لتقديم العلاج لمرضى السرطان من الأطفال! وزودت المستشفى بأفضل المعدات، ووضعته تحت إشراف الأمم المتحدة، ويعمل فيه حالياً 30 طبيباً.
وهكذا أوفت اليابان، وعائلة هاشيدا، بوعدها لمحمد هيثم ووفرت له ولآلاف غيره نعمة العلاج المجاني!
وكتب صديق معلّقاً على الخبر: يا لشقاء هؤلاء اليابانيين! فهم شعب ليس فيه نشامى ولا أسود ولا براكين غضب ولا أخوة هدلة ولا ولد ملحة، وبالتأكيد لا يوجد لديهم قادة ضرورة، ولا سماحات «دام ظلهم»، ولا تيارات، ولا مجالس ثورة، لذلك فهم إنسانيون إلى درجة العبط، ولذا نحن متخلفون وهم متقدمون، وإنسانهم محترم وإنساننا مقهور، ونكره بعضنا بعضاً وهم يبرون حتى بوعود موتاهم، ولديهم حكومة تخدم الشعب ونحن لدينا شعب يخدم الحكومة، ولدينا ثارات الحسين ولديهم ثارات يا هاشيدا!
ويقول سعد، الذي يعمل في ذلك المستشفى، والذي بني على أحدث طراز، إنه حضر احتفال السفارة اليابانية في بغداد بافتتاحه، كما حضر وزير الصحة العراقي. وتم وضع نصبين تذكاريين أمام المستشفى «للشهيد» هاشيدا، وآخر للشعب الياباني. كما ألقى محمد هيثم، الذي يحضر ليصبح طبيباً، كلمة بالمناسبة. وقال سعد إن المجال ضيق جداً لإجراء مقارنة بين الجانب الإنساني للشعب الياباني الذي قتلنا أبناءه من دون أي إحساس، وبيننا، فسيكون ذلك مضيعة للوقت، خصوصاً أننا مشغولون جداً بتحديد اليوم الذي سيبدأ فيه عيد الأضحى المقبل.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

حصاد السنين .. الفكر العلماني.. وأسباب التخلف

“>
سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر
***
هل الاسلام وتدريس مبادئه هما السبب في تخلفنا وانتشار الفساد بيننا؟!
هل هناك ارهاب ديني في وزارة التربية جعل المناهج لدينا تركز على التربية الاسلامية؟!
هل تسبب هذا الوضع في ضعف الشفافية لدينا مما جعلنا في مؤخرة القائمة للدول الاكثر شفافية والاقل فسادا والتي تتربع السويد فيها على رأس القائمة؟!
هذه الافكار يحاول بعض العلمانيين لدينا نشرها بين القراء للايحاء إليهم بأن الاسلام هو سبب مشكلاتنا وتخلفنا! ولو سألنا مسؤولا في وزارة التربية عن عدد حصص التربية الاسلامية في مناهج المرحلة الثانوية لاجاب ان عددها حصتان في الاسبوع يضاف إليهما حصة واحدة اسبوعية لمادة القرآن الكريم! ومثلها المرحلة المتوسطة! اما المرحلة الابتدائية فحصص التربية الاسلامية حصتان أسبوعيا ومثلهما لمادة القرآن الكريم! فهل هذا التركيز الذي قصده كُتّاب اعداء الدين، والذي، على حد قولهم، أرعب المسؤولين في وزارة التربية وتسبب في تخلفنا؟!
إن أسباب وجودنا في اسفل قائمة الشفافية هو ابتعادنا عن تعاليم الدين وجهلنا في فهم مقاصد الشريعة وتشويه صورة المتدينين بأقلام هؤلاء وامثالهم، فالاسلام يدعو الى النزاهة والصدق، وللاموال العامة في الاسلام حرمة، وهي المفاهيم التي حاربتها اقلام العلمانيين، ولذلك تم استبعاد كل المتدينين من المناصب التي لها علاقة بالاموال العامة، حتى العمل الخيري تم تشويهه واتهامه بما ليس فيه حتى جاءت تبرئته من المنظمات الدولية!
انني احمل التيار العلماني واتباعه في الخليج مسؤولية وجودنا في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة، فهم من يحاربون المصلحين بمقالاتهم بالطالعة والنازلة، وهم من يشوهون الاعمال الناجحة ان جاء انجازها من المتدينين، وهم من يتسببون باستبعاد هؤلاء من المناصب الحساسة بتشويه سيرتهم وتاريخهم حتى وصل بهم التطرف في التفكير الى المطالبة باجتثاثهم من الحياة العامة! وأقول لهؤلاء الزملاء في المهنة: لا تعلقوا كل اخفاقاتكم على شماعة الاسلام والدين وابحثوا عن مكمن العلة داخل ادمغتكم تجدونها متربعة على هامانكم!

بشار الصايغ

رسالة الى السيد مبارك الدويلة

اتحاشى قدر الإمكان التعليق على مقالات الكتاب، خاصة ممن يخالفونني الرأي والفكر، لقناعتي أن هذا رأيهم ويحق لهم التعبير عنه بحرية ودون أي إرهاب من الطرف الآخر، واكسر هذه القاعدة “أحيانا” حين يلفت انتباهي مقال يحمل معلومات غير صحيحة أو ما بين سطوره تزوير للحقائق.

وأجد نفسي اليوم أكسر القاعدة للتعقيب على مقال “الجنرال” مبارك الدويلة المنشور اليوم في صحيفة القبس اليوم بعنوان “الفكر العلماني.. وأسباب التخلف”.

يقول السيد مبارك في معرض مقاله – بداية الاقتباس – “انني احمل التيار العلماني واتباعه في الخليج مسؤولية وجودنا في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة، فهم من يحاربون المصلحين بمقالاتهم بالطالعة والنازلة، وهم من يشوهون الاعمال الناجحة ان جاء انجازها من المتدينين، وهم من يتسببون باستبعاد هؤلاء من المناصب الحساسة بتشويه سيرتهم وتاريخهم حتى وصل بهم التطرف في التفكير الى المطالبة باجتثاثهم من الحياة العامة!” انتهي الاقتباس. متابعة قراءة رسالة الى السيد مبارك الدويلة

سامي النصف

لماذا لا تتوحد شركات الطيران الخليجية؟!

في أميركا يتم اندماج شركات طيران عملاقة كبرى أنشئت في ولايات أو دول أميركية مختلفة (تعني دولة STATE)، في أوروبا اندمجت كذلك شركات طيران كبرى عريقة مثل الفرنسية والهولندية وغيرهما، وفي الخليج نطمح ونطمع في وحدة دولنا الخليجية، فلماذا لا نبتدئ بتوحيد شركات الطيران الخليجية التقليدية بدءا من الكويتية شمالا حتى العمانية جنوبا ليطلب منها بعد التوحد خدمة الدول الخليجية الست مجتمعة وستتناسب الرحلات بالطبع مع كم الطلب العالمي على زيارة كل عاصمة ومدينة خليجية.

***

ويمكن في هذا الصدد أن يتم تسويق الدول الخليجية مجتمعة في الاسواق العالمية ولدى وكالات السياحة الدولية كوحدة واحدة، فبدلا من أن يزور السائح دبي لثلاثة أيام ويرحل، يمكن أن يمد رحلته بعد ذلك ليزور قطر أو البحرين أو عمان أو السعودية أو الكويت، حالنا حال دول شرق آسيا أو الولايات المتحدة، فالذي يزور سنغافورة يواصل مشواره في العادة لمشاهدة هونغ كونغ وكوالامبور وبانكوك.. إلخ، والحال كذلك مع الذي يزور نيويورك، حيث تسهل له زيارة فلوريدا أو كاليفورنيا اوغيرهما.

***

ويمكن لهذه الشركة العملاقة أن يرأسها الاماراتي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وأن يكون رئيسها التنفيذي القطري الكفء أكبر الباكر، ومديرها المالي السعودي د.خالد الملحم، والتجاري البحريني طلال المسلم، ومدير عملياتها الكويتي الكابتن أحمد الكريباني، ويمكن توزيع إداراتها الأخرى على شخصيات خليجية مختلفة مختصة بعلوم الطيران.

***

آخر محطة: (1) نتحدث كثيرا عن الوحدة الخليجية ولا نعمل شيئا، لذا فلنوحد شركات الطيران الخليجية بعد تقييم أصولها ولتدفع كل دولة حصتها طبقا لحجم أساطيلها، فالدولة صاحبة الاسطول الكبير تدفع أقل والاسطول الصغير تدفع أكثر، وما نجح في أميركا وأوروبا من عمليات اندماج سينجح قطعا في الخليج.

(2) هناك لغم قارب على الانفجار الشديد، وسيسمع دويه عاليا على كل الفضائيات المحلية والدولية وضمن المجالس التشريعية وستأكل العصفورة ألسنة البعض، كما ستلتهم عصا موسى ثعابين وأكاذيب السحرة والمشعوذين وآكلي السحت، وستدخل سريعا الفئران القارضة لجحورها فمن حاربوا فيالق الكذب الصدامية لأجل شعب الكويت، فلن يعجزهم محاربة من هم أقل من ذلك بكثير.. لأجل شعب الكويت وأمواله العامة.. وما أكثر الراغبين في استباحتها.. وسرقتها!

احمد الصراف

سلوا كؤوس الطلا

“>

«سلوا كؤوسَ الطلا هل لامسَتْ فاها
واستخبروا الراحَ هل مسَّتْ ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافيةٍ
لا للسلاف ولا للورد ريّاها
ما ضرَّ لو جعلت كأسي مراشفها
ولو سقتني بصافٍ من حميّاها
هيفاء كالبان يلتفُّ النسيمُ بها
ويلفت الطير تحت الوشي عطفاها
حديثها السحر إلا أنه نغمٌ
جرتْ على فم داودٍ فغنّاها
حمامةُ الأيك. مَنْ بالشجو طارحها
ومَنْ وراء الدجى بالشوق ناجاها
ألقَت إلى الليل جيداً نافراً ورمت
إليه أذنا وحارت فيه عيناها
وعادها الشوق للأحباب فانبعثت
تبكي وتهتفُ أحياناً بشكواها
ياجارةَ الأيك. أيّامُ الهوى ذهبتْ
كالحلم آهاً لأيّام الهوى آها»
ونعيد البيت الأخير، لجماله:
«ياجارةَ الأيك. أيّامُ الهوى ذهبتْ
كالحلم آهاً لأيّام الهوى آها».
ولهذه القصيدة، التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي، قصة لفت نظري إليها الصديق فيصل المناعي، فبحثت ووجدت التالي: كان الشاعر أحمد شوقي من المعجبين بصوت المطرب محمد عبدالوهاب، وكان يخصص له أجمل قصائده ليغنيها، وبالتالي لم يجرؤ أي من منافسيه في حقل الطرب على الاقتراب من الشاعر الكبير، ومنهم أم كلثوم. لكن حب شوقي للفن دفعه يوما إلى استضافة أم كلثوم في «كرمة ابن هاني»، ووافقت على دعوته مسرورة، فقد أتتها فرصة اللقاء بأمير الشعراء، وهناك غنت وأبدعت، وطرب لها شوقي وقام من مجلسه وحياها، وقدّم لها كأسا من الطلا، أو الخمر! وهنا تصرفت أم كلثوم بلباقة كبيرة، حيث رفعت الكأس، ومست بها شفتيها من دون أن ترتشف شيئا، فقد كانت لا تشرب الخمر، وقد أُعجب شوقي بتصرّفها ولباقتها، فضلا عن إعجابه بغنائها. وفي اليوم التالي جاء لبيت السيدة أم كلثوم من يحمل رسالة من شوقي، فظنت أن بها مكافأة مالية منه لغنائها، ولكنها وجدت بداخلها قصيدة صاغها الشاعر فيها في الليلة ذاتها. ويقال إن هدية شوقي بقيت لديها لسنوات قبل أن تقرر في عام 1936، وبعد 4 سنوات من وفاة من نظمها، أن تغنيها، وهكذا وضع لها رياض السنباطي لحنا سيبقى خالداً.
وللعلم فإن أمير شعراء العربية أحمد شوقي وُلد لأب شركسي وأم يونانية، وربّته جدته لأمه، التي كانت تعمل وصيفة في بلاط الخديوي إسماعيل. ونقل عن شوقي قوله إن والده أخبره أن أصولهم «كردية».
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

ذبح… يذبح… ذبحاً!

 

أكبر أجزاء الكارثة، أن شريحةً من أبناء المجتمع أصبحت مقتنعةً تماماً بحتمية الاقتتال بين السنة والشيعة والمسيح وسائر الطوائف في الوطن الواحد، مستندين على فتاوى وخطب وتصريحات وبيانات لأسوأ خلق الله من الوحوش التي قدّمت نفسها من أهل الدين والصلاح.

مدهش ما قاله ذلك الشاب العراقي الذي تم القبض عليه وتحت ثوبه حزام ناسف وهو يستعد لتفجير الناس. شاب في الثامنة عشرة من العمر تقريباً، بكى حال القبض عليه، وأثناء التحقيق، بكى أيضاً وهو يقول: «أعطوني الكثير من المال وقالوا لي أنني ذاهب مباشرةً إلى الجنة وأعلى مراتبها»، لكن، حين سئل: «وما الهدف؟ ولماذا ستفجر الأبرياء وستقتلهم لتترك ثكالى وأيتاماً وبيوتاً يخيّم عليها الحزن»، فكانت أسوأ إجاباته: «قالوا لي لن يكتمل إسلامك حتى تتبع منهج السلف الصالح وتنتقم من أعداء الله ورسوله، وتقضي على الشرك وعبادة القبور».

بئساً لأمة تستمتع وتتفاخر وترفع أصواتها بالتكبير وهي تشاهد مناظر الذبح وسفك الدماء. وبئساً لأولئك الذين يبرّرون للذبح، ممن جعلوا أنفسهم أئمةً على الناس، وعلماء لا علاقة لهم بدين الله، وأصحاب منابر وإمامة صلاة هي إلى رضا الشيطان أقرب. وبئساً لمن يرقص وهو يرى مشهد قتل مسلم «شيعي» ويصفه بالكافر والنصيري، تماماً كمن يتابع قتل مسلم «سني» ويصفه انتصاراً على أهل الباطل.

كارثة عظيمة حلت بالأمة. ولعل انتشار مشاهد الذبح على شبكة اليوتيوب هي واحدة من أكبر فضائح هذه الأمة، ليس لأنها أمة مجرمة تعشق الدماء، ولكن لأن هناك أهل إجرام وعصابات قتل مدفوعة الأجر تتسمى بطوائفها والطوائف منها براء. والأخطر أن تتحوّل العصابات والمرتزقة والمجرمون إلى أهل دين وتقوى وصلاح، لأنهم يقتلون بعضهم البعض تنفيذاً لمؤامرات رؤوس كبيرة تريد أن تُبقي أبناء الأمة في تناحر دائم، وذبح على الهوية، ونزيف دم لا يتوقف.

وأكبر أجزاء الكارثة، أن شريحةً من أبناء المجتمع أصبحت مقتنعةً تماماً بحتمية الاقتتال بين السنة والشيعة والمسيح وسائر الطوائف في الوطن الواحد، مستندين على فتاوى وخطب وتصريحات وبيانات لأسوأ خلق الله من الوحوش التي قدّمت نفسها من أهل الدين والصلاح.

حين يتعرض مسلم شيعي للقتل، يأتي أولئك المسوخ ليقولوا: «هذا انتقام لمن قتل أهل السنة في العراق وسورية ولبنان و..و..و…»، ويحدث العكس حين يُقتل مسلم سني، ينبري البعض ليعلن عن موقفه المؤيد لقتل أحفاد بني أمية! ثم ينصاع الكثيرون لواحد من الطرفين الإجراميين بلا عقل، والنقطة الفاصلة في الموضوع، هي أن أولئك الذين يمارسون القتل على الهوية والمذهب والطائفة والاسم، ليسوا سوى عصابات تتسلم الأموال لتقتل. هم أدوات للقتل، ولا علاقة للمذاهب بمواقفهم وبجرائمهم حتى يُصدق بعض الناس حقيقة أن ذلك القتال ما هو إلا نصر للأمة الإسلام، و»تكبير: الله أكبر».

المفجع، أن فئةً من الشباب ومن الجنسين، أصبحوا يتابعون كل مشاهد القتل الطائفية على اليوتيوب، ويشتركون بكثافة في كتابة التعليقات التي تخرج ما في صدورهم من أمراض وأحقاد، ويصفقون للقتل ويفرحون. نعم، هي فئة قليلة، لكنها تشكل من خلال ما تكتبه من تعليقات هوساً طائفياً للقتل، تأسس على أن المعركة هي معركة يجب أن تنتصر فيها الطائفة، القبيلة، الأتباع، الأنصار، حتى أصبح من الصعب جداً إقناعهم بأن كل تلك الجرائم والمجازر والمذابح لا علاقة لها بالدين الإسلامي ولا بالمذاهب! لأن وراءها أقطاب قوى وأصحاب نفوذ ومال يضعون السلاح والقنابل والمتفجرات في يد ذلك المرتزق الذي لا مانع لديه من أن يفجّر مساجد وأسواقاً ومآتم وسيارات لطالما هو استلم مبلغ جريمته النكراء الوحشية مسبقاً.

هناك فئة كبيرة من أبناء المجتمع الإسلامي فقدت عقلها وقيمها ودينها لأنها تستمتع بالذبح، تُكبر بأعلى صوتها للقتل، فأي إسلام هذا وأين الأتقياء من علماء الأمة؟ ولماذا تنشط فضائيات وتظهر وجوه قبيحة لا بارك الله فيها تدعو وتحرّض وتؤجّج وتشعل قلوب الناس لتجعلهم، وبعد جملة من الفبركات والأكاذيب والأفلام الطائفية التأجيجية المؤثرة، مستعدين لأن يقتلوا أبناء الطوائف الأخرى، فقط لأنهم صدقوا الأكاذيب.. بل ويدافعون عنها بكل قوة على أنها حقائق وليست أكاذيب؟ إنه الإعلام المجرم الوقح الساقط، الذي يصفق له المجرمون الساقطون.

ترى، هل يمكن أن نتأمل في نص الحديث النبوي الشريف هذا: «يا معشر المهاجرين، خصال خمس إن ابتليتم بهم ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن. لم تظهر الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ ما في أيديهم، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم»… صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بأسهم بينهم ونقطة آخر السطر.