هولندا الشقيقة تعاني الأمرين وأكثر. فقبل سنوات تلقت بلدية إحدى مدنها رسالة غاضبة من مواطنة تحتج على عدم وجود أو عدم كفاية دورات المياه الخاصة بالمعاقين في بعض المطاعم، فجاء رد السلطات: "نعتذر، وستتم معالجة الخطأ"، وتم ذلك في عجالة.
وفي الكويت الثرية الشقية (سقط حرف القاف عمداً وقرفاً) يطرح رئيس البرلمان استفتاء عن أولويات المواطنين، فتظهر النتائج، على ذمة الراوي، والراوي هو رئيس البرلمان، كالتالي: الإسكان فالصحة فالتعليم!
والبعيد عن الكويت يتوقع أن الطفل المولود، بمجرد انتهائه من صرخة الولادة، يتسلم أوراق منزله، ويظن (البعيد عن الكويت) أن "مايو كلينيك" الموجودة في ولاية مينيسوتا هي الفرع، بينما المبنى الرئيسي موجود في ولاية المنقف خلف المضخة…
البعيد عن الكويت لو قلت له إن المرضى يتلقون العلاج في ممرات المستشفيات لعدم وجود أسرّة تكفي، لصفعك بظهر يده ومشى وتركك تفرك مكان الصفعة… البعيد عن الكويت لو قرأ مناهج التعليم لظن أنها مناهج الصومال أو تنزانيا.
البعيد عن الكويت، يتوهم أن حكومة الكويت انتهت من حل كل المشاكل، وجلست تستمع وتستمتع بأغاني صابر الرباعي، بعد أن زرعت كل الطرق، وشقت الجداول وأنشأت البحيرات الصناعية، وأقامت عليها المتنزهات، لكن الكويتيين اختلفوا على لون الورود، وعلى لون المظلة التي تظلل الكويت صيفاً، وعلى تصميمها.
ونقول للمتفائل البعيد عن الكويت: "خليك بعيد خليك بلاش تقرّب"، بلاش تقرّب وتكتشف أن جامعة الكويت اليتيمة لا مواقف فيها للسيارات، وقاعات المحاضرات فيها لا تختلف كثيراً عن مخيم اليرموك، والمبنى الرئيسي لوزارة الداخلية يغبط مكب النفايات في لندن على نظافته، ومطارها الوحيد يسبب القرف للكلاب الضالة، ويا ليل يا عين.