كما قلت سابقاً: "حكوماتنا المتعاقبة متشابهة… الفرق في السيريال نمبر الملصق على ظهر الكرتون"، هي هي، وبعض الوزراء يتسلم حقيبة وزارة، فيبدّل أرقام الحقيبة ويشفطها شفطاً جماً، ويترك الوزارة بعد رحيله منطقة سياحية للبوم النعاق.
ومحمد العبدالله أحد أبناء الأسرة الحاكمة الفاعلين، ووزير لأكثر من وزارة، ومع ذا يشتكي البيروقراطية والدورة المستندية، ويكاد يبكي لتعطيل حال البلد! يقول ما قاله وهو ابن النظام، وابن الحكومات المتعاقبة، حتى قبل أن يتولى المناصب الوزارية.
ويثبت محمد العبدالله كلامه بالأدلة "تصليح الحمامات في المستشفيات يستغرق من شهرين إلى ثلاثة"، ويكاد يفتح فمه دهشة، ونكاد نموت نحن قهراً. ويشتكي العبدالله حفظه الله ورعاه ضيق ذات اليد، ويبين لنا أن وزارته، وزارة الصحة، تعتمد على المتبرعين والمحسنين، فنتخيل وزارته تجلس عند باب الجامع بعد صلاة الجمعة، والكرتون المفتوح في حضنها، وطفلها يجري ويلعب حولها.
ما علينا… أمر واحد يشغل ذهني: إذا كان كل هذا الفشل في إدارة الدولة في ظل وجود كل هذه الفوائض المليارية المتناثرة على الطاولة، فكيف سيكون حالنا لو كنا في بلد فقير؟
وكما قال السوداني بعد أن استوى مزاجه: "أنا متأكد أن القهوة ما تنزل للبطن أبداً، دي تروح للدماغ طوالي"، وأقول معه: "أنا متأكد أن تصريحات وزرائنا وتصرفاتهم ما تدخل العقل أبداً، دي تروح للقولون طوالي".