رغم طرفة مقولة بعض المعلقين الرياضيين «نتمنى فوز الفريقين»، وهو امر مستحيل، كون اللعبة الرياضية تنتهي دائما اما بفوز احد الفريقين او بالطبع التعادل الايجابي حيث يتبادل الفريقان تسجيل الاهداف في مرمى بعضهما البعض، او السلبي حين يذهب جهد الفريقين سدى دون تسجيل اي هدف.
***
قواعد اللعبة السياسية تختلف عن اللعبة الرياضية، حيث يعمد بعض المتنفذين ومعهم احيانا بعض الحكام الى خسارة الفريقين المتباريين او المتحاربين معا، وهو امر جرب بوضوح ابان الحرب العراقية ـ الايرانية والحرب الاهلية اللبنانية عندما كان يتم تسليح كل الاطراف ويتم اضعاف القوى وتقوية الضعيف حتى تستمر الحرب وتبقى الاطراف في حالة اعتراك واحتراب حتى لا يبقى في ديار المتحاربين.. حجر فوق حجر!
***
الوضع هذه الايام في سورية ومصر وتونس والعراق واليمن وليبيا وغيرها من دول ربيع الدمار العربي يتم لعبه على مبدأ «خسارة الفريقين» معا، لذا لا يصدق احد اكاذيب وشائعات ان هذا الطرف او ذاك سيحسم الامر قريبا، فمازالت المباريات السياسية العربية ـ رغم كل ما يقال ـ في دقائقها الاولى ومازلت اذكر ان الحرب الاهلية اللبنانية سميت في سنواتها الاولى «الاحداث اللبنانية» املا ان تنتهي خلال ايام.. فاستمرت 17 عاما!
***
آخر محطة: قلنا ونقول ان العرب هم آخر الهنود الحمر، لذا فهم امة ستبقى في حالة احتراب متواصل حتى تقول ام آخر عربي هندي احمر لابنها: ابك كالنساء على بلدان زاهرة لم تحافظ عليها كالرجال.