اليوم: 15 سبتمبر، 2013
حفاظهم على قليلهم وتفريطنا في كثيرنا!
زرت في إجازتي الحالية كثيرا من المتاحف والقصور في البرازيل والأرجنتين ولاحظت أنه رغم حداثة تاريخهم فإنهم يحافظون عليه بشكل متميز وفريد رغم أنه لا يُقارن على الإطلاق بالقصور والمتاحف الموجودة في دول العالم القديم، فالإضاءة لديهم محسوبة والأحذية تغطى بأغطية خاصة حفاظا على أرضيات القصور والمتاحف، والحراسة مكثفة وكاميرات المراقبة فعالة ولا يُسمح بدخول الكاميرات الخاصة.
***
هذا الأمر يوجب النظر في أحوالنا، فأين قصور وجامعات وجوامع ومدارس ومكتبات الأمويين والعباسيين وقد كانوا أكبر الحضارات البشرية في عهدهم؟ لقد حافظ الإسبان على جامعات وقصور المسلمين بأفضل مما قام به المسلمون أنفسهم، كما حافظ كمال أتاتورك رغم علمانيته على قصور الخلفاء العثمانيين حتى أصبحت محجا للسائحين لتركيا، بينما دمرنا حتى وقت متأخر قصور ملوك وباشوات مصر والعراق إبان هوجة… الخمسينيات!
***
آخر محطة: (1) علينا أن نشكر العواصف الرملية التي غطت وحمت أغلب تراث مصر الفرعوني حتى أعاد اكتشافها الرحالة الأوروبيون ولولا تلك الرمال لتم تدميرها من قبل الغزاة الذين تعاقبوا على حكم مصر، ومنهم القائد نابليون بونابرت الذي لم يعجبه صمت أبوالهول.. فضربه بالمدفعية الثقيلة ليتكلم!
(2) رحم الله الكويتي الكبير صالح شهاب الذي ملأ الكويت بالسياح الأجانب دون أن يطلب فلسا واحدا لنفسه، هذه الأيام تدفع مئات الآلاف من الدنانير للبعض ولم نر سائحا أجنبيا واحدا جلبته تلك الأموال الضائعة!
من دون جدوى
فوارق حضارية مؤلمة
“>
شنسوكي هاشيدا مراسل صحافي ياباني شارك في تغطية معارك الفلوجة بين الجيش الأميركي ومسلحيين عراقيين عام 2004، التقى أثناء عمله بالصبي محمد هيثم (9 سنوات)، والذي سبق أن أصيب بشظية اخترقت إحدى عينيه، وعرضته للإصابة بالعمى، إن لم يعالج! تأثر هاشيدا بحالته ووعد بمساعدته. عاد هاشيدا إلى وطنه في إجازة قصيرة، وهناك نجح في إقناع بعض الجهات للتبرع بنقل محمد هيثم إلى اليابان لتلقي العلاج، وهكذا عاد إلى العراق ليصطحب هيثم معه، ولكن حظه قاده للوقوع بأيدي مسلحين لا تعرف الرحمة طريقها إلى قلوبهم، فقتلوه ومن كان معه، دون اعتبار لوظيفته كصحافي محايد. وما إن هدأت الأوضاع الأمنية في العراق قليلاً حتى قررت عائلته والحكومة اليابانية الرد على مقتل ابنها المواطن هاشيدا، بطريقتها الخاصة، حيث قامت ببناء مستشفى في الفلوجة لتقديم العلاج لمرضى السرطان من الأطفال! وزودت المستشفى بأفضل المعدات، ووضعته تحت إشراف الأمم المتحدة، ويعمل فيه حالياً 30 طبيباً.
وهكذا أوفت اليابان، وعائلة هاشيدا، بوعدها لمحمد هيثم ووفرت له ولآلاف غيره نعمة العلاج المجاني!
وكتب صديق معلّقاً على الخبر: يا لشقاء هؤلاء اليابانيين! فهم شعب ليس فيه نشامى ولا أسود ولا براكين غضب ولا أخوة هدلة ولا ولد ملحة، وبالتأكيد لا يوجد لديهم قادة ضرورة، ولا سماحات «دام ظلهم»، ولا تيارات، ولا مجالس ثورة، لذلك فهم إنسانيون إلى درجة العبط، ولذا نحن متخلفون وهم متقدمون، وإنسانهم محترم وإنساننا مقهور، ونكره بعضنا بعضاً وهم يبرون حتى بوعود موتاهم، ولديهم حكومة تخدم الشعب ونحن لدينا شعب يخدم الحكومة، ولدينا ثارات الحسين ولديهم ثارات يا هاشيدا!
ويقول سعد، الذي يعمل في ذلك المستشفى، والذي بني على أحدث طراز، إنه حضر احتفال السفارة اليابانية في بغداد بافتتاحه، كما حضر وزير الصحة العراقي. وتم وضع نصبين تذكاريين أمام المستشفى «للشهيد» هاشيدا، وآخر للشعب الياباني. كما ألقى محمد هيثم، الذي يحضر ليصبح طبيباً، كلمة بالمناسبة. وقال سعد إن المجال ضيق جداً لإجراء مقارنة بين الجانب الإنساني للشعب الياباني الذي قتلنا أبناءه من دون أي إحساس، وبيننا، فسيكون ذلك مضيعة للوقت، خصوصاً أننا مشغولون جداً بتحديد اليوم الذي سيبدأ فيه عيد الأضحى المقبل.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
حصاد السنين .. الفكر العلماني.. وأسباب التخلف
“>
سألت صحافياً من الاخوان المسلمين عن نهاية هذه التظاهرات اليومية ومصير مسيراتهم السلمية. فقال انهم سيستمرون في التظاهرات، التي تزداد اعدادها كل اسبوع بشكل ملحوظ، ثم سننتقل تدريجيا إلى العصيان المدني والاضراب العام وعندها سيضطر المخلصون في الجيش الى وضع حد لهذا الوضع بالتدخل لانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي والأمني الذي بدأت مظاهره منذ فترة ليست بالقصيرة. ولما ابديت تخوفي من استعمال القوة والسطوة لضربهم واعتقالهم، أجابني: ما الذي يمكن ان يفعلوه اكثر مما فعلوه في «رابعة» و«النهضة» والمنصة؟! وكم يمكن أن يسجنوا اكثر من الخمسين ألفاً من المنتمين إلى الاخوان القابعين في السجون تحت التعذيب ومن دون محاكمات، وإن تمت محاكمتهم فهي على الأرجح محاكمات صورية واحكامها معلبة وجاهزة؟! لقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل القمع! والمعركة الآن بين من يؤمن بفكرته ويكافح من اجلها وبين من لا يملك من المبادئ والافكار غير الخرطوش والمطاطي والرصاص الحي. إن الانقلاب يا صاحبي فشل، وهو الآن في العناية المركزة يحاول اعداء مصر ان ينفخوا فيه الروح مستعينين بخبرات الاسرائيليين واموال اخواننا وبعض أهلنا في الخليج، هدفهم ألا يروا مصر رائدة للامة العربية وقائدة للامة الاسلامية كدولة حضارية في كل شيء. سألته: ألا تخشى من ان تتحول مصر الى سوريا ثانية؟! قال: لن نرفع السلاح في وجه اخواننا العسكريين حتى وان طحنوا اجسادنا بجنازير الدبابات. عندها ادركت ان صاحب الفكرة والمبدأ هو الذي سينتصر في النهاية. اللهم احفظ مصر وشعب مصر
***
هل الاسلام وتدريس مبادئه هما السبب في تخلفنا وانتشار الفساد بيننا؟!
هل هناك ارهاب ديني في وزارة التربية جعل المناهج لدينا تركز على التربية الاسلامية؟!
هل تسبب هذا الوضع في ضعف الشفافية لدينا مما جعلنا في مؤخرة القائمة للدول الاكثر شفافية والاقل فسادا والتي تتربع السويد فيها على رأس القائمة؟!
هذه الافكار يحاول بعض العلمانيين لدينا نشرها بين القراء للايحاء إليهم بأن الاسلام هو سبب مشكلاتنا وتخلفنا! ولو سألنا مسؤولا في وزارة التربية عن عدد حصص التربية الاسلامية في مناهج المرحلة الثانوية لاجاب ان عددها حصتان في الاسبوع يضاف إليهما حصة واحدة اسبوعية لمادة القرآن الكريم! ومثلها المرحلة المتوسطة! اما المرحلة الابتدائية فحصص التربية الاسلامية حصتان أسبوعيا ومثلهما لمادة القرآن الكريم! فهل هذا التركيز الذي قصده كُتّاب اعداء الدين، والذي، على حد قولهم، أرعب المسؤولين في وزارة التربية وتسبب في تخلفنا؟!
إن أسباب وجودنا في اسفل قائمة الشفافية هو ابتعادنا عن تعاليم الدين وجهلنا في فهم مقاصد الشريعة وتشويه صورة المتدينين بأقلام هؤلاء وامثالهم، فالاسلام يدعو الى النزاهة والصدق، وللاموال العامة في الاسلام حرمة، وهي المفاهيم التي حاربتها اقلام العلمانيين، ولذلك تم استبعاد كل المتدينين من المناصب التي لها علاقة بالاموال العامة، حتى العمل الخيري تم تشويهه واتهامه بما ليس فيه حتى جاءت تبرئته من المنظمات الدولية!
انني احمل التيار العلماني واتباعه في الخليج مسؤولية وجودنا في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة، فهم من يحاربون المصلحين بمقالاتهم بالطالعة والنازلة، وهم من يشوهون الاعمال الناجحة ان جاء انجازها من المتدينين، وهم من يتسببون باستبعاد هؤلاء من المناصب الحساسة بتشويه سيرتهم وتاريخهم حتى وصل بهم التطرف في التفكير الى المطالبة باجتثاثهم من الحياة العامة! وأقول لهؤلاء الزملاء في المهنة: لا تعلقوا كل اخفاقاتكم على شماعة الاسلام والدين وابحثوا عن مكمن العلة داخل ادمغتكم تجدونها متربعة على هامانكم!
رسالة الى السيد مبارك الدويلة
اتحاشى قدر الإمكان التعليق على مقالات الكتاب، خاصة ممن يخالفونني الرأي والفكر، لقناعتي أن هذا رأيهم ويحق لهم التعبير عنه بحرية ودون أي إرهاب من الطرف الآخر، واكسر هذه القاعدة “أحيانا” حين يلفت انتباهي مقال يحمل معلومات غير صحيحة أو ما بين سطوره تزوير للحقائق.
وأجد نفسي اليوم أكسر القاعدة للتعقيب على مقال “الجنرال” مبارك الدويلة المنشور اليوم في صحيفة القبس اليوم بعنوان “الفكر العلماني.. وأسباب التخلف”.
يقول السيد مبارك في معرض مقاله – بداية الاقتباس – “انني احمل التيار العلماني واتباعه في الخليج مسؤولية وجودنا في اسفل قائمة الشفافية والنزاهة، فهم من يحاربون المصلحين بمقالاتهم بالطالعة والنازلة، وهم من يشوهون الاعمال الناجحة ان جاء انجازها من المتدينين، وهم من يتسببون باستبعاد هؤلاء من المناصب الحساسة بتشويه سيرتهم وتاريخهم حتى وصل بهم التطرف في التفكير الى المطالبة باجتثاثهم من الحياة العامة!” انتهي الاقتباس. متابعة قراءة رسالة الى السيد مبارك الدويلة