هناك صراع خفي، يبدو فاشلا في جانب، ومحموما في جانبه الآخر، يدور بين الدول البترولية، والعربية بالذات، والدول المستهلكة له كأوروبا والهند والصين واليابان وكوريا، وخصوصا تلك التي لا تمتلك اي مصادر طاقة، والتي تقوم ببذل كل جهد للتقليل من استهلاكها للبترول وعدم استيراد المزيد منه، إن كان عن طريق ترشيد الاستهلاك، أو زيادة انتاج وكفاءة السيارات الكهربائية أو التي تسير بالطاقة المتولدة عن حرق السكر.
وفي محاولة ذكية وبسيطة جدا لتوفير ملايين ليترات الوقود التي تضيع سنويا أثناء قيام اصحاب المركبات بالبحث عن مواقف خالية لإيقاف سياراتهم في الساحات الواسعة أو المواقف المتعددة الطوابق، قام مواطن كوري جنوبي بابتكار فعال، سينتشر سريعا في العالم، اعتمد على ربط بالون بلون براق مدون عليه ما يفيد بوجود موقف خال، بحبل لا يزيد طوله على ثلاثة امتار، وتثبيته في وسط كل المستطيلات المخصصة لوقوف السيارات ضمنها. فإن قامت اي سيارة بالوقوف في ذلك المستطيل، فإن مقدمة أو مؤخرة السيارة تدفع الحبل، وهي تدخل في الموقف، ليصبح تحت المركبة، فينخفض البالون بصورة تلقائية الى مستوى الأرض. وما ان يترك صاحب السيارة المكان، حتى يعود البالون بصورة تلقائية، للارتفاع فوق المكان الخالي ليبين للسائقين الآخرين وجود موقف فارغ، فيتوقفون عن البحث والدوران في الموقف من دون جدوى! وقد ساعدت هذه الطريقة الكثيرين في الاستدلال على الأماكن الخالية بسرعة قياسية ومن دون هدر وقت ووقود بلا داع! ويمكن من خلال الرابط التالي مشاهدة كيف يعمل هذا النظام البسيط ومدى فعاليته:
ما نود قوله هنا ليس الدعاية لهذا المنتج، الذي يمكن تصنيعه محليا بجهد قليل، بل لكي نبين أننا، كدول نفطية، لم نقم بأي جهد حقيقي استعدادا لليوم الذي سينتهي فيه دور النفط، أو على الأقل لليوم الذي سوف تقل فيه أهميته للعالم، وهو يوم آت لا محاله! فمن الواضح، من تصرفات حكوماتنا، أن التنمية آخر همومها، وخلق الوظائف لعشرات آلاف الخريجين، الذين سيغرقون سوق العمل لا يشكل مصدر قلق لها، وهي لا شك تؤمن بأن الاكتفاء بعملية «اختلاق» آلاف الوظائف الحكومية، و«سد حلوج» الخريجين برواتب مجزية كاف، لحين حدوث معجزة ما!
***
• ملاحظة: نرحب بعودة الشيخ محمد الخالد الى وزارة الداخلية، ونتمنى ان نرى حزما أكثر في تطبيق القوانين، وتقديرا أفضل لكل مواطن ووافد مخلص. وان تتوقف بعض قيادات الداخلية عن إهانة كرامة المقيم وجعله يعيش تحت رعب هاجس الترحيل.
أحمد الصراف