الشهر: أغسطس 2013
كلنا اليوم مصريون!
في حرب الدولة والشرعية المصرية التي يرأسها القاضي الجليل عدلي منصور ويقف على يمينه الفريق الحازم عبد الفتاح السيسي لا يمكن لعربي او مسلم او خليجي ان يأخذ موقف الحياد بين الحق والباطل، الشرعية والخروج على الشرعية، بين الأمن و القتل، الاستقرار والفوضى، ان تبقى مصر قلب العروبة والاسلام النابض او تسقط بيد زعامات العنف والارهاب والمخططات المشبوهة التي يسوّق لها التنظيم السري للقطبيين الجشعين!.
***
وواضح مما يرى بالعين المجردة ان ذلك التنظيم الدولي المشبوه يروم الى خلق حالة صوملة وافغنة وعرقنة وسودنة على ارض الكنانة ضمن مخطط بلقنة دول المنطقة المنطلق قطاره بقوة في العراق وسورية واليمن والسودان وليبيا وتونس والبقية على الطريق، والا فلماذا يتعمد القطبيون ضرب هيبة الدولة والتعدي على رجال الجيش والامن واشعال نيران الفتنة عبر التعدي على كنائس الشركاء في الوطن المصري؟
***
ان مصر الكنانة هي بمنزلة القلب من جسد العروبة فإذا ما توقف القلب، انشلت وماتت الاطراف وسهل بترها والاستحواذ عليها ونعني بدول الاطراف بلدان الخليج والمغرب العربي التي سيأتيها الدور سريعا اذا ما سمحنا بسقوط مصر وتقسيمها على يد من يدعي محبتها وهو يخدم مخططات اعدائها.
***
ان مصر اليوم في عين العاصفة التي تعتزم ان تنتزعها من جذورها وتجعلها بمثابة كومة قش تذروها رياح يوم عاصف، ان علينا كعرب وكخليجيين ان نرفع شعار «كلنا اليوم مصريون» وان نبادر لدعم الشرعية القائمة في قاهرة المعز بالمال والسلاح والرجال وليس في الامر غرابة فقد سبق للجيوش العربية ان ارسلت قوات ايام الرئيسين عبدالناصر والسادات الى حدود مصر ابان حروب 67 والاستنزاف و73، ويمكن هذه الايام ارسال قوات ردع عربية مدججة بالدبابات والمدرعات والطائرات للانتشار على حدود مصر المخترقة مع جيرانها، اما الداخل فقوات الجيش والامن المصري كفيلة بارجاعهم من حيث أتوا.
***
آخر محطة: 1 – أمور كثيرة عملها الرئيس محمد حسني مبارك ولم نفهمها في حينها حتى اصطبغت شوارع المدن المصرية السوداء بالدماء الحمراء فأيقظتنا، ومنها اهمية قانون الطوارئ في استتباب الأمن وضرورة ابقاء المتطرفين والمنحرفين قابعين في السجون، وحتمية نشر حاملات الجنود طوال العام على الشوارع والتقاطعات الرئيسية في القاهرة وبقية المدن الاخرى لاظهار هيبة الدولة وسطوتها حتى لا يتجرأ احد على التعدي عليها، كما يحدث هذه الايام.
2 – من أهم اعراض مخططات التدمير والحروب الاهلية في الدول، بدء عمليات القناصة المجهولين فيها التي سيتلوها سريعا بدء عمليات السيارات المفخخة، وقى الله مصر من الشرور الماحقة التي تخطط لها.
.. لمن نحن على الأرض؟
“>لا شك أن الفوارق بيننا وبين اليابان تشمل كل مجال، ولا يوجد استثناء واحد، فهي أفضل منا بصناعاتها ونظافتها، وحتى بخلق شعبها وأدبهم! وقد يكون سبب ذلك أن اليابان تقوم بالتركيز الشديد على تضمين مناهج مدارسها من المراحل الأولى مادة الأخلاق. أما تدريس الدين، فمسؤولية ذلك تقع على عاتق الأبوين، ولم يتبين، خلال المائة عام الماضية على الأقل، وهو ما يعادل تاريخ التعليم المنتظم في الكويت، أن تقاعس اليابان عن تدريس الدين قد نتج عنه شعب همجي كاذب، يتّصف بسوء الخلق ونقص التربية! وبالتالي، استعاضتهم بمادة «الطريق إلى الأخلاق» هي التي خلقت الإنسان الياباني الحديث، المجدّ والدقيق والصادق في تعامله، على الأقل أكثر منا!
ما وعته اليابان لم يكن مصادفة، فقد وعته قبلها شعوب أوروبا المتقدمة، بعد أن تبين لها أن جميع ما مرت به من تجارب مأساوية رهيبة وحروب طاحنة قتلت الملايين على مدى مئات السنين كان سببها زج الدين في التعليم، ومن بعدها في السياسة. ولم تهدأ أمورهم وتستقر أحوالهم وتزدهر اقتصاداتهم إلا بعد التخلّص من ذلك الضغط. كما لم يحدث ذلك التطور نحو «الأنسنة» سهلاً، فقد كان أن مهّدت له تجارب عصر النهضة في القرنين 15 و16 وما تبعهما من تطورات في القرن الـ18، والتي كانت نتيجتها سيادة العلم على الحياة، وهذا ما نتج عنه تقدّم الدول الغربية في كل مجال. ونجد بالتالي أن تجارب هذه الدول الكبيرة ماثلة أمامنا ولسنا بحاجة إلى أن نمر بكل ما مرت به من مآسٍ، وما علينا سوى الأخذ بها، وسنرى العجب. ولكن، المؤسف أن نلاحظ أن ما يحدث عندنا هو العكس تماماً، أكرر العكس تماماً! فبدلاً من أن تتطور مفاهمينا، على ضوء ما حدث في مصر أخيراً، والفساد والخراب اللذين تسبب فيهما الحكم الديني فيها، وما تسبب فيه ملالي إيران والسودان وسيتسبب به إخوان تونس وليبيا، في وقف تطور أوطانهم، لا يزال هناك من يعتقد بأن زيادة الجرعة الدينية في مناهجنا هي الحل لأطنان مشاكلنا وتخلّفنا الشامل. فقد قامت مريم الوتيد، التي لم يجد الوزير نايف الحجرف أفضل منها في الكويت كلها وكيلة لوزارة التربية، بالطلب من اللجنة المشكّلة لتحديث مناهج التعليم، وهي اللجنة التي وضعنا كل آمالنا فيها للتخلّص من إرث الإخوان والسلف، الذين عاثوا في مناهج التربية فساداً على مدى أكثر من ثلاثة عقود، طلبت منهم إدخال آيات وأحاديث دينية في منهج علوم الرياضيات! وهذا يعني، بمفهومها، أن دمج جدول الضرب بالدين سينتج عنه تلميذ أكثر فهماً!
لا ألوم السيدة الوكيلة على قرارها، بقدر ما ألوم الوزير الساكت، والحكومة التي لم تبين يوماً «فلسفتها في الحياة»! فهل وجودنا في هذه الدنيا مؤقت، لكي نتعبّد فقط، وبالتالي يمكن اعتبار قرار الوكيلة صائباً، أم أننا وُجدنا على هذه الأرض لنعمرها ونصلحها وننشر الحياة والخير فيها؟ وفي هذه الحالة على الوكيلة أن تستقيل أو تقال لتذهب إلى بيتها.
سؤال قد لا نسمع أو نقرأ إجابة عنه، وبالتالي ستبقى الوكيلة في منصبها لتزيد تخلفنا تخلفاً!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
الحل.. بحل الجماعة!
بدأت الجماعة ومنذ نشأتها الأولى بأعمال العنف والتفجير والاغتيال ابان عهد الملك فاروق الذي أيدها وناصرها في مقابل معارضة حزب الوفد إلا أنها ردت عليه باغتيال رؤساء وزاراته من حلفائه السعديين أمثال ماهر والنقراشي وحاولوا اغتيال ثالثهم رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادي الذي أصدر أمرا بحل الجماعة عام 1948 وانتهى باغتيال مؤسسها حسن البنا وتوقفت على أثر ذلك عمليات التفجيرات والاغتيالات وإن كانت الجماعة حسبت لاحقا كأحد الأطراف التي تم اتهامها بالوقوف خلف حريق القاهرة الشهير في يناير عام 1952.
***
مع قيام انقلاب يوليو 1952 أعيد الاعتبار للجماعة بعد أن تم حل كل الأحزاب الأخرى وأدخلت في الحكومة وتمت محاكمة قتلة مؤسسها ضمن محاكمات محكمة الغدر نوفمبر 53 إلا أن الجماعة أرادت الوصاية على قرارات مجلس الثورة فبدأ خلاف انتهى بمحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر في أكتوبر 54 وحل الجماعة حلا نهائيا بعد عامين من السماح لها بالعمل (توسط الملك سعود فسُمح في 25/ 3/ 1954 بعودة الجماعة للعمل وتسليمها ممتلكاتها بعد ان حلها الرئيس محمد نجيب في 14/ 1/ 1954) وتكرر الأمر في الستينيات عندما أطلق عبدالناصر سراح قياداتها عام 60 فتمت محاولة اغتياله ونسف الجسور والمباني في أغسطس عام 1965.
***
وأطلق الرئيس السادات سراح الإخوان وأعاد الاعتبار إليهم تحت قيادة عمر التلمساني وأطلق يدهم في النقابات المهنية والاتحادات الطلابية لسحب البساط من القيادات القومية والناصرية واليسارية والماركسية إلا أنهم انقلبوا عليه وتوج خلافهم بقتله في 6/ 10/ 1981 وتلاه تفشي عنفهم في مناطق الصعيد وذهب المئات ضحية لذلك العنف غير المبرر.
***
كان أول قرار اتخذه الرئيس مبارك مع تسلمه الحكم هو إطلاق سراحهم من السجون ومحاولة الوصول لقواسم مشتركة معهم مثل الاتفاق على مشروع محاربة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان الذي كان في بدايته واستمرت الهدنة حتى انتهاء تلك الحرب عام 89 الذي تلاه قيام الجماعة بقتل الرجل الثاني في مصر عام 90 ونعني رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ثم محاولة اغتيال الرئيس مبارك عام 95 وقتل 58 سائحا في الأقصر عام 97 وعشرات العمليات الإرهابية الأخرى، مما جعلهم يدخلون في مواجهات مباشرة مع الدولة انتهت بمراجعاتهم الشهيرة وقرارهم بوقف العنف من داخل السجون.
***
إن القرار الأنسب للدولة المصرية هذه الأيام هو إصدار قرار يدين عنف الجماعة القطبية ويعلن حلها وإبعاد العناصر والقيادات المتطرفة منها وتجريم صلتها بالتنظيم الدولي المخرب قبل أن يسمح للجماعات النابذة للعنف فيها بتولي زمام أمورها تحت مسمى جديد ينفض عن ملابسها الجديدة البيضاء التاريخ الدموي والإرهابي الذي لطخ ملابسها بالدماء لما يقارب 80 عاما، على أن تعلن القيادة الجديدة حل التنظيم الخاص والاستغناء عن منصب المرشد بعد أن رشدت الناس وقطع الصلة بالتنظيم السري الدولي المشبوه التوجهات والتطلعات.
***
آخر محطة: (1) ما يوضح أن التنظيم الدولي للإخوان ضالع حتى النخاع في التآمر على مصر هو فرضه لشروط متشددة غير عقلانية لا مثيل لها في تاريخ الدول مثل إرجاع رئيس خلعه الشعب الى الكرسي تحت رايات العنف والإرهاب وتركيع الدولة.
(2) دعمت القيادات القطبية والمتشددة للإخوان وعلى رأسها البلتاجي أو البلطاجي العنف في القاهرة والإرهاب في سيناء، فكيف يرجع للسلطة من تلطخت يداه بدماء الأبرياء؟!
(3) بعد أن كانت مصر أسيرة الإرهاب لمدة عام إبان جلوس مرسي على الكرسي، أصبحت قاهرة المعز هذه الأيام آسرة للإرهاب يخرج أمامها رافعا يديه.
(4) باختصار.. أداء مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية د.مصطفى حجازي ومستشاره الإعلامي الزميل أحمد المسلماني يقارب الكمال.
الإخوان يمحون تاريخ الإخوان!
ظل الإخوان 80 عاما خارج الحكم (عدا تجربة حكمهم للسودان الذي تسبب في إفقاره واشتعال الحرب الأهلية فيه وانفصال أطرافه) يعدون الناس بالمن والسلوى وحل كل مشاكلهم عند وصولهم للحكم تحت شعار «الإسلام هو الحل» الذي رمي واختفى منذ الدقيقة الاولى لتسلمهم الحكم في مصر حين انهار الاقتصاد وانتشرت الفوضى وفقدوا احترام الشعب عندما اتضح ان شعارهم الحقيقي هو «نحكمكم ونملككم ونسرقكم او نهلككم»، في مصر التي أتى ذكرها صراحة في القرآن 5 مرات وتلميحا 33 مرة وهو شرف لم يحظ به بلد آخر قط.
وإذا كان الإخوان وبالتحديد القطبيون وتنظيمهم العالمي السري قد أخطأوا مرة في «الحكم» فقد اخطأوا ألف مرة عندما تحولوا الى «المعارضة» ففي سبيل الرغبة الجامحة في السلطة والمال وتنفيذ المخططات الخارجية عاثوا بأرض الكنانة فسادا وخوفا وتعدوا على أمن بلد قال فيها قرآننا المنزل نصا (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وعادوا جيش مصر الذي أتى في الحديث الشريف «انهم خير أجناد الأرض» وأحرقوا كنائس وقتلوا أقباطها الذين تزوج منهم الرسول وقال فيهم «إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا»، فأين القطبيون والطغاة من تلك الوصية؟!
***
إن ما فعله الإخوان أو القطبيون منهم يجعل كل مؤرخ ومراقب ومتابع يشك في كل دعاوى المظالم التي ادعوا انهم تعرضوا لها وقالوا انهم كانوا أقرب للحملان فيها (الأحداث التاريخية في مصر وسورية والجزائر وليبيا وتونس وفلسطين والأردن واليمن.. الخ)، كما يظهر حراكهم في دول الخليج انهم يعضون وينقلبون في كل مرة على اليد التي تكرمهم وترعاهم، وقد أخبرني الزميل جهاد الخازن قبل أيام عن الأشرطة الصوتية التي سمعها إبان زيارته للراحل الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز والتي أتى ضمنها تحريض رجال الإخوان لزعماء القبائل في المملكة على الثورة، مما مهد لتحرك سعودي مبارك قتل الفتنة في مهدها وأطفأ شرارة الفتنة في بدايتها وقبل ان تتحول لنار كبيرة تأكل الأخضر واليابس تحقيقا لرغبات التنظيم السري العالمي للإخوان.
***
وفي مايو 2009 نشرت جريدة «المصري اليوم» لقاء تاريخيا مع الإخواني السابق د.احمد رائف صاحب دار الزهراء الشهيرة والذي لا تنسى الكويت وأهل الخليج فضله إبان الغزو عندما اصدر عشرات الكتب الداعمة للحق الكويتي والفاضحة لصدام وحليفه عرفات، ومما ذكره رائف في ذلك الوقت المبكر ان الإخوان سيحكمون قريبا مصر بسبب حراك التنظيم السري الخاص للإخوان (8 مصريين + 5 غير مصريين) وتنسيقهم العمل مع الدول والأجهزة المتنفذة بالعالم، ومما ذكره وأثبتت الأيام صحته ان هناك مرشدا خفيا للاخوان يقودهم يختلف تماما عن المرشد الرغاي الظاهر، وللمعلومة دار الزهراء هي التي نشرت بعض مذكرات رجال التنظيم الخاص للإخوان والذي قام بعمليات القتل والإرهاب في حقب مختلفة من تاريخ مصر، مما يكذب كل ادعاءات البراءة الاخوانية أو تحديدا القطبية.
***
آخر محطة: (1) هناك عمليات تشابه كبيرة بين ما حدث قبل أيام في مخيمات النهضة ورابعة العدوية وشوارع مصر وبين أحداث تمت اواخر السبعينيات في الولايات المتحدة، أولها الفوضى التي تسبب فيها الاخوان المرعبون «Creed Brotherhood» عندما عمدوا للتلثم بالمناديل الزرقاء (ألبس الاخوان أتباعهم الكمامات البيضاء) ثم هاجموا رجال الأمن ودمروا وقتلوا كل من صادفوه والذي شمل حتى بعض اتباعهم لكسب الرأي العام وإلقاء التهمة على رجال الشرطة.
(2) ووجه التشابه الثاني هو ما حدث آنذاك من قتل رجال حركة «شعب المعبد» وزعيمها الأميركي جيمس جونز للمئات من اتباعهم في مخيمات معبدهم في غوانا، والميكروفونات الغاسلة للأدمغة تدفعهم لذلك العمل الانتحاري بعد ان أبقوهم يعيشون لأشهر في ظروف عيش مزرية من حر خانق ورطوبة جعلت الحياة والموت يتساويان في أذهانهم، وقد تم ذلك الأمر بعد زيارة النائبين الأميركيين لي راين وسان ماتيو لهم وهو أشبه بما يظهره «اليوتيوب» من ميكروفونات تدفع الأتباع بشكل متواصل للموت والشهادة في مخيمات مصر بعد زيارة النائبين ماكين وغراهام لمصر.
(3) أخيرا لا يصدق أحد للحظة الإعلام الغوبلزي الذي يذكر كاذبا خبر اعتقال أو وفاة قيادات الاخوان وأقاربهم في مصر فكلها أكاذيب ذكية يراد منها رفع لوم الأتباع المغرر بهم ممن قتلوا أو اعتقلوا هم وأقاربهم.
مهمة سالم عبدالعزيز (1 – 2)
على الرغم من كل ما اشعر به من إحباط بقدرة هذه الحكومة على فعل شيء لانتشال الوطن من عثراته التي لا مبرر لها، فالكويت ليست مصر ولا اليمن، ولا حتى السعودية، فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي لديها كل هذا الكم من المشاكل السخيفة والمعوقات الأكثر سخافة، في الوقت الذي تمتلك فيه إمكانات وقدرات بشرية ومالية كافية لإنهائها، وتقليل الفساد لحده الأدنى خلال فترة وجيزة، فالأمر لا يتطلب غير التصرف برشد وتطبيق القانون على الجميع، ووضع خطط التنمية والإصلاح موضع التنفيذ!
أقول على الرغم من تشاؤمي الحاد، والمبرر، فان هناك ربما بصيص أمل، وهذا ما سنتطرق له تاليا.
صعقت خلال الأسبوع الماضي مرتين؛ الأولى عندما مددت يدي بالعيدية لسيدة اعرفها فشكرتني وقالت انها لا تريد مساعدتي، لأن الحكومة تصرف لها شهريا 600 دينار فقط لكونها «ربة بيت»! والصدمة الثانية كانت عندما علمت بأن كل موظف يحمل شهادة جامعية ويعمل في القطاع الخاص تدفع له الدولة مبلغا يزيد على 700 دينار، كمساعدة! وقد يفسر البعض دفع هذه المبالغ كنوع من توزيع الثروة وتحقيق دولة الرفاه، ولكن الحقيقة أننا نقوم بقتل المواطن ببطء بمثل هذه العطايا والهبات التي من المفترض أن توجه لمجالات الرفاه الحقيقية التي تدفع بالارتفاع بنوعية ومستوى معيشة المواطن من تعليم وطبابة وثقافة وترفيه، وليس بما في يديه من نقد! فما الذي يفيد هذه السيدة دفع 600 دينار لها، إن كان الأمن مفقودا، الطب متراجعا، والتعليم منهارا، هذا فوق أن دفع هذه المبالغ غير العادية للمواطن ستدفعه لأن يتخلف أكثر، علما بأن التأثير المؤقت لدعم العمالة الكبير سرعان ما تبخر في اليوم الذي سكتت فيه الحكومة على التصرف الأخرق الذي أقدم عليه وزير نفط محسوب على الإخوان المسلمين، والذي قام بموجبه بمضاعفة رواتب موظفي النفط من دون مبرر، مما دفع بقية الوزراء للاقتداء به، فحدثت هجرة مضادة من القطاع الخاص الىالقطاع العام، الذي أصبحت رواتبه أعلى من الخاص، وربما الأعلى في العالم؟ بالتالي لم يفاجأ الكثيرون بالتحذيرات من أن ميزانية الدولة ستواجه عجزاً في السنة المالية الحالية، مرشحا للارتفاع! فلو دققنا في بعض ارقام موازنة الدولة لوجدنا أننا وطن متخم بالنقد، ضعيف في التدبير، وشديد التخلف. فإيراداتنا تبلغ 18مليار دينار، يساهم مورد النفط بـ %93 منها، ومع هذا نصرف على بندي الرواتب والدعم %85 من إجمالي الميزانية، ولا أحد في السلطة (المجلس والحكومة) يود إشغال نفسه بمثل هذه النسب الخطرة، في ظل إنفاق استثماري يقارب الصفر. علما بأنه تم تقدير إيرادات الدولة على أساس ان الكويت ستنتج «حتما» 2.7 مليون برميل يوميا، وستقوم حتما ببيع البرميل بــ70 دولارا! وهذا يشبه وضع سائق التاكسي الذي يبلغ دخله اليومي 20 دينارا، ويتصرف على أساس أن مكسبه الشهري 600 دينار، من دون التحسب حتى لاحتمال إصابته بإسهال يمنعه من العمل، هذا غير تعطل سيارته!
وحيث ان من الصعوبة تخفيض الرواتب، فإن الأمر يتطلب التفكير في حلول عملية تكون المدخل لبرنامج إصلاح شامل يطال الكبير والغني والمتنفذ قبل صاحب الدخل المحدود، وحتى المتوسط!
وهذا موضوع مقالنا ليوم غد.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
أبو صهيب.. لن تلد النساء مثله
«ان
الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطي الاخرة الا من يحب» (حديث شريف)، ما يحدث في مصر هذه الايام سينتهي ويبقى جزءا من التاريخ، لكن الاجيال ستذكره جيلا بعد جيل! ان خيرا فخير وان شراً فشر، وسيعلم الجيل القادم ان فلانا وفلانا وفلانا كانوا يدعمون قتل رجال الامن للمواطنين العزل المسالمين الذين يتلقون المدرعات بأجسادهم العارية! وكانوا يجدون الاعذار لآلة القتل والقنص والحرق التي كان يقتل بها الأمن! وسيذكر التاريخ ان الجماعة الفلانية والحزب الفلاني ناصروا الظالم على المظلوم، ليس من حيث المبدأ ولكن لان المظلوم يختلف معهم فكريا او سياسياً! ولن يرحم التاريخ من تسبب في هذه المجازر التي نشاهدها اليوم في كل شبر من ارض مصر بسبب دعمه للانقلابيين مادياً او معنويا او خطابياً! وقد تناسى هؤلاء ان سنن التاريخ تقول ان الشعوب ستأخذ حقها من الظالم طال الزمان ام قصر، وسيكون الجزاء من جنس العمل، وسيعلق كل هؤلاء بالساحات والميادين ليكونوا عبرة لغيرهم! والا فكيف يقتل عشرة آلاف شخص، وتحرق جثث المئات منهم، وهم لم يرفعوا سلاحا في وجه قاتلهم، ثم نجد من يبرر للقاتل جريمته، ونجد بعد ذلك من يعلن دعمه لاجراءات الحكومة المصرية في مكافحة الارهاب؟! وهل كانت هناك اجراءات غير قتل المدنيين وسحلهم وحرقهم؟! وهل كان هناك من يسمونهم الارهابيين غير الابرياء العزل المسالمين؟! لكن ما نقول الا ما يرضي الرب، ولا حول ولا قوة الا بالله.
***
تتوالى الابتلاءات والاحداث الجسام هذه الايام على الامة الاسلامية، ولعل وفاة ابي صهيب الشيخ عبدالرحمن السميط احدها! وقد عرفته في مطلع السبعينات، عندما ابتعث لاميركا لاستكمال دراسته في الطب وزارنا في مخيم رابطة الشباب المسلم الكويتي، وكنت في حينها نائبا لمدير المخيم، وكانت ام صهيب برفقته، واعطى الاثنان للبرنامج مذاقاً جديداً، حيث اخذا يحدثاننا عن العمل الخيري واهميته وتجاربهما الحديثة في افريقيا، ونيتهما لاستكمال عملهما الدعوي هناك، ولما سألناهما عن صعوبة العمل في القارة السوداء وخطورته، اجاب، يرحمه الله، ان لذة العمل في صعوبته، واننا ما دام نبحث عن الاجر والثواب فالجزاء على قدر المشقه! وفعلا ما هي الا سنوات فاذا بي اسمع ان صاحبي وزوجته في ادغال افريقيا! واذكر انه اخبرني مرة انه قرر الهجرة الى مدغشقر! فاستغربت من هذا الطبيب الكويتي ولد النعمة، الذي يترك العيش الرغيد والامن والامان ثم يهاجر الى افريقيا، وأين؟ الى مدغشقر اكثر الدول الافريقية تخلفا وفقرا وانتشارا للاوبئة، فسألته: ولماذا مدغشقر؟ فكان جوابه انها اكثر الدول التي تحتاج الى مثلي في الطب والدعوة ورعاية الفقراء! فعلمت بان هذا الرجل ستعجز النساء ان يلدن مثله! وفعلا استمر سنوات في مدغشقر، الا ان الامراض فتكت به وانهكته واضطر للعودة الى الكويت لاستكمال عمله ومتابعته من خلال لجنته التي اسسها، وهي «لجنة العون المباشر».
رحم الله عبدالرحمن السميط وغفر له، واعاننا على ما اعانه عليه، وألهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. انا لله وانا اليه راجعون.
أشجار الكويت تموت واقفة والبابطين!
ثروة الأمم تقوم على المنجزين من أبنائها، رجالا كانوا أو نساء، شيبا أوشبابا، فامرأة عاملة فاعلة خير من رجل خامل وعاطل، وشيب منجزون يملكون العقل والخبرة والحكمة خير من بعض الشباب الطائشين الساهرين الليل في غير طلب العلم، والنائمين النهار بعيدا عن طلب الرزق.
***
واليوم تودع الكويت قاطبة د.عبدالرحمن حمود السميط الذي هو بحق رجل بأمة، حيث سخّر جل وقته لخدمة الفقراء والمساكين في القارة الأكثر فقرا بالعالم ونعني افريقيا، كما ساهم الفقيد الكبير عبر عمله الخيري العالمي في نشر الدعوة الإسلامية حتى قارب من اسلم على يده الـ11 مليون إنسان، لقد توفي ابوصهيب ليوقظ بموته امة طال امد نومها حتى تكالبت أمم الأرض عليها وعلى ثرواتها بسبب ضعفها وتفرقها.
***
وبالأمس ودعت الكويت شجرة أخرى من أشجار الكويت الوارفة ونعني المربي والوزير السابق المرحوم أنور النوري ابن الداعية ورجل الخير الكبير المرحوم عبدالله النوري وقد كان المرحوم أبومناور رجل حكمة ورأي في أزمان افتقدنا فيها بشدة الحكمة والرأي، زهت وارتقت به المناصب الرفيعة التي تقلدها ولم يرتق او يزه بها رجل بطول قامة الراحل الكبير انور النوري.
***
وكانت قد ودعت الكويت مربيا وإداريا ووزيرا سابقا هو الصديق سليمان عبدالرزاق المطوع الذي امتاز بثقافته الواسعة وقدراته الإدارية المتنوعة وآرائه السياسية الساخرة التي تنتقد برفق لأجل الإصلاح لا التخريب والتي تهدف لتصويب اعوجاج مسارنا، ولا اذكر انني التقيت راحلنا الكبير ابوحسام إلا هاشا باشا مبتسما في زمن الاكفهرار والغضب معلقا على كل ما يحدث من جسام الامور بكلمات قليلة ذات معان كبيرة.
***
فالرحمة والمغفرة للراحلين الثلاثة الكبار ممن اصبحوا عند رب غفور رحيم وباتوا شموسا ونجوما وأقمارا ومعالم على الطريق لن تضل أجيالنا الصاعدة اذا ما ساروا على هديها ومشوا في ركبها، فاللهم ارزق فقداء الكويت الكبار وبناة نهضتها الحديثة الجنة دون حساب واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وان قلب الكويت ليحزن وأعين اهل الكويت لتدمع على فراقهم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
***
آخر محطة: ان حزننا وألمنا على الأشجار الكويتية التي تموت واقفة ويبقى ذكرها الطيب على مر الزمن يدفعنا لأن نوصي خيرا بأشجار الكويت الوارفة الباقية ومنها رجل الخير والعلم والأدب عبدالعزيز البابطين مما يتواتر لنا من رجال ثقات لا نشك بهم من معاناة شديدة يتعرض لها ابو سعود كتداعيات للوقف الذي سحب منه دون وجه حق ابان سنوات الظلم والطغيان ومعاداة مصلحة الكويت والرجال المحبين لها، فلازالت الاموال التي اقترضها البابطين وبنى بها الوقف الذي خصص دخله بأكمله لأعمال الخير ولرفعة اسم الكويت وإعلاء راية العروبة والإسلام لم ترجع له فهل من منصف يظهر ان جزاء الإحسان بالإحسان لا بالنكران؟
«البهائم المفخخة»… تدخل الجنة!
ربما أصبحت مشاهد النحر والقتل وسفك الدماء في بعض البؤر بالوطن العربي والإسلامي من المشاهد المحببة لدى مشايخ البترودولار وعلماء الفتنة ومن يتبعهم ويوافقهم ويطبق فتاواهم الشيطانية التي يجب أن تُرجم! لكن مصاصي الدماء «دراكولات» الاقتتال الطائفي، وأسماء بعضهم كبيرة شهيرة، لم يعملوا هكذا من تلقاء أنفسهم… فخلفهم دول تدعمهم وتمدهم بالمال… خلفهم رؤوس كبيرة تستمتع بلعق الدم.
في الأمة، لا يمكن أن تترك المؤسسات الدينية الكبرى، أيّاً يكن انتماؤها ومنطلقات تأسيسها… لا يمكن أن يترك مطلقو فتاوى التحريض والقتل والنحر الطائفي دون محاسبة ومساءلة! ويجب إيقاف بعضهم لما أثاروه في السنوات الماضية في فتاوى… مطلقين «دراكولا» الموعود بالجنة، وعلى موائد الغداء والعشاء الفاخرة في الحضرة المقدسة، لكي يستبيح الدماء بالقتل على الهوية، وتحت مسميات ودوافع لا علاقة لها بأحكام القرآن الكريم ولا بالشريعة الإسلامية.
كل زمرة مصاصي دماء متنوعة التشكيل والجنسيات والأهواء والشيكات، تتناسل مجاميع من مصاصي الدماء في المجتمع الإسلامي تحمل عقيدة واحدة… قتل المخالف في الدين أو المذهب أو حتى في الأفكار، هو بمثابة تمهيد مؤكد لدخول جنة عرضها السماوات والأرض، أما الفتاوى التي تتعالى من تلك الأفواه العفنة، فهي تجارة خسيسة لكنها مربحة دون شك… يجب علينا أن نتذكر حديث الرسول «ص»: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار».
ولعلني أنقل القارئ الكريم معي إلى ما طرحه الباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني عبده البحش بتشديده على أن «أكبر بلوى ابتلي بها العالم العربي والإسلامي هم علماء الدولار… علماء الدنيا… علماء السياسة… علماء التجارة… علماء البورصات والبنوك والأسواق المالية…علماء الاستثمارات والعقارات والأمور الدنيوية»، كل أولئك الذين ربطوا مصالحهم بمصالح أعداء الإسلام فجعلوا من أنفسهم أدوات ومعاول هدم لوحدة المجتمعات الإسلامية، فكانت الفتاوى التي صدرت منهم وحيّرت الكثير من أصحاب العقول السليمة… إذ كيف يمكن لعالم أن يفتي بوجوب الاقتتال بين المسلمين؟، وكيف لعالم أن يدعو إلى تحريض فئة من المسلمين ضد أخرى؟، وكيف لعالم أن يسعى إلى تهييج الناس وإيقاظ الفتنة بين المسلمين؟.
وبلا شك، فإن تلك الفتاوى البعيدة عن المسئولية الشرعية والإنسانية هي أفعال إجرامية تصل إلى مستوى الاتفاق الجنائي على ارتكاب الجنايات باسم الدين وتحت ستار الشريعة، وتحت وهْم ضمان وصول الجاني (المجرم والفاعل الأصلي) إلى الجنة، حتى أصبحت جنان الخلد يمكن أن تصلها البهائم المفخخة والانتحاريون بالجملة مادامت الفتاوى تسهل لهم الطريق، وتمنحهم بطاقات الدخول بأقصر الطرق، غير أن العقوبة الجنائية التي شرعتها القوانين تعاقب مطلقي تلك الفتاوى أيّاً يكن موقعهم ومنصبهم، وبأي شكل من الأشكال… وسواء كان يرتدي زي رجال الدين أو لم يكن منهم، وفي أي مذهب من المذاهب، فإن بإمكان المجتمع الدولي والشعوب التي يلحقها الضرر الأكيد من جراء تلك الفتاوى التحريضية أن يضعوهم تحت طائلة القانون، وأن بالإمكان إصدار القرارات القضائية لملاحقتهم والقبض عليهم. (انظر: فتاوى التحريض- زهير كاظم- الحوار المتمدن 1822).
باحثون ومفكرون وأكاديميون من أبناء الأمة العربية والإسلامية، اتفقوا مع مخاطر (فتاوى التحريض) انطلاقاً من أخطر نتائج الأزمة السورية الدامية، فاتفقوا على أن من أخطر نتائجها على المدى الاستراتيجي ليس الأسلحة الكيماوية ومخاطرها، وليس موت الديمقراطية أو غيابها، وليس النزوح واللجوء والتشرد على أهمية وخطورة تلك الملفات وضرورة معالجتها بالقدر الممكن والمستطاع وبوقت قياسي، لكن الخطر الحقيقي الناجم عن الأزمة السورية هو هدم الدولة السورية وتقسيم الوطن السوري… والخطر الثاني، وهو بيت قصيدنا، هو تحويل سورية وما يجري فيها من تطورات إلى الحلقة الأخيرة والحاسمة في أخذ العالم العربي والإسلامي نحو مواجهة طائفية دموية بين المذهب السني والشيعي، فبعد أن كان المشروع قد بدأ في منتصف السبعينات من القرن الماضي في لبنان على أساس مسلم – مسيحي وتمت السيطرة عليه بفعل عوامل خارجية كثيرة وبحكم أن حرباً من هذا النوع لن تبقى مشتعلة؛ لأن المكون المسيحي في لبنان لا يشكل أغلبية وكذلك في العالم العربي، جرى التفكير في البديل المناسب، فكان الحرب الطائفية داخل الدين الإسلامي بين المذهبين الأساسيين السني والشيعي.
إذن، على الدول والحكومات والرؤوس التي تدعم وتمول دراكولا الفتاوى الدموية أن تدرك أن هؤلاء لن يخيفوا الناس، لكنهم قد يعودون إلى من رباهم وسمَّنهم فيذوقون منهم الويل. إنما يجب على نفر قليل… نعم نفر قليل هو البقية الباقية من علماء الأمة الإسلامية المحترمين، أن يتحركوا، ومن خلال الأزهر الشريف، للتصدي لمصاصي الدماء بكل قوة وحزم، فالمجتمعات الإسلامية تحتاج إلى مثل هذه الحملات لتدمير حاضنة دراكولا في كل بقاع الأمة.
فندق كاليفورنيا
تعتبر موسيقى الروك Rock بتفرعاتها المتعددة، نوعا من الموسيقى الشعبية، وقد عرفت لأول مرة في الخمسينات في أميركا، فيما عرف بعصر «الروك أند رول»، وتطورت في الستينات وما بعدها لأنواع متعددة، وبالذات في بريطانيا وأميركا. وقد تأثرت موسيقى الروك بأغاني الزنوج الحزينة والأغاني القروية الشعبية، كما كان لموسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية تأثيرها عليها، وأداء هذا النوع من الفن يعتمد بصورة أساسية على الغيتار الكهربائي ومجموعة الطبول وعلى الأداء، وعادة ما تكون فرقة الروك مكوّنة من 4 فنانين، وغالبا من البيض، كما تعتمد في نجاحها على العروض الحية، وعلى أصالة معاني كلماتها الهادفة غالبا، مقارنة بموسيقى «البوب»! وقد شهدت فترة الستينات الذهبية ميلاد تفرعات الروك، مثل: بلوز روك، وفولك روك وكنتري روك، وجاز روك وغيرها. كما كان لموسيقى الروك دورها في خلق الكثير من التفاعلات والتغيرات الاجتماعية، ورفضها المجتمع الاستهلاكي والحروب، والتفرقة العنصرية، ومواقفها الإيجابية من الليبرالية، وبالتالي كانت صوت الشباب، ورفضهم لهيمنة المؤسسة السياسية، ومع هذا لم تخل أغانيهم من العاطفة والحب طبعا. ولو أخذنا أغنية مثل The Great Pretender لفرقة The Platters، التي غنوها قبل 60 عاما تقريبا، لوجدنا أنها لا تزال منتشرة حتى اليوم. كما تعتبر أغنية «فندق كاليفورنيا»Hotel California لفرقة «الإيجلز» من أكثر أغاني الروك شهرة على مر السنين، وتقول كلماتها الغريبة: «في طريق صحراوي مظلم وسريع، والهواء البارد يعبث بخصلات شعري، ورائحة زهرة الكولياس الدافئة تملأ الجو، رأيت في الأفق البعيد أضواء براقة، وأحسست برأسي يثقل، ونظري يضعف، وبأن عليَّ أن أتوقف عن القيادة في هذه الليلة. وهناك كانت تقف فتاة في الممر، وسمعت رنينا ونداء، وقلت لنفسي: قد يكون هذا هو النعيم أو قد يكون الجحيم! وهنا أشعلت الفتاة شمعة وطلبت مني أن أتبعها، وسمعت وأنا أتتبع خطاها أصواتاً تناديني قائلة: أهلا بك في فندق كاليفورنيا، فهو مكان رائع بوجوه رائعة. في فندق كاليفورنيا الغرف عديدة، وتجدها جاهرة في اي وقت من العام، ووجدت أن للفتاة هوساً بتيفاني، وبسيارتها «المرسيدس بندز»، وأن لها أصدقاء شبابا شديدي الوسامة، وتناديهم بأصدقائها، ما أجمل رقصهم، في ساحة الفندق الخلفية، في تلك الصيفية الجميلة. بعضهم يرقص ليتذكر شيئا ما، وآخرون يرقصون لينسوا أشياء ما، وهنا طلبت من النادل أن يحضر لي كأس نبيذ، فقال إنهم توقفوا عن إحضار ذلك الشراب منذ 1969! ولكني استمررت في سماع تلك الأصوات التي تناديني من بعيد، طالبة مني أن أقوم من منامي في منتصف الليل فقط لكي أسمعهم يقولون: «أهلا بك في فندق كاليفورنيا، يا له من مكان رائع، يا لها من وجوه رائعة».. إلى آخر الأغنية التي يمكن سماعها بالنقر على الرابط التالي http://www.youtube.com/watch?v=NUbTW928sMU
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com