بيني وبين هذه الجريدة حرب أهلية، حرب شوارع، تماماً كما يحدث هذه الأيام لبعض الزملاء المصريين وصحفهم التي يكتبون فيها آراءهم… وقد تمتد الحرب بيني وبين الجريدة وتتطور، وقد أقتحمُ مكاتب الجريدة بالمولوتوف، وقد تستخدم الجريدة القناصة من على أسطح المنازل فترتاح مني وتريح بعض قرائها، وقد أتصالح معها ونعقد اتفاقياتنا في "خيمة صفوان"، ونرسم الحدود بيننا.
للجريدة خط، ولي خط، ولها دينها، ولي دين، فلا هي مسؤولة عن تحديد وجهة سيري ولا أنا مسؤول عن تحديد فكرها ونهجها، وأعجبُ ممن يناقشني بغلظة في الديوانيات في خطها السياسي، أو يناقش إدارة الجريدة في خطي السياسي! هل كيف يا عربنا؟
وأعجب أكثر، ونحن في القرن الحادي والعشرين، ممن لا يفرقون بين صحيفة وفريق كرة قدم، ويرون أن كتّاب الرأي في الصحيفة يجب أن يرتدوا قميصاً موحداً يحمل شعار الجريدة، أو العكس.
سيداتي سادتي، الجريدة مثل الألبوم الغنائي للفنان، فيه الأغنية الطربية، والأغنية "النقازية"، وأغنية عن لوعة الهجران والفراق، وأغنية عن الوصال والخضوع للحبيب، وأغنية عن التحدي، ووو، وللقارئ حق اختيار ما يناسب ذوقه.
لا أنا ماشٍ على هواك ولا على هوى الجريدة، ولن تبحر الجريدة على هواك ولا على هواي، فلكل امرئ ما هوى وما نوى… اتفقنا؟ على بركة الله.