احمد الصراف

أفعوان «الإخوان»

أعتقد بأن كل من يناصر حزب الإخوان المسلمين، سواء من خلال فرعهم في الكويت، أو تنظيمهم العالمي، هم إما جهلة أو سذج أو منتفعون كبار منه! فلو حاول أي فرد استعراض تاريخ الجماعة، خلال الثمانين سنة الماضية، لما وجد غير المؤامرات والدماء والفساد المالي والفضائح. فهم لم ينجحوا قط في التعايش طويلاً مع أي جهة منذ أن سمح الإنكليز لهم بتأسيس حزبهم، ثم بالتوسع فيه لاحقاً، ثم اصطدموا بهم. بعدها تقربوا للقصر، وبلغ الحماس بهم للمناداة بفاروق خليفة للمسلمين، ثم انقلبوا عليه وقتلوا اثنين من رؤساء وزرائه، وأحد كبار قضاته، قبل تحالفهم ودخولهم، مرحلياً، مع محمد نجيب وعبدالناصر، ودخولهم مرحلة الانقلابات. ثم جاء حكم السادات، الذي أخرج قادتهم من السجن، فتعاونوا معه فترة وانقلبوا عليه، وكان مصيره الاغتيال. ثم بدأ عهد مبارك، حيث حصلوا في آخر «انتخابات» مزورة في عهده على حصة كبيرة من المقاعد، ولكنهم، كدأبهم للميل الشديد لبسط سيطرتهم وإعلاء كلمتهم وتمكين أنفسهم في كل مجال، قرروا في اللحظة الأخيرة التخلي عن تحالفهم معه واللحاق بركب الثورة الشبابية وخطفها. وبالرغم من أن «الإخوان»، قالوا إنه لا أحد منهم سيترشح لمنصب الرئيس، فإن شهوة الحكم تغلّبت عليهم، فبعد سيطرتهم على مقاليد حكم مصر، خدعوا غيرهم لبضعة أيام بفكرة مشاركة الآخرين، ولكن طبعهم لم يسمح لهم، حيث عادوا إلى فكرة «المغالبة» والانفراد بالحكم لأنفسهم، وهذا ما أثار بقية فئات الشعب عليهم، علماً بأن تاريخهم السياسي كان يتسم دوماً بالفشل بسبب سعيهم للهيمنة، وهذا أمر متوقع، «فمبادئهم» السياسية لا تسمح لهم أصلاً بقبول الممكن أو الحلول الوسط، لعلمهم أن في ذلك نهايتهم.
لقد أعطي الإخوان المسلمون فرصة تولي حكم واحدة من أكبر الدول العربية والإسلامية، وكان بإمكانهم البقاء في الحكم لسنوات طويلة، لو كانوا يؤمنون حقاً بأن للآخرين، ليبراليين ومسيحيين ومعتدلين ومستقلين وحتى شيعة وشيوعيين، حقوقاً في المواطنة والإخاء، ولكنهم فشلوا 360 مرة خلال 360 يوماً من الحكم الغبي. وبالتالي، يجب ألّا تتاح لهم فرصة الحكم مرة أخرى، فإن حصلوا عليها فسيكون وضع مصر أسوأ بكثير من وضع إيران، وأكثر دموية ودكتاتورية منها، وسيحكمون بالبندقية والسجن والنفي، فهم يعلمون جيداً أن ما منوا به من هزيمة لم يكن اندحاراً سياسياً، بل هزيمة فكرية وعقائدية واضحة، وهم لن ينسوا ذلك لكل من وقف ضدهم. ويكفي النظر إلى وجوه وخلفيات كبار «الإخوان» وصغارهم ووسطهم، ومن وقف معهم، ومقارنتها بخلفيات ومواقف وأدوار وتاريخ من وقف ضدهم لتعرف من الذي يقف مع الحق، ومن الذي يقف مع الباطل!

أحمد الصراف

سامي النصف

الصلاة والصيام في سفن الفضاء (1)

في كل عام تطرح قضية الصلاة والصيام في القطبين الشمالي والجنوبي والدول القريبة منهما ذات الأوقات غير المنتظمة التي عادة ما يمتد النهار بها الى ما يقارب الـ 24 ساعة او الليل لنفس المدة، والأمر ذاته ينطبق على كيفية صلاة وصيام رواد الفضاء وزوار الكواكب السيارة مستقبلا، حيث لا شموس ولا اقمار او في المقابل عدة شموس واقمار.

***

يفتي البعض بأن على ساكني تلك الدول الصلاة والصيام بناء على مواقيت اقرب بلد إسلامي، وهناك عدة إشكالات في تلك الفتوى، أولها ما هو تعريف اقرب بلد اسلامي، اي هل الذي يسكنه المسلمون حتى لو كان علمانيا، ام الذي يحكم بالإسلام؟

وثانيها، ماذا إذا كان البلد ذو الاوقات غير المنتظمة هو بلدا إسلاميا اي مدينة او قرية جلها من المسلمين تقع في شمال النرويج او جنوب الأرجنتين، أي انها البلد الاسلامي الاقرب لنفسها، والإشكال الثالث يختص برواد الفضاء والكواكب السيارة وكيفية معرفتهم بأقرب الدول الاسلامية لهم!

وهناك إشكال أجده في الفتاوى السابقة وكأنها تفترض ان رب العزة لم يعلم بوجود تلك البلدان عندما انزل فروض الاسلام فلم ينزل لها احكاما خاصة بها او يعلن ضرورة التزامها بمواقيت الدول الاسلامية الأقرب لها وانهم يعلمون ما يعلمه رب الخلق، وهذا خطأ جسيم، الأصح وعبر اجتهادنا الشخصي الذي نبحث خلاله عن الصواب والاجرين أن امام سكان تلك الدول من المسلمين امرين افضّل شخصيا ثانيهما، الأول ان تسقط الفروض بسقوط شرط الاستطاعة كونه غير متوافر لحكمة من رب العباد الذي فرض شرط الاستطاعة على العباد، فالصلاة تسقط عن غير العاقل، والصيام عن المريض، والحج عن غير القادر، والزكاة عن الفقير.. إلخ، وبما ان مواقيت الصلاة المرتبطة بالشمس، والصيام المرتبط بالخيط الأبيض والأسود غير متوافرين تستبدل الفروض بالصلاة والصيام

التطوعي حسبما يقرره رجال الدين في تلك الدول.

***

الخيار الثاني الذي أراه اصح وأفضل هو ان يفهم «مغزى» توزيع الصلوات الخمس على حراك الأرض حول الشمس من الفجر حتى العشاء، والصيام في النهار والإفطار في الليل.

***

آخر محطة: قررنا تقصير المقالات في رمضان كي يسهل قراءتها وهضمها، لذا فإلى استكمال باقي المقال غدا.

حسن العيسى

احلبوا لبنكم المر

"معظم دول الخليج النفطية التي تعهدت بدفع 12 مليار دولار للنظام العسكري في مصر كانت ترى في حكم الرئيس مرسي المخلوع أنه يمثل تهديداً وجودياً لدولها. في مصر اليوم يعود العسكر إلى دورهم السابق بعون جماعات ليبرالية ويسارية، وهذه مناسبة للتقدم للخلف بعيداً عن التعددية السياسية وعن الليبرالية الديمقراطية".
الفقرة السابقة ترجمت معناها من مقال متميز لرولا خلف في "فايننشال تايمز" عدد أمس، ويا ليت القوى التقدمية نادرة الوجود من يساريين وليبراليين يضعون مثل الكلام السابق حلقة في آذانهم بدلاً من أن يغرقوا في أحلام اليقظة والوهم عن الأيام الجميلة القادمة حين تنتصر قواهم بعون الجنرالات، وتفتح أبواب الرخاء والحريات السياسية والاجتماعية على مصاريعها، وتنتهي الحكاية بالمشاهد السعيدة بزواج البطل من البطلة على طريقة الأفلام العربية بإخراج حسن الإمام أو نيازي مصطفى، والله يرحم الاثنين ويرحم حرياتنا معهما.
"حدوتة" أفلام الثورة العربية في مصر لن تنتهي بمثل ما يشتهي رفاقنا السارحون في دنيا الخيالات الوردية، فما حدث في مصر بالانقلاب "الثوري" الأخير، ورغم الإدارة السياسية والاقتصادية السيئة في سنة حكم الرئيس مرسي، لن يقدم أطباق اللحمة والكنافة لملايين الفقراء في مصر، ولن يفتح شباك الحريات السياسية والاجتماعية للشباب هناك، ففاقد الشيء لن يعطيه، والعسكر ليسوا الحل، فلا أحد منهم يحمل في رأسه دماغ مصطفى أتاتورك لدفع الدولة نحو عوالم الحداثة والتقدم، ولن تجد فيهم "سوار الذهب" قائد الجيش السوداني السابق الذي سلّم الحكم للمدنيين قبل ثورة الإنقاذ البائسة، ولن تجد عندهم من يحمل مشروعاً تنموياً متكاملاً لمصر، وليس قاصراً فقط وكالعادة على دولتهم ذات السيادة على الأرض المصرية، هم فقط نماذج تعيد إنتاج ذاتها مراوحة بين الشكل البشيري (نسبة للرئيس عمر البشير السوداني في أحسن صورها) وأشكال متقدمة وربما مشوهة أخرى للسادات وحسني مبارك.
"التقدم للخلف" كلمتان تبدوان متناقضتين، لكن هذا التناقض سيزول حتماً متى أدركنا أن البترو- دولار لا يهرول عبثاً في أريحته وسخائه "لثورة ٣٠ يونيو" التقدمية التي اقتلعت حكم الإخوان الرجعي، كما يحب أن يصفه ثوار الوهم، فأنا بينما أكتب هذا المقال قبل النشر بساعات وقعت عيناي على خبر في مانشيت "الجريدة" حرره الزميل حسين عبدالله، وجاء فيه "في وقت تعمدت الحكومة (الكويتية) وقف تعيين ٦٢ وكيلاً للنيابة، لأن من بينهم 22 امرأة، متذرعة بأسباب واهية، منها البحث عن فتاوى شرعية تسمح للمرأة بالانخراط في هذا المجال…!".
هي حكومتنا التقدمية التي تقدم العون المادي الكبير لثورة التقدميين في مصر اليوم تبحث الآن عن فتوى شرعية لتعيين وكلاء نيابة من الجنس المقهور… أتمنى أن يدرك الواهمون الآن مفارقة "التقدم للخلف"، أو ربما يتذكرون المثل الكويتي "ناظر (أو شوف) وجه العنز واحلب لبن"، فاحلبوا لبنكم من ضرع أنظمة الردة الثورية.
احمد الصراف

تجربة الحجرف مع السلطة

تعتبر عملية الغش الواسعة، في نوعيتها وتوزيعها الجغرافي، التي رافقت الاختبارات المدرسية الأخيرة، والتي تضمنت تسريب الأسئلة من قبل موظفين ومربين ومعلمين كويتيين، مسلمين مؤمنين، وبمشاركة من وافدين، وحتى تزويد الطلبة بالإجابات النموذجية، تعتبر في حكم الجريمة الأخلاقية غير المسبوقة بوقاحتها، وستكون لها تأثيرات وخيمة على كل من شارك بها، خاصة عندما نكشف الكم الكبير والمستوى الإداري الذي شارك في هذه الجريمة الأخلاقية، التي أجبرت الوزير على إحالة عدد من كبار إداريي الوزارة للتقاعد. كما أعلن الوزير الحجرف قبول استقالة الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري، ومدير عام منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر، كما قرر إقالة جميع الموجهين العامين للمواد الدراسية الأساسية، وإحالة مدير ثانوية أحمد بن بشر الرومي، التي شهدت تسريبا للاجابات النموذجية لامتحان اللغة العربية للصف الحادي عشر. كما أوقف مديرين مساعدَين، وأقال مشرف الجناح في لجنة الامتحان وملاحظَين اثنين.
واتصف تصرف الوزير السريع بحزم طالما افتقدناه، كما كان شجاعا عندما اعتذر للشعب الكويتي وللمعلمين المتميزين وللطلبة المتفوقين، مما شهده الميدان التربوي من أحداث وصفها بالمؤسفة، قائلا بأنه لن يسمح بتشويه سمعة نظامنا التعليمي واستمرار الشغب في مدارسنا! علما بأن ما حدث لم يكن شغبا بل جريمة أخلاقية، ودليلا على المستوى الهابط للواقع التعليمي في البلاد.
وبالرغم من حجم الكارثة الأخلاقية الكبير، فإن الوزير لم يود، وهذا يمكن تفهمه، التطرق لمن كان السبب وراء هذا الانحدار الأخلاقي في مدارسنا، وكيف أصبحت الكويت في الدرك الـ127 في سلم الدول الفاشلة عالميا في التعليم وغيره، وكيف أن سبب ذلك، لمن لا يعرف أو يعرف وينكر، كما فعل «الأخ» المهندس، يعود لسنوات هيمنة القوى الدينية المسيسة على مقدرات وزارة التربية، بعد أن تحالف معهم رئيس وزراء سابق وسلمهم مقدرات الوزارة التي لم يطالبوا بغيرها! ولا يزال «فلول» الأحزاب الدينية يملؤون أروقة الوزارة، ويمسكون بالكثير من مفاصلها الحساسة، وزيارة واحدة لمكاتبها والنظر الى أشكال من يشغلونها كاف لمعرفة انتماءاتهم. ولا ننسى أن جمعية المعلمين لا تزال ومنذ ثلاثة عقود تئن عظامها من ضغط الإخوان وسيطرتهم على مقدراتها، فالغش الذي نراه الآن هو وليد سنوات سيطرة القوى الدينية المسيسة على التعليم، واسماء أولئك الحزبيين الذين وضعوا المناهج الدراسية معروفة، ويعلم كل ناكر للحقيقة من السلف والإخوان والتلف أن وزراء التربية من حسن الإبراهيم الى أحمد الربعي، مرورا بنورية الصبيح وموضي الحمود، مع الاحترام الشديد لهم، ولسيرهم، لم يكن بمقدورهم الاقتراب من واضعي المناهج، وبالتالي بقي هؤلاء شوكة في حلق كل وزير، سمي بليبرالي، إلى أن غيرت السلطة «جزءا» من فكرتها عن الإخوان في الأشهر القليلة الماضية! ومن قرأ تحقيقات القبس الواسعة والقوية، في مايو الماضي، وعلى مدى أيام، والتي تعلقت بمناهج التربية يعرف جيدا اين بدأ التخريب، وكيف دفعت المناهج غير العملية الكثير من الطلبة لانتهاج الغش سبيلا للنجاح. وبالتالي لا يمكن توقع أي إصلاح حقيقي في التعليم، وغير التعليم، بغير تخلي السلطة عن جميع المنتمين للأحزاب الدينية، فقد تمت تجربة هؤلاء في كل مجال، وكانت النتائج أكثر من كارثية.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

فضحتونا

قال لنناقش بهدوء موضوع دعم دول الخليج للانقلاب العسكري في مصر بهذه المبالغ الضخمة وبهذه العجالة..! فالحجة التي سمعناها من الطرف المؤيد للانقلاب انه دعم مستحق لدولة شقيقة بأمسّ الحاجة الى تحسين اقتصادها المتعثر..! خاصة ان الدول الخليجية المانحة لديها وفرة مالية نتيجة ارتفاع اسعار النفط في السنوات الاخيرة! وسنأخذ الكويت ذات الوفرة المالية لنرى حقيقة وضعها الاقتصادي من زاوية ما يراه المسؤولون الاقتصاديون فيها.
لا أكون متجنياً ان قلت ان الكويت تعاني تردي الخدمات الصحية والتربوية، وتوقف عجلة التنمية نتيجة سوء ادارة الحكومات المتعاقبة التي كانت ترفض معظم المشاريع النيابية الهادفة الى تحسين الوضع المعيشي للمواطن الكويتي، بحجة كلفتها المالية العالية التي غالبا ما تكون بضعة مئات من ملايين الدنانير! كما ان معظم الخبراء الماليين كانوا يحذرون من انتكاسة في اسعار النفط تستلزم منا ان نحتاط عند اصدار أي تشريع فيه كلفة مالية على المال العام، حتى ولو كان منحة اميرية للاسرة الكويتية او زيادة البطاقة التموينية! ثم كانت المفاجأة هذا التبرع السخي بهذه المليارات لنظام انقلابي عسكري قبل ان يتم الاعتراف به من أي دولة عربية ولا حتى اجنبية!
الا يحق للمواطن ان يتساءل: أين هي التحذيرات من انتكاسة اقتصادية مقبلة؟ بل أين هم الخبراء الاكتوارييون الذين يرفضون أي زيادة او منحة في رواتب المتقاعدين، وهل يعقل ان بضعة ملايين تؤثر في الميزانية وتدمر الاقتصاد الوطني وتتسبب في عجز قد يؤدي الى توقف بعض الخدمات والمشاريع التنموية، بينما التبرع بهذه المليارات يتم دفعها بمباركة المسؤولين وتأييدهم؟!
كنا أيام حكم مرسي نسمع ان بعض دول الخليج تعمل على اجهاض ثورة يناير وتدعم فلول النظام السابق! وكنا نرفض هذه المقولة ونصفها بالاشاعات المغرضة لتوريط دول الخليج المسالمة والداعمة لارادة الشعوب! لكن اقولها بكل صراحة اننا صدمنا بهذا التصرف غير المسؤول والخارج عن اصول اللباقة والدبلوماسية اولا بهذا الحجم من المليارات، وثانياً بهذا التوقيت بالذات، وكأن لسان حالهم يقول «بسرعة بسرعة قبل لا يهونون العسكر عن انقلابهم..!».
ان هذه الخطوة غير المدروسة التي تمت نتيجة الخوف غير المبرر من انتقال رياح الربيع العربي للخليج، وهو خوف لامجال له، ستكشف للمواطن زيف حجج الحكومة التي كانت ترددها عند رفض كل مشروع يهدف الى تحسين الاوضاع المعيشية أو يخفف من الاعباء المالية على المواطن! كما انها خطوة تؤكد قصر نظر في عالم السياسة وعدم فهم لمصلحة البلد، حيث ان الملايين المؤيدة لعودة الرئيس الشرعي، التي تحتشد اليوم في جميع ميادين مصر من شمالها الى جنوبها، ستحمل دول الخليج مسؤولية ما يحدث على الأرض من اراقة دماء وسقوط شهداء لانها الداعمة لنظام بوليسي استبدادي مغتصب للسلطة! هكذا ينظر هذا الشعب الى الامور اليوم وهو يسمع دول الخليج تقف ضد رغبته في احترام ارادته!
أنا افهم ان أميركا وراء هذه الخطوة الخليجية والسبب ان المبادئ المعلنة للأميركان تمنع دعم انقلاب عسكري على سلطة منتخبة شعبيا وديموقراطياً، لذلك جعلت من هذه الدول «ممشاشة زفر» لتحقيق هدف طالما كانت أميركا تسعى اليه وهو افشال حكم الاخوان المسلمين لمصر..! وقد يقول قائل ان الأميركان مازالوا يتمنعون عن دعم الانقلاب، وأؤكد هنا ان أميركا ستدعم الانقلاب قريباً جداً، ولكنها تحرص على تجميل مواقفها والتسويق لها حتى يأتي الوقت المناسب لتعلنها بكل صراحة!
الخلاصة ان دول الخليج «فضحتنا» بهذا الموقف المتعجل حالها حال التيار الليبرالي الذي تناسى مبادئه واعلن ابتهاجه بالانقلاب ودعم اسقاط حكم شرعي ليحل محله حكم استبدادي بدأ اول عهده بسجن خصومه واغلاق محطات التلفزة لهؤلاء الخصوم السياسيين! وصدق من قال «عش رجبا تر عجباً».

سامي النصف

شهر الصيام والقوم النيام

هناك ما هو أقرب لدين جديد يخلق عند بعض المسلمين يختلف تماما عما أنزله رب العباد على رسوله الأمين، فما قصد من فريضة الصيام الكسل وعدم العمل والسهر ليلا لمتابعة المسلسلات وكأن الشهر ما فرض على البشر إلا كإجازة مدفوعة الأجر لثلاثين يوما كاملة، وقد عشت في اندونيسيا أكبر بلد إسلامي في شهر رمضان ولم ألحظ أي تغيير في ساعات عملهم التي تمتد من 9 صباحا الى 9 مساء تتخللها أوقات للصلاة والإفطار.

***

وقد أعفى دين الرحمة المرضى من الصيام دون تحديد مرضهم، إلا أن ما نسمعه من فتاوى بعض أطباء الدين الجديد هو على العكس تماما من ذلك، فما ان يسأل أحد مرضى الأمراض المزمنة الخطيرة التي توجب حفاظا على الحياة وجبات غذاء ودواء وماء منتظمة حتى يأتي الجواب – وحتى دون فحص – للمريض بضرورة الصيام وهو نصح لا يقدمه الطبيب عادة خارج الشهر الفضيل، مما يؤدي كما يخبرني مدير احد المستشفيات العامة الى زيادة وفيات مرضى تلك الامراض المستعصية ولو أتى ذلك النصح العلني في بلدان تحترم حياة الانسان لسحبت من الطبيب رخصة الطبابة وأعطيت له.. رخصة الجزارة!

***

ولم يفرض الصيام – للعلم – على المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي وأصحاب الديانات الأخرى، كما لم يفرض على مرضى المسلمين وجميع هؤلاء يحتاجون لأماكن يأكلون فيها، فكيف يتم عقابهم عبر بدعة «المجاهرة بالافطار» وقد روي عن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم انه فضل الفاطرين على الصائمين من صحبه في إحدى سفراته، وقال انهم ذهبوا بأجر ذلك اليوم ولم يعاقبهم على مجاهرتهم بالافطار، بل أقرهم عليه.

***

آخر محطة: أكثر الأمور إساءة للاسلام تأتي ممن يدعي بأن السماح بإفطار الآخرين ممن لم يفرض عليهم الصيام سيضعف إيمان المسلمين ويجعلهم جميعا يفطرون، ألا يعلم هؤلاء الكهنة الجدد أن عشرات ومئات ملايين المسلمين يعيشون إما في دول غير مسلمة أو في دول إسلامية لا تغلق محلاتها ومطاعمها في رمضان دون أن يتسبب ذلك في إفطار المسلمين.

احمد الصراف

حلم أبو عبدالوهاب

لا أميل كثيرا للقيام بواجب تقديم العزاء! ولو لم يسمَّ واجبا لما قمت به أصلا. وربما تكون عملية كتابة رثاء في فقيد، أكثر صعوبة من حضور العزاء شخصيا والتمتمة ببضع كلمات، والخروج والسلام! فالعزاء الكتابي، خاصة إن كان كاتبه غير ميّال للمبالغة، صعب، ولكن أثره يبقى لفترة أطول.
الحادث المؤسف والمحزن جدا الذي تعرّض له ابن صديق وحفيد صديق كريم آخر، هزّني من الأعماق، خاصة أن حادثة أليمة مماثلة حصلت للجد قبلها ببضع سنوات، وأذكر جيدا أنها أبكتني وقتها كثيرا. كما هزّت الحادثة الأخيرة قارئة عزيزة، فكتبت النص التالي، الذي تصرفت فيه قليلا، لكي يفي بالغرض، وأنشره، لعله يغفر لي عدم اتصالي بالصديق وصهره، في فترة العزاء، لظروف خاصة!
* * *
دخل الوالد غرفة ابنه البكر، وهو يمشي على أطراف أصابعه، وكأنه لا يود أن يقلق نومه العميق بعد يوم مرهق طويل. وما ان بلغ منتصف الغرفة، حتى شعر بأنه غير قادر على كتم شهقة عميقة صدرت منه، تبعها بكاء مر! وهنا ارتمى على فراش فلذة كبده الذي فارقه مبكرا، وهو لا يزال في مقتبل العمر، ولثم مخدته واشتم رائحته الطيبة المميزة، والكولونيا الخاصة التي كان يفضّلها، والتي كانت آثارها لا تزال عالقة بأطراف الشرشف.
أجهش في بكاء صامت، ولم يشعر بالوقت يمر، ولم يعرف كم بقي في تلك الغرفة التي لن يملأها الدفء ثانية، ولكنه كان على يقين بأن قدميه لن تطآها مرة أخرى. أدار نظره في محتويات الحجرة الجميلة، وفي كل شيء كانت عينا فقيده الصغير تقعان عليه صباح كل يوم عندما يصحو من نومه، وعندما كان يسكنها بجسده وروحه. هنا أشياؤه الصغيرة، وهناك أغراضه الخاصة تملأ أدراج خزائنه. وصوره الجميلة، بابتسامته الأخاذة، تغطي حوائط الغرفة، هذه واحدة وهو بملابسه الرياضية، يحتفل مع أصدقائه بمناسبة ما، وثانية يقف بجواره على ساحل المالديف، وثالثة على ظهر قاربهم الكبير، ورابعة مع بقية أفراد أسرتهم الصغيرة والجميلة! وهنا مضرب التنس الخاص به، والذي لم يستخدمه كثيرا، وهناك سماعات جهاز الموسيقى، وكمبيوتره المحمول. إن كل ما في تلك الغرفة أصبح حزينا يشتاق إلى صاحبه، فكيف بشوقه هو لابنه الشاب البريء الذي كان يملأ دنياه ودنيا جده وجدته ووالدته فرحا من حوله.
اجال نظره ثانية في الصور الفوتوغرافية التي تظهره مع ابنه الحبيب على شرفة فندق، أو خلف مجداف قارب، وأخذ يفكر بأنه إن عاد إليه فسيبحر معه بعيدا، بعيدا جدا، ليبقوا معا الى الأبد. آه.. كم يتمنى لو تتاح له فرصة ضمه إلى صدره للمرة الأخيرة، لمرة فقط، لكي لا يتركه يغادر ذراعيه، بعد أن يدخل جسده بين ضلوعه. وأخذ يسأل نفسه: يا ترى هل ستعود الابتسامة لوجهي؟ وهل سينسيني الزمن أعز من كان معي وتركني ورحل؟ وهل سيعود أصدقائي ليقولوا لي أين ضحكتك يا أبو عبدالوهاب، التي كانت تغرد معها عيناك؟ إن العيون لا تبتسم، ولكنهم كانوا يقولون إن عيوني تبتسم!
من أجل ابنه الحبيب سيحاول أن ينسى، قد يتطلب الأمر بعضا من الوقت، وقد يطول هذا الوقت، ولكن من أجل ابنه سيحاول أن ينسى، فهو لا شك في مكان ما يغرّد مع أقرانه، فقد رحل صغيرا وبريئا وليس في عنقه دين لأحد، أو في ذمته وعد لم يف. به، أو في باله عداوة لم ينسها.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الانقسام الطائفي… الفرصة والتهديد!

 

في الحقيقة، وجدت شخصياً أثناء متابعتي ما طرحه المفكر البحريني علي محمد فخرو في محاضرته التي حملت عنوان: «ما وراء الانقسام الطائفي» بمجلس يعقوب سيادي مساء الثلثاء (2 يوليو/ تموز 2013)، وجدت فيها ما يمكن اعتباره (وثيقة عمل للأمة) تنقذها من كابوس الانقسام الطائفي، وليتها تصل إلى مراكز البحث في الأزهر الشريف، وفي حوزتي قم والنجف، وإلى هيئات علماء المسلمين، لتكون حجر الأساس للقضاء على هذه المحنة الكبرى.

فعلى الرغم من أن الأمة العربية الإسلامية تعيش مرحلة من أسوأ مراحل انهيارها شئنا أم أبينا، إلا أنه لا يوجد مشروع متفق عليه بين علماء الأمة ومثقفيها يقرأ الواقع ويستشرف المستقبل بصورة متعمقة، ونستثني هنا الحكومات لكونها اليوم طرفاً رئيساً في تأجيج الانقسام والتناحر، وذلك يبدو واضحاً من خلال تشجيع حكومات عربية واسلامية لزيادة سطوة ذلك التناحر باستخدام علماء البلاط والاعلام الفتنوي الواسع الانتشار، حتى أن المفكر فخرو اختصر ذلك المسار بالقول: «إن العيش في التاريخ بفهم خاطيء وبصورة مسيئة نراها في المساجد والمآتم والقنوات الفضائية حيث المذهبية والطائفية تستخدم يومياً من أجل أهداف سياسية ومالية ودنيوية، ما يجعل الحل للمشكل الطائفي صعباً، ونبني بذلك إنساناً عربياً مسلماً لديه قابلية ممتازة للطائفية، يلزم حتى نواجهها، أن نتخلص من جوانب مرتبطة بالطائفية كالتاريخ والثقافة والكلمات والأوصاف».

في المجتمع الخليجي والعربي والإسلامي، هناك التجاء مؤجّج للطائفية على حساب مصلحة الأوطان، وسبب ذلك الالتجاء هو الحكومات التي تكرس التصنيف الطائفي والقبلي والعرقي بين مواطنيها. وفي شرحه لمسببات الانقسام الطائفي من هذا الباب سياسياً، لفت فخرو إلى أن «المواطن يحتمي بقبيلته وبمذهبه وبعرقه إذا كان يعيش في مجتمع غير ديمقراطي، ذلك أن الولاءات الطائفية التي تعلو على الولاء للوطن لا تأتي إلا في مجتمع تغيب فيه المواطنة المتساوية، وتغيب فيه المساواة بين المواطنين والفرص المتكافئة، فيضطر المواطن للاحتماء بالطائفية بدرجة لا تقل عن الاحتماء بالحزب والقبيلة كما هو حاصل في بعض البلدان العربية»، انتهى الاقتباس.

تلك الأطروحات العميقة التي أجاد فيها المفكر فخرو، ربطت ما بينها وبين طرح الباحث العراقي حارث حسن في مقال بعنوان: «الولايات المتحدة والشرق الأوسط الطائفي»، فبعد حضوره ندوة نظمتها إحدى مؤسسات البحث الأميركية المهمة وتناولت موضوع الانقسام السني ـ الشيعي وأبعاده الإقليمية، كان هنالك تركيز واضح في النقاشات على أن هذا الصراع الطائفي أخذ يحتل الأولوية في توجيه سياسات المنطقة ويحل محل الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وطرحت خلال النقاش أسئلة من قبيل: هل سيؤدي الانقسام السني ـ الشيعي إلى تغيير خريطة المنطقة وتفكيك بعض دولها؟ هل سيُدفع العالم العربي (السني) إلى الانفتاح على «إسرائيل»، تبعاً لقاعدة عدو عدوي صديقي؟ أم إنه سيدفع إيران والقوى الشيعية إلى تخفيف عدائها لـ «إسرائيل» لصالح التركيز على الصراع مع القوى السنية؟».

ولكن، كيف نظر المفكر فخرو إلى التقسيم واللعبة الصهيونية؟ وقبل أن أقدم ما طرحه، أود أن يتأمل القاريء الكريم ما قاله فخرو بشأن أن ظاهرة الانقسام الطائفي لا تهدد المجتمعات من الناحية الاجتماعية والسياسية، ولكنه يهدد الإسلام نفسه! فالذين يعتقدون أن الدين الإسلامي يمكن أن يكون في منأى فهو مخطيء! ولذلك قال: «جربوا التركيز على بعض القراءات وكذلك تكلموا مع بعض الشباب الذين ملوا من هذا الدين الذين يخرج من محنة إلى محنة إلى محنة ولا يقف عند محنة معينة، وهو شبيه بما جرى في أوروبا عندما أصبح الناس ينفضون من حول الدين المسيحي – ليس من الناحية السياسية – ولكن من الناحية الروحية، وبقيت الكنائس خالية لسنين طويلة وإلى اليوم في بعض البلدان. لذلك، فإن الجانب الروحي والديني ينتهي عندما لا يعرف رجال الدين والمؤسسات الدينية كيف تتعامل مع مجتمعاتها إلى أن وصلت القضية إلى النحر كما نرى في سورية والعراق واليمن أو حتى ما نراه في مصر التي لم نكن نتصور أن يحدث فيها انقسام طائفي».انتهى الاقتباس.

الآن، عن الدور الصهيوني في إثارة الطائفية، فإن فخرو يرى أنه مخطط منذ سنين لأن يتم تقسيم المنطقة على أساس قبائلي، وإن لم يفلح يتجهون إلى التقسيم الديني، وإن لم يفلح يتجهون إلى تقسيم آخر فالمهم في نهاية الأمر هو التقسيم، والمطلوب هو قراءة التاريخ قراءةً جيدة بحيث نكون صريحين تماماً ولا نغنغن في تاريخ الانقسام في الدين الإسلامي، ونتعامل معه كتاريخ ولا نخاف من أن يمس هذا الشخص أو ذاك ممن أخطأوا… حتى يعرف الناس ما خفي عنهم. لابد من قراءة المسبب التاريخي والثقافي والتربوي واللغوي فعلى المدى الطويل هناك حل، ذلك أن كل العالم عنده تاريخ يدرسه ويستفيد منه إلا نحن! نصر على أن نعيش التاريخ.. أن نرجع إلى الوراء 1400 سنة ونعيش مثل من عاشوا في ذلك الوقت».

بشكل عام، كما يرى الباحث حارث حسن، يبدو أن واشنطن، وصانعي السياسة ومؤسسات البحث فيها، باتت تعطي جدية أكبر لموضوع الانقسام السني ـ الشيعي وآثاره على الجغرافيا السياسية للمنطقة، وهنالك عدة مشاريع بحثية تجري لاقتراح توصيات للسياسة الأميركية حول سبل التعامل مع هذا الانقسام، ويمكن القول إن الجدل ينحصر بين نظريتين، الأولى تعد هذا الانقسامَ تهديداً، والأخرى تراه فرصة، لكن النتيجة التي توصل إليها الباحث هي أن «الشرق الأوسط الطائفي» يعكس حالة من النكوص السياسي، والاجتماعي، والثقافي، التي تعيشها المنطقة عموماً. وبقدر التهديدات المخيفة، التي يصنعها الانقسام الطائفي، مع هيمنة جيل من النخب السياسية، والدينية، والثقافية، والمالية، التي سلّمت عقولَها لأيديوجيات طائفية، أو وجدت فرصة في الانقسامات المذهبية لتوسيع نفوذها السياسي، هنالك، أيضاً، فرصة لتبلور إدراك واسع لخطورة المنزلق الذي نتجه نحوه، بسبب سيطرة هذه النخب، وفرصة لتبلور تيار بديل، يرى أن تفكيك هذا الصراع يتطلب تفكيك الأسس السياسية، والفكرية، والثقافية، والاقتصادية، التي صنعت هيمنة تلك النخب.

سامي النصف

الفوارق الرئيسية بين الرئيسين مبارك ومرسي!

احتاج الأمر إلى ثلاثين عاما من الإنجازات ليثور بعض الشعب المصري على مبارك، احتاج الأمر إلى اقل من عام من الاخفاقات ليثور «كل» الشعب المصري على مرسي.

مبارك احد أبطال حرب اكتوبر 73 ضد الجيش الاسرائيلي، مرسي بطل حرب يوليو 2013 ضد الحرس الجمهوري المصري.

أرجع مبارك بحنكته ارض سيناء، أضاع مرسي او كاد بقلة حكمته أرض سيناء.

ترك مبارك الخزانة العامة وبها 36 مليار دولار من احتياطيات العملة الصعبة، صرف مرسي ذلك المبلغ في اقل من عام واضاف عجوزات جديدة.

توافرت الكهرباء والماء والمحروقات والغذاء في عهد مبارك بشكل تحسد مصر عليه كثير من الدول الاخرى، انقطعت في عهد مرسي الكهرباء والماء واختفت المحروقات، وتضاعفت اسعار الغذاء.. ان وجد.

حسّن مبارك علاقات مصر مع الدول العربية التي كانت مقطوعة ابان حكم سلفه السادات، ساءت بشدة علاقات مصر في عهد مرسي مع الدول العربية والدول الافريقية وغيرها من دول العالم.

تضاعف عدد المستثمرين والسائحين وعاد المغتربون المصريون لمصر في عهد مبارك، وهرب المستثمرون والسائحون والمصريون من مصر في عهد مرسي.

ترك مبارك الحكم طواعية بعد خروج 3 ملايين مصري في مظاهرات ضده، تمسك مرسي بالحكم حتى خلع رغم خروج 33 مليونا في مظاهرات ضده.

رغم ان مبارك لم يعش خارج مصر الا انه كان ضليعا باللغة الانجليزية ويتحدثها بطلاقة في لقاءاته الاعلامية، عاش ودرس مرسي في الولايات المتحدة الانجليزية الا ان لغته ولكنته الاجنبية كانت فضيحة.. ومضحكة بحق.

في عهد مبارك حدثت موقعة الجمل التي لم يقتل فيها احد وان اتهم بها الحزب الوطني، اتهم حزب الحرية والعدالة بموقعة الحرس الجمهوري التي قُتل فيها العشرات وجُرح المئات.

استجاب مبارك لطلبات المتظاهرين وأقال وزارة نظيف وقيادات الحزب الوطني ورجال اعماله، رفض مرسي اقالة وزارة قنديل او محاسبة اعضاء حزبه ورجال أعماله.

بداية سقوط مبارك حركة شبابية اسمها «6 ابريل»، بداية سقوط مرسي حركة شبابية تدعى «تمرد».

في عهد مبارك حصدت مصر جوائز نوبل لبعض رجالها وتم تشجيع أعمال الثقافة والآداب والفنون والتراث وحازت الرياضة المصرية بطولات كأس أفريقيا ووصلت لكأس العالم ضمن نهضة شاملة مرت بها، في عهد مرسي انطفأت الأضواء وتوقفت الإنجازات ودخلت مصر في نفق مظلم لا خروج منه.

مبارك لم يعاد الجيش والشرطة ورجال القضاء وباقي شرائح الشعب المصري، مرسي لم يترك أحد لم يعاده!

اشتهر مبارك بعفة اللسان وعدم التعرض لإنسان في خطبه، استخدم مرسي خطبه للتعدي على الناس بالاسم وهو رئيس جمهورية.. مهزلة بحق!

آخر محطة:

(1) وقف مبارك وحزبه مع الكويت إبان محنتها عامي 90 – 91 وساهم في تحريرها بينما كان مرسي ورهطه يقفون بشدة مع صدام.

(2) لم يدّعِ مبارك كحال مرسي انه السبب في تحليق مركبات وكالة ناسا للفضاء ثم ينكر ذلك في لقاء آخر.

(3) ولم يدّعِ مبارك كحال مرسي انه سيتنازل عن الحكم إذا ما تظاهر الناس ضده ولم يؤدِ القسم كحال مرسي في ميدان التحرير ثم ينكص على شرعية الميدان التي تدثر بها.

4) إلا الجيش المصري.. في بلد الحريات وحقوق الإنسان أميركا، لو هجم الآلاف المدججون بالسلاح الساعة الرابعة فجرا على وزارة الدفاع أو أحد مواقع الجيش الأميركي لكان القتلى بالمئات..!!

احمد الصراف

إعجازهم وعجزنا

ليست هناك حدود لقدرة العقل البشري على الخلق والاستنباط والاكتشاف والتطوير، وقد تمكن هذا العقل، على مدى آلاف السنين، وقبل أن تأتي العقائد، بتقديم الكثير للبشرية، وحضارات الإغريق والفراعنة، والسومريين خير مثال. فقد نجح الإنسان في تطوير الزراعة وتأنيس الحيوانات وبناء المدن واختراع مختلف أدوات القتال والبناء وغيرها. كما قام العقل نفسه في السنوات المائة المنصرمة، أو أكثر قليلا، بتقديم كمّ هائل من الاختراعات والاكتشافات والإنجازات التكنولوجية، خاصة في ميادين الفضاء والطب والهندسة والكمبيوتر، ساهمت جميعها، ليس فقط في تخفيف معاناة البشرية، بل وخلق بيئة مريحة لمعيشتها، وجعل الحياة أكثر تشويقا ومدعاة للاحترام، والأكثر من ذلك أنها أطالت في متوسط عمر الإنسان، والذي لم يكن يتجاوز الخمسين عاما بكثير في غالبية دول العالم، وحتى أقل من ذلك في الدول المتخلفة!
ثم بدأ التحسّن في حياة الإنسان الأول، وبدأ متوسط عمره في الارتفاع مع كل تقدم يحرزه في السيطرة على بيئته، وحماية حياته من الحيوانات المفترسة، واستمر الارتفاع في متوسط العمر بشكل مطرد، وتسارع بشكل كبير ومثير في العقود الأخيرة، وبالتالي لم يكن للعقائد علاقة بقصر أو طول عمر الإنسان، بل الإنسان هو الذي أطال عمره وعمر ما بعده من أجيال، إن من خلال التطور الطبي، أو معرفة الصالح والضار من الأطعمة.
والارتفاع في متوسط عمر الإنسان لم يتوقف منذ عقود طويلة، وبلغ مستويات عالية في الدول المتقدمة طبيا وغذائيا، ومن المحتم أنه مع التقدم العلمي، فمن المتوقع أن يرتفع المتوسط ليصل إلى 150 عاما أو أكثر، فليس هناك علميا ما يمنع ذلك مادامت أعضاؤه تعمل بصورة جيدة! وبالتالي فإن ما يسنده البعض من فضل لنصوص محددة في ما وصل إليه الإنسان من تقدم طبي وعلمي، أمر لا يراد منه إعلان الحقيقة، بل المتاجرة بهذه النصوص المقدسة، وتحقيق فائدة مادية منها. فالعبرة ليست في فضل كتاب مقدس في معرفة اختراع أو اكتشاف ما، بل العبرة بالنتيجة، والنتيجة أننا في هذا الجزء من العالم، وبكل ما كان ولا يزال لدينا من نصوص، كنا نعيش متوسط عمر أقل من غيرنا، بكتبنا وبغيرها، والعلم الحديث هو الذي أثر في نوعية حياتنا وأطال في متوسط بقائنا أحياء! وما حدث من تطور علمي في القرن السابع الميلادي ساهم فيه علماء من دول إسلامية، لم يكن له أي أثر في زيادة متوسط عمر الإنسان في حينه، ولا بعد ألف عام من ذلك، بل جاء الفضل بعدها على أيدي غيرهم، ونسبة الفضل فقط لنا تعود لحالة الإحباط المتراكمة التي عشنا ولانزال نعيشها.
وللدلالة على ما للعقل البشري من قوة، دعونا نستعرض توقعات وتنبؤات البعض من كبار المستشارين والخبراء العسكريين، في ما يتعلق بمستقبل عدد من المخترعات والمكتشفات. فقد توقع لي فورست مثلا، وهو أب الراديو والتلفزيون، أن الإنسان لن يصل يوما إلى القمر! وقال الأدميرال وليم ليهي الخبير في المتفجرات، تعليقا على مشروع بناء القنبلة النووية: إن هذه القنبلة لا يمكن أن تنفجر! وقال خبير كمبيوتر في عام 1949 إن كمبيوتر المستقبل سينخفض وزنه لطن ونصف الطن فقط. وقال رئيس شركة «آي. بي. إم» للآلات الحاسبة، عام 1943: أعتقد أن هناك سوقاً لخمسة كمبيوترات عملاقة في العالم! وقال اللورد كيلفن، رئيس الجمعية الملكية، عام 1895 ان أي شيء أثقل من الهواء لا يمكن أن يطير، في تعليق له عن إمكان السفر في الطائرة!.. لا بد أنك مجنون لتفكر في التنقيب عن البترول داخل الأرض!: هذا ما سمعه إدوين دريك عام 1859 من صاحب شركة حفر! وقال المارشال الفرنسي الشهير فوش إن الطائرة لعبة لطيفة، ولكنها لا يمكن أن تصبح يوما ذات أهمية في الحروب. وقال رئيس تسجيل براءات الاختراع عام 1899: كل ما يمكن أن يُخترع قد تم اختراعه، وليس هناك ما هو جديد!

أحمد الصراف