اليوم هو يوم الاقتراع العظيم، ومقاطعتك او حتى تقاعسك، عزيزي الناخب، عزيزتي الناخبة، يعني بكل بساطة انك سلمت مصير بلدك للمجهول، وارتضيت بوصول السيئين والمرتشين وأصحاب العمولات والصفقات والفساد الذي تشتكي منه ولا تساهم في التخلص منه عبر قيامك بعملية بسيطة لا تستغرق إلا دقائق قليلة.. يستحقها وطنك منك!
***
وقد سهلت عملية الصوت الواحد المعمول بها في جميع دول العالم قضية الاختيار، وأرجو ألا يدعي أحد بحق انه لا يجد مرشحا واحدا تنطبق عليه مواصفات «القوي الأمين» بين مئات المرشحين المتقدمين لخدمة الكويت في مختلف المناطق، كما نرجو ألا تبحث بين المرشحين عن قريب او حبيب ممن قد لا تحتاجه قط او الذي إذا احتجته فقد لا يلبي لك طلبك او يقوم بخدمتك، لانشغاله الدائم بمصالحه الشخصية، ان المطلوب منك عزيزي الناخب وعزيزتي الناخبة وببساطة شديدة وأنت في بيتك تنعم بالهواء البارد ان تختار اسما ترجو منه الإصلاح من أصحاب السمعة الحسنة والحب الخالص للكويت والاستعداد للتضحية بأوقاته لأجلها لا ملء الجيوب من أموالها العامة وحتى الخاصة ثم قيادة سيارتك المكيفة لمراكز الاقتراع المكيفة كذلك والإدلاء بصوتك لمن قررته بشكل مسبق.
ولمن تسلم الأموال الحرام من بعض المرشحين لحاجة او لعازة او حتى لعدم حاجة او عازة نقول: خذوا أموالهم وصوتوا لغيرهم حتى لا يبيعوا وطنكم كما اشتروا أصواتكم، فقد جاء في فتاوى لكبار العلماء المسلمين حول من أقسم على بيع صوته أن ذلك قسم باطل لا يجب البر به، حاله حال من أقسم على ان يزني او يشرب الخمر، فالإثم هو عبر العمل بالقسم لا مخالفته، والذي كفارته دفع 10 دنانير كويتية للفقراء والمحتاجين او بيوت الزكاة ثم التوبة من تكرار ذلك العمل.
***
لذا فالنصيحة الصادقة دون استثناء هي الخروج للتصويت وحث الآخرين عليه، فلا يوجد في الديموقراطيات المحترمة بدعة «المقاطعة» قط، بل المشاركة وتعديل ما تريد من التشريعات تحت قبة البرلمان لترسيخ مبادئ الاستقرار ودولة القانون لا خارجها، حيث ترسخ مبادئ الفوضى وشرارات الربيع العربي المدمر، فالمقاطعة او التقاعس او الكسل تضرب العمل السياسي في الصميم وتقتل، بحق، العملية الديموقراطية برمتها، فما فائدة الديموقراطية والفخر بها اذا ما امتنعنا بإرادتنا عن ممارسة حقنا الدستوري فنصبح كمن لا ديموقراطية عنده ثم نترك الباب مفتوحا على مصراعية لوصول السيئين ومن سيعيث في الكويت فسادا للأربع سنوات المقبلة؟ فهل هذا ما تريد اخي الناخب اختي الناخبة لبلدك الكويت؟ لا أعتقد ذلك!
***
آخر محطة: (1): الكويت تستحق منك عزيزي الناخب عزيزتي الناخبة دقائق قليلة من وقتك كل 4 سنوات كالحال اليوم فلا تتردد في ممارسة حقك، ومن ثم رد الجميل لبلدك وتقرير مساره ومصيره المستقبلي.
(2) ولا تصدق للحظة، اخي الناخب، اختي الناخبة، الاعتقاد الخاطئ تماما بأن مقاطعتك وعدم ذهابك سيعني شيئا على الإطلاق بما يخص صحة العملية الانتخابية، فلا يوجد في العالم أجمع، بما في ذلك الكويت، من ادعى سابقا ان نسبة المشاركة سواء كانت 30% (كحال ديموقراطيات شمال أوروبا المتقدمة التي تكاد تخلو من المشاكل) او 99% (كحال نتائج انتخابات الديكتاتوريات المزورة المتخلفة المليئة بالمشاكل) تعني شيئا على الإطلاق، فالانتخابات تقاس بمقاييس النزاهة والشفافية التي تشتهر بها الكويت ولا شيء غير ذلك.