كاد حازم أبوإسماعيل، وهو واحد من كبار سلف مصر، أن يصبح رئيساً للجمهورية، بعد ثورة 25 يناير، لولا أن كشفت جهات مناوئة له تزويره في إقرار جنسية والدته الأميركية! وعلى الرغم من ثبوت تهمة التزوير عليه، فإن حكومة «الإخونجي» مرسي اختارت التغاضي عن التهمة الخطيرة، إرضاء لحلفائهم السلف، في حينها. ولكن ما ان عاد الوعي للجزء المغيّب من الشعب المصري، وقرروا التخلّص ممن جاء ليصلح حالهم فخربها، وحزبه التعيس أكثر، حتى قرر المحامي العام في النظام الجديد حبس المرشح الرئاسي السابق أبوإسماعيل، رئيس حزب «الراية» السلفي، لفترات متفاوتة على ذمة اتهامات بالتزوير في إقرار رسمي، الذي سبق أن قدمه للجنة الانتخابات الرئاسية، والذي أثبت فيه، خلافاً للحقيقة، عدم حمل والدته لأي جنسية أجنبية أخرى. كما اتُّهم وآخرون بالتحريض على القتل والشروع فيه في محيط جامعة القاهرة وميدان النهضة، وتهديد الأمن والسلم العامين، والتحريض على «البلطجة» وتأليف عصابة لمقاومة السلطات وترويع السكان. كما قام ممثل النيابة بمواجهته بمستندات رسمية من الحكومة الأميركية تبين حمل والدته لجنسية أميركية!
وحازم أبوإسماعيل هذا هو نفسه الذي كتبنا عنه مرات وحذّرنا من ألاعيبه عندما حرم في «فتاواه»، يوم كان يلبس الجبة والعمة على التلفزيون، قبل أن يخلعهما ليرتدي البدلة وربطة العنق، لزوم الترشح لرئاسة مصر، حرم تناول «البيبسي»، بحجة أن الاسم يمثل الحروف الأولى من كلمات «ادفع كل بنس لدولة إسرائيل»! وقلنا إن شركة البيبسي ظهرت للوجود قبل إعلان إسرائيل بنصف قرن تقريبا، وأن ادعاءه هذا خير دليل على خواء فكره ومن يشبهه! كما أن أبوإسماعيل هذا، بأتباعه المستعدين للموت في سبيله، هو عنوان السلفي المزيّف، وهو بالطبع ليس حالة شاذة، فالمتاجرون بعواطف الجماهير الدينية كثر، وأكثر من هَمّ الكويت وأحوالها الصعبة على قلب المحبّ لها! فقد سبقه العشرات من الذين أطالوا لحاهم وحفظوا بضعة سطور، وكوّنوا ثروات من أموال السذّج، والمغرر بهم، ولكنه يمثل بحق قمة التزييف والخداع، فقد كاد يصبح رئيساً لأكبر دولة عربية، بالتزوير المتعمَّد! ولا ننسى هنا قرار الشؤون الأخير في الكويت (جريدة الجريدة 16يوليو)، الذي سحبت بموجبه إشهار مبرتي وليد الطبطبائي ونبيل العوضي، بسبب تكرار استخدامهما سندات قبض مخالفة لقوانين جمع التبرعات، ومخالفاتهما السنوية المتكررة، وتجاهلهما لكل التقارير والتوصيات الحكومية!
كما أن هناك الكثيرين ممن ربوا لحاهم وأرخوا أغطية رؤوسهم وسرقوا نتاج فكر غيرهم، ونسبوه لأنفسهم. كما شاركوا أمثالهم في جمع التبرعات باسم دعم «الثورة السورية» ولاجئيها، ولكنهم بدلا من ذلك دعموا أرصدتهم في المصارف الأوروبية!
* * *
• ملاحظة: مساحة الكويت 18 ألف كيلو متر فقط، أكثر من %90 غير مأهول! ومع هذا استطاع مجرمون سرقة كيبل منطقة مشرف، مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة منها! فهل هناك مؤشر خراب وانحدار أخلاقي، وليس أمنياً فقط، أكثر وضوحاً وخطورة من هذا؟! وهل نستبعد يوماً إقدام الأشخاص أنفسهم على سرقة أثاث مجلس الوزراء؟!
أحمد الصراف