كما هو الحال في كل عام هاهي دفعة جديدة من طلبتنا خريجي الثانوية العامة سيقبلون في جامعة الكويت والكليات التطبيقية والكليات العسكرية أيضا، وسيبقى ما لا يقل عن نصف هؤلاء الخريجين بلا مقاعد تعليمية في الكويت، وسيذهبون للدراسة خارج الوطن وكما تقول الحكمة «اطلبوا العلم ولو بالصين» وسواء كانت تلك الدراسة عن طريق الابتعاث الحكومي أو على نفقتهم الخاصة.
وبالتأكيد سينتشر أبناؤنا الطلبة في طول الأرض وعرضها بحثا عن طلب العلم الجامعي، في الغرب والشرق ولكن تبقى «جمهورية مصر العربية» الخيار الأكثر شعبية بين طلبتنا وخصوصا الذين ينوون الدراسة في بلد عربي.
وكما هو معلوم، تتحمل وزارة التعليم العالي مهمة تسجيل الطلبة في الخارج بل وتشرف عليهم حتى تخرجهم وعودتهم إلى بلدهم وهم حاملون شهاداتهم الجامعية وخبراتهم المعيشية التي اكتسبوها.
وعلى مكاتبنا الثقافية في الخارج يقع العبء الأكبر، فاختيار الجامعات ذات الجودة التعليمية مهم جدا ولكن يجب أيضا ألا يغفلوا عن اعتماد جامعات منخفضة التكاليف، فليس كل الطلبة ميسوري الحال،
بعض المكاتب الثقافية تلتزم باللوائح حرفيا وتدور في فلك البيروقراطية المزعجة لطلبتنا وأولياء أمورهم في الخارج، وتعاملهم رسمي جدا مع الطلبة والجامعات، ويغفلون عن الدور الأبوي المسؤول عن راحة الطلبة وتهيئة الظروف المناسبة للتعليم في جامعاتهم، فالكثير من العقبات كانت ستزول لو تدخل المسؤولون مباشرة لحلها مع الجامعات خاصة إذا كانوا يتمتعون بعلاقات ودية واتصالات اجتماعية مع مسؤولي تلك الجامعات في الخارج.
مكتبنا الثقافي في القاهرة ومديره د.فريح العنزي مثال لذلك التربوي الذي يملك علاقات قوية مع مؤسسات التعليم العالي المصرية ويسخر ذلك لخدمة أبنائه الطلبة الكويتيين والذين يتعامل معهم وكأنهم أبناؤه.
ولا يسعنا إلا أن نستذكر أيضا الكوكبة الشبابية النشطة في اتحاد طلبة الكويت في القاهرة ومنهم الأخ فيصل الحربي وزملاؤه الذين ذللوا الصعاب أمام زملائهم الطلبة المستجدين.
أدام الله على مصر الأمن والأمان، لتستمر منارة للعلم ومصنعا للعلماء لا ينضب.