الخيار الثاني هو الذي أراه الأصح يأتي عبر فهمنا لمغزى توزيع الصلوات الخمس على اليوم والصيام في النهار والإفطار بالليل وهو خلق «مواقيت» محددة موزعة على 24 ساعة يعبد فيها رب الخلق، لذا يمكن استخدام مواقيت الساعة التي هي من لطائف الرحمن على خلقه لتحديد تلك المواعيد، فيقرر على سبيل المثال ان الساعة الـ 6 صباحا هي لصلاة الفجر والثانية عشرة للظهر والرابعة مساء للعصر والـ 6 مساء لصلاة المغرب والـ 8 مساء للعشاء واستخدام نفس المواعيد للإمساك والإفطار، وهو في الحقيقة مطابق تماما لما يعمله المسلمون في جميع البلدان طوال العام، حيث يصومون ويصلون على مواقيت الساعة لا على الشمس التي تخفيها الغيوم أغلب العام في كثير من البلدان المسلمة.
***
ولتبسيط الأمر اكثر فأكبر بلد إسلامي في آسيا هو إندونيسيا وأكبر بلد إسلامي في أفريقيا هو نيجيريا والاثنان يقعان على خط الاستواء الممطر في المواسم الاربعة الذي تغم فيه الشمس عن الخلق طوال العام تقريبا ومع ذلك لم يمنع هذا الأمر المسلمين هناك من أداء فرائض الصلاة والصوم بسهولة ويسر بناء على مواقيت الساعة
لا المشاهدة الواقعية للشمس في مشرقها ومغربها وما بينهم..
والله أعلم!
***
آخر محطة: (1) مقترح استخدام الساعة لتحديد مواعيد العبادات في الدول غير منتظمة المواعيد ينفع كذلك لعبادتي الصلاة والصوم في سفن الفضاء القائمة، أو في الكواكب السيارة البعيدة حالها حال دول القطبين الشمالي والجنوبي والتي يسود فيها ظلام دامس 24 ساعة في اليوم لأشهر عدة.
(2) مع كل عام تأتينا فتاوى من بعض شيوخ الدين حول مواعيد الصيام والإفطار على الطائرات وتلك الفتاوى متناقضة، فهناك من يشترط غياب الشمس عن الطائرة للإفطار، وإشكالية تلك الفتوى حقيقة انها قد تصلح للمسافر شرقا، أما غربا فقد تبقى الشمس مشرقة طوال 24 ساعة، الفتوى المقابلة لها تنص على أن الطائرة ليست مستقرا دائما لذا يجب الإفطار على البلد الذي يتم التحليق فوقه حتى لو بقيت الشمس ساطعة على الطائرة، وعيب تلك الفتوى أن الطائرة قد تحلق لساعات طوال فوق المحيطات والصحارى التي لا يعلم مواقيت الإفطار فيها.. إشكاليات تلك الفتاوى أنها تأتي من شيوخ دين لا يسألون أهل علوم الطيران من الطيارين كي يصلوا الى فتوى مفصلة للحالات المختلفة.