في كل عام تطرح قضية الصلاة والصيام في القطبين الشمالي والجنوبي والدول القريبة منهما ذات الأوقات غير المنتظمة التي عادة ما يمتد النهار بها الى ما يقارب الـ 24 ساعة او الليل لنفس المدة، والأمر ذاته ينطبق على كيفية صلاة وصيام رواد الفضاء وزوار الكواكب السيارة مستقبلا، حيث لا شموس ولا اقمار او في المقابل عدة شموس واقمار.
***
يفتي البعض بأن على ساكني تلك الدول الصلاة والصيام بناء على مواقيت اقرب بلد إسلامي، وهناك عدة إشكالات في تلك الفتوى، أولها ما هو تعريف اقرب بلد اسلامي، اي هل الذي يسكنه المسلمون حتى لو كان علمانيا، ام الذي يحكم بالإسلام؟
وثانيها، ماذا إذا كان البلد ذو الاوقات غير المنتظمة هو بلدا إسلاميا اي مدينة او قرية جلها من المسلمين تقع في شمال النرويج او جنوب الأرجنتين، أي انها البلد الاسلامي الاقرب لنفسها، والإشكال الثالث يختص برواد الفضاء والكواكب السيارة وكيفية معرفتهم بأقرب الدول الاسلامية لهم!
وهناك إشكال أجده في الفتاوى السابقة وكأنها تفترض ان رب العزة لم يعلم بوجود تلك البلدان عندما انزل فروض الاسلام فلم ينزل لها احكاما خاصة بها او يعلن ضرورة التزامها بمواقيت الدول الاسلامية الأقرب لها وانهم يعلمون ما يعلمه رب الخلق، وهذا خطأ جسيم، الأصح وعبر اجتهادنا الشخصي الذي نبحث خلاله عن الصواب والاجرين أن امام سكان تلك الدول من المسلمين امرين افضّل شخصيا ثانيهما، الأول ان تسقط الفروض بسقوط شرط الاستطاعة كونه غير متوافر لحكمة من رب العباد الذي فرض شرط الاستطاعة على العباد، فالصلاة تسقط عن غير العاقل، والصيام عن المريض، والحج عن غير القادر، والزكاة عن الفقير.. إلخ، وبما ان مواقيت الصلاة المرتبطة بالشمس، والصيام المرتبط بالخيط الأبيض والأسود غير متوافرين تستبدل الفروض بالصلاة والصيام
التطوعي حسبما يقرره رجال الدين في تلك الدول.
***
الخيار الثاني الذي أراه اصح وأفضل هو ان يفهم «مغزى» توزيع الصلوات الخمس على حراك الأرض حول الشمس من الفجر حتى العشاء، والصيام في النهار والإفطار في الليل.
***
آخر محطة: قررنا تقصير المقالات في رمضان كي يسهل قراءتها وهضمها، لذا فإلى استكمال باقي المقال غدا.