يوم 27/7/2013 قادم سريعا، وقد أتاح مرسوم الصوت الواحد تسهيل عملية الانتخاب، فلم يعد الأمر يحتاج الى تفكير كثير، بل يكفي ان تختار مرشحا واحدا أول شروطه ألا يتناقض مع ما تدعو إليه من رغبة في تطور البلد وتقدمه وتقديم النزاهة والكفاءة والأمانة على أعمال نوابه.
***
ان المسار الديموقراطي في كل البلدان يمنح المجالس البرلمانية الممثلة للشعوب سلطات واسعة في إدارة البلدان، لذا فتلك المجالس هي احد أسباب تقدم او تخلف الدول، فحتى لو أحضرنا أفضل وأكفأ الحكومات والوزراء والمسؤولين يبقى عملهم مقيدا بمقدار كفاءة ونزاهة النواب الذين ان صلحوا صلح حال البلد وان فسدوا تسببوا في فساد السلطات الأخرى كونهم الرقباء عليهم.
***
وعليه ندعو الناخبين والناخبات ولأجل بلدنا ومستقبل أبنائنا الى التروي والتمحص والقيام بالفحص النافي للجهالة قبل قرار من سينتخبون من المرشحين، فلا يجوز ان تنتخب من يمتلئ ملفه بقضايا الفساد ومن لا يعرف مصدر ثرواته، وكل ذلك بحجة المعرفة او القرابة الشخصية وغيرها من قياسات خاطئة، حيث لا يعرف احد قط مدى حاجته للنواب ومن منهم سيقوم بها، وكم من قريب خذل معارفه وكم من غريب قام بالواجب وأكثر.
***
ويرى بعض المواطنين المحتاجين فيمن يدفع المال من المرشحين المنقذ لهم من ضائقتهم المالية، ولهؤلاء نقول ان كنتم مضطرين خذوا أموالهم ولا تصوتوا لهم، فلا يوجد رقيب عليكم في صناديق الانتخاب إلا ضمائركم بل ان من يدفع يظهر أمامكم بشكل واضح انه ينتوي السرقة وتخريب البلد مما يضر بأبنائكم ومستقبلكم قبل غيركم من المرتاحين ماديا.
***
وبشكل عام لنصوت للدماء الجديدة وللنساء ـ عدا من تثبت سيرتهم سوء القول والفعل ـ وللحكماء ولو كبرت سنهم، فما أحوجنا للحكمة هذه الأيام، ولنجعل مجلسنا القادم مجلس النزاهة والحلم الذي طال انتظاره، ولنفاجئ المراقبين والمتصيدين عبر إسقاط أصحاب الضمائر الفاسدة حتى لو أعجبنا قولهم، فما أسهل وضع عقولنا في آذاننا وتصديق كل ما يقال لنا، وما أحمقنا عندما نفرط في الأوطان ومستقبل الأبناء لأجل «فشة خلق» اي اختيار المرشح الذي يعجبنا منه انه «يفش خلقنا» في الآخرين من أبناء الوطن على حساب دمارنا وضياع بلدنا.. ويا لها من فشة خلق!
آخر محطة: كل الدلائل تظهر ان المجلس القادم سيتم أعوامه الأربعة، لذا فلنحسن الاختيار كي لا يضار البلد باختيارنا الخطأ، فلن تسلم الجرة في كل مرة، ولن يكون هناك حكم محكمة دستورية منقذ آخر.