قُضي الأمر، وأستبعد أن يُبطَل هذا المجلس أو يُحَل، فالحكومة غامرت وأجرت الانتخابات في رمضان تجنباً لأي أخطاء إجرائية ممكنة تبطل المجلس، وحل المجلس ستكون تبعاته كبيرة في اعتقادي على الدولة، ونسبة المشاركة رغم ظروف الانتخابات وموعدها كفيلة بخلق جو مقبول من الاستقرار السياسي في البلد. إلا أن ما شهدته شخصياً من انقسام كريه وطائفية مقيتة فاق كل ما شهدته في كل انتخابات شاركت فيها من قبل، القبلي لا يريد سوى قبيلته والشيعي لا يريد سوى طائفته، والسنّي يبحث عن أسود السنّة، والحضري لا يريد "البيسري" وهلمّ جرا، وما يجمعهم مبرر واحد وهو الخوف من الآخر؛ الشيعي يخشى أن تغلق الحسينيات، والسنّي يخشى المد الصفوي، والقبلي يخشى من جويهل آخر، وكلهم يعلم أنه فور وصول من يختلف عنهم فإنه سيسن تشريعات تقصيهم بل تلغيهم أيضاً. لن يزول هذا الهاجس بل سيتعزز ويكبر طالما باركته الحكومة، ومارست لعبتها الدائمة في تقريب البعض وإقصاء البعض الآخر، وإن استمرت الحال فسيتطور لأن يخشى ابن القبيلة من بقية الأفخاذ، وابن الطائفة الشيعية من بقية مقلدي المراجع الأخرى، والحضر سينقسمون لفئات أصغر وأقل. رغم وجود الدستور ومبادئه الواضحة في المساواة والعدالة والحرية فإن هاجس الإقصاء ما زال ينمو، لأننا وببساطة لم نطبق الدستور إلا في سنواته الأولى، وبعد ذلك أصبح خرق الدستور هو الواقع الثابت. ورغم عمق هذه الأزمة الفئوية فإن حلها بسيط كسائر مشاكلنا الأخرى، فكل ما يحتاجه المجتمع بفئاته هو ضمانة العيش الكريم المتساوي دون إقصاء، ولأن الدستور، كما ذكرنا آنفاً، حرص على احتواء كل المختلفين كي لا يلغي أحداً، فإن الضمانة الوحيدة لتحقيق ذلك هي فتح أبواب المحكمة الدستورية للجميع على خلاف ما هو مطبق اليوم، والذي يتيح للحكومة والمجلس والضرر التقديري المباشر اللجوء لتلك المحكمة. فحق لجوء الأفراد مباشرة إلى المحكمة الدستورية في أي قضية لتفصل تلك المحكمة بدستورية القانون، يعني أنه لن يتمكن أي أحمق من إقصاء فئة من المجتمع الكويتي، كما حدث في مناسبات سابقة، ولن يتيح المجال لأي مريض أن يقدم على اقتراح لهدم الكنائس مثلاً أو فرض وصايته على الأفراد وغيرها من الأمور المتعارضة مع الدستور والدولة. فإن ضمن كل مواطن كويتي هذا الحق فإن حدة تطرفه لقبيلته أو طائفته ستخف إلى أن تتلاشى، ولن يكون الإقصاء أو الإلغاء هاجساً بالنسبة إليه أبداً، ولن يخشى من وصول المتطرفين إلى المجلس لأن تطرفهم سيكون مقيداً بحدود الدستور دون أن يتمكنوا من تحقيق ما يرمون إليه وإن كانوا خمسين نائباً، وبالتالي فإن تطرفهم لن يعود بالنفع على أحد، فينصرف عنهم الناس بكل تأكيد. إن حق التقاضي المباشر أمام المحكمة الدستورية أول خطوة في سلم إصلاح الوضع، ولا يوجد أولوية تفوقه أهمية، وعلى الحريصين على الكويت من النواب أن يقدموا على هذا الأمر فوراً. خارج نطاق التغطية: تحية إجلال وإكبار لا بد أن تقدم للأستاذ وسمي خالد الوسمي الذي رفض بكل شجاعة ووطنية أن يكون حكراً على فئة أو قبيلة، وقدم نفسه كمرشح لكل أهالي الكويت؛ ليضرب بذلك مثلاً يصعب وجوده في هذه الأيام التعيسة، فله منّا كل الشكر والتقدير.
الشهر: يوليو 2013
انتخابات باردة في صيف ساخن!
أمران هامان يميزان الانتخابات الكويتية ويجعلانها اقرب لما يجري في دول العالم الاول لا دول العالم الثالث، وهما النزاهة التامة للانتخابات التي يشرف عليها بالكامل القضاة الافاضل، وعدم وجود اعمال عنف «ساخنة» مصاحبة لها.
* * *
تعدت نسبة المصوتين في انتخابات الصوت الواحد الأخيرة الرقم السحري، ونعني 51%، وبذا ثبت ان ذلك النظام المعمول به في العالم اجمع يحظى بدعم الاغلبية المطلقة من الشعب الكويتي، وعليه فقد اسقطت تلك النسبة اي اسباب او مبررات للمقاطعة التي لا نكلّ ولا نملّ من القول انها خطأ جذري من الاساس، وما اكثر زلات بعض الشخصيات غفر الله لها اخطاءها في هذا الشهر الفضيل.
* * *
قامت انتخابات هذا العام على معطيين هما «النزاهة» و«دعم الشباب» حيث تم اسقاط من دارت حولهم شبهات الفساد، وتم انجاح المرشحين الشباب، كما اظهرت انتخابات الصوت الواحد جميع ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في الكويت، فللمرة الأولى منذ بداية العمل الديموقراطي اوائل الستينيات تظهر على السطح فئات وشرائح وقبائل قمعتها وأخفتها الانظمة الانتخابية السابقة وعلى رأسها نظام الـ 4 أصوات، وبذا لم يعد هناك شك في عدالة وصدقية هذا النظام وتطابقه مع صحيح العمل الديموقراطي، وما اجمل ان تتبنى وتدافع عن قضية ما وتثبت الايام صحتها!
* * *
ما «يحلم» به الشعب الكويتي هو ان تكون الحقبة المقبلة هي حقبة استقرار سياسي ونمو اقتصادي ينتج عنهما «انجاز» تاريخي حقيقي للحكومة وللمجلس ولا شيء غير الانجاز، فقد كلّ وملّ الشعب الكويتي من عمليات الاخفاق، هذا المتطلب، للمعلومة، يحتاج في جانب منه الى اختيار وزراء اكفاء امناء ونواب متعاونين كي نغير من قواعد اللعبة السياسية المدمرة التي عشناها العقود الطوال الماضية ونتج عنها في كل مرة حلّ الحكومات والمجالس البرلمانية، وهذا موضوع لمقال آخر.
الجريمة والقسم
يقول ج. مورتي: إنه ليس مقياساًَ سليماً لصحتك العقلية أن تكون متأقلماً بصورة جيدة مع مجتمع مريض للغاية! ويقول ستيفن واينبرغ: في عالمنا هذا يسعى الناس الطيبون دائماً للقيام بالأعمال الطيبة. ويسعى الناس السيئون للقيام بالأعمال السيئة. ولكن لو أردنا دفع الطيبين إلى القيام بأبشع الأعمال، فهنا سنحتاج إلى العصبية الدينية!
***
كآخرين كثيرين مثلي، اعترف بأن فكرة بيع الصوت الانتخابي، أو تعهد شخص بإعطاء صوته لآخر، أو التصويت لمصلحة مرشح معين مقابل حصوله على مبلغ من المال، قد حيرتني لتضارب الأمر مع الكثير من المعتقدات والمفاهيم الإنسانية والتعاليم الدينية. فلاشك في أن عملية التصويت عادة ما تكون سرية، ويصعب جداً على مشتري الصوت معرفة الجهة التي صوت لها من باع صوته له! ولكن تكرار واستمرار عملية بيع الأصوات وشرائها، منذ أن عرفت الكويت الانتخابات النيابية قبل نصف قرن، وحتى اليوم، يعني أن هناك أسساً وقواعد يمكن للمرشح، الذي دفع مقابل كل صوت، الركون إليها والاطمئنان إلى أن البائع، في الغالب الأعم، لن يخدعه، وسيعطيه صوته حتماً! وسبب هذا الاطمئنان يعود بالدرجة الأولى إلى أن المشتري يقوم بالقسم على القرآن بأن يعطي صوته للمرشح المشتري، وهنا تبدأ الحيرة! فالمشتري أو المرشح يعلم حتماً أن القانون يجرّم عملية شراء الأصوات. كما من المفترض الاعتقاد بأن أغلبية من يقومون «عادة» ببيع أصواتهم، أو أصواتهن، يعلمون أن في الأمر جريمة من نوع ما تتمثل في قبول مبلغ، تافه عادة، نظير التصويت لمن ستكون مهمته سن القوانين ومراقبة عمل الوزراء، ومع هذا يقبل الطرفان على تنفيذ هذه الجريمة النكراء بالقسم على «كتاب مقدس» لدى الطرفين، والاطمئنان إلى أن هذا القسم سوف يتم الالتزام به غالباً، مع أن المنطق ومصلحة البائع والوطن قبل ذلك يقولان بعدم الالتزام بالقسم، فلا دولة في العالم تتساهل، دع عنك تسمح، بعمليات شراء المرشح لكرسيه البرلماني! فقبول ذلك يعني أن هذا الناخب سيضطر إلى سرقة الدولة فور نجاحه في الوصول إلى الكرسي النيابي، وليس هناك أهبل واحد في العالم يمكن أن يدفع الملايين فقط ليصبح مشرّعاً، دون أن يكون له هدف آخر، خفي غالباً!
وبالتالي، كيف يمكن تفسير مثل هذه التصرفات التي يختلط فيها الوازع الديني والخوف من العقاب السماوي بجريمة يعاقب عليها القانون، والطرفان راضيان بقضاء الله وقدره والإيمان التام برسله وكتبه؟ أليس هذا التناقض الحاد داخل الشخصية الواحدة سبب ما نعانيه من تخبط وفوضى في حياتنا؟ وكيف يمكن أن نكون أصحاب أخلاق وصادقين مع الغير إن كنا نكذب على أنفسنا بالتصرف بطريقة إجرامية، والحلف على القرآن بالتمسك بالجريمة، وعدم إفشاء سرها؟ وهل يمكن أن نكون صادقين في رغبتنا في تحرير المحتل من أراضينا، أو التمسك بالخلق القويم، إن كنا نقسم على القرآن بأننا سنخالف القانون؟
***
• ملاحظة (1): مرت قبل أيام الذكرى السنوية الخامسة لغياب حسين الفضالة، فهل من خبر عنه؟ وهل بذلت الحكومة ما يكفي لسؤال السلطات الإيرانية عنه؟
• ملاحظة (2): وجدت في صناديق الانتخابات مئات الاوراق التي تضمنت اسمين لمرشحين، بدلا من واحد، والغيت بالتالي. وتبين ان سبب التصويت لاثنين يعود الى ان الناخب هنا سبق له ان باع صوته، تحت القسم لمرشحين، وهذه عبقرية كويتية في النصب!
أحمد الصراف
انتخابات.. غير
انتهت الانتخابات الثانية لمجلس الصوت الواحد، وبدأ المحللون يدلون بدلوهم من زوايا مختلفة لنتائج هذه الانتخابات، التي اتفق الكثير على أنها تميزت بكثرة المرشحين تجار الضمائر الميتة، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليدين! ولكن بركات الصوت الواحد حلّت علينا فتحمّس كل من هبّ ودبّ للترشح، ظناً منه أن النجاح في متناول اليد! ذلك ان النجاح اصبح في بحر الالف صوت في معظم الدوائر، كما تميزت هذه الانتخابات بتنوع مصادر تمويل الرشوة وتعددها! ففي السابق كان من يدفع للمرشحين لتسهيل نجاحهم، وبالتالي تسهيل انقيادهم كشخص او شخصين، اما اليوم «ماقعد واحد ما صار ممول للمرشحين!»، لذلك تميز هذا المجلس بنجاح أعداد كبيرة من المرشحين، الذين دفعوا من مال معازيبهم ووصلوا للكرسي!
ولأن النجاح صار سهلاً وجدنا أعداد مرشحي القبائل الكبيرة مرتفعة وبخاصة القبائل التي تجاوز عدد ناخبيها الخمسة عشر ألفاً، ولأن التشاوريات لهذه القبائل فشلت نجد أن معظم مرشحيهم فشلوا في الوصول، ونافسهم بقوة مرشحو القبائل الصغيرة، الذين نجحوا في تنظيم تشاوريات ناجحة، فتمكنوا بأصواتهم المركزة من تجاوز القبائل الكبيرة ذات الأصوات المشتتة، كما ان نجاح ثمانية نواب من الطائفة نفسها في الدائرة الاولى في المجلس «المبطل 2»، جعل ناخبيهم يطمئنون الى سلامة وضعهم، ولم ينتبهوا الى خطورة الوضع الا بعد ان «صارت الفاس بالراس» ومما تميزت به هذه النتائج سقوط كثير من خصوم المعارضة السياسية من نواب المجلس الماضي، لم أشاهد أهل الكويت بمختلف مشاربهم يفرحون لسقوط نائب في الانتخابات كفرحتهم بسقوط لفته..!!
وصل الى المجلس ممثلو التيارات الليبرالية، كالمنبر الديموقراطي (فيصل الشايع)، والتحالف الوطني (راكان النصف) وغرفة التجارة وبعض ممثلي العوائل، أما التيار السلفي، فقد فاز بثلاثة مقاعد! ومع هذا فإن غياب الحركة الدستورية الإسلامية والكتلة الشعبية عن المشهد البرلماني سيترك فراغا كبيرا لن تتمكن بقية التيارات من ملئه.
***
نريد رئيس وزراء يشكل الحكومة!
عنوان جانبي قد يكون غريباً للوهلة الأولى، لكن إذا عُرف السبب بطل العجب..! فمشكلة رئيس الوزراء بالكويت انه يعمل كل شيء إلا تشكيل الحكومة..! حيث إن كل واحد من الهوامير له قائمته التي يريد أن يفرضها على الرئيس، كما أن الوزارات السيادية ليست من اختصاصه! لذلك كل الحكومات تفشل، والسبب أن نصف وزراء الحكومة جاؤوا لتنفيذ أجندات من ساهم في وصوله لهذا المنصب!
نحن نريد رئيس وزراء حراً في اختيار مساعديه، وتطلق يده في التشكيل حتى يأتي متجانساً ومنسجماً مع التوجهات التي يحملها في عقله! عندها فقط نستطيع أن نحاسبه على الفشل والنجاح، أنا شخصيا متشائم من اي نجاحات تتحقق في هذا النوع من المجالس، لأن أساس البناء خطأ، ولأن المعارضة الحقيقية غائبة.
فشل الطائفية
يقول المفكر العراقي علي الوردي: الطائفية ليست ديناً إنما هي نوع من الانتماء القبلي إلى مذهب أو شخص معين. والفرد الطائفي حين يتعصب لمذهبه لا يهتم عادة بما في ذلك المذهب من مبادئ أخلاقية أو روحية، فذلك أمر خارج تفكيره، وكل ما يهتم به هو ما يوحي به التعصب من ولاء لجماعة وعداء لغيرهم، أو بعبارة أخرى ينظر إلى طائفته كما ينظر البدوي لقبيلته.
***
أعترف بأنني سررت، إلى حد ما، من نتيجة الانتخابات الأخيرة، وسأكون مسروراً أكثر إن خيب الأعضاء الجدد توقعاتي، واستطاعوا أن ينجزوا شيئاً ما. ومصدر تشاؤمي معروف، فسبق أن تطرقت إليه في مقالات سابقة. أما مصدر سروري النسبي، فيعود إلى ما كشفته هذه الانتخابات، ربما لأول مرة منذ سنوات، عن تغير مزاج الناخب التقليدي، وتفضيله هذه المرة المرشحين الأقل تطرفاً في طائفيتهم من غيرهم، إن من خلال سابق مواقفهم، أو ما حملته له رسائلهم الانتخابية من بعد عن العصبية. حيث نجد أن ممثلي التيار السلفي الذين نجحوا في الانتخابات هم الأقل تطرفاً في مواقفهم المذهبية. والأمر ذاته ينطبق على من نجح من نواب شيعة، حيث نجد أن أغلبية من نجح هم المعتدلون أو الذين أصبحوا أكثر اعتدالاً في طروحاتهم الطائفية، بعد أن عركتهم الحياة وعقلتهم، وجعلتهم عمليين ووطنيين أكثر من ذي قبل. ومن لا وطن له لا مذهب له، واسألوا سيئي الحظ من لاجئي العالم إن كانت «عصبيتهم» المذهبية، في حال وجودها، قد جعلت معاناتهم أقل وطأة!
والإنسان السوي ينزع للحرية ويتوق إليها، ويسعى من خلالها إلى تحقيق كرامته، ولا يمكن أن يكون الإنسان حراً إن لم يكن يعيش في مجتمع حر يحفظ له كرامته، ولا يمكن أن يكون حراً إن كان مقيداً بعصبية دينية مذهبية أو عرقية وقبلية.
كما أن سروري يعود إلى فشل بعض النواب السابقين، الذين نجحوا في انتخابات سابقة، ومنهم سارق الخيام ورفيق دربه، والذين لم يمتلكوا يوماً من مؤهلات النجاح غير القدرة على تأجيج العواطف والعزف النشاز على وتر العصبية المذهبية. هذا السرور بفشلهم فاق سروري بنجاح عدد لا بأس به من أصحاب الوجوه الوطنية الجديدة التي نأمل منها خيراً!
وبقدر سروري بنجاح معصومة المبارك وصفاء الهاشم، فقد حزنت بالقدر نفسه لعدم تمكن مجموعة جيدة من الشخصيات في الوصول إلى سدة التشريع ومن هؤلاء السياسي المخضرم عبدالله الرومي وأحمد لاري ونبيل الفضل، وطبعاً الإعلامي يوسف الجاسم، الذي كان وجوده في المجلس التشريعي سيمثل إضافة مهمة، ولكن ما العمل وبعض الشعب قد اختار من يمرر له مصالحه الخاصة، على من يمرر مصالح الأمة!
أحمد الصراف
الانتخابات الكويتية وبلقنة المنطقة العربية!
مع انتهاء الاحتفال السياسي والكرنفال الديموقراطي الكويتي، نجد ان امام الكويت وسلطتيها التنفيذية والتشريعية الجديدتين تحديات تنوء بها الجمال والجبال متصلة بـ «الماستر بلان» او مسار السكة الحديد المرسوم الذي تسير فوقه قاطرات دول المنطقة الواحدة تلو الاخرى بنظام بديع الى مصيرها المؤلم الذي سينتهي ببلقنة دولها العربية حاليا والخليجية لاحقا ونشر الفوضى غير الخلاقة بين شعوبها كي تنشغل كل دولة (تتحول الى دويلات لاحقا) بأوضاعها الداخلية لعقود او ربما لقرون مقبلة لتتحول بالتبعية من اوضاع سيئة مؤقتة قائمة الى اوضاع كوارثية دائمة مقبلة!
***
والمؤسف ان بعض اللاعبين المتورطين في تلك اللعبة الجهنمية المدمرة التي تستهدف خلق ارض رخوة متحركة سياسيا كالرمال المتحركة بهدف ضرب استقرار بلدان المنطقة عبر اخراج الاتباع السذج والخدج والمغرر بهم للشوارع، كما يحدث هذه الايام من قبل المعارضة في مصر، هم في النهاية من قابضي اموال السحت من التنظيمات الدولية الشريرة التي تغطي مقاصدها السيئة برفع شعارات مدغدغة هي اقرب لقميص عثمان الشهير الملطخ بالدماء، او كلمات حق يراد بها باطل مثل «الحفاظ على الديموقراطية» و«أرجعوا مرسي للكرسي»، والموضوع في حقيقته لا دستور ولا كرسي ولا مرسي ولا ديموقراطية فيه بل سلب للحرية باسم الحرية وتغييب للعدالة باسم العدالة، وتمزيق للاخوة باسم الاخوان، والاضرار بالاسلام باسم المسلمين، واعتبار شعوبنا ببغاوات تصدق وتردد ما تسمع لا ما ترى!
***
ان ما نراه من صمت مريب لبعض القوى والشخصيات التي يعلم الجميع انها ليست فوق مستوى الشبهات هو اقرب للسكون الذي يسبق العاصفة المزمجرة والمدمرة المقبلة سريعا، وقد يكون السيناريو المرجح للاحداث المقبلة انخفاضا سريعا لاسعار النفط مما يضر بالاوضاع الاقتصادية لبعض الدول الخليجية يمهد ويعطي المبرر للدعوة للنزول للشوارع لخلق ربيع خليجي مدمر آخر طال انتظاره.
***
آخر محطة: 1 – لمعرفة الحق من الباطل، يكفي ان تقف فضائيات مثل روسيا اليوم والـ «بي بي سي» الداعمتين بقوة للنظام السوري مع مبدع الخراب المرشد بديع وخيرت غير الشاطر وتابعهما مرسي كي نعرف حقيقة المؤامرة الكبرى على مصر.
2 – مليارات الخليج قليلة في حق شعب ارض الكنانة والواجب ان يستمر مشروع المارشال الخليجي حتى يستقر الوضع السياسي والاقتصادي في مصر «ان سمح له بالاستقرار».
مطالبات منى والفلبينية
أضحكتني، أو ربما أغاظتني، مطالبة منى الوهيب، أمينة السر ورئيسة لجنة المرأة والطفل في جمعية «مقومات حقوق الإنسان» (ما أطول التسمية وما أقل فاعليتها)، مطالبة وزير الدفاع بإعادة النظر، ومن منطلق إنساني، في قرار تسريح العسكريين من أزواج وأبناء الكويتيات، سواء كانوا خليجيين أو «بدون»، مشيرة إلى أن الخليجي هو جزء منا، ومن باب أولى أن نكرمه ونحفظ أسرته، و«البدون» ليس له بعد الله إلا الكويت، فكيف نعرض هذه الفئات، وهم أقرباء من الدرجة الأولى لمواطنات كويتيات، إلى خطر التشرد والضياع؟ واستمرت في تساؤلاتها التي وردت في بيان صحفي، قائلة: ألا يكفي أن المرأة الكويتية تواجه عقبات في تجنيس أبنائها غير الكويتيين، أسوة بالرجل الكويتي الذي من حقه تجنيس زوجته الأجنبية وأبنائه منها، حتى تزيدوا جراحها جراحاً جديدة؟! مبينة: سبق أن طالبنا، وفي تقارير حقوقية عدة، بمساواة المرأة مع الرجل، استناداً إلى المادة 29 من الدستور الكويتي، ومنحهن حقوقهن المسلوبة في منح الجنسية لأبنائهن، أسوة بالرجال، رغم أن القانون يمنح جنسية الزوج الكويتي لزوجته غير الكويتية بعد 5 سنوات من التقدّم بطلب للحصول على الجنسية الكويتية، ومن دون شرط العمل! وهذه يا منى انتقائية غريبة في المطالبة بالمساواة! فكيف نسيت المطالبة بمساواة بقية حقوق المرأة بالرجل؟ ولماذا انتصرت فقط لحقها في الحصول على الجنسية، هل لأن مزايا الحصول على الجنسية أهم مما تتعرض له يومياً من إهدار كرامة وتعسف في المعاملة وحرمان من النفقة ومن حقوق الحضانة ومتطلباتها؟
قد يكون تباكي الأخت منى الوهيب على مصير أسر العسكريين الخليجيين في الجيش الكويتي حقيقياً، ولكن ما أوردته من أسباب، وما عرضته من مواقف، اتسم بقدر كبير من الوصولية والتقية، فأمينة السر، بجمعيتها، جزء من حركة سلفية لا تؤمن بأن للمرأة حقوقاً أصلاً، فكيف تأتي هنا وتتحدث عن المواثيق الدولية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، والذي ترفض جمعية المقومات وأعضاؤها وكل فكرها كل فقرة فيه تعلقت بحقوق المرأة من تقرير مصير وعمل وسفر وميراث وحضانة وكرامة ومقابل عمل! وبالتالي، من الغريب تشدق هذه الجهات، غير الإنسانية، بحقوق الإنسان عند تعلق الأمر بمصالحها، وتجاهلها تماماً عند تعلق الأمر بالحقوق الأخرى أو بحقوق الغير. فما علاقة مثل هذه الجمعية بالمادة 7 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن «الناس جميعاً سواء»؟ فهل تحاول هنا خداع الوزير، أم نحن، أم تخدع نفسها؟ وكيف تدعي أنها تؤمن بأن «الناس جميعاً سواء أمام القانون»! وهي تعرف أن جمعيتها، بكل مقوماتها، لا تؤمن بهذه الفقرة أصلاً وفصلاً! وبالتالي، نتمنى على «أصحاب» جمعية «مقومات حقوق الإنسان» مستقبلاً الابتعاد عن المواثيق الدولية، وعن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالذات، عند رغبتهم في المطالبة بأمر ما، فهي ونحن وجمعيتها نعرف الحقيقة. كما نطالبها بالتوقف عن التشدق بمقولة إن لنا «خصوصيتنا»، وكأن الآخرين لا خصوصية لهم، وهم مكشوفون وعامون! ولماذا نسيت أمينة السر مطالبة وزير الدفاع بوقف تسريح العسكريين الخليجيين، وتناست حالة الفلبينية المظلومة التي اعتدى عليها ضرباً عسكري كويتي داخل مبنى حكومي، وهي ترقد الآن في المستشفى متأثرة بجراحها وآلامها الظاهرة والنفسية الدفينة؟ هل لأن الضحية امرأة مثلاً، أم لأنها خرجت من بيتها، هي أنثى، لمتابعة معاملاتها؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
الانتخابات الكويتية وهدم الكعبة (1)
انتهت الانتخابات الكويتية مساء امس، والسكر المحلى بالشهد لكل من شارك فيها ترشحا وانتخابا، فعبر ذلك النهج الايجابي يصبح للديموقراطية مغزى ومعنى، والا فما الفارق بين بلد ديكتاتوري وبلد ديموقراطي اذا ما عزف الناس عن المشاركة في تحديد مصير بلدهم ومسار مستقبلهم عبر الذهاب للصناديق ضمن الانظمة الديموقراطية؟!
***
واضح مع كل يوم يمر وانتخابات تجرى استقرار عملية الانتخاب بالصوت الواحد (One Man, One Vote) وعدم العودة لعملية اعطاء الناخب الكويتي حق انتخاب اكثر من مرشح والذي عمل به الآباء المؤسسون للدستور اوائل الستينيات لقلة عدد الناخبين آنذاك والذي كان سيوصل نائب الأمة للمجلس بعشرين او ثلاثين صوتا.
***
سقط والى الابد مبدأ مقاطعة الانتخابات الكويتية الذي لم نر مثله في الديموقراطيات الراسخة كالحال في اميركا واوروبا، المقاطعة تتم بالعادة في الدول المتخلفة والقمعية التي تزوّر وتزيّف بها الانتخابات وتعرف نتائجها بشكل مسبق، وهو امر لا تعاني منه الديموقراطية الكويتية «المثيرة» التي لا تعرف نتائجها حتى جرد آخر صوت.
***
الأمر المرجح سياسيا ودستوريا أن يستمر المجلس الذي انتخب امس لأربع سنوات كاملة غير منقوصة، حيث لم تعد احوالنا السياسية تحتمل عمليات الحل المتكرر ما لم تكن هناك عودة سريعة مستقبلا لمسار التأزيم والمصادمات والاشكالات ووفرة الاستجوابات ومن ثم الوصول الى «أبغض الحلال» أي الحل.. للمعلومة استمرار المجلس المتوقع لاربع سنوات يعني امرين، الاول ان الانتخابات القادمة ستتم في عز موسم الصيف والسفر، مما يعني تدني نسب المشاركة لحدودها الدنيا، وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك الذي سيبدأ يوم السبت 27/5/2017 وينتهي يوم الاحد 25/6 من العام نفسه، الامر الثاني ان الناس والشارع السياسي سينسون وجوها سياسية كثيرة كانت لها شنة ورنة في الماضي.
***
كما يقال: الخبر ليس ان يعض كلب رجلا، الخبر ان يعض رجل كلبا، وعليه نرجو الا يعتقد الاعلام العربي والاجنبي الزائر ان الانتخابات الكويتية يغلب عليها شراء المرشحين لأصوات الناخبين، فالحقيقة ان الاغلبية المطلقة من المرشحين والناخبين في الكويت هم من الشرفاء الذين لا يشترون ولا يبيعون الاصوات، والقلة فقط هم من يهتم الاعلام المحلي بهم كحال الاهتمام بالرجل الذي عض الكلب.
***
عملية شراء الاصوات امر موجود للاسف الشديد في جميع الديموقراطيات في العالم، فحتى في اوروبا واميركا يتم دفع المتسولين والمشردين للتصويت لمرشح هذا الحزب او ذاك لقاء وجبة ساخنة في احد المطاعم.. يا بلاش.
***
آخر محطة: (1) في مصر والحال في الكويت ومثلهما الديموقراطيات الناشئة في العراق وليبيا وتونس واليمن.. الخ، سبب التطاحن والازمات السياسية بالمنطقة ان القرارات المصيرية لا تتم عبر مستودعات عقول خيرة نيرة وعبر نهج ديموقراطي، بل يسود دائما لدى القوى السياسية القرار الديكتاتوري الفردي ومن يعارض يفصل او.. يقتل!
(2) ما قاله المرشد المبدع محمد بديع، الذي دمر بمواقفه وخياراته الخاطئة في عام ما بناه الاخوان في 80 عاما، من ان عزل محمد مرسي يفوق «هدم الكعبة» به رسالة واضحة للمسلمين والآخرين لتسهيل اي هدم مستقبلي للمسجد الاقصى (القبلة المنسوخة) مادام هدم الكعبة (القبلة الدائمة) يقل في اهميته عن عزل شخص ملطخة يده بدماء المسلمين يدعى محمد مرسي.
نهاية الحلول الدينية
يتكون العالم الإسلامي من عدد كبير من الدول، ولأسباب عاطفية ومادية، تأتي الدول العربية على رأسها، وهو وضع مستجد واستمراره مرهون باستمرار ثروتها النفطية، خاصة مع التقدم المطرد الذي تحققه دول إسلامية أخرى كتركيا واندونيسيا، و.. إيران! ولو تأملنا في أوضاع هذه الدول من النواحي الاقتصادية والصحية والتعليمية وحتى الأمنية لوجدنا أنها، مع استثناءين لا أكثر، تشكو من اختلالات هيكلية مزمنة (chronic) يصعب علاجها، مع احتمال تفاقمها، ولنا في أوضاع مصر وسوريا ونيجيريا أسوة غير حسنة. ولا يبدو أن أحدا في هذه الدول يملك فكرة أو حلا سحريا لمشاكل هذه الأمم في ظل استمرار سيطرة الأنظمة الدكتاتورية على مقدرات الكثير منها، مع دورانها في حلقة جهنمية من الفقر والجهل والمرض. وقد اثبت فشل الإخوان المسلمين في حكم مصر، بعد سنة كاملة، إن بسبب غياب الرؤية لدى قياداتها أو لكثرة أعدائها، أن شعار «الإسلام هو الحل» ليس بالعملي، وغير قابل للتطبيق، دع عنك استحالة نجاحه في عالم اليوم. فمشاكل الجوع لا تحل بالأحاديث وقضايا التنمية لا تتقدم بالوعظ، والفقر لا يختفي بطلب من مرشد أو حتى آية من آيات الله، فالدولة الدينية عادة ما يتحكم في مقدراتها رجال دين، وهؤلاء يفترض أنهم يعرفون في قضايا الزواج والطلاق والنفقة أكثر من التجارة والاقتصاد والسياسة وقضايا التنمية. وفي هذا يقول الكاتب المصري محمد خالد إن مسيرة الإخوان، خلال 80 عاما بينت أنهم عادة ما ينتجون من المشكلات أكثر بكثير مما يستطيعون حله منها! وهذه نتيجة متوقعة، فمن لا يملك غير فكر خاوٍ، كفكر الإخوان، يصعب عليه إيجاد الحلول للمشاكل! فمصر مرسي كانت تدار من مكتب الإرشاد، ووزراء مرسي كانوا جميعا من متواضعي القدرات! وفي وصف بليغ لوصول الإخوان الى الحكم وخسارتهم، يقول الكاتب نفسه إن الحركات السياسية عادة ما تمر بثلاث مراحل: المهد، المجد ثم اللحد! أي أنها تنمو وتكبر ثم تصل لقمة المجد، وبعدها بفترة تتحلل وتنتهي. إلا أن تجربة الإخوان كانت من الاستثناءات، حيث مروا، بعد انتظار طويل، بمرحلة المهد، ثم وصلوا الى الحكم، ولكن لأسباب منطقية، أو لحتمية التاريخ، بلغوا اللحد، من دون أن يعرفوا المجد! فلو نظرنا لفترة حكمهم، التي لا يمكن أن توصف بالقصيرة جدا، لما وجدنا إنجازا أو تصرفا أو تشريعا يمكنهم الافتخار به! وبالتالي أضاعوا 365 يوماً ثمينا من عمر مصر، من دون إنجاز شيء غير الخراب، فالإخوان، بنظر الكثيرين، حركة سياسية متخلفة، أو رجعية، لا يمكن أن تتحلى بالفكر المتقد المتقدم، بل تؤمن بنمطية معينة مضادة بطبيعتها للثورية، ويضمن موقع المرشد استمرارها من دون تغيير، وهذه الاستمرارية كفيلة بقتل كل إبداع، وفي أي مجال حيوي كان! وعليه يمكن اعتبار خروج الإخوان من الحكم في مصر علامة على فشل الدولة الدينية، مرة وإلى الأبد، وإن حدث ووصل الإخوان ثانية الى الحكم في أي دولة فلن يكون ذلك بغير طريق القتل والإجرام، والدم والنار!
أحمد الصراف
حرب الخليج على الربيع العربي
كل
الشواهد تؤكد ان بعض الانظمة في الخليج العربي بدأت فعلاً حرباً على دول الربيع العربي بهدف إسقاط الانظمة الجديدة، واعادة الانظمة الحاكمة السابقة! ولان بعض العقليات الخليجية متخلفة سياسياً وعاشت طوال عهدها في منظومة دكتاتورية، فلا نستغرب إن سمعنا أن هذه الأنظمة تحارب نظاماً منتخباً انتخاباً حراً ومباشراً من الشعب، او انها تسعى لدعم وتأييد نظام سلطوي قمعي رفضه شعبه وثار عليه! ولأن المستشارين المحيطين في بعض هذه الانظمة الخليجية من بقايا نظام دكتاتوري بائد، لذلك لم نستغرب ان تكون خطط المواجهة مع الخصم مكررة منذ ستين عاما في تلك الانظمة البائدة، كالاعلان عن اكتشاف تنظيم سري او خلايا ارهابية تهدف الى تقويض الحكم الهش، او محاولات انقلابية توصف بانها فاشلة مع انها من نسج خيالها.. الى آخره من هذه الادعاءات والشبهات التي تسخر لها آلة اعلامية ضخمة حتى يصدقها المواطن البسيط! ومع الاسف الشديد فإن هذا الهدف -إسقاط الانظمة المنتخبة- اصبح اولوية قصوى عندها لدرجة انها سخرت له امكانات غير مسبوقة ولو على حساب المواطن الاصلي ورفاهيته وتنمية الخدمات الضرورية له! فسمعنا عن منح مليارية لتمكين النظام الدكتاتوري الجديد من النجاح، ولو اضطر الى استخدام وسائل القمع والقوة في مواجهة خصومه العزّل، وهي وسائل يملك لها رصيدا كبيرا من الخبرة والممارسة السابقة!
اليوم، وبعد نجاح مؤقت لها في مصر، واعادتها الى احضان النظام السابق، ولو بــ new look، فإنها انتقلت للعمل في تونس ومحاولة إسقاط النظام الذي تشترك في حكمه ثلاثة تيارات سياسية كبيرة نتيجة ممارسة العملية الانتخابية لاول مرة بعد حكم فردي متسلّط ودموي، ومع الأسف ان التحريات تشير الى ارتباط الانظمة الخليجية نفسها التي اسقطت الرئيس المصري المنتخب في ما يحدث اليوم في تونس، ومن المحتمل ليبيا ايضا في المستقبل الذي لن يطول!
أنا اعتقد ان هذا الاسلوب المدعوم ماديا من الخليج، ومعنوياً وسياسياً من الدول الغربية سيفشل عاجلاً او آجلاً، رضي من رضي وابى من ابى، لان اللعبة اصبحت مكشوفة عند الجميع مهما استُعملت وسائل التضليل والغش، ومن المتوقع ان تكون ردة فعل الشعوب في دول الربيع العربي قاسية وخطيرة على دول الخليج، خاصة تلك التي اعلنت دعمها للانقلاب العسكري قبل أن ينجح او حتى قبل ان يقسم الرئيس الجديد على الدستور الذي علقه ولم يعد موجودا! لذلك اكاد اجزم ان هذه الخطوة لم تكن موفقة او مدروسة سياسياً، لان تبعاتها ستكون خطيرة في المستقبل على علاقة الشعوب الخليجية ببقية الدول العربية!
إن ما يحدث اليوم في مصر من اعلان حرب على الشعب الأعزل المسالم، ليؤكد ضرورة ان تعيد دول مجلس التعاون النظر في سياستها الداعمة بلا حدود للنظام القمعي الجديد في مصر، ليس حباً في مصر، ولكن حرصاً على شعب الكويت ومصالحه!
* * *
• بمناسبة الانتخابات التي جرت اليوم (وقت صدور العدد)، فإني أكاد أجزم بأن هذا المجلس لن يختلف كثيرا عن المجلس المبطل أخيراً، حيث إن عنبر أخو بلال، ومن اسماء المرشحين لا نتوقع احداً منهم يعول عليه في تطوير العمل في المجلس اذا نجح، لمَ لا؟ وهذا اكثر مجلس مورست في انتخاباته الرشوة بشكل فجّ وصارخ، وجرت الانتخابات الفرعية تحت مرأى ومسمع الشرطة من دون حراك، ووصلت الانتقائية في تطبيق القانون لدرجة اصبح يتندر عليها الناس.