العهدة على الراوي، والراوي وكالات الأنباء، والمروي عنه هــــــو تلـــفـــــزيـــــــون سي إن إن، والعهدة تقول إن العلماء توصلوا إلى طريقة تمكنهم من زرع شريحة في دماغ الإنسان تحفظ له ذكرياته ومعلوماته وأحداثه من النسيان إلى أن يموت وتنتفي حاجته إليها، وستتوفر هذه الشرائح في الصيدليات خلال عشر سنوات كحد أقصى، بعد أن نجحت التجارب التي أجريت على الفئران.
وأزعم أنني أحد "قراء الكتب" المخضرمين، وأزعم أن معلومات كثيرة مهمة مرت من أمامي من دون أن أوقفها وأحفظها، فتلاشت كدخان سيجارة، فأنا من فصيلة إذا دخلت معلومة في أدمغتها أزاحت ما قبلها، والبقاء للأحدث.
على أننا في الكويت نحتاج إلى شرائح أخرى أكثر أهمية من شريحة الذاكرة… نحتاج إلى شريحة الصدق، رحم الله الصدق، وأكثرنا حاجة إليها حكومتنا التي تحضنا على الصدق، وبعض أطراف المعارضة. ونحتاج إلى شريحة الشهامة "بدل فاقد"، و"شريحة الحياء"، الحياء من الذات، والحياء من الكذب السافر أمام الناس، والحياء من رشوة الناس، والحياء من تلقي الرشوة وتصدر المجالس، والحياء من الطعن في أعراض كل من يخالفنا الرأي السياسي، ووو…
وشريحة أخرى أتمنى زرعها، هذه المرة في ألسنتنا لا أدمغتنا، وتكون على هيئة إبرة، اسمها "شريحة الوطنية"، مربوطة بـ"شريحة الصدق"، فإذا ادعى أحدنا الوطنية وهو كاذب، تحركت الإبرة لتضرب سقف حلقه بقوة، فيضطر إلى فغر فيه، ويضطر الآخر أيضاً إلى فغر فيه، والثالث والرابع والعاشر، وآه كم من سقف حلق سينزف، في بلد لا يتولى مسؤولياته، في الغالب الأعم، إلا الفاغرون.