الله يرحم الأديب والشاعر الشعبي المصري نجيب سرور، أكبر صايع عرفه تاريخ الشعر بعد مظفر النواب وامرئ القيس. ويكفيه أن النقاد استبدلوا اسم ديوانه بعد وفاته كي يتمكن الناس من قراءته.
ذات جلسة، سئل نجيب عن أفضل طريقة يتعلم منها المرء الشعر وصياغة القصائد، فأجاب: "الشعر ميجيش بالتعليم، الشعر حاجة كده… يعني… يعني… يعني… زي… يعني… يخرب بيت أمك على أم سؤالك الغبي"، كذلك الحال بالنسبة للكرامة، متجيش بالتعليم، إنما هي حاجة كده يعني… يعني… يعني… زي… يعني".
لا تقل إن فلاناً تاجر، أو شيخ قبيلة، أو حاكم، أو وجيه، أو كاتب عربي يكتب في صحف عربية واسعة الانتشار، مضت عقود من الزمن وهو يلهط من أموال الشعوب ما تيسر، وإنه لا يحتاج إلى إذلال نفسه ومرمطة جبهته في التراب، باعتبار أن لديه من متاع الدنيا ما يكفيه. لا، لا تقل ذلك أبداً، فلا علاقة للشبع والثراء والمكانة بالشموخ الداخلي ورفض العبودية والاعتداد بالنفس، فالمسألة حاجة كده… يعني.
ولم يتخلف العربان بالمصادفة المحضة البحتة، بل نتيجة عمل دؤوب ومنظم من قِبل السلاطين ووعاظهم وشعرائهم وكتابهم وبصلهم وقثائهم. وكما فعل الشعب التشيلي بـ"أدباء البلاط" بعد إسقاط الديكتاتور "بيونيشيه"، سيفعل العرب في أبناء جلدتهم من أدباء "البلاطات"، خبراء اللعق.
هم – أقصد أدباء البلاط وكتّابه – على أي حال في خريفهم، بينما تعيش الشعوب العربية ربيعها، هم تصفرّ أوراقهم بعدما كانت بلون "الدولار"، والشعوب العربية تخضرّ صحاراهم، بعد سنين من القحط. وكما أن الخير ينتصر أخيراً على الشر، في المسلسلات العربية، كذلك تنتصر الشعوب، وسيسقط هؤلاء الكتاب والوعاظ وأشباههم، في الحلقة الأخيرة من المسلسل… هانت، نحن الآن في الحلقة ما قبل الأخيرة، أو التي قبلها.