وثقت الدراسة لقاءات ولي عهد أبو ظبي (نوفمبر 2003) بقيادات الاخوان، وكيف وعدت الجماعة الشيخ بالتفكير جديا في حل نفسها، الا أنهم تراجعوا عن ذلك تاليا، وبالتالي تخوفت الحكومة منهم، خاصة أن اجراءات البيعة التي تجري بينهم لأمير الجماعة أو مرشدها، بينت ازدواجية ولائهم وتشكيكا واضحا في انتمائهم لوطنهم.
ولم يغب مشهد الربيع العربي عن كتاب «المسبار»، فتناول الباحث عمر الترابي الاسلام السياسي في الخليج وخطاب الأزمات والثورات، متناولاً التشكيلات الاسلاموية السياسية وخطابها السياسي في الخليج، ووصف جماعة الاخوان بأنها الجماعة التي تقود أخواتها في الخليج، وعبّر عن قدرتها على رسم خطابها وفق المتغيرات ببراغماتية كبيرة، بعد أن انتشرت في أعقاب نكسة 1967. وكان الصعود الأكبر للجماعات في الثمانينات، وظلت بين مد وجزر، فانزوت الى أن أعادتهم أحداث 11 سبتمبر الى الواجهة، وزاد نفوذهم بعدها بدعم من الحكومات والمنظومات الراغبة في تمثيل اسلام معتدل، ولكن هذه الجماعة تعرضت في الأعوام الأخيرة لخسارة في شعبيتها بعد أن خاضت التجارب وامتحنت في صدقية شعاراتها في الخليج وغيره. وفي ختام دراسته، قال الترابي ان تاريخ العمل الاسلاموي في الخليج يكشف أن مهنة الاسلاميين هي اغتنام الفرص، وتطوير الخطاب امّا للكسب الجماهيري أو السياسي، والآن يغتنمون فرصة نجاح الاحتجاجات العربية، واستمرار صعود نجم النموذج التركي، في محاولة لانقاذ شعبيتهم في الخليج، ومحاولة الظهور بشعارات اصلاحية جديدة، تماشيا مع المرحلة، ويُراوحون بين التلويح بالاحتجاجات وشعارها، أو الدخول في حلفها والتصالح معها لضرب الآخرين.
وبعدها تتطرق الدراسة لوضع الاخوان في البحرين، وكيف أنها بدأت بلقاء عبد الرحمن الجودر بحسن البنا، الا أنّ دعوتهم وُوجهت بالصدام المُبكر مع المجتمع البحريني الذي كان متحَم.ّسا للتيارات الناصرية والقومية، مُدَّ اخوان البحرين بالأنساق الجديدة والخبرات من اخوان الكويت، وازداد وهجهم بعد تراجع التيارات اليسارية والقومية، وانتصار الثورة الخمينية الايرانية، والغزو السوفيتي لأفغانستان (1979)، وسهّل امتلاك الاخوان المسلمين في البحرين أموالاً جيدة، أمر توسيع قاعدتهم الجماهيرية، بالاضافة الى ضعف المنافسين من التيارات السنية الأخرى، وبمضي السّنين تمكنت الجماعة من السيطرة على التعليم، وبعد الانفتاح السياسي في 2001 تم تأسيس ذراع سياسية تحت اسم المنبر الوطني الاسلامي. وتميزت حركة الاخوان المسلمين في البحرين بمرونة حركية عالية، فعرفت كيف تتجنب الانتحار الجماعي في الملمات، وكيف تستثمر ميزاتها أيام الانفراج. ونأت بنفسها عن الصدام مع الدولة وأجهزتها.
تناولت الدراسة الاسلاميين في عمان باقتضاب شديد، مغطية تيارين، أولهما حركة الاخوان المسلمين الحديثة، وتيار حركة الامامة بامتداداتها التاريخية، وكيف ان الانضمام للاخوان لم يقتصر على اتباع مذهب محدد، بل شملت الجميع. والى مقال الغد.
أحمد الصراف