احمد الصراف

شيعة الكويت

ذكر الزميل فؤاد الهاشم في مقال له التالي: في لقاء عبر شاشة «الوطن»، أعلن فضيلة المرشد العام لإخونجية الكويت أن ولاء الشيعة الكويتيين مشكوك فيه، وأن قلوبهم وعقولهم مع الجمهورية الإسلامية في إيران، إلى آخر المقال! والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التي يشكك فيها البعض في ولاء الشيعة لوطنهم واتهامهم بالموالاة لإيران، فقد قال ذلك نواب ونشطاء وكتاب، ولعلم هؤلاء الجهلة والغلاة فإن أكثر من نصف شيعة الكويت عرب أقحاح لا علاقة لهم بإيران ولا غيرها، وبالتالي من يتهمهم لا يعرف شيئا عن التاريخ ولا السياسة. والأمر المحير الاخر هو أن هؤلاء المتحزبين، في غالبيتهم، لا تقر أدبيات احزابهم مسألة الانتماء لوطن محدد، بل تنادي بالإسلام وطنا للجميع، وتصريح مرشد الإخوان السابق من انه يفضل ان يرى ماليزياً رئيساً لمصر على أن يتولى المنصب قبطي مصري، لا يزال يرن في وسائل الإعلام، وبالتالي كيف اصبح ولاء البعض للكويت شرطا للوطنية؟ وفي هذا السياق يقول الزميل سمير عطا الله ان بقعة الأرض تسمى وطنا عندما يستحقها المقيمون عليها! ولو نظرنا حولنا لرأينا أن غالبية المنتمين للأحزاب الدينية، في الكويت على الأقل، ولأي فئة انتموا، لا يستحقون لقب مواطن، طالما كان ولاؤهم، دينيا أو سياسيا، يعود لجهة خارجية. كما أن الوطن لا يمكن أن يصبح وطنا بغير مؤسسات دستورية وقانونية وأهلية وغيرها، وهذه جميعها تقريبا لا تقبل الولاء المزدوج! كما أن المواطنة تعني الاستقرار والالتزام بقوانين وضعية! وهذه أيضا لا تتسق مع فكر بعض السلف والإخوان وحتى بعض أتباع ولاية الفقيه! كما أن شقا كبيرا من المواطنين، ونقول مواطنين مجازا، لا يعني لهم الوطن والاستقرار فيه شيئا، فهم باحثون عن الخير اينما وجد، وهذا دأب أغلب البشر، وليس في الأمر ما يعيب، العيب هو عندما يأتي الطعن في ولاء الآخر من هؤلاء بالذات. نعود لمقال الزميل الهاشم ونقول ان لا أحد يمتلك ميزانا يقيس به المواطنة والولاء، فالأمور في كل الأحوال نسبية، فأنت لا تتوقع ممن تقوم بإيذائهم يوميا ببذيء الكلام وتخوينهم وحرمانهم من حقوقهم المدنية وممارسة التمييز الديني والعنصري ضدهم أن يبقوا على ولائهم، إلا إذا كان هذا هدف من أثاروا قضية الولاء في المقال الأول! ومن سخرية القدر أن يصبح هؤلاء، وأمثالهم، من منظري هذه الأمة وقادة الرأي فيها ومانحي صكوك الغفران لمواطنيها، بعد أن أصبحوا في غفلة من الزمن، علماء ومفتين!
إن المنتمين للمذهب الشيعي، بعربهم وفرسهم، هم جزء من تراب هذا الوطن، وشاركوا في بناء اسواره، التي ربما لم يشاهد الكثير من هؤلاء الغلاة آخرها، قبل أن تهدم، على غير استعداد لإشعال اصابعهم، والسير في ساحة الإرادة، لإثبات وطنيتهم وولائهم، وإن على المتطرفين والغلاة احترام مشاعر الآخرين والكف عن هذا اللغو السقيم!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

حصاد السنين الإفادة.. من الإساءة

انفجر العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه دفاعاً عن رسوله الكريم، وانتصاراً لدينه وعقيدته، ولوحظ أن أكثر الفئات غضباً وشيطاً هم الأقل التزاماً وتمسّكاً بتعاليم الدين! في الوقت الذي كانت فيه الأحزاب والتكتلات الإسلامية تعلن براءة الحكومة الأميركية والشعب الأميركي من هذه الجريمة النكراء.
ونستفيد من هذه الظاهرة أن الفطرة التي خلق الله المسلم عليها هي حب الدين والاعتزاز بالانتماء إليه، لكنها مشاعر كامنة تحتاج إلى ظروف استثنائية لتحريكها. وأذكر قصة رواها الإمام الشهيد حسن البنا في مذكراته، عندما قال: خرجت مع صديق نمشي في شوارع القاهرة، فمررنا بجانب رجل ثمل يحتسي زجاجة خمر بيده، فقال الصديق للإمام: أعانك الله على هذا الشعب يا شيخ حسن، كيف ترجو من وراء أمثال هؤلاء خيراً؟ وما هي إلا برهة حتى مر رجل آخر وتلاسن مع السكران وسبّ أمه وأباه، ولكن زادت حدة الجدال بينهما حتى سبّ الرجل دين السكران، هنا استشاط الأخير غضباً وكسر الزجاجة ولحق بالرجل وهو يصيح: تسبّ ديني يا…! كل هذا على مرأى ومسمع من الإمام وصاحبه، وهنا قال رحمه الله: الخير في أمة محمد مدفون، لكن يحتاج إلى من يحركه ويوجّهه بالخير وليس بالتشدد والتطرف.
هذه الفائدة أرسلها إلى منظري وكتّاب التيار الليبرالي.. الناس هنا فطرتهم طيبة ومحافظة، فلا تحاولوا أن تخالفوا هذه الفطرة، وتعزلوا مشاعر الدين عن الحياة العامة التي يعيشها كل يوم.
ومن الفوائد التي يجب أن ننتبه إليها في أحداث ردة الفعل الإسلامية على الحقد المدفون في قلوب بعض خصوم الدين، هي ضرورة وجود تيارات إسلامية راشدة وعاقلة، قادرة على توجيه العامة من الناس عند احتدام الصراع الفكري والعاطفي، ولديها أفق واسع لإدراك المصلحة العامة لهذه المجاميع، فكثرة تشويه التيارات الإسلامية بالحق والباطل من قبل خصومها، والحملة الإعلامية الشرسة ضد هذه التيارات المعتدلة، تضعفان ثقة جموع الناس بها، مما يقلل من أثرها في توجيه هذه الجموع. صحيح أن أعنف ردات الفعل حدثت في دول الربيع العربي، لكن هذه الدول تحركت فيها الشعوب بعاطفتها دون توجيه من الجماعات المنظمة.
كنا نتمنى أن نسمع إدانة لهذا الحدث البشع من منظمات حقوق الإنسان الدولية ومن رموز التيار الليبرالي في الخليج، لكن هذه الإدانات سمعناها من الجماعات الإسلامية ضد الاعتداء على السفارات في توازن ملحوظ مع إدانة حدث الإساءة، بينما ركزت المنظمات الدولية على إدانة الاعتداء على السفارات من دون تسليط الضوء على أسباب الحدث. أما زملاؤنا هنا، فعمك أصمخ!

***
• المربية صفاء الهاشم.. ما زلت بانتظار إثبات، ليس لي بل لقرائك ومؤيديك، أنني أخذت صفقة بقيمة 120 مليون د.ك من وزارة الدفاع. وإن عجزتي وتوهقتي، فيمكنك الاستعانة بمن لديه اتصالات عجيبة بالأقمار الصناعية وبوكالة الفضاء «ناسا» لتزويده بالأخبار «الحصرية»!

سعيد محمد سعيد

طوفان غضب «محمدي»

 

«براءة المسلمين»… كان ذلك هو الاسم المقترح للفيلم المسيء الى خاتم الأنبياء والرسل نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين، والى الدين الإسلامي! والذي تسببت مقاطعه الفجة الساقطة الى غليان غضب في الأمة الإسلامية بدأ بانتقام، غير مبرر ووحشي، بقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة موظفين اميركيين مساء الثلثاء (11 سبتمبر/ أيلول 2012)، وتحول ايضاً الى طوفان استنكار وغضب، مبرر ومشروع، في كل الدول الإسلامية تفاوت من حيث الشدة والحدة.

مسلسل الإساءة للدين الإسلامي ولرموزه لم يعد شكلاً مستغرباً من أشكال إظهار العداء للدين ولأتباعه! ولا يمكن اعتبار هذه الحملات المسعورة محدودة في أهداف كيانات ومجموعات معادية للدين الإسلامي، بل تدعمها دول وتمولها ثم تدعي بعد ذلك احترامها لهذا الدين كما هو حال الولايات المتحدة الأميركية ذاتها… لكن جملةً صريحةً أراها بارزة: «نعم هناك حملات ممنهجة للإساءة الى الإسلام من قبل الغرب… السؤال: هل لدى الدول الإسلامية اعلام يحمل خطاباً معتدلاً يواجه كل تلك الحملات؟ أبداً! بل يوجد مقابل ذلك نمو مذهل لظاهرة (إعلام الفتنة) لزرع الشقاق والخلاف والتناحر بين أبناء الأمة الإسلامية، حتى أن هناك قائمة من مشايخ الطائفية أصبحت معروفة لدى ملايين المسلمين… مهمتها إكمال الجزء الرئيس من حملات العداء الغربية، من خلال تدميرها المجتمع الإسلامي من الداخل واثارة العداوات وخصوصاً بين المسلمين سنة وشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين، بل وبين أبناء طائفة بعينها».

هناك الكثير من خبايا الفيلم المسيء الذي أشعل الأمة الإسلامية غضباً… وحسناً فعل أبناء الأمة بحشودهم المليونية السلمية التي أوصلت رسالة، ليفهمها من يفهمها وليتجاهلها من يتجاهلها، مفادها أن رمز الإسلام العظيم «محمد» عليه أفضل الصلاة والسلام، لم يترك خلفه أمة ستبقى الى آخر عهدها خانعة… ميتة… يائسة! هي تحيا من جديد لتواجه الظلم والاستبداد والجور ومخططات النيل من دينها.

من بين تلك الخبايا، ما كشفته مجلة «هوليوود ريبوتر» الأميركية المتخصصة في السينما الأسبوع الماضي، حينما تحدثت عن الفيلم شديد الرداءة مضموناً واسلوباً وتصويراً وخدعاً سينمائية ساذجة، ووصفته بأنه من المستحيل أن يكلف 5 ملايين دولار! والملفت للنظر، أن المجلة استطاعت الوصول الى ممثلة مغمورة تدعى (ساندي لي غارسيا) من مواليد كاليفورنيا وتبلغ من العمر 46 عاماً، شاركت بدور ثانوي في (حفلة الزار الأميركية ضد الإسلام)، بعد أن قرأت اعلاناً في مجلة (باسكيتيدج) عن طلب ممثلين لفيلم «محاربي الصحراء» وهو فيلم يتحدث عن مغامرات في الصحراء العربية، وأعلن عن أنه سيحتوي على بعض المشاهد العارية.

وبحسب المجلة: «ظهرت ساندي غارسيا مرة أخرى على القناة العاشرة الإسرائيلية، لتؤكد أن «العبارات التي نطقها الممثلون أثناء أداء أدوراهم كانت مختلفة وتم دبلجتها وتغييرها، بحيث أصبح الفيلم عن الإسلام والرسول»، فمثلاً ورد لفظ الله على لسانها في لقطة من الفيلم، ثم سمعتها على لسانها نفسه «محمد» بعد الدبلجة، وأضافت أن المخرج «باسيلي» (ويعتقد أنه اسم مستعار)، اتصل بها قبل 6 أشهر، وطلب منها إعادة بعض العبارات من جديد، لسماعها في الفيلم بطريقة أفضل، ويبدو أنها نطقت كلمة «محمد» في الإعادة دون أن تعي ما يقصد بها، فتم إدخال كلمة «محمد» بكل عبارة ورد فيها الاسم على لسانها، وهذا ما حدث مع بقية الممثلين. (انتهى الاقتباس).

مثل تلك التبريرات لا تصمد! حتى ادعاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها لا تعلم شيئاً عن الفيلم (السخيف) لا تصمد أيضاً! بيد أننا كمسلمين أمام مأزق كبير، فالغرب والشرق، عاكفان على نشر الصور المغلوطة عن الدين الإسلامي… الغرب افتقد الرغبة في التعرف على حقيقة الدين الاسلامي، واستسلم للصورة التقليدية عنه والتي قامت وسائل الاعلام التي يسيطر عليها اللوبي اليهودي بتكريسها، ولم يسع لمعرفة الصورة الصحيحة عن الاسلام من مصادره الأصلية، مكتفياً بكتب مغرضة ومحرفة وتفتقد الموضوعية تقف وراءها جهات معادية للدين الاسلامي، وبعضها الآخر (معتمد)، لكنه احتوى من الإساءات للدين الإسلامي ولخاتم الرسل (ص) ما جعلها مؤلفيها بمثابة (نصوص صحيحة وأسانيدها من الثقاة)! فيما فشل الإعلام الإسلامي في الوصول للغرب وفي إيجاد آليات للتعريف بحقيقة الاسلام وتعاليمه هناك، ولم يتبن أية خطط جادة لتوضيح مبادئ وتعاليم الاسلام التي تحترم الآخر ولا تقر الاعتداء عليه.

بيانات الشجب والاستنكار والمظاهرات التي اجتاحت الأمة الإسلامية صورة محمودة قطعاً، لكن الخطر على الهوية الإسلامية – من وجهة نظري المتواضعة – هي من الداخل الإسلامي! فهناك اقطاب طائفية لاتزال تنفخ بقوة في نار الطائفية والصدام بين المسلمين وسائر أتباع الديانات السماوية بصمت رهيب من الأنظمة، كما أنها تحظى بالدعم من خلال مدد مالي وإعلامي متعدد الاتجاهات… حتى أن بعض أولئك انتهز الغضب العارم ليترك الفيلم وما سبقه من حملات عدائية، ويتفرغ لإثارة سمومه في المجتمعات الإسلامية بين السنة والشيعة.

سامي النصف

عندما تتضخم الذات وموت أسامة!

جابر المبارك، أحمد الحمود، أحمد الخالد، صباح الخالد، محمد المبارك، فاضل صفر، سالم الأذينة، عبدالعزيز الابراهيم، رولا دشتي، أنس الصالح، هاني حسين، جمال شهاب، علي العبيدي، هؤلاء جميعا أبناء الكويت المخلصون الذين ارتضوا بتحمل المسؤولية الوزارية في أجواء فوضى خانقة خلقتها بعض الرموز السياسية المعارضة عبر قراراتها وفتاويها وتحركاتها التي لم تعد أسبابها ودوافعها تخفى على الشعب الكويتي الواعي.

***

فمن أعطى تلك الرموز الحق في القول انها ترفض إعادة توزير هؤلاء وهي بذلك تتعدى على حقوق وسلطات القيادة السياسية التي نص عليها الدستور المتباكى عليه، وأي زعامة وأي ذات متضخمة تعطي لنفسها هذا الحق الذي لا تملكه وهي التي لا تستطيع إنزال «نفرين» لساحة الإرادة لولا حلفاؤها الذين لولاهم ولولا نظام التصويت لأربعة مرشحين لما حلمت، ومنذ سنوات عديدة، بالفوز بالكرسي الأخضر بعد أن انكشفت أوراقها للناخبين.

***

نصرة رسول الأمة صلى الله عليه وسلم لا تتم بخدمة مخططات أعداء الاسلام عبر السير في ركاب مخططاتهم التي تظهر المسلمين بموقف الشعوب الفوضوية الهمجية التي تهاجم السفارات وتقتل الآمنين كما حدث في ليبيا، الفيلم الشائن ذو المستوى الفني الركيك ما كان سيشاهده إلا قلة قليلة من البشر كحال الافلام المماثلة لولا ردود الفعل الانفعالية وغير العقلانية التي تقوم بها المجموعات الدينية المتطرفة (سنّية وشيعية) المعادية للولايات المتحدة.

***

ولو أطفئت الاضواء على تلك الافعال الشاذة وتم الاكتفاء برفع الدعاوى القضائية على الفاعلين في بلدانهم لمنع تلك الاعمال ومصادرتها وتغريم الفاعلين الملايين من الدولارات لكان الأمر أجدى وأنفع، وقد قرأت ذات مرة أن احدى دور النشر هي من أوعزت لسلمان رشدي أن يخط كتابه المسيء لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم بقصد الشهرة والانتشار وحصد المال وهو ما تحقق له ولدار النشر ومازال الكاتب يرفل بالحياة الهانئة والثراء الفاحش بعد أن حصد ما حصد من عوائد ذلك الكتاب القميء ومثله رسام الكاريكاتير الدنماركي والقس تيري جونز الاميركي الذي كسب الشهرة والاتباع بعد أن كان راعي كنيسة لا يزيد روادها عن العشرات.. وقليل من الحكمة والعقل والذكاء أمر لا يضر على الاطلاق.

***

هل تم التحقق من شخصيات الغوغاء الذين تعدوا على أعضاء مجلس الأمة ورفعوا علم القاعدة الأسود وصاحوا بهتاف «يا أوباما كلنا أسامة»، وهل هم كويتيون أم متطرفون لفظتهم أوطانهم فوجدوا في بلدنا الملاذ الآمن لهم، وهل تم التحقق من مقاصدهم بدخول السفارة الأميركية، وهل المراد هو تكرار ما حدث في ليبيا أو إساءة علاقتنا الإستراتيجية مع حليفنا الأهم في العالم؟ وهل نصرة الاسلام لا تتم إلا بالتضحية بأمننا القومي، وهل هؤلاء «الأسود» هم القادرون على الدفاع عن بلداننا الخليجية أم في الحروب كله يجري؟

***

آخر محطة: (1) في الصفحة 249 من كتاب «لا يوجد يوم سهل» لمارك أوين أحد أفراد الفرقة الأميركية التي قتلت أسامة بن لادن يقول نصا انه يحمل إعجابا لأحمد الكويتي الذي قاومهم عند هجومهم على منزل زعيم القاعدة ولا يحمل أي احترام للجبن والخوف الذي عكسه بن لادن عندما لم يقاومهم مع وجود السلاح معبأ قرب مخدعه حبا منه في الحياة وهو الذي يرسل الشباب المغرر بهم للموت حاله حال الجبان.. صدام حسين.

(2) ياللفشلة والعار من رفع شعار «يا أوباما كلنا أسامة» والرئيس أوباما يعلم علم اليقين ما فعله الأسد أسامة، على الاقل كنتم رفعتم شعار «يا أوباما كلنا أحمد الكويتي» إلا أن تكونوا لا تقرأون أو.. لستم كويتيين أو الاثنين معا!

 

احمد الصراف

قصتي وطنوس مع الأحمدي

أجرت القبس في أغسطس الماضي حواراً مع المواطن اللبناني، طنوس دياب، وقصة الخمسين عاما التي عمل في جزء كبير منها في شركة نفط الكويت بمدينة الأحمدي، النموذجية سابقا. تحدث في لقائه عن ذكرياته وشوارع الأحمدي الجميلة وكيف كنت تسمع فيها التحيات من كل من يلقاك في الطريق وتراحم سكانها، وكيف انقلبت الحياة فيها، وهنا يشير إلى فترة ما بعد تأميم الشركة، بحيث أصبح الجار لا يعرف جاره، والأشجار التي كانت تشذب وتزين أصبحت كثة وهرمة وتغطي البيوت وتبعد الجيران عن بعضهم. ويقول ان علاقاته وزوجته كانت قوية مع كثير من الكويتيين الذين كانوا يعملون في الشركة في بداياتها، وكيف تغيرت المدينة الآن واختلف سكانها واصبح التواصل صعبا، بعد أن تحولت أسوار البيوت الجميلة المصنوعة من نباتات خاصة كانت تجلب من البصرة، إلى اسوار كيربي بشعة، مع تخليها عن نظافتها، بحيث تحولت عروس المدن الكويتية، التي كانت محجا للكثيرين في عطل نهاية الأسبوع، إلى مدينة خربة وهرمة وفوضوية بلا روح أو شخصية، وكيف أصبحت نواديها الرياضية والاجتماعية، وحتى ملاعبها، شيئا من الماضي، بعد ان كانت شعلة نشاط وإثارة وفائدة، فقد قضى الانغلاق والتزمت، والفساد الإداري، على كل شيء!
ذكرني كلام طنوس، الذي اضفت له من عندي، عن وضع الأحمدي، والكويت ككل، بما دار في جلسة جمعتني، في مشرب باريسي، بصديقين عزيزين، غادرنا الأول، راوي القصة، ولا يزال الآخر حيا «يلبط»، مثلي. وقد أدت حميمية الجلسة لأن ينفتح كل منا على الآخر، فأخبرنا الذي رحل عن دنيانا، أن بدايته مع الثراء كانت يوم تلقى اتصالا من أحد كبار مسؤولي شركة نفط الكويت، من الإدارة الوطنية، فور تأميمها، وبعد «الاستغناء» عن إدارتها «الأجنبية»، طالبا منه السعي فورا لفتح مدرسة كبيرة في منطقة قريبة من الأحمدي، وقال انه سيقوم بتحويل ابناء كل العاملين في شركة نفط الكويت لتلك المدرسة، وكانت شركة نفط الكويت، وربما لا تزال، أكبر صاحب عمل. وطلب منه رفع رسوم الدراسة بشكل كبير وغير مسبوق، وقال ان «الشركة» ستدفع الرسوم الباهظة، وطلب لنفسه حصة كبيرة من الأرباح المتوقعة من ذلك المشروع «التربوي والتعليمي»! واستطرد المرحوم في القول ان تلك كانت بدايته مع الثراء، حيث قبر الفقر بعدها إلى الأبد، ولكن الزمن قبره في نهاية الأمر، ونحن له لاحقون.
رواية طنوس وصديقنا ذكرتني أيضا بقصة رواها المرحوم أحمد الربعي الذي زار مدينة عدن، وشاهد كم تغير سوق السمك فيها، بعد ترك الانكليز لعدن، حيث أصبح السوق أكثر قذارة واقل تنوعا في أسماكه وأكثر غلاء، وعندما بث شكواه لبائع كبير في السن قال له: «رجع الانكليز وخذ سمك طازج ورخيص وأنواع كثيرة!».
لا أتباكى هنا على عهد الإنكليز، بل على عجزنا حتى في الاستمرار في ما بدأه الغير، فكيف يمكن أن نخلق أو نبدع، بعد أن خسرنا حتى أخلاقنا؟!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

عادل عبدالله المطيري

صفوا الأغلبية

(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ـ الحشر: 14).

فعلا هذه الآية الكريمة تنطبق على الأغلبية او المعارضة السياسية في الكويت، كنا نحسبهم موحدين في أهدافهم السياسية، عندما رأيناهم في مجلس 2012 المبطل، ولكن يبدو أنهم متفقون فقط على عدم العبث في قانون الانتخاب الذي نجحوا على أساسه ومختلفون في كل شيء.

شهدنا أكثر من واحد فيهم يرفض فكرة مشروع الأحزاب، وآخرين يرون أن الحكومة البرلمانية لم يحن وقتها، البعض يريدها دائرة واحدة والبعض الآخر متمسك بالدوائر الانتخابية الخمس.

نعلم جيدا الحقيقة المأساوية بأن الأغلبية أو المعارضة هي خليط من التيارات والأفكار السياسية والخلفيات الاجتماعية، فيها المستقلون وفيها منتسبو التجمعات السياسية المنظمة، ولكن هذا لا يبرر حتما كل تناقضاتها.

اجزم بأنهم في طريقهم إلى خسارة الشارع السياسي الذي لطالما راهنوا عليه، ذلك ان خلافاتهم السياسية باتت واضحة لا تخطئها العين، بل منهم من لا يتفق إلا على عدم المساس بالدوائر الانتخابية فقط.

ويبدو ان شباب الحراك السياسي الذي يحمل مشروعا وطنيا شاملا، بدأ يتساءل من جدوى دعم بعض افراد الاغلبية التي تتكسب منها ومنهم، وهم ابعد ما يكونون عن مشروعهم الإصلاحي.

وأرى أن الحل في أن تصفي الأغلبية نفسها، وتستبعد من لا يؤمن بأفكار الحركات الشبابية، ويبحث فقط عن التكسب الانتخابي، فقليل ثابت خير من كثير متغير.

احمد الصراف

كيف نتحضر؟

لا أعتقد أن في الحياة أمرا بصعوبة تربية طفل، والأصعب أن نكون قدوة حسنة له! فقد نكون آباء وامهات طيبين وكرماء ونمتلك كما هائلا من الحنان والنصائح التي نسديها لأطفالنا، ولكن ليس سهلا أن نقرن القول بالفعل، فسهل أن نلقي محاضرة في الأخلاق ونبين مساوئ الكذب، ولكن يجب ألا نلتزم بالصدق في حياتنا. وسهل أن نبين لهم، بالحجج والبراهين، مضار التدخين، ولكن الأصعب أن نمتنع نحن عن التدخين، فالطفل يتأثر ويتعلم بالإيحاء وبطريقة غير مباشرة، أي بالتقليد، أكثر من تعلمه مباشرة وبالوعظ والإرشاد.
في اربعينات القرن الماضي سيطر رجل العصابات آل كابوني على مدينة شيكاغو. وكان يساعده المحامي إيزي إدي، الذي نجح دائما في تخليصه من أكبر التهم واشد العقوبات، وانقاذه من الإعدام مرات عدة في تهم قتل وسطو خطرة، وقد دفع له «آل» الكثير مقابل خدماته، ومكنه من العيش برفاهية لا متناهية، ودفعت هذه المحامي الشهير لغض النظر عن جرائم موكله وسيده، والتي كان يعلم بتفاصيل الكثير منها. كان لـ«إيزي إدي» طفل وحيد، وكان شديد التعلق به، يغدق عليه الكثير ولم يبخل عليه بشيء. وبالرغم من تورط الأب في جرائم عصابات آل كابوني، وإن بصورة غير مباشرة، فانه حاول جاهدا أن يبين لابنه الفرق بين الحق والباطل والصواب والخطأ، وكان يرغب في داخله أن يكون قدوة حسنة، وكان يشعر بأن ابنه لا بد انه سمع في الشارع والمدرسة بسمعة أبيه السيئة ودوره في التستر على جرائم كبيرة، ولكن «إيدي»، بالرغم من كل ثرائه ونفوذه، لم يستطع يوما ان يعطي ابنه السمعة الحسنة! وفي يوم قرر، تحت تأنيب الضمير، ولكي يعطي ابنه السمعة التي طالما افتقدها، ذهب للسلطات ووشى بكل جرائم «آل كابوني»، وكان يعرف المصير الذي ينتظره، حيث دفع في النهاية حياته ثمنا غاليا لموقفه الوطني، ولكنه شعر أنه ترك خلفه إرثا طيبا لابنه.
وفي جانب آخر من القصة، وبعدها بسنوات، تلقى بتش أوهيرا، الطيار على حاملة الطائرات «ليكسنغتون»، تعليمات بالاستعداد للمشاركة في طلعة جوية فوق المحيط الباسيفيكي، واثناءها تبيّن لبتش أن أحدا ما نسي تعبئة خزان طائرته بالوقود، فأعلم قائد السرب بالأمر فطلب منه هذا العودة. وأثناء استعداده للهبوط شاهد سربا من المقاتلات اليابانية تتجه نحو سفن الأسطول، ولم يكن هناك من يحميهم أو ينذرهم بالخطر، كما لم يكن بإمكانه العودة للسرب وإعلامهم بالأمر، فالوقت ضيق جدا، وعليه أن يتصرف، وهنا قرر التصدي منفردا للطائرات المعادية، وشكل ظهوره المفاجئ صدمة للمهاجمين، حيث انقض على تشكيلاتهم وشتتها، ثم عاد واصاب طائرتين واسقطهما، وعندما شعر بأن ذخيرته قد نفدت قرر استخدام اجنحة طائرته وجسمها في توقيع إصابات أخرى بالطائرات المعادية، ونجحت محاولاته الانتحارية في دفع قائد السرب الياباني لتغيير وجهتهم والعودة من حيث أتوا. تمكن بتش بعدها من الهبوط بسلام على ظهر الحاملة، ليروي بالتفصيل ما واجهه، ولكن الكاميرا التي كانت على مدفع طائرته بينت انه نجح منفردا في إسقاط خمس طائرات وليس اثنتين، كما كان يعتقد. أصبح بتش بطلا قوميا، ولكن بعدها بعام مات في غارة جوية! لم تنس مدينته شجاعته وفضله، فقد اطلقت اسمه على مطارها، والذي أصبح يعرف بــ«اوهيرا الدولي»، وهو ثالث أكبر مطار في أميركا! و«بتش أوهيرا» لم يكن غير ابن المحامي «إيزي إيدي»، الذي لو لم يكن يوما قدوة حسنة لابنه، لما كسبت اميركا بطلا قوميا رائعا!
هكذا تبنى الأمم بالأخلاق، وليس بالضرب بالنعل، أو حتى بخرقة على الرأس!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

الأغلبية الصامتة.. نطقت!

هناك تناقضات فاضحة على الساحة السياسية تحتاج الى رد وإيضاح، فهناك من يدعي الحفاظ على الدستور وهو يدعو لكل ما فيه خروج على الدستور، كما يدعي الحفاظ على القانون والنظام ودولة المؤسسات، وهو يتعدى على صلاحيات الأمير التي نص عليها الدستور في المادة 56، علما أن المادة 25 من جرائم أمن الدولة تعاقب كل من طعن علنا في حقوق الأمير و«سلطته» كما أتى في النص.

***

هناك من يدعى أن خروج المعارضة البحرينية للشوارع والساحات ومطالبتها بالحكومة الشعبية هو انقلاب على الشرعية والنظام وخدمة للأجندات الخارجية ثم.. يحرضون ويخرجون الناس للشوارع والساحات مطالبين بـ .. الحكومة الشعبية، فماذا يسمى هذا؟!

***

ويدَّعون أن هناك مطامع إيرانية في الدول الخليجية وهو أمر لو صح لوجب أن يصطفوا خلف الحكومات الخليجية لدرء الخطر ورص الصفوف، بينما تظهر الأعمال التي هي أصدق من الاقوال تحركهم الشديد ضد الحكومات الخليجية ومنها الحكومة الكويتية وشقهم للصفوف، فإما أنهم كاذبون فيما يخص الخطر الإيراني أو أن هناك خطرا وهم جزء أساسي منه.

***

ومن التناقضات رفضهم قيام «السلطة التنفيذية» بتعديل الدوائر لتحقيق التقارب العددي الذي يطالب به ناخبوهم، ثم رفضهم إعطاء هذا الحق «للسلطة القضائية» عبر الرفض المسبق لأحكامها ثم تعطيلهم بعد ذلك عقد جلسات «السلطة التشريعية» ممثلة بمجلس 2009 للقيام بذلك التعديل رغم تملكهم الاغلبية فيه بعد اصطفاف نواب تكتل العمل الوطني معهم في آخر أيام ذلك المجلس، فمن سيعدل الدوائر إذن؟ وهل يعقل أن تذهب الدولة لانتخابات عامة مطعون في دستوريتها بشكل مسبق؟! واضح أن القضية هي جر شكل ورغبة في الخروج للشوارع تحت أي ذريعة!

***

ومن التناقضات الصارخة الادعاء بتمثيل «أغلبية» الأمة في كل ما يطالبون به من حكومة شعبية وأحزاب ودائرة واحدة ثم رفض قضية التحقق من هويات الحضور للتأكد من انتمائهم للشعب الكويتي! ومثل ذلك الخوف الشديد من أي تغيير في الدوائر ومن يمتلك دعم أغلبية الشعب الكويتي بحق لا يهمه إطلاقا إن جرت الانتخابات بهذا الشكل أو ذاك، وهناك من يدعي تمثيل الشباب ويرفض التقاعد وإعطاء المقاعد للشباب المتباكى عليه، ومثل ذلك ادعاء محاربة الفساد، بينما يظهر الثراء الفاحش غير المشروع على كثير من القيادات التي تدعيه والتي رفضت كما تظهر محاضر مجلس الأمة إنشاء لجنة قيم تحاسب النواب أو إصدار قوانين الذمة المالية.. خوفا بالقطع من الوقوع تحت طائلتها!

***

آخر محطة: تناقضات أخيرة

(1) إن كان سبب رفض انعقاد مجلس 2009 هو إحالة بعض أعضائه للنيابة العامة وقبل أن تصدر الاحكام بحقهم، فهناك كذلك من أحيل للنيابة بسبب اقتحامه لمجلس الأمة، وإن كان سبب الرفض هو القبض من المال الخاص الذي لم يثبت، فهناك من ثبت أنه يقبض من المال العام دون وجه حق.

(2) وإن كان سبب رفض مجلس 2009 هو رفض الأمة له ممثلة بحشود ساحة الإرادة ومن ثم فإن الفيصل في تمثيل الأمة ليس الانتخابات العامة وقبة البرلمان، بل حشود ساحة الإرادة، فللمعلومة نطقت الأغلبية الصامتة بشكل واضح وجلي هذه الأيام عبر مقاطعتها الواضحة لساحة الإرادة والمطالب التي تعلن فيها ومنها طلب عدم انعقاد مجلس 2009، لربما بعد أن جرب الشعب الممارسات السيئة للمجلس 2012، وعليه لا يمكن القبول بتناقض استخدام حشود الساحة إن وافق الأهواء ورفضه إن لم يمش مع الرغبات.

 

احمد الصراف

إشاعة وحقيقة

انتشرت على الإنترنت فتوى «تويترية» على لسان رجل الدين السلفي اليمني علي الربيعي نصها: «إن من أكبر الكبائر نزول المرأة إلى البحر، حتى لو كانت محجبة، لأن ماء البحر ذكر، وبدخوله في مكان حشمتها تكون قد زنت، ويقع عليها الحد»! ولسخافة الفتوى ومنطقها سألت عنها، فقيل لي إنها مفبركة وليست صحيحة، ويقصد بها تشويه سمعة الرجل. وعندما تطرقت، في جلسة بلبنان، لموضوع استغلال وسائل التواصل الحديثة في الإساءة لأفراد أو طوائف، وهو ما يقوم به بعض أصحاب عقول صغيرة ونفوس مريضة من شباب الشيعة والسنة بعضهم ضد بعض، وما يتكلفونه من مال وما يضيعونه من وقت ثمين وما يهدرونه من مواهب نادرة في تركيب أفلام وافتعال أحاديث للإساءة بعضهم لبعض. وهنا قال أحد الحضور، وهو محام معروف، إن قصة فتوى الربيعي المفبركة ليست غريبة على عائلته، ففي عهد الوالي التركي أحمد باشا الجزار، (الذي ربما لمح لسيرته الأديب البوسني الصربي إيفو أندريتش (1975/1892) في رائعته «جسر على نهر درينا»، التي جرت أحداثها في القرن الـ 16، إبان احتلال العثمانيين للبوسنة، وما بعدها من عقود طويلة، والتي يتطرق فيها لأحداث وتاريخ تلك المنطقة الشديدة التوتر، وما كان يتعرض له الصبية الصرب من خطف، ونقلهم إلى الأستانة، خصوصاً أولئك الذين تبدو عليهم إمارات الذكاء والوسامة، وأن الجزار يعود أصله لصرب البوسنة، وأصبح بعدها ذا مكانة، ويقال إنه هرب منها بعد تورطه في جريمة قتل وباع نفسه كرقيق في سوق النخاسة بإسطنبول، وأقنعه حاكم مصري بالتحول إلى الإسلام، وأصبح سيافه، ثم قائم مقام لمدينة القاهرة، ومن بعدها دافع عن بيروت ضد قوات كاثرين الروسية، وتمت مكافأته بتعيينه والياً على صيدا، ولفترة على دمشق. وقد اشتهر ببطشه الشديد وقطع رؤوس مخالفيه لأتفه الأسباب)، يقول المحامي، تعليقاً على الفتوى، إن الجزار طلّق زوجة عزيزة عليه طلاقاً بائناً! وعندما أراد استردادها سأل رجل دين في الأمر فقيل له إن عليه الاستعانة بمحلل، أي أن تتزوج بغيره ثم يطلقها ليكون بإمكانه الزواج بها ثانية! وأن الجزار شعر بالإهانة فاستل سيفه وقطع رأس المفتي. وعندما لجأ إلى مفت آخر أشار عليه بالشيء نفسه، ولقي المسكين مصير الأول! وهنا تصادف وجود رجل دين من جنوب لبنان من عائلة الأمين، في ديوانه، فسأله عن المخرج من ورطته، فأشار عليه بأن يذهب بها إلى البحر، وماء البحر ذكر، وأن تغطس فيه، وبعدها بإمكانه الزواج بها! جازت لأحمد الجزار القصة وعمل بها وكافأ من أفتى له بتلك الفتوى الغريبة بقطعة أرض كبيرة لا تزال، حسب رواية المحامي، ضمن أملاك عائلة الأمين حتى اليوم!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

طوائف كويتية

.. وانتهت فعالية ساحة الإرادة.. ولم نر ما يعكر صفو الأمن.. ولم نشاهد تصرفاً غير مسؤول.. ولم نسمع كلاماً يثير فتنة طائفية أو قبلية.. وأقسى ما قيل على لسان بعض المتحدثين انهم يريدون – بعد مرحلة جابر المبارك – رئيس وزراء شعبياً وحكومة أغلبيتها من أعضاء البرلمان كما يقول الدستور ومذكرته التفسيرية!
أنا أعلم جيداً ان المجتمع الكويتي منقسم الى ثلاث طوائف في موقفه من هذه الظاهرة: الطائفة الأولى مؤيدة لهذا الحراك الشعبي، وترى فيه انه الوسيلة المناسبة للمحافظة على الثوابت الدستورية والمكتسبات الشعبية، وانه الرادع لمن توسوس له نفسه بالعبث بهذه المكاسب!
الطائفة الثانية ترى ان هذا الحراك يثير الفتنة، ويزيد من الانقسام في المجتمع، ويؤجج الطائفية والقبلية ويدعو الى الانقلاب على النظام العام وتغيير مواقع الحكم!
الطائفة الثالثة وهي أغلبية صامتة.. ما زالت ترى وتراقب.. تتأثر أحياناً بكثرة الزخم الإعلامي الموجه للطائفة الثانية، الذي يشوه صورة المعارضة.. وأحياناً أخرى تتعاطف مع هذه المعارضة عندما تسمع لها وتشاهد تحركاتها ومنطقها، لذلك هي التي ستقرر مصير هذا التحرك ان تحركت هي في الاتجاه الذي تريد.
إذاً المعركة اليوم معركة اقناع لهذه الأغلبية الصامتة، واعتقد ان المعارضة السياسية تملك أوراقاً مهمة بيدها ان عرفت تلعبها صح.. لكن الطائفة الأخرى تملك أوراقاً اخرى كلما أخطأت المعارضة التصرف، مثل بعض التصريحات الخارجة عن السياق العام والمثيرة ــ بشكل استثنائي ــ للنعرات!
أما الطائفة الثانية فمشكلتها ان الأبواق الناطقة لها هم من أصحاب السوابق السيئة في العمل السياسي، ومن الذين يرفضهم المجتمع بسبب أدائهم وسلوكهم خلال مسيرتهم السياسية، لكن «كثرة الدك يفك اللحام»!
مع الأسف ان البعض يرفض المعارضة واطروحاتها فقط لأن جماعته تخاذلوا وتراجعوا عن مبادئهم وصفوا مع الطرف الآخر! فما لم يكن اليسار والقوميون والمتخلفون سياسياً معهم، والا فان هذه المعارضة مرفوضة وان كانت مطالبها المحافظة على ثوابت الدستور ومبادئ العمل الديموقراطي.
عندما يصطف الإسلاميون والتيارات المحافظة مع الحكومة في قضية من القضايا، فهذا تصرف تخاذل وانبطاح وانهزامية، ولكن عندما يصطف التيار الليبرالي مع الحكومة في قضايا الدستور والمبادئ فهذا مقبول ومهضوم!
أعتقد ان ما يحدث اليوم على الساحة السياسية تعرية لكثير من الأقنعة ووسائل الخداع البصري والفكري.

***
• جمعان الحربش ووليد الطبطبائي.. في الوقت اللي تشاركان أبطال سوريا ملاحمهم.. يصرخ أقزام في الكويت من شدة الألم.

***
• المربية صفاء الهاشم.. ما زلت بانتظار كشفك لأوراق تثبت استلامي مناقصة بمائة وعشرين مليون دينار كويتي من وزارة الدفاع.. أرجوك لا تتأخري، فالكثير من محبيك بانتظار ذلك.