احمد الصراف

طيري يا طيارة طيري

ما لا يعرفه البعض أن كل طيار في العالم يجب عليه معرفة اللغة الإنكليزية بأكبر قدر من الطلاقة، فالتخاطب بين الطيارين، وبينهم وبين أي برج مراقبة، «يجب» أن يكون باللغة الإنكليزية، حتى لو كان المتخاطبون وموقع برج المراقبة وجنسية الطيارة والأجواء جميعها روسية أو تركية أو حتى كويتية! هذا على الأقل ما تقوله التعليمات، ولكن من يتقيد بكل ذلك أمر آخر. كما يتطلب الأمر في الرحلات التي تزيد على 8 ساعات تواجد «ثلاثة ملاحين في الطائرة»، القبطان واثنين من مساعديه، لكي يتبادلوا مهمة الطيران. وفي الرحلات التي تزيد على 12 ساعة يتطلب الأمر وجود 4 طيارين، القبطان و3 طيارين آخرين. كما تتطلب قوانين السلامة عدم تناول طاقم الطائرة وجبة طعامهم من مصدر واحد أو نوعية واحدة، خوفاً من التسمم، أو لتقليل نسب الإصابة به. وفي المتوسط يعمل الطيار في الدول «اللطيفة»، والتي تتبع الأصول، من 9 إلى 14 يومياً في الشهر! أما في غيرها، فحدث ولا حرج، فقد تصل أيام العمل إلى 26 يوماً. كما يوجد اتفاق عالمي تلتزم بموجبه جميع شركات الطيران بتوفير مقعد خال لأي قبطان يسافر على طائرة أخرى، حتى لو كان الكرسي الوحيد المتوافر يوجد في قمرة القيادة. ولعلم البعض، فإن الوظيفة الأساسية لطاقم «الخدمة» في أي طائرة هو الحفاظ على سلامة الركاب. أما خدمتهم، فهي مهمة ثانوية، وبالتالي نطالب الركاب «الودرين»، أو «الجفصيين» الذين يعتقدون أنهم اشتروا ضمير من يعمل في الطائرة بمجرد قبول السفر على طائرتهم بتفهم هذا الأمر. وربما لهذا السبب كانت مضيفات سنوات الثلاثينات من الممرضات، وليس من المانيكان، كما هي الحال مع البعض! كما تمنع جميع شركات الطيران قيام أي من المضيفين بوشم أجسامهم في أماكن ظاهرة. أما المخفي، فحقهم فيه محفوظ، ليس من منطلق كرم في المعاملة بل لصعوبة معرفة مكان الوشم المخفي أصلاً! وبالرغم من أن النسبة والتناسب في عدد المضيفين إلى الركاب هما واحد إلى كل خمسين، فإن جميع الشركات تقريباً لا تتقيد بهذه النسبة.، وهو عكس ما نراه في الدرجة الأولى طبعاً. كما أن طول المضيف أو المضيفة عامل حاسم، لأغراض أمنية، ولكن حتى هذه تم غض النظر عنها بعد زيادة تبرم منظمات إنسانية من التمييز ضد قصار القامة، عفية عليهم! كما يتطلب الأمر وجود مرحاض واحد لكل 50 راكباً، ولكن قلة من شركات الطيران فقط، في غير درجة رجال الأعمال والأولى تتقيد بذلك. وتعتبر لحظات الإقلاع والهبوط الأخطر في عمل الطائرة، ولهذا تتطلب أنظمة السلامة إطفاء الأضواء حينها، لكي تتمكن العين من رؤية ما هو في الخارج بطريقة أفضل في حال وقوع حادث أو هبوط اضطراري يتطلب إخلاء سريعاً. وبالرغم من خوف الكثير من السفر بالطائرة، فإنها علمياً وإحصائياً هي أكثر أماناً واطمئناناً في السفر، مقارنة بجميع وسائل السفر الأخرى، فشكراً لكل من ساهم في تصميم حتى أصغر برغي فيها.

***
• ملاحظة: تقيم «مبرة رقية القطامي لسرطان الثدي» حفلاً ساهراً يوم الخميس 4 أكتوبر، وسيخصص ريع بيع التذاكر لدعم جهود «الجمعية الخيرة». لمزيد من التفاصيل عن الحفل وأهداف المبرة وأسعار التذاكر، يرجى الاتصال برقم 69090977. وقد قمنا بالمساهمة في جهود الجمعية، ولكن سوف لن نتواجد في الحفل لغيابنا في الخارج.

أحمد الصراف

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *