محمد الوشيحي

حوارٌ بلغتين…

سامح الله من قال إن العرب تجمعهم لغة واحدة. سحقاً لأمه، كيف ذا ونحن في الكويت لا يفهم بعضنا حديث بعض! للسلطة لغتها الخاصة بها، لا يفهمها إلا أنصارها ومحبو عطاياها وقوافل مساعداتها، وللمعارضة لغتها الخاصة، وهي لغة يستخدمها السكان ممن لم يجروا عمليات “إزالة المرارة”.
وسقى الله أحمد مطر، الشاعر العراقي الثائر، الذي سخر من اجتماعات القمم العربية وشخر، وكتب واحدة من أجمل القصائد عن طريقة الحوار ونوعيته:
“مر (شعواط) الأصم
بالفتى( ساهي) الأصم
قال ساهي: كيف أحوالك… عم؟
قال شعواطُ: إلى سوق الغنم.
قال ساهي: نحمد الله … بخيرٍ.
قال شعواط: أنا شغلي الغنم.
قال ساهي: رضة في الركبة اليمنى
وكسرٌ عرضيٌ في القدم.
قال شعواط: نعم… أقبل الشغل
فلا عيب بتحميل الفحم.
قال ساهي: نشكر الله… لقد زال الألم.
قال شعواطُ: بودّي… إنما شغلي أهم؟ لمَ لا تأتي معي أنت إلى سوق الغنم؟
قال ساهي: في أمان الله… عمي،
إنني ماضٍ إلى سوق الغنم.
الحوارات لدينا
هكذا تبدأ دوماً… وبهذا تختتم.
اسمها الأصلي “شعواطُ وساهي”
واسمها المعروف رسمياً “قمم”.
انتهت قصيدة أحمد مطر، ولم تنتهِ مآسينا. وإذا كان شعواط وساهي تقابلا وتحدثا، فإن السلطة والمعارضة الشعبية في الكويت لا أمل في لقائهما، لاختلاف اللغات، إلا باستخدام الإشارة أو الهراوة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *