(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ـ الحشر: 14).
فعلا هذه الآية الكريمة تنطبق على الأغلبية او المعارضة السياسية في الكويت، كنا نحسبهم موحدين في أهدافهم السياسية، عندما رأيناهم في مجلس 2012 المبطل، ولكن يبدو أنهم متفقون فقط على عدم العبث في قانون الانتخاب الذي نجحوا على أساسه ومختلفون في كل شيء.
شهدنا أكثر من واحد فيهم يرفض فكرة مشروع الأحزاب، وآخرين يرون أن الحكومة البرلمانية لم يحن وقتها، البعض يريدها دائرة واحدة والبعض الآخر متمسك بالدوائر الانتخابية الخمس.
نعلم جيدا الحقيقة المأساوية بأن الأغلبية أو المعارضة هي خليط من التيارات والأفكار السياسية والخلفيات الاجتماعية، فيها المستقلون وفيها منتسبو التجمعات السياسية المنظمة، ولكن هذا لا يبرر حتما كل تناقضاتها.
اجزم بأنهم في طريقهم إلى خسارة الشارع السياسي الذي لطالما راهنوا عليه، ذلك ان خلافاتهم السياسية باتت واضحة لا تخطئها العين، بل منهم من لا يتفق إلا على عدم المساس بالدوائر الانتخابية فقط.
ويبدو ان شباب الحراك السياسي الذي يحمل مشروعا وطنيا شاملا، بدأ يتساءل من جدوى دعم بعض افراد الاغلبية التي تتكسب منها ومنهم، وهم ابعد ما يكونون عن مشروعهم الإصلاحي.
وأرى أن الحل في أن تصفي الأغلبية نفسها، وتستبعد من لا يؤمن بأفكار الحركات الشبابية، ويبحث فقط عن التكسب الانتخابي، فقليل ثابت خير من كثير متغير.