سامي النصف

الحرارة 55 والطابور الخامس والدوائر الخمس

  أدمنا في الكويت الشكوى من كل شيء، والخطأ في كل شيء، ومن ذلك الشكوى المريرة هذه الايام من وصول درجة الحرارة إلى 55 درجة مئوية في الظل، رغم أن المعاناة الحقيقية من تلك الحرارة المرتفعة ليست علينا، بل على «كومبروسر» التكييف في السيارة والمنزل ومقار العمل، حيث سيعمل ساعات إضافية دون مقابل لخفض الحرارة للمستوى المريح الذي نوده ونرغبه.

***

في ولاية أريزونا الصحراوية الأميركية حيث درس الابناء، تصل الحرارة هناك الى ما يقارب الحرارة هنا دون شكوى، بل وتعتبر تلك الولاية الأكثر زيادة بالسكان مقارنة بالولايات الأخرى بسبب هجرة سكان الولايات الباردة اليها، الغريب أنك ترى العجائز هناك وهم يقودون الدراجات الهوائية لمقار عملهم أو للتسوق، لذا لنقلل الشكوى من أوضاعنا التي يحسدنا عليها أغلب الناس ولنحمد الله على النعمة، فلا فيضان ولا تسونامي ولا بركان ولا أعاصير ولا زلازل.. والأخيرة فيها نظر!

***

شاهدت على الـ«يوتيوب» مخلوقا غريبا يطلق على نفسه مسمى ناشط سياسي «كويتي» عيونه ليست مستطيلة كباقي البشر، بل مدورة على شكل رقم خمس وخمسين، وهو يشتم رجال الأمن الكويتيين المناط بهم فض التجمهرات غير المرخصة ويقول إنهم جبناء هربوا من أمام جيش صدام ورموا ملابسهم الرسمية في صناديق القمامة، وفي ذلك تبنٍ لأكاذيب أعداء الكويت، مما يجعل ذلك الناشط ضمن الطابور الخامس المعادي ويستلزم الأمر المقاضاة والمحاسبة الشديدة والنظر في أحقيته في الجنسية الكويتية التي يشتم جيشها ورجال أمنها ولا شيء أقل من ذلك، ولن نسأل ذلك الدعي عما فعله ابان غزو صدام.

***

والشيء بالشيء يذكر، فعندما أرسل المرشح حازم أبوإسماعيل زبانيته ومأجوريه للهجوم على وزارة الدفاع المصرية بالعباسية، ذكر ممثله المدعو جمال صابر في لقاء متلفز قبل طرده منه أن الجيش المصري أسد عليهم ونعامة في الحروب، فتمت مقاضاته على ذلك القول القميء.

المضحك ابان تلك الاحداث ظهور دكتورة جامعية في لقاء متلفز آخر قالت فيه للمذيع: لا أعلم لماذا يتعرض الجيش لأبنائي الطلبة المتظاهرين وهم يقومون باحتجاج سلمي لا يستخدمون فيه سوى الحجارة والعصي (!)

وقد وددت في حينها لو أن المذيع أخرج من تحت الطاولة حجرا بحجم اليد وضربها به على رأسها الفارغ وأكمل عمله بضربها بعصا غليظة على وجهها العكر لتعلم بديهة ان الاحتجاج السلمي لا حجارة ولا عصي فيه.

***

آخر محطة: هل يمكن وقف عنادنا السياسي المدمر؟! محكمة دستورية بيدها إبطال الانتخابات النيابية القادمة تقول بشكل مسبق إن النظام الانتخابي الحالي (الدوائر الخمس) غير دستوري، فيقال ولو.. سنذهب للانتخابات القادمة على نفس النظام المطعون فيه! يعني عنزة ولو طارت وحلب حتى لو كان الواقف.. ثور!».

احمد الصراف

وفضالة وعمالة وأسف ربيع

1 – كانت وسائل الإعلام الغربية أول من استخدم تعبير «الربيع العربي» في وصف حالة الغليان التي اجتاحت الوطن العربي قبل أقل من سنتين، والتي لم تستثن دولة واحدة من خيرها أو شرها! وقد بدأت الانتفاضات، التي تحولت لمسيرات حاشدة واضرابات، ومن ثم لثورات شعبية عارمة، في شتاء 2010، وبالتالي لا علاقة للتسمية بفصل الربيع! ويعتقد البعض ان التسمية تعني «الانتفاضة العربية»، وقد لا يكون هذا دقيقا، فالمراقبون يجمعون على أن للتسمية علاقة بما حدث في تشيكوسلوفاكيا في الفترة من يناير إلى أغسطس 1968، عندما انتخب دوبتشك رئيسا لها وحاول أثناء ذلك التخلص من الحكم السوفيتي لبلاده، ولكن الدبابات السوفيتية سحقت انتفاضته وأخرجته من الحكم إلى السجن! وهنا نجد أيضا أن ليس لفصل الربيع علاقة بالأمر. وورد في أحد المواقع الإلكترونية أن التعبير يعود للأديب الأميركي الاسباني الأصل «جورج سنتانا»، والذي كان يوما يلقي محاضرة في الجامعة، حيث كان يعمل، وكان الوقت ربيعا، وفجأة نظر من خلال نافذة الفصل إلى الحديقة في الخارج، وتوقف عن الشرح، وسرح بذهنه برهة، وفجأة استدار لطلبته وقال: معذرة، لن استطيع الاستمرار في هذا، إنني على موعد مع الربيع! وهنا جمع أوراقه ووضعها في حقيبته وترك الفصل، ولم يعد للتدريس ثانية، وبالتالي اصبحت عبارته تطلق على كل من يقدم على أمر يتضمن تغييرا كبيراً في حياته، ويحتاج لشجاعة للإقدام عليه، وأصبح من حق كل من لا يعجبه أمر ما أن يقوم بتغييره، سلما أو حربا، لأنه على موعد مع الربيع! وورد في الموقع نفسه أن هذا التفسير منقول من كتاب «ترانيم الحب والعذاب» للكاتب المصري «عبدالوهاب مطاوع»! وبالتالي للقارئ اختيار التفسير الذي يرضيه أكثر من غيره.
2 – ستنطلق من مصر بعد أيام أول قناة فضائية إسلامية تكون جميع مقدمات البرامج فيها من المنقبات! وستتخصص القناة للاهتمام بشؤون المرأة المنقبة إضافة إلى كل ما يتعلق بها في السنة النبوية.
3 – انتصف رمضان ولا يزال المواطن الكويتي حسين الفضالة غائبا عن أهله! والمؤسف أنه خلال فترة غيابه تغيرت أكثر من حكومة، ولم تفكر اي منها في تقديم تفسير لأسرته عن مكان وجوده، وهل لا يزال حيا يرزق، وما هو مصيره؟ فالظاهر أن الجميع مشغول عن مصيره بـ «لا شي»! فهل نأمل في التفاتة من وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد لموضوع هذا المواطن، وطمأنة أهله عن مصيره، أو على الأقل أن يخبرهم بما تقوم به الوزارة مع الجهات الخاطفة أو التي تحتجزه، إن وجدت! نأمل أن يعود الفضالة لأسرته وأحبته قبل العيد؟
4 – صرح السيد جمال الدوسري وكيل شؤون العمل المساعد، ان الوزارة تبحث حاليا في العمالة الوافدة التي لم تسجل شركاتها حتى الآن في نظام المكينة، لافتا الى ان عدد الشركات تلك يصل الى 28 ألف شركة، وأن الارقام الاولية تشير الى ان عدد العمالة في تلك الشركات غير المسجلة يصل الى 70 ألف عامل، أو أقل! فهل تصدقون حدوث ذلك في دولة بها مئات آلاف الكمبيوترات، وامنها يعرف دبيب النملة، إن احتاج ان يعرف! وإذا كان عدد الشركات غير المسجلة هو 28 ألفا فكم هو إجمالي عدد الشركات؟ وهل نحن تجاريا بنفس نشاط مدينة نيويورك ولا نعرف، أم أن تأسيس الشركات هو الأسلوب الأفضل للمتاجرة بالبشر؟

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

رمضانيات (3): مناقب «أسود الوجه»!

 

أصحاب الأعمال السيئة القبيحة… معدومو الأخلاق… يُعرفون في مجتمعنا الخليجي بـ «سودان الوجه»… جمع «أسود وجه»… وفي كلهم سواد! ليس مهماً لهم إن كانوا في شهر رمضان المبارك بعظمته وجلال مقامه عند الله… أم في سائر شهور السنة… هم هكذا يعيشون في أعلى درجات الخسّة والنذالة.

ولم أكن – كما هو الحال مع الكثيرين غيري – مستغرباً مما برز على السطح من نماذج في أوطاننا العربية منذ انطلاق الحركات الشعبية المطالبة بالحقوق… زعماً أنهم: مفكرون وكتاب ومثقفون وسياسيون وحقوقيون وناشطون وفنانون… أقول زعماً… فما أن شاهدهم ملايين المشاهدين العرب في فضائيات ووسائل إعلامية مختلفة وعبر عواصم مختلفة حتى اكتشفوا هول المصيبة حين تحول هؤلاء (سودان الوجه) إلى طرف للتنكيل والنيل من الشعوب العربية، والوقوف إلى صف الاستبداد والتسلط ضد المسار الديمقراطي والحقوق والإنساني.

ويمكن اختصار القول في: «إن كل بني آدم يتحول إلى بهيمة فلا يميز بين الحق والباطل… لا يفرق بين الطيب والخبيث… ويقابل الناس بالأرذل من القول والساقط من العمل هو أسود وجه»… وهؤلاء يا جماعة الخير… وأقصد أعزكم الله «سودان الوجه»… لهم مناقب! نعم، أصبحت لهم جملة من المناقب والمآثر والخصال المطلوبة اليوم لدى الكثير من الحكومات ذات النزعة الاستبدادية… بعضهم يمكن تصنيفه ضمن الجرذان وآخر ضمن الخفافيش وثالث يمكن اعتباره سيفاً مسلطاً على رقاب خلق الله ورابع تجده بارعاً في انتهاك أعراض الناس والنيل من حرمات البيوت وهكذا…

على أي حال… جحافل «سودان الوجه» في المجتمعات العربية والإسلامية هي من أقوى الجيوش (زعماً أيضاً) للنيل من مطالب الشعوب والقضاء على الحركات الشعبية والثورات… هنا، يطرح الروائي المصري علاء الآسيوي تحت عنوان: «كيف تقضي على الثورة» نماذج من (سودان الوجه) موجهاً نصائحه إلى (الجنرال) مستهلاً بالقول: «أيها الجنرال، إذا فاجأتك الثورة لا تفزع. إياك أن تخاف من مشهد ملايين المتظاهرين الغاضبين. اهدأ… التقط أنفاسك وتمالك نفسك… اعلم أن الثورة حالة استثنائية… لحظة إنسانية نادرة يتصرف فيها الناس بشجاعة ويندفعون إلى الموت دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم».

الروائي والكاتب الأسواني وضع ست خطوات للقضاء على الثورات في أسلوب «تهكمي ساخر عجيب»، لكن سأسوق الخطوتين الثانية والثالثة هنا… ففي الخطوة الثانية يقول الكاتب: «إياك أن تخضع لمطالب الثوار وتغير شيئاً من النظام القديم! ذلك خطأ فاحش… فى البداية سيضغطون عليك بشدة من أجل التغيير… انتظر حتى تصل ضغوطهم إلى ذروتها، ثم قم بتغيير صغير شكلي لا يمس قواعد النظام القديم… ماذا يفعل ربان السفينة إذا شارفت على الغرق؟! إنه يلقي إلى البحر ببعض الأشياء الثقيلة حتى تسترد السفينة توازنها… هذا ما يجب أن تفعله… اختر بعض الشخصيات السياسية المكروهة من الشعب… اقبض عليهم وقدمهم إلى المحاكمة… يجب أن تكون محاكماتهم بطيئة معقدة كثيرة الإجراءات حتى ينسى الناس فى النهاية الغرض منها.

اجتمع بهؤلاء المكروهين واشرح لهم أنك لن تتخلَّ عنهم أبداً… قل لهم إن أحداً لن يؤذيهم وأن محاكماتهم مجرد إجراء سياسى لامتصاص غضب الشعب لا أكثر ولا أقل… اجعلهم ينعمون بحياة مترفة داخل السجن وكأنهم مازالوا يعيشون فى قصورهم… إياك أن تتخلى عن أعضاء النظام القديم… هؤلاء هم جنودك المخلصون… لو فرطت فيهم لن تجد لهم بديلاً وستجد نفسك وحيداً بلا سند أمام شعب غاضب. إن القاضى الفاسد الذى تملى عليه الأحكام بالتليفون ووكيل النيابة الذى يفسد بيده أدلة الاتهام بناء على طلبك والمذيعة الشهيرة التى تتلقى يومياً تعليمات الأمن قبل التصوير وضابط الشرطة الجلاد الذى يعذب ويقتل عشرات الناس دفاعاً عن النظام… هذه النماذج نادرة إياك أن تضيعها من يدك… اجتمع بهم سراً وأكد لهم أن النظام القديم كما هو لم ولن يتغير، ثم أجزل لهم العطاء حتى يتفانوا فى الدفاع عنك.

الخطوة الثالثة وضعها الأسواني تحت عنوان: «اترك أحوال البلد تتدهور حتى تصل إلى الحضيض»… وفيها يقول: «يجب أن تفهم كيف حدثت الثورة… لقد كان المجتمع منقسماً إلى ثلاثة أقسام: المستفيدون من النظام والثوريون والناس العاديون… الثوريون كان عددهم قليلاً وتأثيرهم ضعيفاً لأن النظام كان يقمعهم باستمرار… القطاع الأعرض من الشعب كان ينتمى إلى الناس العاديين الذين كانوا متضررين من النظام، لكنهم لا يملكون شجاعة الاعتراض… لقد حدثت الثورة عندما نجح الثوريون فى إقناع العاديين بالانضمام إليهم.

هنا نقطة ضعف الثورة التى يجب أن توجه إليها ضرباتك… يجب أن تضغط على الناس العاديين حتى يعودوا إلى مقاعد المتفرجين… يجب أن تتفاقم الأزمات فى كل مكان… الفلاحون يجب أن تنقطع عنهم مياه الري ولا يجدوا الأسمدة حتى يفسد المحصول وتبور الأرض… العمال يجب أن يلقى بهم فى الشارع لأن المصانع توقفت… الموظفون يجب أن تتأخر رواتبهم وتلغى العلاوات التى وعدوا بها… يجب أن تختفي الشرطة تماماً وتنتشر السرقة والاعتداءات والبلطجة. يجب أن يندس عملاء الأمن بين المتظاهرين ليعطلوا المرافق ويقطعوا خطوط السكك الحديدية… فى الوقت نفسه فإن عملاءك فى الإعلام يجب أن يقودوا حملة منظمة لترويع الناس… يجب أن يضخموا من تأثير الأزمة ويلصقوا كل المشكلات بالثورة حتى تترسخ فى أذهان الناس فكرة أن البلد يقترب من المجاعة والفوضى بسبب الثورة. الثورة وحدها… و… (للحديث بقية).

مبارك الدويلة

عقيدة العلماني

العلمانيون عندنا يؤكدون انتسابهم للإسلام، وإيمانهم بعقيدته مع تبنيهم لمبدأ فصل الدين عن الدولة، وينزعجون عندما تنتقد أفكارهم، ويتهمون خصومهم بانهم نصبوا انفسهم أوصياء على الدين!
واليوم سنناقش أحد مظاهر العلمانية، وهي استنكار كلام للشيخ الفاضل عبد الرحمن عبدالخالق ذكر فيه بعضا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم التي ثبتت بالسند الصحيح، ووردت في كتب الصحاح، الا ان بعضهم يقارنها بحوادث في اول ايام البعثة، حيث كان المؤمنون في حاجة الى هذه المعجزات، الا انها لم تحدث!
مشكلة العلمانيين انهم ينظرون إلى الأمور من منظور مادي ليس للروحانيات فيه نصيب، وهم حريصون على التشكيك اكثر من حرصهم على معرفة الحقيقة، وهذا واضح لمن يتابع كتاباتهم، حيث انهم كثيرو الإعجاب برموز اليهود والنصارى، ويطالبون بالاتعاظ بهم، والاقتداء بسيرهم اكثر من إعجابهم بالرموز الاسلامية التي يزخر بها التاريخ الاسلامي! ومع هذا سنعلق على بعض ما يكتبون، لنزيل اللبس الذي قد يحدثه لمن يقرأه.
المعجزات النبوية حدثت في جميع مراحل حياة الرسول (ص)، في صغره وفي شبابه، قبل الهجرة وبعد الهجرة. واكبر معجزة حدثت قبل الهجرة هي الإسراء والمعراج، حيث انتقل في ليلة واحدة من مكة الى بيت المقدس، وصلى في جميع الانبياء، ثم ركب البراق وصعد الى السماوات السبع، ورأى الجنة وما سيكون فيها، وفتحت له النار، ورأى ما سيكون فيها، ثم رجع الى مكة. كل هذا في ليلة واحدة. فضلا عن حادثة الهجرة وطريقة خروجه من بيته، ثم الاختباء في غار ثور والعنكبوت والحمامة، وكثير من الاحداث والمعجزات التي درسناها في مناهج وزارة التربية وكلها صحيحة. ولعل قلة معجزاته اثناء الحصار الجائر لبني هاشم في بدايات الدعوة هو ان الله أراد ان تتكون القاعدة الصلبة التي ستقوم عليها قواعد البناء للدولة الاسلامية، فمر المسلمون بشيء من الابتلاء والتمحيص، ليثبت اصحاب الايمان الصلب. كما ان الله أراد ان يفهم الناس ان هذا النبي ما هو الا بشر يمرض ويتعب ويفرح ويحزن حتى لا يأتي المغالون ويؤلهون الرسول، ويعبدونه كما فعل النصارى بعد عيسى عليه السلام!
إذن ما أورده الشيخ عبد الخالق في محاضرته صحيح، وليس بغريب ولا يتعارض مع ما درسناه في مدارسنا، بل يتعارض مع ما يختلج في قلب بعض المنتسبين لهذا الدين والمشككين في عقيدته!؟

أول الغيث
تم الاعلان أخيرا عن تأسيس حزب جديد في دولة الامارات الشقيقة، اسمه حزب الامة، وتم الاعلان عن اسماء مؤسسيه وأهدافهم! وقد جاء هذا التطور بعد الاحداث الاخيرة التي حدثت في هذه الدولة الشقيقة، ويرى المراقبون ان هذا الحدث هو اول ردة فعل، وقد تتبعه تطورات كثيرة، كما ان منظمات دولية وإقليمية ارسلت مندوبيها للاطلاع عن قرب على مجريات الاحداث، وكتبت تقاريرها عما يجري هناك. وأنصح كل مهتم بالشأن الخليجي ألا يستمع الى توصيات الفلول وبقايا ازلام زكي بدر، فهؤلاء خربوا بلدهم، وما نفعوها بشيء حتى تم طردهم منها، فكيف نأتي بهم في الخليج، ونوكل إليهم تدريس اجهزة الأمن عندنا؟ ها هي نتائج نصائحهم قد ظهرت والله يستر من القادم!

سامي النصف

السيد الحكيم وأسرة كلها حكمة!

حضرت في ديوان الصديق عبدالعزيز البابطين حفل الفطور الرمضاني الذي أقيم على شرف السيد عمار الحكيم والوفد المرافق له وقد تلا الافطار حوار مفتوح بدأه البابطين بكلمة ترحيبية ثم تلاه السيد عمار الحكيم بحديث به الكثير من الحكمة والرزانة والاعتدال التي تشتهر بها عائلته الكريمة مبديا رغبته في تحسين العلاقة العراقية ـ الكويتية بعيدا عن المزايدين والمحرضين من الطرفين.

***

نشر موقع «العربية» قبل أيام خبرا مفاده ان السيدة تحية كاظم زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر شيعية وابنة لتاجر سجاد ايراني، والحقيقة ان اول من قال بذلك الأمر هو العقيد فاضل عباس المهداوي إبان محاكماته الشهيرة قاصدا النيل من عبدالناصر عبر القول ان المنادي بالقومية العربية زوجته ايرانية وقد انقلب آنذاك السحر على الساحر حيث لم يرضي مثل ذلك القول وقبله رفض عبدالكريم قاسم ابن خالة المهداوي التماسات مرجعية النجف ممثلة بالسيد عبدالمحسن الحكيم بتخفيف احكام الإعدام عن الضباط القوميين ممثلين بناظم الطبقلجي ورفعت الحاج سري ورفاقهم وجميعهم للعلم من الضباط السنة، القبول لدى المرجعية فصدرت فتوى تكفير من ينتمي للشيوعية وهو ما أضر بالحزب الشيوعي العراقي وأصابه في مقتل.

***

والمرجع الاسلامي الكبير عبدالمحسن الحكيم هو الذي اتاه رئيس الوزراء الشيعي صالح جبر متباهيا بعد ان عقد معاهدة بورتسموث مع بريطانيا عام 1947 والتي لم تلق القبول من الشعب العراقي قائلا ان بتعيينه أي ـ جبر ـ حصل الشيعة على حقوقهم فأجابه المرجع الكبير وبحكمة بالغة «لو ان رئيس الوزراء سني وأخذ المواطن الشيعي حقه كاملا من الحكومة فتلك بنظرنا وزارة عادلة وغير طائفية، ولو ان رئيس الوزراء شيعي ولم يأخذ السني حقه من الحكومة فتلك وزارة طائفية وغير عادلة.. وما احكم آل الحكيم!

***

آخر محطة: لم يُعرف العراق الحديث «الطائفية» إلا في عهد المجرم صدام حسين فقد شهدت ثورة العشرين وحدة وطنية بين السنة والشيعة يحتاج عراق اليوم لأن يستحضرها، وفي هذا السياق يذكر المؤرخ العراقي الكبير د.علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» ـ الجزء الخامس حول ثورة العشرين ص348 نصا «نفدت أسلحة الثوار وأعتدتهم كما نفدت اموالهم وقد نشط تهريب السلاح للثوار من الكويت.. علاقة وثيقة كهذه لماذا يسيء البعض لها؟!

احمد الصراف

مشكلة صافية

قلة من العرب، ومن الفلسطينيين بالذات، من سمعوا باسم عفيف صافية، دع عنك معرفة من هو اصلا! ويبدو أن الكثيرين سيكونون سعداء بعدم معرفته، فحضوره عادة ما ينكأ جراحا لا تندمل، ووجوده دليل صامت، ولكنه حي، على مدى تقصيرنا في تقدير المميزين منا، وتحيزنا، كما أن ثقافته تشكل تحديا لا يرغب في مواجهته انصاف المتعلمين منا!
ولد عفيف عام 1950 في القدس، وهو دبلوماسي فلسطيني فذ، بدأ حياته السياسية كنائب لرئيس البعثة الفلسطينية (المراقبة) في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ثم انتقل ليصبح ضمن هيئة مكتب ياسر عرفات في بيروت، في اوج قوة المنظمة عسكريا وسياسيا في لبنان، وكان مسؤولا عن العلاقات مع دول أوروبا. ولكن بداية عفيف الدبلوماسية الحقيقية كانت عام 1987 عندما عينه عرفات ممثلا للمنظمة في النيذرلاندز، ثم انتقل بعدها ليصبح رئيسا للبعثة الفلسطينية في بريطانيا، حيث أبلى بلاء حسنا. وفي عام 2005 ترأس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، جاب خلالها أميركا طولا وعرضا، محاضرا عن القضية الفلسطينية، ومدافعا عن القدس وحق العودة، ولكن نجاحه الكبير أوغر صدور اصدقائه، وما اكثرهم، وأعدائه، وما أقلهم، فلم يستمر في منصبه لأكثر من عامين. وفي عام 2008 عين سفيرا لفلسطين في موسكو، ولكن الرئيس عباس، كما يشاع، أعفاه من منصبه وأرسله ليبقى في الظل مؤقتا، وقيل وقتها إن السبب هو «تجرؤه» على المشاركة في تظاهرة لـ «حماس»، وقيامه بإلقاء خطاب ندد فيه بالعدوان الإسرائيلي على غزة! ويعمل السيد صافية الآن سفيرا متجولا لفلسطين، ومركزه لندن، ولكن هذا لا يعني الكثير في العرف الدبلوماسي. ويذكر أن خلفية صافية الدينية والثقافية أهلته عام 1995 ليصبح عضوا في مجلس الأوصياء الدولي للفاتيكان، وممثلا رسميا للمنظمة لدى البابا جون بول الثاني.
ولكن، وهنا المشكلة، وبالرغم من الخلفية الدبلوماسية العريقة التي يملكها، والتي تجعله الدبلوماسي الفلسطيني الأكثر خبرة، والتي اكتسبها من العمل سفيرا في أهم ثلاث عواصم عالمية معنية أكثر من غيرها بالقضية الفلسطينية، وهي أميركا وبريطانيا وموسكو، إلا أنه لم ينل يوما حقه في التقدير، فمشكلة عفيف صافية، الفتحاوي، كمشكلة زميلته عفاف شعراوي، تتعلق بديانته من جهة وثقافته الواسعة من جهة أخرى، فهو بخلاف غالبية رفاق دربه من رجال فتح، غير مسلم، وأيضا بخلاف غالبيتهم ليس من رجال الخنادق ولا من حملة البنادق، وبالتالي فإن القلم الذي يحمله واللسان الذي يتكلم به، والخلفية التعليمية الراقية التي حصل عليها، لا تعتبر في عرف الكثير من قيادات المنظمة مؤهلات كافية، خصوصاً أنها تظهر البعض منهم صغارا بجانبه. ومشكلة عفيف صافية هي مشكلة كل مثقف، خاصة إن كان ينتمي لأقلية عرقية أو دينية، فهو هنا يصبح مصدر قلق وإزعاج للرئيس، اي رئيس، ولمن حوله! ولو كنت صاحب قرار لاخترت عفيف صافية، الذي لا أعرفه ولم التق به يوما، رئيسا لدولة فلسطين!

أحمد الصراف

حسن العيسى

الظاهرة الجويهلية حالة متكررة

بصرف النظر عما إذا كان “تويت” سب قبيلة المطير والبدون وغيرهم من أهل الكويت، الذين عدهم “من اللفو والهيلق” بعبارة “التويت” المقرفة، موثوقاً بنسبتها للنائب السابق محمد جويهل، أم مختلقة ومنسوبة إليه كما يقول في دفاعه، فليس هذا ما يعنينا، فالإساءة للمطران أو أي قبيلة أو عائلة أو طائفة أو أي جماعة أخرى، وكل إنسان يعيش في الكويت حمل الجنسية أو حمل شقاء عمله في الوطن، “قد” يشكل جريمة حسب قانون الجزاء، أو لا يكون جريمة، وهي مسألة ليست من شأن أحد غير سلطة القضاء في النهاية، وليس لنا أن نصادر اختصاصها مهما كان عمق جرح مشاعرنا وإحساسنا بتفاهة وحقارة من سطر عبارات البؤس السالفة.
همنا الثقيل، ليس الجويهل أو غيره الذين يرتدون “جلباب” الأصالة الحضرية، وأبناء البحر ويرفضون الآخرين، والآخرون اليوم هم أبناء القبائل، وكانوا الشيعة بالأمس وحتى اليوم، أو البدون المبتلين في حياتهم وكراماتهم، وقد يكونون البياسر (كلمة أخذت تزول اليوم ليحل محلها استقطاب الحضر والبدو) أي من غير أبناء القبائل الكبيرة، فهذا الإناء الكويتي اليوم وينضح بما فيه.
همنا هو تلك العقلية الخائبة المؤمنة بحكمة “فرق تسد”، فما قيل بالأمس ويقال اليوم، وقبل “تويت” الكراهية العنصرية المتعالي، إن الجويهل، الذي لم ينزل بصدفة السماء لعالم السياسة وأسن سياسات الجهل بالدولة، ولم يفز في الانتخابات الماضية ببركة وعي وثقافة الثمانية آلاف ناخب فقط (لست متأكداً من عددهم) حين وجدوا (الناخبون) فيه رداً معنوياً لاعتبارهم المنسي، هذا لا يعني أن بقية الناخبين الذين تحلقوا حول القبيلة للحماية ولتعزيز السلطة المتشظية، أو تحلقوا حول الجماعات الدينية المتزمتة، هم أفضل من الثمانية آلاف الذين صوتوا لـ”لوبن” الكويتي، فالحال من بعضه، وإنما هو ومن على شاكلته يمثلون حلقة واحدة من حلقات متصلة لمخطط جهنمي يحيك شباكه أناس كبار في السلطة، يفتت الديرة كي يبقوا وحدهم المهيمنين على الدولة ومقدراتها.
الظاهرة الجويهلية، كما كتبت قبل أشهر، ليست مرتبطة بالجويهل ذاته، هو يعبر فقط بكل فظاظة عنها وعن خوائها وخواء وسخف حياتنا السياسية والاجتماعية. كم أتمنى أن ما يشاع اليوم ليس صحيحاً من أن أفراداً من سلطة الحكم تروج للجويهلية وتنفخ بنفس لا ينقطع على نارها، متوهمة أن هذه وسيلتها كي يكون كلامها مسموعاً، وأن هذا مذهبها القائل إنه “لولانا لتقاتلتم”، فاعرفوا حدودكم يا أهل الكويت إن كنتم لا تعرفون مقامنا، وقد يريد هؤلاء، سواء كانوا من المحرضين على الفتن أو الطامعين في الحكم، استعراض قدراتهم على كبارهم في السلطة، حين شخصوا الحكم على أنه غنيمة يستحقها الأمكر والأذكى… وفي ذلك يتم اختزال الدولة في سلطة الحكم لا أكثر، وتقفل الأمور على استبداد آخر بوجه جديد.
لنحذر… فما يهدد هذه الدولة الصغيرة ليست قوى الخارج، وإنما هو الداخل بالأمعاء المنهكة وهو الداء الجويهلي.

احمد الصراف

عندما يفتقد البدر

تنفس الكثيرون الصعداء عندما اجبر المرض اللعين الفريق المتقاعد محمد البدر على ترك مهمته لغيره كرئيس للجنة إزالة التعديات على أملاك الدولة، فقد كان الرجل بالمرصاد لمخالفات اقترفها الكثيرون على مدى عقود عدة، وعلى رأسهم شيوخ ووزراء واعضاء مجلس أمة ومتنفذون في البلدي وغيره! وقد نجح في إزالة عشرات آلاف المخالفات الخطيرة، وواجه في عمله معارضة شديدة من اصحاب النفوذ، ولكن قوة شكيمته ونظافة يده واستقامته أجبرت السلطة على مساندته والوقوف معه في كل معاركة التي ربما ربح غالبيتها، حسب الظاهر.
ثم جاء الخبر الثاني المفرح لهؤلاء المعتدين، وذلك عندما ورد في الصحف عن وقف لجنة إزالة التعديات لأعمالها حتى شهر أكتوبر المقبل، فقد شعر هؤلاء بأن هذه بداية نهاية أعمال اللجنة، وأن التسيب والنهب والتعدي على أملاك الدولة سيعود كالسابق! ومن الآن وحتى أكتوبر، وإلى أن تفعّل اللجنة أعمالها، أو تعين من يمتلك قدرات ومقومات الفريق البدر، فإن مياها كثيرة ستمر تحت جسر المخالفات و…التنهدات الكويتي!
الطريف أو المبكي في الموضوع ما تضمنه الخبر من أن لجنة الإزالة قامت بتعيين «شخص واحد»، فقط لا غير لمراقبة (وغير معروف ما يعنيه ذلك) مخالفات المناطق السكنية، وتعيين «فرد» آخر لمراقبة المناطق البرية! وهذا يعني أن كل واحد من هذين المراقبين سيكون مسؤولا عن مراقبة ما يجري على مساحة خمسة آلاف كيلومتر مربع! فهل يعقل ذلك؟ كما أن القرار بين أن المناطق الصناعية والبحرية لن تكون مشمولة بالمراقبة، أيا كان نوع هذه المراقبة! وهي بالتالي دعوة صريحة للمخالفين للشروع في مخالفاتهم. ونقول للسيد المراقب للمناطق البرية، إن كان لا يزال يقوم بعمله الخرافي، أن ما سيراقبه ويدونه في سجلاته من مخالفات لن يساوي قيمة الورق الذي دونت عليه التقارير! كما لا أعلم سبب إعلان اللجنة عن وقف أعمالها، فقد كان بإمكانها القيام بذلك.. من دون ضجة أصلا! كما أن تسيب الوضع في المناطق البرية، والرعوية بالذات، مستمر من دون توقف، ولا نعرف لم السكوت عن ذلك، فمن الآن وحتى نهاية أكتوبر تكون بعارين، وحلال الجيران، قد قضت على الأخضر واليابس في البر الكويتي وخاصة داخل المحميات.

أحمد الصراف

احمد الصراف

تشويه السيرة

ليس لأحد مكانة عالية لدى جماعة السلف كالتي يحظى بها السيد عبدالرحمن عبدالخالق، معلمهم الأكبر! وسبق أن ذكرت في مقال سابق تجربة صديق حاول، خلال محاضرة توجيه سؤال فطلب منه الانصات لان الرجل لا يجادل! ولكن في قراءة سريعة لمقال كتبه في الوطن في 20/7، نجد أن فكره لا يختلف مثل فكر بقية السلف ومن سار في ركبهم من إخوان وغيرهم، فهو فكر مثير للاستغراب والحيرة، ولا يعرف بالدقة المقصود منه، والغريب انه بالرغم من ذلك نجحت أفكاره في السيطرة على آراء ومواقف فئة يفترض أنها «مثقفة» ومدركة ولها تجاربها العريضة وسبق أن تلقت تعليمها في أفضل المدارس وانهتها بدراسات عالية في أرقى جامعات الغرب، ثم تأتي اليوم وتسلم أمرها وعقلها لفكر وعقل مثل هؤلاء من دون «احم ولا دستور»! فمن المعروف تاريخيا، طبقا لما ورد في كتب التراث أن النبي واجه في بداية رسالته معارضة شرسة من قريش! وفي محاولة من مناوئيه للضغط على المؤمنين به للعودة عن إيمانهم، فرضوا عليهم مقاطعة تامة، وأوقفوا التعامل معهم، فاضطر هؤلاء للنزوح والسكن في شعاب مكة، من غير مال ولا طعام ولا سقف يؤويهم، وهناك ساءت احوالهم كثيرا، كما ورد في كتب التراث والمدرسية، وواجهتهم مجاعة شديدة واضطر البعض للهجرة للحبشة! كما كاد النبي أن يقتل في غزوة أحد عندما خالف الرماة أوامره، ولولا أن حمته أجساد صحبه المخلصين لتمكن منه جند خالد بن الوليد! كما كان النبي يستشير الصحابة في كل غزوة قبل اختيار مكان نصب معسكر جيشه، والتأكد من وجود مورد ماء أو بئر بقربهم، لئلا ينقطعوا عنه. وقرأنا في كتب السيرة والمدرسة ان النبي اضطر في أكثر من مناسبة لأن يستدين لتمويل غزواته، وفي مرة رهن ترسه عند يهودي مقابل دين! ولكن ما ذكره السيد عبدالرحمن عبدالخالق في مقاله في الوطن تعارض تماما مع كل ما درسناه في مدارس الدولة، واطلعنا عليه في كتب التراث، فإما أن الذي قاله صحيح، وبالتالي على وزارة التربية تعديل مناهجها، أو أن الأخ يبالغ في ما روى، وعلى اتباعه إعادة النظر في موقفهم منه، حيث يقول في مقاله إن من معجزات النبي تكثير الماء القليل ليكون كثيرا، وتكثير الطعام القليل ليكفي جيشاً كاملاً، ونزول المطر بدعائه في التو والحال، وتكثير المقدار القليل من الذهب ليصبح كثيرا! وكان المقدار القليل من التمر يصبح كثيراً بين يديه، وأن المسلمين كانوا في سفر أو حضر يلجأون الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيسقيهم الله ببركة من بركات هذا النبي وبآية من آيات الله، وقد جاء هذا بصور كثيرة، فتارة ينبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فيشرب القوم ويملأون قرابهم وهم عدد كبير، وتارة يبارك الرسول في مزادة فتنفجر بالماء الى ان يسقي القوم، وتارة يضرب الرسول سهماً في بئر جافة فتفور بالماء، وتارة يبارك على عين جافة فيجري ماؤها.. إلى آخر ذلك من معجزات وخوارق! وهنا نحن لسنا بصدد ترجيح رأي على آخر، فجهلنا كاف علينا، ولكن، من أجل ألا يشمت أحد بنا، علينا أن نتفق على ما يرويه البعض، وخاصة الكبار (!) مقارنة بما يرد في الكتب المدرسية على الأقل، وأخيرا هل نحن حقا بحاجة لمثل هذا الكلام عن شخصية تاريخية صمدت لأكثر من 14 قرنا؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نعم… الحكم لله

أسلوبك في الكتابة يدل على نفسيتك اثناء كتابتك.. فعندما تطرح رأيا مرافقا لعبارات التسفيه والتحقير، سيكون بلا شك رأيا غير مؤثر، وكلما شطح الكاتب في اسلوبه قلّ اقتناع القارئ بما يكتب. صاحبنا اللي مدحناه بالأمس بالكاتب الكبير، يريدنا ان نندم على تلك العبارة، بسبب استمراره بأسلوب في الكتابة لا يليق بالكتّاب الكبار! ومقالة امس في القبس وصل التطرف فيها مداه، مستخدما عبارات التحقير لخصومه والاستهزاء والسخرية!
عندما يريد ان يتحدث عن الأغلبية البرلمانية، التي قررت مقاطعة الانتخابات ان تم تعديل الدوائر من طرف واحد فقط، يقول عنهم «جماعة المقاطعة من متخلفي السلف والتلف..»، وعندما يريد ان ينعت النواب الاسلاميين من الأغلبية يقول عنهم «فهذه الجماعة المنافقة والمدلسة…»!! وعندما يريد ان يصف شعار «الحكم لله»، يقول «سيختفي هذا الشعار ويبرز الشعار الحقيقي لخوارج القرن العشرين: الحكم لله»! ثم يختم بعبارات شوارعية لا تليق أبدا بمنظر لتيار سياسي يؤمن باحترام الرأي الاخر، فيقول عن نواب المعارضة السياسية «ام انهم كما هم: كذابون ومدلسون…».
كل هذه الشتائم والعبارات البعيدة عن اللباقة والكياسة من اجل الاعتراض على شعارات للتيار الاسلامي، يطرحها نوابه في مسيرتهم البرلمانية، ومنها ان «الحكم لله». وصاحبنا يريد ان يثبت ان هذا الشعار يتعارض مع المادة السادسة من الدستور «…السيادة فيه للامة مصدر السلطات…»، ونقول باختصار لصاحبنا هذا: ان الحكم لله ليس شعارا انتخابيا بل هو حقيقة كونية ومعلومة بالفطرة. ان الله سبحانه هو المتحكم بهذا الكون يسيره كيفما أراد سبحانه وتعالى، وان رفع هذه الراية يستلزم منهم العمل على توجيه الامة لتبني الحكم الشرعي، فالظروف التي جعلت الامة تبتعد عن الأخذ بأحكام الشريعة في بعض المسائل، كما هو حاصل اليوم، ممكن ان تتغير بالتوجيه والاقناع والحوار الراقي الى ما نصبو اليه من استكمال تطبيق الشريعة، ويشجعنا لذلك انها ــ اي استكمال تطبيق الشريعة ــ رغبة سامية.
الخلاصة اننا كل يوم يتأكد لنا اهمية وجود ميثاق شرف للكلمة بين من يتصدى للكتابة حتى نرقى في صحافتنا، وعندها تكون انتقاداتنا لخصومنا مقبولة وتجد آذانا صاغية، واذكر انني كتبت مرة عبارة «غلمان بني علمان» فنصحت بشطبها بحجة انها لا تليق بالمقال! لو يشوف مقال صاحبنا شراح يقول؟!

@ ابو مساعد وأم عيسى

وليد الطبطبائي أخذ اصغر زوجاته قبل يومين وغادر الى مخيمات اللاجئين السوريين! لم يمنعه الصيام ولا قرب الانتخابات ولا الحر الشديد عن اداء واجب انساني! لو قام بهذا العمل سياسي اجنبي لبادر كتاب التوجهات الليبرالية الى كيل المديح له وضرب الأمثلة به، لكن مادام انه وليد طبطبائي وزوجته التي تعتبر اول امرأة عربية وخليجية تزور مخيمات اللاجئين السوريين، فان الامر يتحول الى سخرية وتطنز وتدخل في النوايا! لك الله يا بومساعد.