عادل عبدالله المطيري

فرقة ناصر عايد..

لم تتعرض فئة من فئات المجتمع الكويتي للإساءة – كما تعرضت قبيلة مطير الكريمة، لا لشيء سوى لمواقف أبنائها المشرفة والساعية للإصلاح السياسي، لم يخرج المنتمون لها إلا للصالح العام وضمن الحراك الشعبي، ولم يعرف المطران بأن لهم مواقف عنصرية او قبيلة، بل كانوا دائما سباقين للدفاع عن المكتسبات الوطنية وتحت شعارات سياسية تجمعهم مع كل أطياف المجتمع..

نواب المطران كانوا ومازالوا نواب للأمة جميعها، وهم من رموز العمل البرلماني ويعملون من خلال تجمعاتهم السياسية لا القبلية، اما شباب مطير فهم وقود الحراك الشبابي ولا فخر.

ولكل ما سبق كانت قبيلة مطير هدفا لسهام الفاسدين والمتضررين من محاربة الفساد، استهدفوا بداية – نوابها في مجلس الأمة وأساؤوا لهم ولعوائلهم، فلجوا إلى القضاء ومازال المفسدون أحرارا ويمارسون قذارتهم ضد النواب الشرفاء، بل وتمادوا إلى قذف كل قبيلة مطير بكل ما فيها من أفراد بالرغم من أنهم لم يكونوا خصوما لهم.

اشتكت القبيلة عن طريق نوابها ووجهائها إلى السلطة أكثر من مرة، ومع ذلك لم يرتدع الفاسدون من الاستمرار من ضرب القبيلة وقذفها.

ولذلك وبعد فشل القانون والوساطات لحل الأزمة المستمرة لسنوات، فلا تلوموا شباب المطران في اجتماعهم الأخير في الفحيحيل «لحسم الأمور» ويبدو ان كل شباب القبيلة يدعمون «فرقة ناصر عايد» للمهام الخاصة.

فهم مجموعة غير سياسية البتة، وهي كما أشيع عنها من أخبار التجمع – أن أغلب الحاضرين هم «أناس عمليون وليس سياسيين»، فالمجتمعون في الفحيحيل تعمدوا استبعاد النواب والسياسيين حتى لا تكون القضية قابلة للتفاوض مع الآخرين على حساب كرامة القبيلة.

والله يستر على المجتمع الكويتي، ويجب حسم الامور وتوجيه تهم أمن دولة للمسيء للمجتمع وفئاته، وعدم الاكتفاء بتهم إساءة استخدام الهاتف!

 

احمد الصراف

صبر أينشتاين

ولد ألبرت أينشتاين، أعظم عقل أنجبته البشرية، في مارس 1879، وهو الأب الشرعي لعلم الفيزياء الحديث. كان في زيارة لأميركا عندما استولى هتلر على الحكم في وطنه، فلم يعد، وبقي في أميركا وحصل على الجنسية عام 1940، وكان له دور في حث الرئيس روزفلت على منع المانيا من صنع قنبلة نووية، وأن تكون أميركا الأولى في صنعها، ولكن موقفه كان واضحا من استخدام هذا السلاح لحل النزاعات. توفي أينشتاين عام 1955 بعد أن ترك أكثر من 300 بحث علمي، و150 عملا غير ذلك، ورفض في مرحلة أن يصبح رئيسا لإسرائيل، وكانت له آراء واضحة بشأنها، إضافة لآرائه شبه المتقلبة فيما يتعلق بالوجود والكون! وقد وضع أينشتاين في مرحلة مبكرة من حياته لغزا قال ان %8 من البشر فقط يعرفون حله. وتقول تلك الأحجية اننا لو افترضنا أن هناك 5 منازل تقع على خط واحد، ولكل منزل لون مختلف عن المنزل الآخر، ويقتني صاحب كل منزل حيوانا اليفا مختلفا عن بقية جيرانه، ويتناول كل واحد شرابا مختلفا عن الآخرين، ويدخن سجائر مختلفة أيضا عن البقية! والسؤال هو بينهم الذي يتخذ السمك كحيوان أليف؟ وللمساعدة في الإجابة يعطي أينشتاين التلميحات المساعدة التالية: يعيش البريطاني في البيت الأحمر. ويقتني السويدي كلبا، كحيوان أليف. أما الدانمركي فإنه يفضل تناول الشاي. ويقع البيت الأخضر من البيوت الخمسة على يسار البيت الأبيض. ومالك البيت الأخضر يفضل شرب القهوة. أما الذي يقتني طيرا كحيوان أليف فإنه يدخن سجائر «بولمال». ويدخن مالك البيت الأصفر سجائر «دنهل». أما مالك البيت الذي يقع في وسط البيوت الخمسة فإنه يفضل شرب الحليب دائما. والذي يسكن البيت الأول من البيوت الخمسة نرويجي الجنسية. والذي يفضل تدخين سجائر «بلند» يسكن بجوار صاحب البيت الذي يربي القطط. أما الذي يمتلك حصانا، كحيوان أليف، فإنه يسكن بجوار الذي يدخن سجائر «دنهل». والذي يدخن سجائر «بلوماستر» يتخذ البيرة شرابا، ومالك البيت الألماني الجنسية يدخن سجائر «برنس»، ويعيش النرويجي في البيت الملاصق للبيت الأزرق، وأخيرا: فإن الذي يدخن سجائر «بلند» هو جار الذي يتخذ الماء شرابا!
وهنا يتطلب الأمر رسم جدول من مربعات وتعبئة- الفراغات، بينها للوصول لمالك البيت الذي يربي السمك، وسنورد الإجابة في مقال الغد، وهي، كما يقول أينشتاين، ليست صعبة ولكنها تتطلب الكثير من الصبر، ولكن للصبر حدود.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

سامي النصف

مشروع جمهورية اللاذقية المستقلة!

  كانت بغداد ودمشق تاريخيا هما قلب العروبة النابض والداعم دائما للوحدة العربية حتى تولى مقاليد الحكم فيهما نظام حزب البعث بجناحيه المدعي كذبا وزورا دعمه للوحدة العربية، بينما يعمل في الخفاء ضدها، حيث الحزبية الطائفية والفئوية والشعبوية والقمع والقتل في البلدين حتى كفرت شعوبهما بالوحدة العربية وأصبحت دولهم مهددتين بالانقسام والتفتيت، وبتنا على شفا مشاهدة جمهوريات شمال ووسط وجنوب العراق ومثلها ولادة جمهورية اللاذقية وحدودها الجبلية والساحلية التي يقوم النظام البعثي السوري (الوحدوي!) بتحديدها هذه الأيام عبر عمليات القتل والقمع والتهجير حتى تأتي القوات الدولية لاحقا لتثبيت الأمر الواقع القائم. والغريب ان سيرة البعث السوري ومثله العراقي لا يوجد بها قط ما يدل على انهم سعوا لمصلحة شعوبهم او مصلحة القضية الفلسطينية او العربية بل كان عملهم الوحيد يتلخص في قمع وقتل في الداخل وإشعال وإطالة أمد الحروب الأهلية والخارجية في الدول الأخرى، ومن ذلك:

٭ في عام 67 نصب البعث السوري كمينا للقضية الفلسطينية وللأمة العربية نتجت عنه هزيمة عام 67 وضياع القدس والضفة وغزة وسيناء ومزارع شبعا، وقد رفض وزير الدفاع حافظ الأسد في تلك الحرب ضرب الطائرات الإسرائيلية العائدة من ضرب المطارات المصرية دون وقود أو سلاح، كما تم في 9/6/67 تسليم الجولان دون حرب لإسرائيل، ولم تطلق بها رصاصة واحدة منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي شهد ضرب الطيران الإسرائيلي لسفينة التجسس الأميركية «ليبرتي» في عز الظهر وعلمها يرفرف فوقها وقتل العشرات من بحارتها كونها سجلت إشارة تسليم الجولان دون حرب.

٭ في عام 70 ورط حزب البعث السوري ووزير دفاعه ومعه حزب البعث العراقي وقيادة منظمة التحرير ممثلة بعرفات المنظمات الفلسطينية في مواجهة دموية مع الجيش الأردني ثم تركوا لمصيرهم الأسود ثم كوفئ وزير الدفاع الأسد بتسليمه حكم سورية بعد شهرين من تلك الجريمة.

٭ في عام 76 دخل الجيش السوري لبنان بحجة وقف الحرب الأهلية التي كان هو احد أسباب إشعالها فأبقاها مشتعلة لمدة 17 عاما تم خلالها اغتيال القيادات الوطنية اللبنانية وتدمير المخيمات الفلسطينية ولم تقف تلك الحرب إلا بجهد السعودية وعقد مؤتمر الطائف.

٭ في عام 80 تدخل النظام السوري ومعه الليبي لإطالة عمر الحرب العراقية ـ الإيرانية التي أشعلها المجرم البعثي صدام عبر خلق توازن قوى مما تسبب بالنهاية في خسارة إيران الحرب وتجرع السم عام 88 ولو لم يتم ذلك التدخل المدمر لانتهت الحرب عام 82 بعد هزيمة صدام المدوية.

٭ قبل ذلك في عام 78 ساهم النظامان البعثيان في بغداد ودمشق في عزل مصر ربع الأمة العربية، وبعد ذلك دعم النظام السوري العمليات الإرهابية في دول الخليج وقد تسببت تلك العمليات في قتل وزراء وديبلوماسيين ومواطنين أبرياء في الإمارات والكويت.

٭ عام 82 غزا ودمر النظام السوري مدينة حماة السورية وأباد 30 ألفا من مواطنيها ثم قام بمذبحة سجن تدمر التي ذهب ضحيتها 3 آلاف بريء.

٭ عام 2003 بدأ تدخل النظام البعثي السوري ومثله البعثي العراقي في الشأن العراقي عبر التفجيرات والاغتيالات التي أشعلت الحرب الأهلية العراقية المستمرة حتى اليوم وكان جميع الضحايا من العراقيين لا من قوات الاحتلال.

٭ عام 2005 اغتال النظام السوري الشهيد رفيق الحريري الذي أوقف الحرب الأهلية اللبنانية في السابق ثم تبعته سلسلة اغتيالات وغزوات جعلت لبنان يقترب مرة اخرى من اشتعال الحرب الأهلية فيه.

٭ عام 2007 شهد تدخل النظام السوري السافر في الشأن الفلسطيني عبر قيادة حماس المستقرة في دمشق، مما نتج عنه حرب أهلية فلسطينية للمرة الأولى في تاريخهم نتج عنها قيام دولتين فلسطينيتين متناحرتين في غزة والضفة.

٭ عام 2011 حتى اليوم شن النظام السوري حربا إبادية على شعبه يهدف من خلالها الى خلق حالة بلقنة وحرب أهلية دائمة بين مكونات الشعب السوري سينتج عنها على الأرجح خلق عدة دويلات طائفية أولاها جمهورية اللاذقية العلوية وبعدها جمهورية سنية في دمشق وما تبقى من حمص وحلب ولربما تتلوها دولة درزية في السويداء وإسماعيلية في السلمية وهلم جرا..

***

٭ آخر محطة: حقيقة.. هل في سيرة ذلك النظام الدموي الذي ورط العرب في حروب خاسرة أفقدتهم أراضيهم وسلم خلالها أرضه دون حرب (عام 67) ولم يحاول قط استعادتها سلما او حربا، ثم أشعل الحرب الأهلية في الأردن (عام 70) ولبنان (عام 75) والعراق (عام 2003) وفلسطين عام (2007) وسورية (2011) وأطال عمر الحرب الأهلية اللبنانية وأمد الحرب العراقية ـ الإيرانية وتسبب في هزيمة إيران وتقوية صدام ثم هدد أمن الخليج بإرهابه وتحالفاته، ما يستحق الشكر والثناء من أي عربي او مسلم؟!

احمد الصراف

قنديل محمد المنسي

كدت أن اختار «علي»، و«نور الله» عنوانا لهذا المقال، ولكن الأول غلب! القنديل هنا هو الذي يحمله الروائي محمد المنسي بيد، ممسكا بيده الأخرى قارئ روايته «قمر على سمرقند»، مستهدياً بنور القنديل في تعريفه بأحداث روايته الرائعة التي تقع غالبية أحداثها في منطقة شاسعة من وسط آسيا، وهي منطقة قلما اهتممنا بها وبشعوبها وبثقافاتهم وأصولهم ومدنهم وتقاليدهم، واكتفينا بكونهم مسلمين، وأنهم سيبقون هكذا، وبالتالي كفينا أنفسنا والآخرين شر القتال والمعرفة.
محمد المنسي ينقل قارئ روايته بين دروب وحواري طشقند وعشق آباد المتربة ومدن وقرى دوشنبه وبخارى المتعبة، وطرقات ومساجد وأضرحة سمرقند، و«ألماأتا» وخوارزم المقدسة، ويدفع القارئ إلى أن يلهث خلفه يريد معرفة مصير بطل روايته الدكتور «علي»، وشخصية الرواية الأسطورية، طالب المدرسة الدينية والمفتي بعدها والعاشق أبداً، «نور الله»، وصديقه الثائر «لطف الله»، ثم ينتقل بالقارئ بعدها إلى القاهرة، لنعرف سبب رغبة «علي» الملحة في زيارة تلك المنطقة الساحرة والمجهولة من عالمنا، وكل ذلك يجري بدقة وجمال أسلوب محمد المنسي، ووصفه الحي بحيث تشعر وكأنك تشاهد عرضاً حياً لأحداث سابقة، وليس حروفاً جامدة على الورق، فالرواية برمتها رحلة عبر زمن ومكان لا نعرف عنهما الكثير، وفي منطقة مرت بإرهاصات وضغوطات لا تحصى، بحيث مسحت هويتها القديمة وجعلت من ثقافات شعوبها خليطا غريبا حائرا بين إسلاميته القديمة، وشيوعيته الغابرة، ودكتاتوريته البائسة الحالية!
رواية «قمر على سمرقند» رواية غير عادية في قالب وزمن غير عاديين، وبالرغم من أنها صدرت قبل أكثر من سنتين، فإنها مازالت تلقى الرواج نفسه تقريباً، وتقع في أكثر من 500 صفحة، لا تود أن تنتهي من قراءتها، ولكن تشوقك لمعرفة مجرياتها تدفعك، رغماً عنك، إلى أن تقلب صفحاتها الواحدة بعد الأخرى بلهفة لكي تنهيها، وقد تكون هذه الرواية الأولى من نوعها في الأدب المصري، وربما العربي، بتميزها بكل ذلك العمق التاريخي والسرد القصصي من دون إنهاك القارئ بتفاصيل كثيرة ومملة، وأحداثها تغطي الحقبة السوفيتية لبلاد ما وراء النهرين من آسيا الوسطى، وما بعد تلك الحقبة، واستقلال دولها، ولو صوريا، بعد أن سيطر رجال مخابرات العهد السابق على مقاليد الحكم في غالبيتها.
رواية ننصح بقوة بقراءتها، وهي متوافرة في مكتبات بيروت والقاهرة، وسبق أن فازت بأكثر من جائزة أدبية مرموقة، وطبعت لأكثر من مرة، ولدينا نسخة «إلكترونية» لمن يريد.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

محمد الوشيحي

اسأل أتاتورك وصحبه

مصادفة الجوع قادته وقادتني إلى الالتقاء في مطعم، فانهمرت أسئلته، بسرعة سبعين سؤالاً في الدقيقة، يطرح سؤاله الثاني قبل أن يُنهي سؤاله الأول، والثالث قبل أن يشرح الثاني، والعاشر قبل أن يجف دم التاسع، وكلها تحت مظلة واحدة وإن تعددت أشكالها وأحجامها: “وين رايحين؟”، فأجبته مشفقاً على حنجرته وعروق رقبته: قبل كل شيء،  نحن توقفنا فلا تخف، بل عدنا إلى عام 2009 كما تعرف، وسأدع المجال لكتب التاريخ لتجيب عن أسئلتك. قلت له، وأضفت: تعال نسترجع التاريخ، العسكري تحديداً، فالسياسة حروب ومعارك كما تعرف، لنستشرف النتائج… وفي التاريخ العسكري، وفي حروب الأزمنة القديمة والمتوسطة، يحدثنا الرواة في كتبهم عن تكتيكات استخدمها ثلاثة من أشهر القادة العسكريين كانت من أسباب تفوقهم، الأول هو السلجوقي المفترس “ألب أرسلان” الذي أسقط بيزنطة بجلالة جيشها وعتادها (كان قائداً للجيش وأصبح واحداً من أعظم سلاطين الإمبراطورية)، والثاني، ابن عمه، التركي  أيضاً، مصطفى كمال أتاتورك (أصبح رئيساً)، الذي حرر بلاده من احتلال دول ست، قبل أن يؤسس تركيا الحديثة لتنافس أعظم الدول في عصره، والثالث هو الثعلب الألماني روميل (بطل الحرب العالمية الثانية، وإن هُزم فيها لأسباب يعرفها الرضيع قبل المسن… ولا أدري لمَ لُقب بالثعلب وليس الذئب)، هؤلاء الثلاثة لوّحوا بيد الوداع للدنيا، لكن بطولاتهم مازالت تُقرأ وخططهم تُشرح وعقائدهم العسكرية تُدرَّس… الثلاثة اتفقوا، من دون أن يتفقوا، على أساسيات أهمها أن احترافية الجيش تظهر في أوقات ضعفه لا تفوقه، وأن دهاء القادة يظهر في وقت الانسحاب لا الهجوم! واتفقوا على أن التقدم يجب أن يكون بطيئاً سُلَحْفِيّاً قدر الإمكان، لأسباب نفسية وتكتيكية، إلا في الحالات الاستثنائية… إضافة إلى جزئية هامة، اتفق عليها الثلاثة، وأجاب عنها أرسلان عندما سُئل عن سر تفوقه المبهر في ظرف سنوات قلائل، فأجاب: “أتقنت اختيار قادة جيشي، واستعنت بالمخلصين الدهاة ذوي الصبر والجلَد”. والآن دعنا نقارن بين فريقي الحرب السياسية، السلطة والمعارضة، وتعال نسأل أنفسنا: أيّ الفريقين يتقدم صفوفه المخلصون الدهاة من ذوي الصبر والجلد، وأيهما يتكدس في صفوفه الأولى غثاء السيل؟ وأي الفريقين يجيد التقدم والانسحاب؟ وأيهما يُبدي احترافية وتماسكاً حتى في لحظات ضعفه؟ إذا أجبت عن هذه الأسئلة، قلت له، فستعرف لمن ستكون الغلبة في النهاية، وإلى أين نحن ذاهبون.

سامي النصف

سؤال محير.. من هم العرب إذن؟!

  ٭ منذ حدوث النكبة في فلسطين عام 1948 والاخوة الفلسطينيون يلومون بشكل دائم «العرب» على ما حدث لهم، ومن ثم عرفنا بالبديهية ان الفلسطينيين ليسوا عربا، كون العرب هم الآخر الذي ضيعهم.

٭ مع قيام الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 وما بعدها، قال اللبنانيون بساستهم واعلامييهم ومفكريهم ان «العرب» هم سبب تلك الحرب المدمرة التي خاضها اللبنانيون بالنيابة عنهم، وبذا علمنا ان الشعب اللبناني ليس عربيا، فالعرب هم الآخر الذي دمرهم.

٭ وعندما وقع الرئيس السادات اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وقاطعته الدول العربية، شن الاعلام المصري حملة شرسة على «العرب» الذين يريدون محاربة اسرائيل لآخر جندي مصري، وعلمنا في حينها ان المصريين ليسوا عربا الذين هم كذلك الآخرون الذين يريدون الاضرار والاساءة لمصر.

٭ غزا صدام الكويت عام 1990 وهدد الدول الخليجية، فكفر الكويتيون والخليجيون بـ «العرب» الذين وقفوا مع صدام، وبذا عرفنا ان الكويتيين والخليجيين ليسوا عربا لعدم وقوف المفكرين والاعلاميين العرب معهم.

٭ منذ تحرير العراق من الاحتلال الصدامي عام 2003 والاخوة في العراق يلومون «العرب» على كل ما فعله صدام بهم، وبذا لا يمكن اعتبار العراقيين عربا.

٭ قام امين الامة العربية معمر القذافي بالهجوم في اكثر من خطاب على «العرب»، واعلن انتماءه الافريقي، كما لام اتباعه «العرب» على الثورة التي قامت ضد ملك ملوك افريقيا، وبذا ثبت ان الليبيين ليسوا عربا، وامتد الامر لدول شمال افريقيا التي بدأت هي الاخرى تتنكر للعروبة وتفخر بانتمائها الامازيغي والبربري والافريقي.. الخ.

٭ مع قيام الثورة في سورية ونحن نسمع من بعض ثوارها كفرهم بـ «العرب» الذين تركوهم لمصيرهم، وبذا انضم الشعب السوري بأغلبيته للشعوب غير العربية والتي كفرت بالعروبة.

٭ الامر كذلك في السودان بعد انفصال جنوبه، حيث تم القاء اللوم على «العرب» لعدم وقوفهم مع النظام في حربه الشعواء ضد قوى الجنوب.

السؤال البسيط والمستحق بعد كل ما سبق: اذا كانت كل تلك الشعوب والانظمة تهاجم «العرب»، اي انها ليست عربية، فمن هم العرب اذن؟ سؤال يحتاج الى اجابة!

***

آخر محطة:

1 ـ واقع الحال يظهر ان «العرب» هم آخر الهنود الحمر المنقرضين مع فارق اساسي هو ان الهنود الحمر كانوا اكثر ذكاء حيث لم ينسلخوا عن جلودهم ويلوموا «الهنود الحمر» على ما جرى لهم!

2 ـ ومعلومة بسيطة: اراضي الشعب المريخي المسمى بالشعب العربي اصبحت كأموال الايتام على مائدة اللئام تتخاطفها الامم من كل جانب، وبعض مفكري تلك الامة مازال يلوم الأعداء العرب على ما يجري للعرب.. ويا له من ذكاء اخجل اهل الغباء من امم الارض الاخرى.

احمد الصراف

لا هولندا بعد اليوم (2-2)

تشتهر النيذرلندز بكونها واحدة من أكثر دول العالم إيماناً بمبادئ الحرية، وربما جاء ذلك كرد فعل لتاريخها الاستعماري السيئ! فبالرغم من أسبقيتها في تحريم المتاجرة بالرقيق، عام 1863. (وكنا في الخليج بعد ذلك التاريخ بمائة عام لا نزال نتعامل به)، فإنها لم تستطع أن تغفر لنفسها تاريخها الاستعماري السيئ، ومعاملتها غير الإنسانية لسكان مستعمراتها ومع الرقيق، ولا شك أن هذا خلق لديها ردة فعل بحيث أصبحت أكثر دول العالم «إنسانية» في التعامل مع الآخر! علماً بأن تحريم الاتجار بالرقيق أدى في حينه لبداية تدهور أوضاعها الاقتصادية، وصاحبه تأخر في اللحاق بالدول الأوروبية في مجال تطوير صناعاتها، وهذا أدى إلى تأخر ثورتها الصناعية! كما ساهمت حروبها مع الإنكليز والتي خسروها جميعاً، في استيلاء هؤلاء على أغلبية مستعمراتهم في أميركا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وغيرها. وأكملت فرنسا المهمة واحتلت بلادهم مع نهاية القرن 18 في عهد نابليون، ونقل حاكمها الفرنسي، شقيق نابليون، العاصمة إلى أمستردام! ولكن بعد زوال الاحتلال أبقى الدتش، بما عرف عنهم من ميل للحلول الوسط، أمستردام كعاصمة، ولكن نقلوا مقر الحكومة ومؤسساتها لـ «لاهاي»، والتي تعرف، أيضاً، بعاصمة «الشرعية الدولية».
برع النيذرلندرز في صناعة السفن الضخمة التي سهّلت لهم عمليات استكشاف أعالي البحار، ومكنتهم، أيضاً، من تنمية تجارتهم على حساب صناعاتهم ومنتجاتهم الزراعية، إلى أن جاء وقت ارتفعت فيه قيمة عملتهم لدرجة كبيرة بسبب النمو الكبير في مداخيلهم من هذه العمليات من التجارة والخدمات، وهذا أدى إلى رفع تكلفة منتجاتهم الصناعية والزراعية، ولم تجد بالتالي من يشتريها بسبب غلاء أثمانها، وهذا ما عرف بعد ذلك بـ «مرض الدوتش» Dutch disease، وهي تجربة لا تزال تدرس في الجامعات.
زيارة أمستردام، أو فينيسيا الشمال، متعة لا تضاهى، فهي مدينة جميلة وفريدة من نوعها، ان بشبكة قنواتها الواسعة أو بجسورها وقناطرها القديمة التي تجعلها مدينة شاعرية وخلابة هذا غير ما يجري تحت أراضيها من تقنية عصرية ومتقدمة.
يعتبر الدتش شعباً مسالماً، وعرف عنهم تقبلهم لثقافات الآخرين وسهولة التعايش معهم، ولا نجدهم بالتالي يتصرفون بطريقة عدائية مع الغريب والعكس هو الصحيح، نقول هذا بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة بسبب دعواتهم المعادية للأقليات الإسلامية، وربما لا يلام البعض على مواقفه المتطرفة، فقد أساء بعض قادة المسلمين لحريات التعايش ومارسوا التمييز السلبي ضد المرأة في مجتمعاتهم، وتصرفوا معها وكأنهم لا يزالون يعيشون في سابق مجتمعاتهم التي هربوا منها بحثاً عن.. الحرية! وأظهر نجاح النائب المتطرف ويلدرز حجم العداء الذي أصبح يتفاقم تجاه الغرباء، وزاد الأمر سوءاً الزيادة الكبيرة في أعداد العاطلين عن العمل بين أبناء البلاد الأصليين.
ورداً على بعض «جماعتنا» عن أسباب فشلنا في الصناعة من أنهم يكتفون بحمد الله وشكره، لأنه سخّر لهم الغرب ليصنع لهم كل شيء، فإنك عندما تسير في شوارع أمستردام تشعر وكأن شعبها يشكر الله ويحمده، لأنه سخّر لهم العرب والمسلمين للقيام بخدمتهم وأداء الأعمال المتواضعة نيابة عنهم!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

احمد الصراف

لا هولندا بعد اليوم (1 – 2)

لا توجد، رسميا على الأقل، دولة تسمى هولندا، فهذه تسمية قديمة، وتخص مقاطعة من اصل 12 تتكون منها مملكة نيذرلندز المتحدة، أو «الأراضي المنخفضة»! ولكن البعض يفضل استخدام هولندا، ربما لانتشاره أكثر، وإن بصورة غير رسمية، أو لصعوبة نطق أو كتابة الاسم الصحيح، ولكن في الداخل لا يسمح باستخدام التسمية في إشارة للدولة!
يقول النيذرلنديون، أو «الدوتش» Dutch، وهي تسميتهم الصحيحة، واسم لغتهم، بأن الله خلقهم وهم بدورهم خلقوا بلادهم! ولنعرف ما يعنيه ذلك علينا النظر ليس فقط في الطريقة التي تكونت فيها النيذرلاندز على مدى القرون الأخيرة، والتي كانت في السابق مجموعة مستنقعات هائلة الحجم تغطي مساحة عشرات آلاف الكيلومترات، بل وفي الطريقة العجيبة التي استمرت فيها في الاحتفاظ بالمناطق الجافة جافة حتى الآن بالرغم من غزارة أمطارها وانخفاض أراضيها الكبير عن مستوى سطح البحر، مع وجود مساحات هائلة من الأنهار والبحيرات والقنوات والترع التي تراها في كل مكان. وقد تم استصلاح سهولها الخصبة عن طريق تجفيف الأرض، والتخلص من المياه من خلال شبكة هائلة من القنوات والممرات النهرية والسدود، وتحصين الأراضي المستصلحة بسواتر كانت في البداية تصنع من خليط من الطمي والأعشاب، أو العوارض الخشبية، واصبحت تاليا تبنى من الخرسانة.
ولو كان بالإمكان رؤية ما يجري تحت غالبية أراضي مدنها الكبيرة، وبالذات امستردام وروتردام وهارلم ولاهاي، لوجدنا أن هناك عملية سحب مياه هائلة تجري بدقة بالغة، لترمى في الأنهار والقنوات، وترفع كميات كبيرة منها لعدة أمتار لتصب في البحر، أو برفعها لتصب في أنهار الدول المجاورة!، وهي عملية لا تتوقف إطلاقا على مدار الساعة، وقد منحهم ذلك خبرة وسمعة عالمية كبيرة لا تضاهى في مجال بناء مدن جديدة على سطح الماء، وتخليص التربة من المياه الزائدة، ومعالجة مشاكل الري والتعامل بتقنية عالية مع المياه الجوفية، علما بأن %20 من أراضي نيذرلاندز، 40 ألف كيلومتر، تقع تحت مستوى سطح البحر، ويصل الانخفاض في بعض المناطق لـ7 أمتار تقريبا، كما ان المناطق المنخفضة هي الأهم والأكثر ثراء ويعيش فيها %21 من السكان، البالغ عددهم 16 مليونا. كما تقع %50 من مساحة أراضيها فوق مستوى البحر ولكن بأقل من متر، ولذا سميت بالأراضي المنخفضة، والتي يشكل بقاؤها تحديا مستمرا لقدرات الإنسان. وبالرغم من صغر مساحة الدولة النسبي وقلة سكانها فإنهم كانوا يوما من كبار اللاعبين الدوليين وسادة بحار من الطراز الأول، كما بلغت النيذرلندز في مرحلة ما درجة عالية من الثراء بفضل مستعمراتها الواسعة والغنية، ولا تزال بصمات تلك المرحلة تشاهد بوضوح في نيويورك، التي كانت اسمها الأول أمستردام الجديدة، و«هارلم»، التي سميت تيمنا بمدينة تحمل الاسم نفسه في النيذرلاندز. كما وصلت سفنهم الحربية لنيوزيلندا وجنوب افريقيا وأجزاء عدة من أفريقيا.
وتمكنوا من استعمار الأرخبيل الإندونيسي لفترة طويلة، إضافة لجنوب افريقيا التي تعود أصول الأفريكانز فيها لهم. وبالرغم من أن الدوتش كانوا من أوائل من كان لديهم برلمان منتخب، ولم يكونوا مستعمرين بنفس مقدار سوء منافسيهم، إلا أن تاريخهم في المتاجرة في الرقيق كان مظلما وبالغ السوء ووصمة عار في جبينهم، فقد استخدموهم كسخرة في مزارع الكاكاو والسكر والقهوة والقطن وعاملوهم معاملة سيئة جدا.

أحمد الصراف

عادل عبدالله المطيري

لعنة الدوائر ومجلس الرعب

بالعودة الى الحكم القضائي الصادر من المحكمة الدستورية والذي أبطل مجلس امة 2012 ورد في منطوق حكم المحكمة رأيها او السبب الذي من اجله أبطلت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو بالتحديد سبب واحد فقط لا غير – ان وزراء الحكومة كانوا مستقيلين ولم يتطرق حكم المحكمة الى أي أسباب أخرى أوردتها مقدمة الطعن صفاء الهاشم وهو على سبيل المثال لا الحصر ـ كبر حجم الدائرة الانتخابية وعدم المساواة في القوة التصويتية ـ وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المحكمة الدستورية لم تهتم لهذا (الدفع القانوني) ولم تعلق عليه أصلا، وهذا اكبر دليل على ان حجة عدم المساواة في أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية – هي حجة غير قانونية ولذلك لم تستند اليها المحكمة الدستورية في حكمها الشهير والأخير الذي أبطل فيه الانتخابات البرلمانية لعام 2012 ومجلس الأمة بالتبعية..

اذن التحجج بعدم المساواة في القوة التصويتية لقانون الانتخاب، والحديث عن تحصين قانون الانتخابات بالذهاب للمحكمة الدستورية ـ هو كلام سياسي فارغ ـ لا يمت للدستور والقانون بصلة..

ولو سلمنا بعدم دستورية قانون الانتخاب الحالي جدلا، فعدم الشرعية ستطول ايضا مجلس امة 2009 لانه قائم على اساس قانون الخمس دوائر غير الدستوري.

ولو عدنا أيضا الى قانون الانتخاب الأقدم ذي الدوائر الـ 25 لوجدنا لعنة «عدم المساواة» تلاحقنا ايضا، فهناك دوائر انتخابية بعدد ناخبين لا يتجاوز الثلاثة آلاف، ودائرة أخرى بعشرة آلاف ناخب وكلتاهما لهما «نائبان في البرلمان».

عن أي مساواة يتحدثون، لا يمكن أن تحققوا العدالة بين الدوائر الانتخابية لا في العدد ولا في القرب الجغرافي، اذن لابد ان تعاد الانتخابات البرلمانية على أساس قانون الـ5 دوائر الحالي، ومن ثم فنتحول الى نظام الدائرة الانتخابية الواحدة بـ5 أصوات للناخبين ان لم يكن أكثر، لتتشكل أغلبية برلمانية متجانسة تستطيع ان تنجز وتحقق الأهداف التي انتخبت من اجلها.

فيلم مجلس 2009 الجزء الأخير: يبدو ان مجلس أمة 2009 سيدخل التاريخ السياسي من أوسع أبوابه، لكثرة الجدل السياسي والدستوري الذي أثاره بقاؤه وحتى رحيله، فهذا المجلس أصبح كفيلم الرعب الشهير saw كلما قلنا انتهى جزء ظهر له جزء آخر جديد.

كذلك المخرج السياسي لهذا الفيلم الرعب او المجلس الرعب 2009 أيضا يريد جزءا جديدا، تقسم فيه الحكومة الجديدة امام البرلمان لتكتسب الشرعية الدستورية، ربما تفهمت الجماهير ذلك، ولكن هناك تسريبات تؤكد ان السيناريو هذا تم تعديله لتضاف مشاهد جديدة ستثير الجدل وربما الريبة، كأن يناقش المجلس مشروعا لتعديل الدوائر الانتخابية.

 

محمد الوشيحي

ماهي من مواخيذنا

كل الذي يحدث الآن في الكويت، وكل ما تشاهده عزيزي الصائم، هو قتال على عقارب الساعة… فريق يقاتل لإجبار العقارب على الزحف إلى الخلف، والفريق المقابل يطالب بإعطائها حرية تحديد المصير، فلا إكراه في الزحف.
وإذا كان التكنولوجيون يزعمون أن ستيف جوبز بتفاحته المأكول طرفها (مخترع الآيفون والآيباد) قد دفع بالعالم إلى الأمام سنوات عدة، مختصراً الزمن باختراعه، فإن الجماعة عندنا، بحكومتها الملحوسة وقراراتها “المعفوسة” غير المدروسة، استطاعت (أتحدث عن الجماعة، وأقصد دائرة القرار) إعادة الزمن إلى الخلف! اختراع مقابل اختراع والبادئ أظلم.
وفي أوساط كبار السن من النساء، وأشباههن من الذكور، تتردد مقولة “فلان ماهو من مواخيذنا” أو “فلانة ماهي من مواخيذنا”، ولغير الناطقين بلهجتنا الغراء، هذه الجملة تعني أنه لا يصلح زوجاً لابنتنا، أو لا تصلح زوجة لابننا، وهي جملة ملونة بالعنصرية الغامقة، ومغلفة بالطبقية الداكنة، وهي من العادات التي يطبقها بعضنا رغم ادعائه التدين! الجملة ذاتها ترددها الجماعة عندنا (جماعة القرار) إذا عُرض عليها رأي سديد أو نصيحة ثمينة سمينة.
ولشدة عناد الجماعة، سبق لي أن اقترحت على المعارضة أن نمتدح كل فكرة سيئة، ونذم كل رأي سديد، فتعاندنا الجماعة، كعادتها، وتفعل ما نريده حقاً، فنلطم في العلن، ونرقص في غرفنا، وترقص قبلنا الكويت. لكننا نسينا الخطة، فرُحنا نمتدح الأغلبية وأداءها بعبط فاخر، فغرقت تايتانيك، أو قل أُغرقت تايتانيك.
لكن معلش، سنبدأ من جديد تنفيذ الخطة… ويا سلام على مجلس 2009، ويا سلام على الحكومة، وألف سلام على الوزيرة “المحللة” رولا دشتي (لولا خشيتي من انكشاف الخطة لعلقت على قبولها المنصب)… والدلة يا ولد.