لماذا يكره نواب مثل خالد سلطان العيسى ووليد الطبطبائي شيعة الكويت؟
ولماذا ينظرون إلى الشيعة بنظارة سوداء قاتمة تحجب بصيرتهم عن رؤية حقيقة الهوية الكويتية وتاريخ شيعتها كأساس ثابت وطيد منها؟ ماذا فعل شيعة الكويت لهؤلاء النواب المتشنجين دينياً والمتدثرين بشعار عنصري متغطرس يقول: نحن وحدنا الفرقة الناجية والبقية في النار، وطبعاً “الشيعة” سيكونون وقودها قبل بقية خلق الله من علمانيين وليبراليين ويساريين ونصارى ويهود…! لماذا يقيس هؤلاء من القيادات الفكرية للحركات السنية السياسية الشيعة بمسطرة واحدة، وهي مسطرة عوجاء متآكلة أطرافها غير مستوية، فلا يفرقون بين صادق خلخالي ود. حسن جوهر مثلاً، ويستوي عندهم أشد المتشددين كإمام نكرة في حسينية منزوية بشارع مجهول في طهران وبين الإمام السيستاني الذي ردع جموح الجنون والثأر والانتقام عند شيعة العراق عندما فجرت حثالات «القاعدة» المراقد ومواكب العزاء الشيعية، وحقن هذا الزاهد الكبير دماء الكثيرين من سنة العراق؟
ولماذا لا تفرق قيادات الفكر الطائفي الكويتي بين طائش شيعي يبحث عن الأضواء، ولعن شخصيات من الصحابة واجترّ حوادث سياسية مَضى عليها أكثر من ألف عام، وبين شيعي تقدمي رفض الهوية الطائفية وتمسك فقط بهويته الإنسانية؟
أين مصلحة الكويت ووحدة أهلها، حين تكون العقدة النفسية التاريخية لهؤلاء النواب هي الشيعة والشيعة والشيعة ولا أحد قبلهم ولا أحد بعدهم؟، وأين هي الوحدة الوطنية المزعومة حين يدور محور خطابهم البائس على التشكيك في ولاء شيعتنا وأهلنا الكويتيين ويرمونهم بأنهم “طابور خامس” لإيران وعملاء حسب الطلب للجمهورية الإيرانية؟ لماذا لا تتفهم تلك القيادات السياسية الدينية وضع الأقليات أياً كان موقعها في دول التخلف الفكري والحضاري عندما تنظر إلى ما وراء حدود الدولة حين تشعر بالغبن السياسي والاجتماعي في أوطانها، فتتصور أن إيران كمثال هي الدولة اليتيمة الحامية الوحيدة لهويتهم الطائفية بعدما رسخ غلاة الأغلبية مشاعر النبذ والاستبعاد لها؟
لا نريد من أكثرية “أهل السنة والجماعة” غير أن يدركوا بأن الكويت ليست سورية الجريحة ولا لبنان الملتهب، ولا نريد لهذا الوطن الصغير أن يكون حاضنة تفريخ للكراهيات الطائفية. ليتذكر مشايخ السلفيات الكويتية أن عمر حسينية معرفي أكثر من مئة عام، وأن “جندل و”باسجيل” سقف الحسينية الخزعلية كان يمدنا بشعور عميق بهوية الكويت وبهويتنا التاريخية التي “كانت” متسامحة قبل أن تزال تلك الحسينية الأخيرة ليقوم مكانها مبنى البورصة المالية، كبناء للحداثة المزورة، ففيها تتم المضاربات المادية ووراءها تتم المضاربات الطائفية السياسية التي يقودها “فرسان المناخ” الطائفي المدمر. اعقلوا قليلاً يا فرسان الطوائف، وكفوا عن سكب البنزين على جمر كراهية الآخرين.
الشهر: أغسطس 2012 
الفوز بذهبية الجري للخلف!
لم يكف امتنا العربية المجيدة التي يبلغ عدد سكانها 400 مليون مواطن بالتمام والكمال والممتدة أرضها من المحيط الى الخليج تخلفها في كل مجالات الحياة العلمية والتنموية، وفضائح هزائمها العسكرية في كل الحروب التي خاضتها بل امتد الإخفاق الى المسابقات الرياضية العالمية حتى ان مجموع ما حصدته 22 دولة عربية في اولمبياد لندن الاخير يقل كثيرا عما حصدته دول صغيرة لا يزيد عدد سكانها على ملايين قليلة مثل جامايكا وكرواتيا وليتوانيا والنرويج.
***
في عام 1978 كنت قائد الطائرة التي اقلت الوفد الكويتي الذي شارك في دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك وكان عدد مقاعد الطائرة 180 كرسيا، احتل الوفد الكويتي 179 كرسيا وترك مقعدا واحدا لرافع اثقال لبناني يدعى محمد الطرابلسي وصل مجهدا من لبنان الذي كان تشتعل فيه الحرب الاهلية، ومع انتهاء الدورة حصل الوفد الكويتي على ميدالية برونزية واحدة بينما حصد رافع الاثقال اللبناني الضخم عدة ميداليات ذهبية وبرونزية أهداها لرئاسة الوفد.
***
ورغم ان ديننا الحنيف هو الدين السماوي الوحيد الذي يحث اتباعه على ممارسة الرياضة وخاصة الفردية منها كالسباحة والرماية وركوب الخيل الا اننا بالكاد فزنا بميدالية في الرماية بفضل الرامي فهيد الديحاني ولم نحصد شيئا في السباحة والالعاب الرياضية الأخرى وكأننا وكعهدنا دائما نخالف ما يأتي به الدين من توصيات مثل ضرورة طلب العلم والحث على النظافة وغيرها من تعليمات أصبحنا ابعد الشعوب عنها.
***
آخر محطة: (1) الشكر للوزير د.نايف الحجرف على اصراره على ان ينتقل وفد وزارة التربية الرياضي الى براغ على «الكويتية» بدلا من الألمانية.
(2) التهنئة القلبية للرامي فهيد الديحاني على فوزه في مسابقات الأولمبياد وتهنئة أخرى للشيخ سلمان الحمود رئيس اتحاد الرماية على جهده ودعمه اللامحدود للعبة وتركه اللاعب الفائز يحصد التهاني والثناء من المسؤولين، ولنا ان نتصور لو ان تلك الميدالية حصل عليها احد فرق اللعب الجماعي وما كان سيفعله اداريو بعض الاتحادات من «فشخرة» وزهو كاذب وتصريحات وتصدر للقاءات مع المسؤولين ودفع اللاعبين الفائزين الى الخلف.
(3) في عام 1980 قدت الطائرة التي اقلت الوفد الاولمبي الكويتي الضخم الى موسكو وقد ارسل السوفييت اثنين للجلوس معنا في كابينة القيادة قيل ان اولهما للحديث بالروسية مع ابراج المراقبة التي سنطير فوقها وعلمت ان الثاني هو لمراقبة الأول!
(4) الميدالية الوحيدة المؤهلين كعرب للفوز بها هي: ذهبية الجري للخلف.
نحن والدكتاتور العظيم
في عام 1940 قام عبقري السينما شارلي شابلن بإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم «الدكتاتور العظيم»، وسخر فيه من الدكتاتورية، وتنبأ بجرائم النازية قبل وقوعها، وهي الجرائم التي أودت بحياة 60 مليونا من البشر، وتشريد وتشويه أضعافهم، في حرب عنصرية عبثية لم يعرف لها التاريخ مثيلا، وكل ذلك من أجل أوهام رجل مريض اعتقد أن قومه أفضل من غيرهم، وبالتالي على الآخرين أن يكونوا من درجة أدنى! ولا يزال الفلسطينيون، على الأقل في منطقتنا، يدفعون ثمن جرائم ذلك الأحمق!
يقول شابلن في خطبته الشهيرة في الفيلم: أنا آسف، أنا لا أريد أن اكون امبراطورا، هذا ليس من شأني، لا أريد أن أحكم أو أغزو اي أحد، يجب أن اساعد الجميع، يهودا، كفارا، سودا وبيضا! نحن جميعا بحاجة لأن نساعد بعضنا البعض، فقد وجد البشر هكذا. نريد العيش سعداء بجانب بعضنا وليس بأن نسعد بتعاسة غيرنا. لا نريد ان نبغض ونكره بعضنا، هناك في هذا العالم مجال للجميع، فالأرض طيبة وغنية ويمكنها أن تقدم للجميع كل ما يحتاجونه، ولكن يبدو أننا ضللنا الطريق، وسمم الطمع أرواحنا وملأ العالم بالكراهية، وأصبحنا نمشي كالإوز نحو التعاسة ونميل لإراقة الدماء.
لقد طورنا السرعة، ولكننا حبسنا أنفسنا في الداخل، وبالرغم من أن الآلات تعطينا الكفاية فإننا أصبحنا نريد الأكثر، كما أن معارفنا جعلتنا نفكر بأنانية، وأصبح ذكاؤنا مصدر تشدد وتفرقة، فنحن نفكر كثيرا، ولكن نشعر بدرجة أقل، وأصبحنا بحاجة لأن نكون بشرا، أكثر من حاجتنا للآلات، فنحن نحتاج للطف والرفق أكثر من حاجتنا للذكاء، لقد قربتنا الطائرات والراديو لبعضنا، ولكن أشياء أخرى أبعدتنا أكثر عن بعضنا، فالبشرية تنادي للاخوة ولوحدتنا جميعا. ورغم أن بإمكان الملايين سماع صوتي فإن الملايين أيضا غيرهم يعانون اليأس وهم ضحايا انظمة مستبدة وقاسية ودكتاتورية!… إلى آخر الخطبة الأشهر في تاريخ السينما!
لقد تذكرت الفيلم وأنا أشاهد إعادة للحفل الختامي الأسطوري لدورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن، واستمعت بتمعن شديد لرسالتها السامية، التي كانت تخاطب البشرية أجمع وتقول لها إنه لا خيار لنا إلا أن نعيش متحابين على هذه الأرض فلا محل للبغضاء والكراهية، وأن الجميع سئم من تعصب «البعض منا»، ويشعر بالغثيان من مناظر القتل والتعذيب وزج الأبرياء في السجون، وان العدل يجب أن يسود العالم، فجميعنا سواسية وإخوة، ويجب أن نكون متحابين، وبغير ذلك لن يسود السلام كوكبنا، وعلينا أن نحل خلافاتنا بالطرق السلمية وليس بالحروب، وبغير ذلك سنفنى جميعا!
وقد لخصت أغنية Imagine لمطرب البيتل الراحل جون لينون رسالة المهرجان وفلسفته القائمة على نبذ التعصب والتفرقة فكلنا سواسية، ولم تفرقنا غير أفكارنا السوداء بأن البعض أفضل من الآخر!
***
ملاحظة:
ما يجري في وزارة الصحة على يد الوزير الجديد، أمر غريب ومؤلم حتى لمن لا يحتاج لخدماتها! بعد ان أصبح وضعها كوضع الخطوط الجوية! فقد كانت آخر قرارات السقوط «طرد» الاستشاري الإنسان والجراح العالمي يوسف العوضي من رئاسة قسم جراحة المخ والأعصاب، وهو الذي رفع اسم الكويت عاليا في أكثر من محفل وعضوية عالمية! والآن هل سيتغير مكان وقوفه الطبيعي من أمام أسرة مرضاه، إلى الوقوف في أروقة المحاكم، مع زميليه د. السهلي ود. الخترش لاسترجاع حقوقهم؟ وهل هذا يجوز أصلاً؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
عيدنا هالسنة .. غير
استثناء مما يجري في سوريا، فإن العيد في معظم الدول العربية هذا العام… غير! فقد تبدلت أمور كثيرة إلى الأفضل، وغيّر الله أحوال الشعوب من حال إلى حال! فسقطت أصنام وتكسرت أصنام أخرى، وأصبح المحكوم بالأمس حاكماً اليوم، وصار السجين ظلماً طليقاً حراً… وأصبح الحر الطليق من الظلمة الفجرة، مرمياً في غياهب السجون!
عيدنا هذه السنة غير، فها هو التيار الإسلامي ينتصر أخيراً بعد معركة شرسة مع خصومه من زعماء الأمة الذين كانوا يحملون الفكر الليبرالي اللاديني أو ما يسمى بالعلماني! فانتصر في اليمن وفي مصر وتونس والمغرب وحتى ليبيا، التي هلل الليبراليون عندنا لتقدم التيار القومي هناك، تمكن الإسلاميون من السيطرة على مراكز القرار لسبب بسيط وهو أن الليبرالي الليبي هناك أكثر التزاماً وتديناً من بعض الإسلاميين بسبب طبيعة الشعب المحافظة!
إذاً، عيدنا هالسنة غير، ويحق لنا أن نفرح ونتمنى من بعض زملائنا الليبراليين هنا ألا يتمنوا الفشل لهذه الأنظمة الجديدة، بل ان يدعوا الله معنا أن يوفق هذه الحكومات في تحقيق آمال شعوبها ورغباتهم، لأن الأمة عانت كثيراً من فشل الأنظمة التي سخّرت كل طاقاتها وإمكاناتها طوال عقود من الزمن لتحجيم التيار الإسلامي، متناسية أنه لن يصح إلا الصحيح! «وَاللَّهُ غَال.بٌ عَلَى أَمْر.ه. وَلَك.نَّ أَكْثَرَ النَّاس. لَا يَعْلَمُونَ».
على العموم عيدكم مبارك، وتقبل الله طاعتكم، وبإذن الله سيكون العيد القادم للشعب السوري أيضاً… غير!
***
صاحبنا حامي حمى الدستور كتب يستنكر على من طالب بالسماح لأبوغيث بالعودة إلى البلاد! وكانت حجته أن أبوغيث تسبب في الإساءة إلى دولة لها علاقة جيدة معنا وهي أميركا عندما قاتل مع طالبان! وأنا لا أريد أن أناقش حق أبوغيث في العودة، نظراً لنقص المعلومات عندي حتى هذه اللحظة، لكن استغرب من زميلنا الكاتب، الذي ظن أن الناس نسيت أنه عندما كان وزيراً للنفط قرر السماح لأحد أبطال التفجيرات في المنشآت النفطية الكويتية بالعودة إلى العمل في الشركة التي كاد أن يفجر منشآتها! مقارنة سريعة بين الحادثين تجعلك تعرف كيف يكيل صاحبنا بمكيالين!
***
سمعت أن الحكومة الكويتية جنّست بعض الممثلين الذين يحملون الجنسية الإيرانية على أدائهم لأدوار مميزة لأبطال المقاومة الكويتية أثناء الاحتلال العراقي الغاشم للكويت في مسلسل «ساهر الليل»، الغريب أن الأبطال الحقيقيين للمقاومة ما زال الكثير منهم بدون…!!
مصلحة الأغلبية ومصلحتنا!
انقسم الشارع السياسي بين مؤيد ومعارض في مسألة تحويل الحكومة لقانون الانتخاب الي المحكمة الدستورية ـ سواء كان غرض الحكومة تحصين القانون من الطعون الانتخابية او من اجل تعديله اذا ثبت انه غير دستوري.
ومن المؤكد أن الأغلبية البرلمانية لمجلس 2012 تعارض ما قامت به الحكومة، وترى انه من المعيب عليها ان تزج بالقضاء مرة أخرى في الخلافات السياسية، كما ان الأغلبية تخشى ان يكون تحويل قانون الانتخاب الى المحكمة الدستورية مدخلا لتعديل الدوائر الانتخابية، وإعادة تفصيلها لتضمن الحكومة السيطرة على الانتخاب والتحكم بمخرجاتها للوصول الى مجلس امة مطواع لها.. مبررات الأغلبية منطقية ومخاوفها مشروعة ومطالبها اصلاحية، بالرغم من محاولة خصوم الأغلبية تصويرها بانها تبحث عن مصلحتها الشخصية ومكاسبها السياسية عن طريق الابقاء على الدوائر الخمس، وهذا ليس في محله، فقانون الانتخاب جاء برغبة شعبية و«حركة نبيها خمس» اكبر دليل علي ذلك، كما ان الأغلبية لا ترفض تعديل الدوائر الانتخابية ولكنها تريدها بقانون وليس بمرسوم ضرورة، والى الدائرة الواحدة ونظام القوائم كما هو معمول به بالدول المتقدمة ديموقراطيا، وبلا شك ترفض تقليص عدد الأصوات او تصغير الدوائر الانتخابية لأنها ستسهل سيطرة الحكومة على مخرجات الانتخاب ومن ثم على مجلس الأمة، وستعود ظاهرة «نواب الخدمات» وعلاقتهم المشبوهة بالحكومة، كما ان الدوائر الانتخابية الصغيرة والصوت الانتخابي الواحد سيكرسان الطائفية والقبلية وسيرجعانا الى الوراء.
اما موضوع إعطاء مجلس الأمة حق اعطاء الثقة للحكومة فور تشكيلها، فبرأيي المتواضع هو المخرج لمأزق عدم التعاون المستمر منذ سنوات بين البرلمان والحكومة.
الكل يسعى الى الاصلاح السياسي ولديه رؤية لذلك، وأتمنى ألا يصادر رأي الأغلبية فهي بالنهاية الممثل الشرعي لإرادة الشعب، والاصلاحات السياسية وكما يؤكد الخبراء وعلماء السياسة عند حديثهم عن عملية التحديث والتطور السياسي انها تستدعي دائما إعطاء السلطة التشريعية المزيد من الصلاحيات مقابل السلطات الأخرى، والعكس غير صحيح وغير ديموقراطي ايضا.
وختاما اذا كانت مصلحة الأغلبية الشخصية تتقاطع مع مصلحة الشعب في المحافظة على المكتسبات الدستورية والحصول على المزيد من الديموقراطية والحرية، فإننا سندعمهم حتى آخر المشوار..!
التحالف القبلي ـ الليبرالي
اختلفت نتائج الانتخابات الليبية عن نتائج انتخابات جارتيها مصر وتونس، حيث منيت التيارات الإسلامية بهزيمة على يد تحالف ليبرالي ـ علماني ـ قبلي كما اخبرني اصدقاء ليبيون، مضيفين ان الامور التي اثرت في النتائج إبعاد الناخبين الليبيين للتيارات التي اتهمت ـ بحق أو باطل ـ بأنها تتلقى الأموال من الخارج.
***
قضية التحالف الليبرالي ـ القبلي في ليبيا تثير موضوعا مهما هو علاقة التيار الليبرالي والوطني التقليدي في الكويت بالتيار القبلي، حيث من الواضح ان المناطق القبلية تتقاسمها تيارات مختلفة (شعبي ـ سلفي ـ اخوان) يغلب عليها طابع المعارضة مع اختفاء تام للتيار الوطني والليبرالي «التقليدي» وهو ما يدعو لاعادة النظر في ذلك الوضع الفريد.
***
ولا أعلم ان كان السبب في غياب الدراسات المختصة، هو محاولات التيارين الوطني والليبرالي التقليديين الامتداد الا ان محاولاتهما باءت بالفشل كما يدعي بعض قياداتهما، ام ان هناك عدم اهتمام اصلا بالتوسع في مناطق الكويت المختلفة وهو أمر ان صح يدل على جهل فاضح بمبادئ العمل السياسي الذي يعتمد في صلبه على السعي لضم اكبر عدد من شرائح المجتمع المختلفة حتى ان الاحزاب الرئيسية في اميركا تطرق الابواب على المواطنين في مختلف المناطق لتسجيلها ضمن تلك الاحزاب.
***
وواضح ان ذلك الغياب الفاضح للقوى الليبرالية والوطنية التقليدية جعل قيادات قبلية شابة تحاول ان تملأه وهو امر جيد لولا الهجوم الذي نلحظه منها على القوى التقليدية والذي تعكسه وسائل اعلامها مما اخسر الطرفين وجعل تمثيلهما في البرلمان محدودا جدا، وتفرض الحكمة وقواعد اللعبة السياسية الصحيحة بدء صفحة جديدة بين اجنحة التوجهات الليبرالية والوطنية التقليدية والناشئة تجعل للتيار الوطني والليبرالي وجودا مؤثرا في المناطق التي اصطلح على تسميتها بالخارجية عبر القوى الليبرالية والوطنية القبلية وعقد تحالفات وطنية ـ قبلية.
***
آخر محطة: فوز التيارات الاسلامية في الانتخابات العامة في الكويت او الدول العربية يجب الا يخيف احدا اذا ما اعطت تلك التيارات المجال للقوى المنافسة الاخرى للظهور والبروز والفوز في الانتخابات اللاحقة عبر الايمان بمبدأ تبادل السلطة، لكن الخوف الحقيقي من اقتداء القوى الاسلامية بالقوى القومية التي رفضت وقمعت الآخر واحتكرت السلطة واصرت على ديمومة البقاء والاستمرارية عبر تزييف الانتخابات ونتائج «99.99%» الشهيرة.
قرقيعان العيد
«عيدكم مبارك» نوجهها للمسلمين كافة، كما نوصلها لمن بقي في الكويت ولم يسافر من المواطنين والمقيمين والذين ما ان ينتصف نهار اول أيام العيد السعيد حتى يصيحوا «ضيقة خلق» لذا نرجو من الدولة الحاضنة أن تملأ الشوارع بالإضاءات والزينة الملونة وان يهتم الناس كنوع من التغيير بالتخطيط للفرح، فالعيد بذاته هو مجرد يوم آخر اذا لم تعمل الدولة والناس لجعله يوم بهجة وسرور.
***
إما ألا تدعو الناس لبيتك، أو ادعهم وأكرمهم، فهذا ما تحض عليه العادات الكويتية والعربية الأصيلة، لا ان تدعوهم لتهينهم، كان بإمكان الاخوة في «حدس» ألا يدعوا السفير الإيراني، أما وقد تمت الدعوة فلم يكن من الجائز إهانته بالتصريحات اللاحقة، فخطآن لا يعملان صحا وحدا، ونتمنى في هذا السياق عدم صحة ما قيل عن عدم دعوة سفير الإمارات لتلك الغبقة وللإمارات وشعبها وقيادتها مكانة في نفوس الكويتيين لا تنسى قط.
***
كتبت الشهر الماضي مقالا أسميته «ستينغر هو الحل الوحيد للمسألة السورية» ذكرت ضمنه ان صواريخ ستينغر هي الأمل الوحيد لقوى المعارضة السورية في ظل الفارق الكبير بين قدرات الجيش الرسمي السوري والجيش الحر، قبل الأمس نشر موقع «العربية» ان الولايات المتحدة قررت تزويد المعارضة السورية بتلك الصواريخ وهو أمر إن صح فسيسرع من حسم تلك الحرب الأهلية لصالح المعارضة، أما إن تأخر التسليم او تأجل فسيعني ذلك إما تحول الحرب في سورية الى حرب استنزاف طويلة المدى او حتى حسمها لصالح النظام.
***
نعم لدينا في الكويت وبشكل لا يقبل الشك اكثر من ميشال سماحة كويتي يدعي الوطنية ويسعى جاهدا في السر لتدمير بلده، ومن الصعوبة بمكان ان يقع الفاعلون متلبسين بأعمالهم المدمرة كما حدث في الحالة الاستثنائية لصنوهم اللبناني، وفي هذا السياق أعتقد ان شخصية استخباراتية ذكية مثل ميشال سماحة قد قصد عبر اعترافه السريع الذي قال فيه انه يحمد الله انهم قبضوا عليه قبل ان يتسبب في سفك الدماء الإيحاء بأنها عمليته الأولى وإرسال إشارات طمأنة لبعض حلفائه القادرين على إيذائه من انه لن يفصح عن عملياته الأخرى معهم التي نجحت في تفجير واغتيال الآخرين ولا يمكن لشخص مثل سماحة ان يقبض عليه في عمليته الأولى.
***
آخر محطة: في كل أرجاء العالم يختلف الساسة ثم تستغل الأعياد والمناسبات العامة للتصالح وعفا الله عما سلف إلا في الكويت، لذا فالأمر لا يخرج عن اثنين، إما أن سواد القلوب والحقد لدينا لا مثيل له في العالم او ان القرار مستلب عند بعض الساسة فهم خاضعون لأوامر تأتي من الخارج وما عليهم إلا التنفيذ لإبقاء البلد في حالة أزمة دائمة.
اللعنة أم الرحمة؟
قام حسن من نومه فجرا على جرس منبهه الكوري، ونظر إلى ساعة معصمه السويسرية، متمنيا أن يكون في الأمر خطأ، فهو بحاجة للنوم لدقائق قليلة أخرى، وصح توقعه، فقد رنت الساعة اللعينة مرة أخرى قبل موعدها، ولكنه لم يستطع العودة إلى النوم، فترك الفرشة الأميركية الوثيرة، بعد أن تقلب عليها عشرات المرات، مفتقدا زوجته التي ذهبت لأداء العمرة، ربما بطائرة «ايرباص»، مع والدتها وأخواتها. أضاء حسن مفتاح الضوء الإيطالي عند سريره، ودخل الحمام وقضى حاجته في الآنية الاسبانية، ونشف وجهه بفوطة ارجنتينية، ونزل إلى المطبخ وفتح البراد، وأخذ قطعة زبدة دانمركية إضافة لقطعتي خبز ألمانيتين مناسب للحمية، ووضع الخبز في التوستر، أو المحمصة الفرنسية، وملأ إبريق الكهرباء الياباني بالماء المعالج بالكلور والفلورايد البلجيكي، واخذ كيس الشاي السيلاني، ووضعه في الكوب الصيني، وجلس على الكرسي الفرنسي بانتظار أن يسخن الماء! مد يده لريموت التلفزيون الكوري، وأخذ يستمع لآخر اخبار قناة السي ان ان الأميركية، عاد إلى البراد وأخذ مرطبان العسل النيذرلندي الأسود، ووضعه أمامه مع صحن وشوكة وسكين من الصين، وبدأ بتناول إفطاره المبكر في ضوء الفلورسنت البولندي، مستمتعا بهواء المكيف الأميركي! وعندما انتهى ذهب إلى الحمام لتنظيف اسنانه بفرشاة اسنان يابانية ومعجون فرنسي. وهنا حان موعد صلاة الفجر، فأنهى وضوءه وذهب إلى غرفة نومه، حيث اعتاد الصلاة هناك، وفرش السجادة السنغافورية على الأرض وانهى صلاته! فكر في العودة إلى النوم، ولكن هيهات، وهنا قرر أن يذهب للسير على شارع الخليج فلاتزال الحرارة محمولة في هذه الساعة المبكرة. غادر البيت الخالي، بعد أن ارتدى حذاء الرياضة الصيني، ولم يستطع التأكد من مصدر جواربه، واستقل سيارته الألمانية واتجه إلى الخليج، وهناك فوجئ بالعدد الكبير نسبيا من المتريضين، وغالبيتهم أوروبيون، بعضهم يمشي وآخرون يهرولون، وثالث برفقة كلبه الضخم، واثنان جالسان يصطادان السمك بسنانير يابانية، وفكر بينه وبين نفسه: ألا ينام السمك؟ عاد بعد ساعة إلى بيته، وأخد يقلب صحف الصباح بورقها المستورد من فنلندا، والتي طبعت على مكائن بريطانية، ولكنه لم يستطع التركيز، حيث لم يعتد بعد على استخدام عدسات نظارته السويدية الجديدة، فترك الصحف جانبا، وعاد إلى المطبخ وشغل ماكينة قهوة الاكسبرسو السويسرية، وجلس يرتشف قهوته مع سيجارة إنكليزية أشعلها من كبريت سويدي، وهنا شعر بالنعاس! ترك كل شيء ومشى إلى غرفة نومه، واستغرق في نوم عميق. استيقظ على صوت قوي صادر من مكبرات المسجد التايلندية، فقام واغتسل وارتدى دشداشته، بقماشها الياباني ونعاله الإيطالي وحمل معه هاتفه الفنلندي، وذهب لأداء صلاة الجمعة في المسجد، كدأبه منذ سنوات! وهناك سمع خطيب الجمعة يدعو بالخير والبركة لجميع لمسلمين، وأن يوفقهم الله لما فيه صلاحهم، وأن يبعد عنهم كيد أعدائهم، ويوحدهم وينهي خلافاتهم. ودعا الخطيب بهلاك أعدائهم من يهود ونصارى وكفار، وأن يحرق زرعهم ويجفف أنهارهم ويرمل نساءهم وييتم ابناءهم ويقطع نسلهم! وهنا رفع حسن حاجبيه مستغربا، وأدار بصره في الحضور يبحث عمن يشاركه في استغرابه، ويقلب نظره في كل ما حوله من أثاث وأسقف وثريات وميكروفونات وخشب وسجاد ومكيفات وأسلاك وأجهزة ومراوح وأبواب وحديد وزجاج ودهان وديكور وغير ذلك الكثير، فوجد أن جميعه مستورد أو مصنوع بيد من طالب الخطيب بإفناء نسلهم، وتساءل بينه وبين نفسه، أليس من الأفضل أن نقوم أولا بصنع مثل هذه الأشياء بحيث إن فني نسلهم يكون لدينا البديل؟ وأليس من الأفضل، بدلا من الدعاء بفنائهم أن نطلب لهم الرحمة والتوفيق والهداية، لخدمتنا، وأن يرخص اسعار بضائعهم، ويزيد من جودتها، ويحسن من فعالية أمصالهم ويزيد من قوة أدويتهم ويرفع من تبريد مكيفاتهم؟ أم أن الدعوة عليهم بانقطاع النسل أفضل، وأكثر جلبا للحسنات؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com
هكذا… عيدكم مبارك
مجالس البحرين في ليالي الشهر الفضيل: بدموع حسرة نودع شهر الله الأعظم… شهر رمضان المبارك، ونستقبل عيد الفطر السعيد… نسأل الله أن يعيد هذا الشهر الذي هو من أفضل الشهور والبحرين وأهلها في أمن وأمان وخير وسلام، والأمة الإسلامية ناهضة متحررة من الركون والركوع والهوان لقوى الاستبداد والجور.
في تلك المجالس الرائعة، التقى أبناء الطائفتين الكريمتين، واجتمع أتباع كل الديانات والمذاهب فيها يتبادلون التهاني ويتجاذبون أطراف الحديث ويتواصلون بكل طيبة وكرم وتعاضد، وهذه الصورة أسقطت مقولات الأفاكين وتجار الطائفية وأتباعهم ومواليهم الذين كانوا ولايزالون يروّجون لأكذوبة الانشطار الطائفي والاحتقان البغيض، وهذه المشاهد الجميلة لم ترقَ لسماسرة الطائفية فأثقلوا خطبهم (اللادينية) في الفضائيات الشيطانية وحساباتهم المريضة على الفيسبوك وتويتر وفي المنتديات الساقطة ليتناسوا – من شدة خبثهم – أنهم في شهر عظيم فضيل، فاستمروا في إثارة العداوات والضغائن والدعوات الطائفية… كلما ازداد سقوطهم كلما ازداد جنونهم… ولأن الكرام من أبناء الطائفتين ليسوا من أولئك… هكذا عيدكم مبارك.
***
لست أخي بل أنت نفسي: شكا مواطن من أبناء الطائفة السنية الكريمة أحوال السوق وكساده لصديق مقرب له من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة… ولأن الاثنين يعملان أعمالاً حرة وحالهما مشترك متشابه، قررا معاً أن يجتهدا ويكسبا رزقهما الحلال الطيب المبارك، حالهم حال كل مواطن شريف، على ألا ييأسا فالرازق في السماء… لا يمنع رزقه مقاطعة المقاطعين ودعوات المغرضين وأفكار الجهال الموتورين… تعاهدا على أن يواصلا الجهد كل من طرفه وأن يتعاونا في اقتسام اللقمة… حصل الشيعي على (شغلة حلوة فائدتها لا بأس بها) ولأن أخيه السني كان أحوج كونه افتتح مكتباً جديداً وتحمل التزامات مالية عديدة… أعطاه أخوه الشيعي الشغلة وتعاونا على إنجازها… لأنه ليس أخاه بل نفسه… هكذا أنتم… هكذا عيدكم مبارك.
***
*الحوار… : في بلادنا الصغيرة… دون غيرها من دول مجلس التعاون، ينبري مساطيل السياسة ومخابيلها ليجمعوا حولهم نفر من الذين لا حول لهم ولا قوة… في مجلس هنا أو خيمة هناك… ويبدأون في تقديم أطروحات تحشيشية غاية في الضلال والتضليل! ولعل أحدهم ممن نصب نفسه خبيراً استراتيجياً سياسياً، ومدافعاً أوحداً عن الوطن، يبلغ لديه القلب إلى الحلقوم حينما يسمع كلمة (حوار)! لا يهمّ في الأصل إن كان ذلك الحوار جادّاً أو استهلاكيّاً أو هو يعرف أصلاً ماذا يعني الحوار! فيبدأ في سوق أسطوانة (المؤامرة الكبرى) على الوطن مدعياً كشف فصولها وداعياً إلى الاحتراب وتشكيل اللجان الشعبية كما يصف، لا بل يشرك عدداً من دول المنطقة في تحليله (الدونكي شوتي) ليضخم ما يمكن تضخيمه إرعاباً لمن التفّ حوله ولمن يستمع له من المغفلين… حاله حال محارب طواحين الهواء الخرافي (الدون كيشوت).
على الضفة الأخرى، فإن الكثير من المخلصين حين ينظرون إلى نهاية للأزمة في البلاد عن طريق حوار يتأسس على المصلحة العليا للوطن وبمشاركة كل القوى السياسية المعارضة والتيارات التي تريد الخير للبلد، تراهم يقدمون طرحاً متزناً واقعياً ينطلق من قراءة دقيقة للتحولات الجارية في المنطقة… يريدون أن تكون البحرين، في القريب العاجل ومستقبلاً، أنموذجاً لثنائية الحقوق والواجبات في معادلة المواطنة الحقيقية… هؤلاء المخلصون، وأنتم منهم… هكذا عيدكم مبارك.
***
مسلسلات الشهر الفضيل: كثيرة هي متعددة متنوعة… بين التاريخي والوثائقي والدراما الاجتماعية والكوميديا والفنتازيا… بعضها لا علاقة له بالشهر الفضيل وبعضها الآخر لا علاقة له لا بالشهر الفضيل ولا بغيره من شهور السنة! لكن الخيار للمشاهد قطعاً! فجأة تنتهي حلقة هذا المسلسل أو ذاك… فتمتلئ بعض المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي بالسباب والشتائم بين سنة وشيعة… ومجوس وروافض ونواصب… بين موحدين ومشركين… بين أهل جنة ونار… ولعل لسماسرة الطائفية المعفنين نصيب الأسد منها، وخصوصاً أنهم يشتمون ويهتكون الأعراض ويبثون سمومهم ثم يكثرون من قول: «أستغفر الله العظيم»… أي عيد لهؤلاء غير الدعاء لهم بالهداية! أمّا أنتم… أصحاب القلوب الطيبة والنفوس المليئة بالتقوى والمحبة والأخوّة… فعيدكم مبارك… وكل عام وكل بحريني وخليجي وعربي ومسلم وكائن من يكون من يحمل قلباً تملأه الإنسانية… بخير… عيدنا وعيدكم وعيدهم سعيد وعايدين بالصحة والسلامة.
رحل رجل الحكمة والإيثار والوطنية الحقة
برحيل العم أحمد زيد السرحان تفقد الكويت عمودا من أعمدة الحكمة والتعقل فيها، فقد كان أبوخالد وطنيا حقيقيا في زمن الوطنية الزائفة، صامتا في زمن الصراخ، هادئا في زمن الانفعال ومحبا للكويت وشعبها في زمن تعددت فيه الولاءات وطغى على ساسته تقديم الأجندات.
***
ولم يعرف عن أبوخالد، وهو الذي كان من شباب الكتلة الوطنية عام 38 ثم نائبا لرئيس مجلس الأمة أعوام 6(3)67 ثم رئيسا للمجلس في دورته الثانية 6(7)70، الانفعال والبحث عن الإشكال واختلاق الأزمات السياسية، بل على العكس من ذلك فقد اشتهر عنه المبادرة برفع الجلسات مع ظهور أول بوادر الخلافات الحادة ورفع الأصوات بين النواب حفاظا على رونق المجلس وسمعته الطيبة، ولم يكن يعيد عقد الجلسة إلا بعد دعوة الفرقاء لمكتبه والعمل بجد لإنهاء الخلاف بين الحكومة والنواب او بين النواب انفسهم، فقد كان يرى ان رئيس مجلس الأمة يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع لذا اشتهرت المجالس التي شارك بها أو رأسها بوفرة الانجاز لكثرة العمل وقلة الجدل بعكس ما حدث لاحقا ولم يعرف عنه الطمع بالمناصب الزائلة فقد ترك كرسي الرئاسة وهو في قمة العطاء وبقي يؤدي دوره الوطني لمصلحة الكويت وشعبها في الخفاء ودون ضجيج.
***
ومن الأمور التي تدل على حكمة وإخلاص ورجاحة عقل راحل الكويت الكبير المرحوم أحمد زيد السرحان ما حدث بعد انتهاء اجل المعاهدة العسكرية بين الكويت وبريطانيا عام 68 حيث طلبت من القيادة السياسية آنذاك البحث عن بدائل كما اتى في لقائه المتلفز مع الزميل رضا الفيلي حيث كانت لديه خشية من توجهات ومطامع جار الشمال (المستقبلية).
***
وكان للراحل الكبير مساهمته الفاعلة في مشروع السور الرابع، كما لا يعلم إلا القلة تحركه وتوسطه بالسر في أكثر من مرة لإصلاح ذات البين بين كبار المسؤولين في الدولة لاحترامهم وتوقيرهم له، وكان ابوخالد اضافة الى اهتمامه بالشأن السياسي، اديبا ومهتما بقضايا الشعر والأدب والثقافة والفن والرياضة، فرحم الله فقيد الكويت الكبير ابوخالد الخالد في ذاكرة الوطن وألهم أهله وذويه ومحبيه والكويت قاطبة الصبر والسلوان.
***
آخر محطة: جلست مع الراحل الكبير ذات مرة على ضفاف بحيرة جنيف ووجدت فيه الذكاء الحاد والحكمة وذاكرة قوية حافظة لتاريخ الكويت بأدق تفاصيله، ولمواد الدستور ولوائحه الداخلية وكيف تم الوصول لهذه المادة او تلك، وبذا فقدت الكويت كذلك برحيل العم احمد زيد السرحان جزءا مهما من ذاكرتها الحية.