السيد محمد المهري مواطن كويتي له من الحقوق والواجبات ما لغيره من مواطنين، ومنها حق التعبير عن الرأي ونشره كذلك، وهو حق لا نعارضه أبدا بل ندافع عنه وإن اختلفنا معه كثيراً وفي غالب الأحيان.
وقد يكون السيد المهري أكثر مواطني الكويت ممن لا صفة رسمية لهم (نائب- وزير- مدير- أمين عام- كاتب …إلخ)، أقول إنه قد يكون أكثر مواطني الكويت ممن لا صفة رسمية لهم تصريحاً للصحف ووسائل الإعلام المختلفة، وطبعا فإن معظم من ينقل تصريحات المواطن السيد محمد المهري هو مستفيد مما يطرحه سواء لموافقتها لآراء صاحب الجهة الإعلامية أو أحياناً لبثّ الفرقة والفتنة بين أبناء المجتمع، وحين سؤال بعض القائمين على الإعلام عن سبب نشر تصريحاته فإن الرد يكون لأنه وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت، وهو ما يمهر به اسمه في تصاريحه العديدة.
لمن لا يعلم فإن وكالة المرجعيات الشيعية تعني أن يكون الوكيل مخولاً بجمع أموال الخُمس التي يدفعها المسلمون الشيعة لمراجعهم كي يقوم المراجع بتوزيعها على المستحقين، وأن يكون الوكيل هو حلقة الوصل بين المرجع ومقلديه في الكويت، وهو دور كما هو واضح عقائدي بحت لا يمتّ للسياسة بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد.
إلا أن السيد المهري يصر على تقديم صفته كوكيل للمراجع لتقديم رأي سياسي سواء بشأن محلي أو إقليمي، وكأنه يحاول أن يجعل من الطائفة الشيعية تيارا سياسيا، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فلا شأن لمرجعي الديني بمعتقداتي السياسية إطلاقاً، وهو بالتالي ليس من شأن وكيل هذا المرجع.
لذلك فإني أكتب لجميع المراجع الشيعية الكريمة التي يتولى السيد محمد المهري وكالتها في الكويت، ولجميع من يستطيع الوصول إليهم بأي طريقة كانت أن يأمروا السيد المهري بألا يقحم صفته العقائدية في وكالتهم في رأيه السياسي الخاص، والذي أشدد على أنه يحترم بل ندافع عنه طالما كان في إطار الدستور والقانون.
فيا مراجعنا الكرام إن ما يحدث من إقحام متعمد لشخوصكم الكريمة يجعل الهوّة تتسع ما بين الشيعة والسنّة وتأجيج صراع وهمي، فيعتقد من يجهل بواطن الأمور أن آراء المهري تمثلكم وبالتالي تمثل كل من يقلدكم من الشيعة، وهو بهذا السلوك السيئ يعزز هذا الاعتقاد الخاطئ، ولا أعتقد أبدا أن غايتكم الفرقة وتشتت المجتمعات.
التشيع منهج ديني غير مرتبط إطلاقا بأوضاع سياسية إلا في “عوام” الأمور الدينية كالحرية وحقوق الإنسان والوحدة والتعاون، ولا يمكن أبدا أن نقبل أن تكون طائفة، أي طائفة، تيارا أو حزبا سياسيا، فهذا النفس سيئ ومريض ولا يمتُّ لبناء الأوطان بصلة.
وعلى السيد محمد المهري أن يقدم نفسه كمواطن في أي كلمة للتعبير عن رأيه، ويبتعد عن إقحام وكالة المراجع الشيعية في الشأن السياسي العام.
خارج نطاق التغطية:
تشرفت بالحوار مع العزيز حمد العليان حول الخروج لساحة الإرادة الليلة، وقد كان حوارا بعيدا عن أي تشكيك بالولاءات والشتم السائدين للأسف، فلمن فاته الحوار أنشره في مدونتي الخاصة: Ali-Khajah.info