محمد الوشيحي

كما ارتفعتم… نرتفع

كشرب الماء، تعاملت شرطة نيويورك مع حادثة إطلاق النار أمس، وكشرب العصير أجاب مسؤولو الولاية عن أسئلة الصحافيين قبل أن يجف عرق الجريمة، وشرحوا للناس تفاصيل الجريمة وقدموا ما لديهم من معلومات. ليش؟ لأنهم يحترمون الشعب ويخشون غضبته إذا ما أخفوا المعلومة عنه.
هنا، في الكويت، هذا البلد المنكود، ثمة عداء بين قيادات الحكومة والمايكروفون، كره متبادل “الله لا يبلانا”، طبعاً إذا استثنينا “مؤتمر ديوان الحربش” العجيب. فوزارة الداخلية عندنا أكبر من مستوى الشعب، ووزارة الخارجية من طبقة النبلاء، لذلك لا تلقي للشعب بالاً ولا حبالاً، فتسكت وتصهين في قضية اختطاف المواطن الكويتي في لبنان، كما سكتت وصهينت في قضية اختطاف المواطن الكويتي في إيران.
تحدث الجريمة عندنا، أقصد تحدث الجرائم عندنا، فتدور عجلات الصحف بحثاً عن أصل الخبر وفصله، وتضع كل ذات حبر حبرها، وتتبارى الصحف والخدمات الإخبارية في ما بينها في قوة “المصادر الأمنية” أو “المصادر الموثوقة”، وتنهمر علينا الحروف الأولى من اسم المجرم (ط. ش. ف)، وتعال فك الحروف وركبها بما يمليه عليك تخمينك المبارك، ووو، وتتركنا قيادات الداخلية نغرق في بحور الصحافة وحروفها إلى أن نموت، الله يرحمنا.
وكما يرتفع برج كل يوم في دبي، يرتفع دخان حرائق أمغرة كل يوم في الكويت، والبادئ أظلم… ويلطم الناس، وتصمت الحكومة، وتستمر الحياة… وهنٌ ما بعده وهن.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *