سامي النصف

الفوز بذهبية الجري للخلف!

لم يكف امتنا العربية المجيدة التي يبلغ عدد سكانها 400 مليون مواطن بالتمام والكمال والممتدة أرضها من المحيط الى الخليج تخلفها في كل مجالات الحياة العلمية والتنموية، وفضائح هزائمها العسكرية في كل الحروب التي خاضتها بل امتد الإخفاق الى المسابقات الرياضية العالمية حتى ان مجموع ما حصدته 22 دولة عربية في اولمبياد لندن الاخير يقل كثيرا عما حصدته دول صغيرة لا يزيد عدد سكانها على ملايين قليلة مثل جامايكا وكرواتيا وليتوانيا والنرويج.

***

في عام 1978 كنت قائد الطائرة التي اقلت الوفد الكويتي الذي شارك في دورة الألعاب الآسيوية في بانكوك وكان عدد مقاعد الطائرة 180 كرسيا، احتل الوفد الكويتي 179 كرسيا وترك مقعدا واحدا لرافع اثقال لبناني يدعى محمد الطرابلسي وصل مجهدا من لبنان الذي كان تشتعل فيه الحرب الاهلية، ومع انتهاء الدورة حصل الوفد الكويتي على ميدالية برونزية واحدة بينما حصد رافع الاثقال اللبناني الضخم عدة ميداليات ذهبية وبرونزية أهداها لرئاسة الوفد.

***

ورغم ان ديننا الحنيف هو الدين السماوي الوحيد الذي يحث اتباعه على ممارسة الرياضة وخاصة الفردية منها كالسباحة والرماية وركوب الخيل الا اننا بالكاد فزنا بميدالية في الرماية بفضل الرامي فهيد الديحاني ولم نحصد شيئا في السباحة والالعاب الرياضية الأخرى وكأننا وكعهدنا دائما نخالف ما يأتي به الدين من توصيات مثل ضرورة طلب العلم والحث على النظافة وغيرها من تعليمات أصبحنا ابعد الشعوب عنها.

***

آخر محطة: (1) الشكر للوزير د.نايف الحجرف على اصراره على ان ينتقل وفد وزارة التربية الرياضي الى براغ على «الكويتية» بدلا من الألمانية.

(2) التهنئة القلبية للرامي فهيد الديحاني على فوزه في مسابقات الأولمبياد وتهنئة أخرى للشيخ سلمان الحمود رئيس اتحاد الرماية على جهده ودعمه اللامحدود للعبة وتركه اللاعب الفائز يحصد التهاني والثناء من المسؤولين، ولنا ان نتصور لو ان تلك الميدالية حصل عليها احد فرق اللعب الجماعي وما كان سيفعله اداريو بعض الاتحادات من «فشخرة» وزهو كاذب وتصريحات وتصدر للقاءات مع المسؤولين ودفع اللاعبين الفائزين الى الخلف.

(3) في عام 1980 قدت الطائرة التي اقلت الوفد الاولمبي الكويتي الضخم الى موسكو وقد ارسل السوفييت اثنين للجلوس معنا في كابينة القيادة قيل ان اولهما للحديث بالروسية مع ابراج المراقبة التي سنطير فوقها وعلمت ان الثاني هو لمراقبة الأول!

(4) الميدالية الوحيدة المؤهلين كعرب للفوز بها هي: ذهبية الجري للخلف.

احمد الصراف

نحن والدكتاتور العظيم

في عام 1940 قام عبقري السينما شارلي شابلن بإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم «الدكتاتور العظيم»، وسخر فيه من الدكتاتورية، وتنبأ بجرائم النازية قبل وقوعها، وهي الجرائم التي أودت بحياة 60 مليونا من البشر، وتشريد وتشويه أضعافهم، في حرب عنصرية عبثية لم يعرف لها التاريخ مثيلا، وكل ذلك من أجل أوهام رجل مريض اعتقد أن قومه أفضل من غيرهم، وبالتالي على الآخرين أن يكونوا من درجة أدنى! ولا يزال الفلسطينيون، على الأقل في منطقتنا، يدفعون ثمن جرائم ذلك الأحمق!
يقول شابلن في خطبته الشهيرة في الفيلم: أنا آسف، أنا لا أريد أن اكون امبراطورا، هذا ليس من شأني، لا أريد أن أحكم أو أغزو اي أحد، يجب أن اساعد الجميع، يهودا، كفارا، سودا وبيضا! نحن جميعا بحاجة لأن نساعد بعضنا البعض، فقد وجد البشر هكذا. نريد العيش سعداء بجانب بعضنا وليس بأن نسعد بتعاسة غيرنا. لا نريد ان نبغض ونكره بعضنا، هناك في هذا العالم مجال للجميع، فالأرض طيبة وغنية ويمكنها أن تقدم للجميع كل ما يحتاجونه، ولكن يبدو أننا ضللنا الطريق، وسمم الطمع أرواحنا وملأ العالم بالكراهية، وأصبحنا نمشي كالإوز نحو التعاسة ونميل لإراقة الدماء.
لقد طورنا السرعة، ولكننا حبسنا أنفسنا في الداخل، وبالرغم من أن الآلات تعطينا الكفاية فإننا أصبحنا نريد الأكثر، كما أن معارفنا جعلتنا نفكر بأنانية، وأصبح ذكاؤنا مصدر تشدد وتفرقة، فنحن نفكر كثيرا، ولكن نشعر بدرجة أقل، وأصبحنا بحاجة لأن نكون بشرا، أكثر من حاجتنا للآلات، فنحن نحتاج للطف والرفق أكثر من حاجتنا للذكاء، لقد قربتنا الطائرات والراديو لبعضنا، ولكن أشياء أخرى أبعدتنا أكثر عن بعضنا، فالبشرية تنادي للاخوة ولوحدتنا جميعا. ورغم أن بإمكان الملايين سماع صوتي فإن الملايين أيضا غيرهم يعانون اليأس وهم ضحايا انظمة مستبدة وقاسية ودكتاتورية!… إلى آخر الخطبة الأشهر في تاريخ السينما!
لقد تذكرت الفيلم وأنا أشاهد إعادة للحفل الختامي الأسطوري لدورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في لندن، واستمعت بتمعن شديد لرسالتها السامية، التي كانت تخاطب البشرية أجمع وتقول لها إنه لا خيار لنا إلا أن نعيش متحابين على هذه الأرض فلا محل للبغضاء والكراهية، وأن الجميع سئم من تعصب «البعض منا»، ويشعر بالغثيان من مناظر القتل والتعذيب وزج الأبرياء في السجون، وان العدل يجب أن يسود العالم، فجميعنا سواسية وإخوة، ويجب أن نكون متحابين، وبغير ذلك لن يسود السلام كوكبنا، وعلينا أن نحل خلافاتنا بالطرق السلمية وليس بالحروب، وبغير ذلك سنفنى جميعا!
وقد لخصت أغنية Imagine لمطرب البيتل الراحل جون لينون رسالة المهرجان وفلسفته القائمة على نبذ التعصب والتفرقة فكلنا سواسية، ولم تفرقنا غير أفكارنا السوداء بأن البعض أفضل من الآخر!
***
ملاحظة:
ما يجري في وزارة الصحة على يد الوزير الجديد، أمر غريب ومؤلم حتى لمن لا يحتاج لخدماتها! بعد ان أصبح وضعها كوضع الخطوط الجوية! فقد كانت آخر قرارات السقوط «طرد» الاستشاري الإنسان والجراح العالمي يوسف العوضي من رئاسة قسم جراحة المخ والأعصاب، وهو الذي رفع اسم الكويت عاليا في أكثر من محفل وعضوية عالمية! والآن هل سيتغير مكان وقوفه الطبيعي من أمام أسرة مرضاه، إلى الوقوف في أروقة المحاكم، مع زميليه د. السهلي ود. الخترش لاسترجاع حقوقهم؟ وهل هذا يجوز أصلاً؟
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

عيدنا هالسنة .. غير

استثناء مما يجري في سوريا، فإن العيد في معظم الدول العربية هذا العام… غير! فقد تبدلت أمور كثيرة إلى الأفضل، وغيّر الله أحوال الشعوب من حال إلى حال! فسقطت أصنام وتكسرت أصنام أخرى، وأصبح المحكوم بالأمس حاكماً اليوم، وصار السجين ظلماً طليقاً حراً… وأصبح الحر الطليق من الظلمة الفجرة، مرمياً في غياهب السجون!
عيدنا هذه السنة غير، فها هو التيار الإسلامي ينتصر أخيراً بعد معركة شرسة مع خصومه من زعماء الأمة الذين كانوا يحملون الفكر الليبرالي اللاديني أو ما يسمى بالعلماني! فانتصر في اليمن وفي مصر وتونس والمغرب وحتى ليبيا، التي هلل الليبراليون عندنا لتقدم التيار القومي هناك، تمكن الإسلاميون من السيطرة على مراكز القرار لسبب بسيط وهو أن الليبرالي الليبي هناك أكثر التزاماً وتديناً من بعض الإسلاميين بسبب طبيعة الشعب المحافظة!
إذاً، عيدنا هالسنة غير، ويحق لنا أن نفرح ونتمنى من بعض زملائنا الليبراليين هنا ألا يتمنوا الفشل لهذه الأنظمة الجديدة، بل ان يدعوا الله معنا أن يوفق هذه الحكومات في تحقيق آمال شعوبها ورغباتهم، لأن الأمة عانت كثيراً من فشل الأنظمة التي سخّرت كل طاقاتها وإمكاناتها طوال عقود من الزمن لتحجيم التيار الإسلامي، متناسية أنه لن يصح إلا الصحيح! «وَاللَّهُ غَال.بٌ عَلَى أَمْر.ه. وَلَك.نَّ أَكْثَرَ النَّاس. لَا يَعْلَمُونَ».
على العموم عيدكم مبارك، وتقبل الله طاعتكم، وبإذن الله سيكون العيد القادم للشعب السوري أيضاً… غير!
***
صاحبنا حامي حمى الدستور كتب يستنكر على من طالب بالسماح لأبوغيث بالعودة إلى البلاد! وكانت حجته أن أبوغيث تسبب في الإساءة إلى دولة لها علاقة جيدة معنا وهي أميركا عندما قاتل مع طالبان! وأنا لا أريد أن أناقش حق أبوغيث في العودة، نظراً لنقص المعلومات عندي حتى هذه اللحظة، لكن استغرب من زميلنا الكاتب، الذي ظن أن الناس نسيت أنه عندما كان وزيراً للنفط قرر السماح لأحد أبطال التفجيرات في المنشآت النفطية الكويتية بالعودة إلى العمل في الشركة التي كاد أن يفجر منشآتها! مقارنة سريعة بين الحادثين تجعلك تعرف كيف يكيل صاحبنا بمكيالين!
***
سمعت أن الحكومة الكويتية جنّست بعض الممثلين الذين يحملون الجنسية الإيرانية على أدائهم لأدوار مميزة لأبطال المقاومة الكويتية أثناء الاحتلال العراقي الغاشم للكويت في مسلسل «ساهر الليل»، الغريب أن الأبطال الحقيقيين للمقاومة ما زال الكثير منهم بدون…!!