عادل عبدالله المطيري

مصلحة الأغلبية ومصلحتنا!

انقسم الشارع السياسي بين مؤيد ومعارض في مسألة تحويل الحكومة لقانون الانتخاب الي المحكمة الدستورية ـ سواء كان غرض الحكومة تحصين القانون من الطعون الانتخابية او من اجل تعديله اذا ثبت انه غير دستوري.

ومن المؤكد أن الأغلبية البرلمانية لمجلس 2012 تعارض ما قامت به الحكومة، وترى انه من المعيب عليها ان تزج بالقضاء مرة أخرى في الخلافات السياسية، كما ان الأغلبية تخشى ان يكون تحويل قانون الانتخاب الى المحكمة الدستورية مدخلا لتعديل الدوائر الانتخابية، وإعادة تفصيلها لتضمن الحكومة السيطرة على الانتخاب والتحكم بمخرجاتها للوصول الى مجلس امة مطواع لها.. مبررات الأغلبية منطقية ومخاوفها مشروعة ومطالبها اصلاحية، بالرغم من محاولة خصوم الأغلبية تصويرها بانها تبحث عن مصلحتها الشخصية ومكاسبها السياسية عن طريق الابقاء على الدوائر الخمس، وهذا ليس في محله، فقانون الانتخاب جاء برغبة شعبية و«حركة نبيها خمس» اكبر دليل علي ذلك، كما ان الأغلبية لا ترفض تعديل الدوائر الانتخابية ولكنها تريدها بقانون وليس بمرسوم ضرورة، والى الدائرة الواحدة ونظام القوائم كما هو معمول به بالدول المتقدمة ديموقراطيا، وبلا شك ترفض تقليص عدد الأصوات او تصغير الدوائر الانتخابية لأنها ستسهل سيطرة الحكومة على مخرجات الانتخاب ومن ثم على مجلس الأمة، وستعود ظاهرة «نواب الخدمات» وعلاقتهم المشبوهة بالحكومة، كما ان الدوائر الانتخابية الصغيرة والصوت الانتخابي الواحد سيكرسان الطائفية والقبلية وسيرجعانا الى الوراء.

اما موضوع إعطاء مجلس الأمة حق اعطاء الثقة للحكومة فور تشكيلها، فبرأيي المتواضع هو المخرج لمأزق عدم التعاون المستمر منذ سنوات بين البرلمان والحكومة.

الكل يسعى الى الاصلاح السياسي ولديه رؤية لذلك، وأتمنى ألا يصادر رأي الأغلبية فهي بالنهاية الممثل الشرعي لإرادة الشعب، والاصلاحات السياسية وكما يؤكد الخبراء وعلماء السياسة عند حديثهم عن عملية التحديث والتطور السياسي انها تستدعي دائما إعطاء السلطة التشريعية المزيد من الصلاحيات مقابل السلطات الأخرى، والعكس غير صحيح وغير ديموقراطي ايضا.

وختاما اذا كانت مصلحة الأغلبية الشخصية تتقاطع مع مصلحة الشعب في المحافظة على المكتسبات الدستورية والحصول على المزيد من الديموقراطية والحرية، فإننا سندعمهم حتى آخر المشوار..!

 

 

سامي النصف

التحالف القبلي ـ الليبرالي

اختلفت نتائج الانتخابات الليبية عن نتائج انتخابات جارتيها مصر وتونس، حيث منيت التيارات الإسلامية بهزيمة على يد تحالف ليبرالي ـ علماني ـ قبلي كما اخبرني اصدقاء ليبيون، مضيفين ان الامور التي اثرت في النتائج إبعاد الناخبين الليبيين للتيارات التي اتهمت ـ بحق أو باطل ـ بأنها تتلقى الأموال من الخارج.

***

قضية التحالف الليبرالي ـ القبلي في ليبيا تثير موضوعا مهما هو علاقة التيار الليبرالي والوطني التقليدي في الكويت بالتيار القبلي، حيث من الواضح ان المناطق القبلية تتقاسمها تيارات مختلفة (شعبي ـ سلفي ـ اخوان) يغلب عليها طابع المعارضة مع اختفاء تام للتيار الوطني والليبرالي «التقليدي» وهو ما يدعو لاعادة النظر في ذلك الوضع الفريد.

***

ولا أعلم ان كان السبب في غياب الدراسات المختصة، هو محاولات التيارين الوطني والليبرالي التقليديين الامتداد الا ان محاولاتهما باءت بالفشل كما يدعي بعض قياداتهما، ام ان هناك عدم اهتمام اصلا بالتوسع في مناطق الكويت المختلفة وهو أمر ان صح يدل على جهل فاضح بمبادئ العمل السياسي الذي يعتمد في صلبه على السعي لضم اكبر عدد من شرائح المجتمع المختلفة حتى ان الاحزاب الرئيسية في اميركا تطرق الابواب على المواطنين في مختلف المناطق لتسجيلها ضمن تلك الاحزاب.

*** 

وواضح ان ذلك الغياب الفاضح للقوى الليبرالية والوطنية التقليدية جعل قيادات قبلية شابة تحاول ان تملأه وهو امر جيد لولا الهجوم الذي نلحظه منها على القوى التقليدية والذي تعكسه وسائل اعلامها مما اخسر الطرفين وجعل تمثيلهما في البرلمان محدودا جدا، وتفرض الحكمة وقواعد اللعبة السياسية الصحيحة بدء صفحة جديدة بين اجنحة التوجهات الليبرالية والوطنية التقليدية والناشئة تجعل للتيار الوطني والليبرالي وجودا مؤثرا في المناطق التي اصطلح على تسميتها بالخارجية عبر القوى الليبرالية والوطنية القبلية وعقد تحالفات وطنية ـ قبلية.

***

آخر محطة: فوز التيارات الاسلامية في الانتخابات العامة في الكويت او الدول العربية يجب الا يخيف احدا اذا ما اعطت تلك التيارات المجال للقوى المنافسة الاخرى للظهور والبروز والفوز في الانتخابات اللاحقة عبر الايمان بمبدأ تبادل السلطة، لكن الخوف الحقيقي من اقتداء القوى الاسلامية بالقوى القومية التي رفضت وقمعت الآخر واحتكرت السلطة واصرت على ديمومة البقاء والاستمرارية عبر تزييف الانتخابات ونتائج «99.99%» الشهيرة.