مجالس البحرين في ليالي الشهر الفضيل: بدموع حسرة نودع شهر الله الأعظم… شهر رمضان المبارك، ونستقبل عيد الفطر السعيد… نسأل الله أن يعيد هذا الشهر الذي هو من أفضل الشهور والبحرين وأهلها في أمن وأمان وخير وسلام، والأمة الإسلامية ناهضة متحررة من الركون والركوع والهوان لقوى الاستبداد والجور.
في تلك المجالس الرائعة، التقى أبناء الطائفتين الكريمتين، واجتمع أتباع كل الديانات والمذاهب فيها يتبادلون التهاني ويتجاذبون أطراف الحديث ويتواصلون بكل طيبة وكرم وتعاضد، وهذه الصورة أسقطت مقولات الأفاكين وتجار الطائفية وأتباعهم ومواليهم الذين كانوا ولايزالون يروّجون لأكذوبة الانشطار الطائفي والاحتقان البغيض، وهذه المشاهد الجميلة لم ترقَ لسماسرة الطائفية فأثقلوا خطبهم (اللادينية) في الفضائيات الشيطانية وحساباتهم المريضة على الفيسبوك وتويتر وفي المنتديات الساقطة ليتناسوا – من شدة خبثهم – أنهم في شهر عظيم فضيل، فاستمروا في إثارة العداوات والضغائن والدعوات الطائفية… كلما ازداد سقوطهم كلما ازداد جنونهم… ولأن الكرام من أبناء الطائفتين ليسوا من أولئك… هكذا عيدكم مبارك.
***
لست أخي بل أنت نفسي: شكا مواطن من أبناء الطائفة السنية الكريمة أحوال السوق وكساده لصديق مقرب له من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة… ولأن الاثنين يعملان أعمالاً حرة وحالهما مشترك متشابه، قررا معاً أن يجتهدا ويكسبا رزقهما الحلال الطيب المبارك، حالهم حال كل مواطن شريف، على ألا ييأسا فالرازق في السماء… لا يمنع رزقه مقاطعة المقاطعين ودعوات المغرضين وأفكار الجهال الموتورين… تعاهدا على أن يواصلا الجهد كل من طرفه وأن يتعاونا في اقتسام اللقمة… حصل الشيعي على (شغلة حلوة فائدتها لا بأس بها) ولأن أخيه السني كان أحوج كونه افتتح مكتباً جديداً وتحمل التزامات مالية عديدة… أعطاه أخوه الشيعي الشغلة وتعاونا على إنجازها… لأنه ليس أخاه بل نفسه… هكذا أنتم… هكذا عيدكم مبارك.
***
*الحوار… : في بلادنا الصغيرة… دون غيرها من دول مجلس التعاون، ينبري مساطيل السياسة ومخابيلها ليجمعوا حولهم نفر من الذين لا حول لهم ولا قوة… في مجلس هنا أو خيمة هناك… ويبدأون في تقديم أطروحات تحشيشية غاية في الضلال والتضليل! ولعل أحدهم ممن نصب نفسه خبيراً استراتيجياً سياسياً، ومدافعاً أوحداً عن الوطن، يبلغ لديه القلب إلى الحلقوم حينما يسمع كلمة (حوار)! لا يهمّ في الأصل إن كان ذلك الحوار جادّاً أو استهلاكيّاً أو هو يعرف أصلاً ماذا يعني الحوار! فيبدأ في سوق أسطوانة (المؤامرة الكبرى) على الوطن مدعياً كشف فصولها وداعياً إلى الاحتراب وتشكيل اللجان الشعبية كما يصف، لا بل يشرك عدداً من دول المنطقة في تحليله (الدونكي شوتي) ليضخم ما يمكن تضخيمه إرعاباً لمن التفّ حوله ولمن يستمع له من المغفلين… حاله حال محارب طواحين الهواء الخرافي (الدون كيشوت).
على الضفة الأخرى، فإن الكثير من المخلصين حين ينظرون إلى نهاية للأزمة في البلاد عن طريق حوار يتأسس على المصلحة العليا للوطن وبمشاركة كل القوى السياسية المعارضة والتيارات التي تريد الخير للبلد، تراهم يقدمون طرحاً متزناً واقعياً ينطلق من قراءة دقيقة للتحولات الجارية في المنطقة… يريدون أن تكون البحرين، في القريب العاجل ومستقبلاً، أنموذجاً لثنائية الحقوق والواجبات في معادلة المواطنة الحقيقية… هؤلاء المخلصون، وأنتم منهم… هكذا عيدكم مبارك.
***
مسلسلات الشهر الفضيل: كثيرة هي متعددة متنوعة… بين التاريخي والوثائقي والدراما الاجتماعية والكوميديا والفنتازيا… بعضها لا علاقة له بالشهر الفضيل وبعضها الآخر لا علاقة له لا بالشهر الفضيل ولا بغيره من شهور السنة! لكن الخيار للمشاهد قطعاً! فجأة تنتهي حلقة هذا المسلسل أو ذاك… فتمتلئ بعض المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي بالسباب والشتائم بين سنة وشيعة… ومجوس وروافض ونواصب… بين موحدين ومشركين… بين أهل جنة ونار… ولعل لسماسرة الطائفية المعفنين نصيب الأسد منها، وخصوصاً أنهم يشتمون ويهتكون الأعراض ويبثون سمومهم ثم يكثرون من قول: «أستغفر الله العظيم»… أي عيد لهؤلاء غير الدعاء لهم بالهداية! أمّا أنتم… أصحاب القلوب الطيبة والنفوس المليئة بالتقوى والمحبة والأخوّة… فعيدكم مبارك… وكل عام وكل بحريني وخليجي وعربي ومسلم وكائن من يكون من يحمل قلباً تملأه الإنسانية… بخير… عيدنا وعيدكم وعيدهم سعيد وعايدين بالصحة والسلامة.