علي محمود خاجه

لمحمد العبدالله أقول: لا أثق بكم

سأكون صريحا معك، فأنا لا أثق بكم، إذ لا يوجد أي إشارة تدعو إلى الثقة أصلاً، فالحكومات المتعاقبة هي من فرقت المجتمع بتقسيماتها الفئوية للدوائر، وهي من توقف فيها الزمن منذ سبعينيات القرن الماضي، فلم تعد الحكومات الكويتية سوى أسماء لموظفين من كل فئات المجتمع لا لكفاءاتهم بل لانتماءاتهم.
اليوم أقدمتم على إجراء قانوني هو حقٌ لكم، وهو إحالة الدوائر الخمس التي قدمتها الحكومات السابقة إلى المحكمة الدستورية، وهو اعتراف صريح منكم بسوء إجراءاتكم السابقة، ومنها تقسيم الدوائر بشكل غير عادل، فالعلة لم تكن أبدا بعدد الدوائر الخمس بل بتقسيمكم لها، وهو ما قلناه منذ ذلك الحين وشاركنا الكثيرون فيه.
طبعا أنا لم ولن أقتنع بأن هدفكم دستورية قوانينكم أو الالتزام بالدستور أصلاً؛ لأنه لو كان الأمر كذلك لأحلتم قوانين غير دستورية عدة إلى المحكمة الدستورية من ذي قبل أو حتى الآن كقانون الجنسية الذي يمنع غير المسلم من الحصول على الجنسية الكويتية في تمييز واضح ومناقض للدستور، أو الاختلاط، أو الأحوال الشخصية، وغيرها من قوانين انتهكت الحريات ونسفت الدستور.
أنا على قناعة بأن ما دعاكم إلى إحالة الدوائر للدستورية هو مخرجات تلك الدوائر في انتخابات 2012 المبطلة، فلا العدالة هدفكم ولا الدستور ديدنكم كما تثبت كل الشواهد، ولكنه حق دستوري لكم كسلطة تنفيذية، ولقناعتي بعدم عدالة توزيعكم للدوائر أيضا، فلا يعقل أن تضم دائرة أكثر من 100 ألف ناخب ومخرجاتها عشرة نواب، وأخرى تضم أقل من 60 ألفاً ومخرجاتها كذلك عشرة نواب، وللأسف لم تتحرك السلطة التشريعية بمجالس 2008 أو 2009 إلى تقويم هذا الخلل فمكنتكم اليوم من ذلك.
أقول إن إجراءكم حق وإن كان المراد به باطل فإني سأساند الحق وأواجه الباطل، وإن حكمت المحكمة الدستورية بعدم العدالة في توزيع الدوائر فلابد من أن تكون الدوائر المقبلة بتوافق شعبي لا بمزاج حكومي أبداً، فالمزاج الحكومي أثبت فشله وعنصريته في تقسيمة 1981 الكريهة وتقسيمة الدوائر الخمس الجيدة عددا والسيئة توزيعا.
نعم أنا أعارض الخروج إلى الشارع اليوم لكن إن تفردتم بتوزيع الدوائر للتحكم بنتائج الانتخابات في حال حكم الدستورية بعدم دستورية الخمس، فسأكون أول الداعين إلى الخروج للشارع ومعارضة مسعاكم الذي يشبه مساعيكم السابقة.
لوزير الإعلام أكتب مقالي هذا لأنه الوحيد الذي أجده قادرا على الرد ومتمكنا منه في بعض الأحيان، تلك رسالة مواطن سئم التخبط الذي عودتنا عليه كل الحكومات حتى أفرزت لنا من جراء هذا التخبط نوابا يعادلونهم في السوء وازدواجية المعايير.

خارج نطاق التغطية:
من حارب الجويهل وسكت عن خالد السلطان لا تتوقعوا منه الدفاع عن الكويت وأهلها، ومن أيد الجويهل وحارب السلطان لا تتوقعوا منه ذلك أيضا، وبالتأكيد فلا تتوقعوا من الجويهل والسلطان بفئويتهما وتشكيكهما أن ينهضا بالكويت.

سامي النصف

مقاطعة الانتخابات هي القرار الصائب!

  قرار بعض القيادات السياسية التي تتهم في العادة بأنها المتسبب الأول في تعطيل حال البلد عبر الأزمات والاستجوابات التي تختلقها وتؤدي في العادة الى استقالة الحكومات وحل البرلمانات هو أمر جيد يجب الالتزام به، كما انه ليس غريبا حيث تقرر قوى سياسية في كثير من بلدان العالم مقاطعة الانتخابات العامة لظروف تقدرها، ثم تلتزم بذلك القرار.

***

أهم فوائد تلك المقاطعة للسنوات الأربع المقبلة انها ستظهر للشعب الكويتي قاطبة بشكل لا لبس فيه واوضح من الشمس في رابعة النهار من المتسبب الحقيقي في تخلف البلد عن الجيران وعرقلة قطار التنمية وخلق حالة توتر وقلق دائمة عند المواطنين، لذا فإن صلح حال الكويت خلال المدة المقبلة عرفنا ان تلك القيادات السياسية المعارضة هي السبب، اما اذا بقي الحال على ما هو عليه أو ساء فيجب التوقف عن لوم تلك القوى على اخفاقات العشرين عاما الماضية ونقل اللوم بأكمله الى الحكومات المتعاقبة.

ويدعي من يتهم بعض اطراف المعارضة بأنهم يعملون لصالح اجندات خارجية تستهدف الإضرار بالكويت بأن ما سيدل على صدق تلك الاتهامات هو عودة تلك الاطراف للمشاركة في الانتخابات المقبلة رغم دعاوى المقاطعة الحالية كون من يدفع الأموال الطائلة يريد ممن يقبض ان يكون عضوا في البرلمان او اكثر، فلا فائدة من الدفع لمن لا صفة سياسية له لذا علينا ان ننتظر ونرى.

***

آخر محطة

1: ميشال فؤاد سماحة عضو برلمان ووزير لبناني سابق كان يصدح بدعاوى الوطنية مشككا في وطنية خصومه، ثم ثبت انه كان عميلا للخارج ومستعدا لأجل المال الحرام ان يحرق وطنه ويثير الحرب الأهلية فيه، للمعلومة عندما قاطع المسيحيون انتخابات عام 1992 اصر سماحة على المشاركة فيها واصبح نائبا في أول برلمان بعد اتفاق الطائف فالأسياد يريدون ذلك، وهل من عظة وعبرة ومعرفة بأن من يرفع شعار الوطنية ليس بالضرورة وطنيا، وأن كثيرا من الساسة مستعدون لحرق أوطانهم وضرب الاستقرار فيها لأجل المال الحرام؟!

(2) يقول هتلر: أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هم اولئك الذين ساعدوني على تدمير اوطانهم!

(3) ويقول نابليون: خونة أوطانهم لا يستحقون مصافحتي وحقهم علينا ان ندفع لهم المال فقط لا ان نصافحهم.

احمد الصراف

جِمالنا وبعارينهم

يقول المثل: كل الجمال تعارك، إلا جميل «طيبة» بارك! في وصف تحرك الأمور من حولنا، ونحن على جمود! فما يحدث في المختبرات العلمية وفي مراكز تجميع وتحليل المعلومات ومعامل تطوير أجهزة الاتصال وتحسين أداء الطائرات لجعلها أكثر سلامة وسرعة، وما يصرف من مليارات على برامج ارتياد الفضاء، وآخرها هبوط «كيوريسيتي» على المريخ، وهو الحدث الذي يعني بداية عصر في استكشاف المريخ، في وقت نكون فيه في منتصف عصر اختلافاتنا على أمور مر عليها 15 قرنا، ولا نزال نتطاحن ونتقاتل حولها، ويحدث كل هذا وكأننا لسنا هنا في هذا الكوكب العتيق، منشغلين بأمورنا راضين بما وفره النفط لنا في الثلاثين سنة الماضية، وما سيوفره لنا من طعام وسيارات وطائرات وأسلحة في الثلاثين سنة القادمة، في أفضل الأحوال، ولن نعرف بعدها ما نفعل فحتى أصابعنا، التي ستكون من قلة الماء وندرة الصابون شديدة القذارة، لن نستطيع العض عليها ندما بسبب غبائنا، فكيف نصدق، ونحن ضمن كل هذا الخضم من التغير والتطور الذي تمر به الدنيا كلها، ان فريقا منا يحرم بيع العقار لمواطن مسلم مثله فقط لأنه من مذهب مخالف؟ أو أن هناك من يحرم مشاهدة الألعاب الأولمبية، أو المشاركة فيها، أو أننا يجب أن نغير اسم «أم كلثوم» إلى «أم الثوم»! فمن يسمع هذا يعتقد أننا انتهينا من قضايا ومسائل التقدم والتطور وإشكالات الأمن والسلامة، وتفرغنا للقضايا الصغيرة ككيفية نتف شعر الإبط! ولو لم يكن الأمر كذلك لما ثار فريق من «علمائنا» على صحة ودقة مواقيت الصلاة، بالساعة والدقيقة، التي تتبع حاليا، فمن يسمع أو يقرأ ذلك يعتقد أننا مثال الدقة في بقية مواعيدنا والتزاماتنا، وهذا غير صحيح طبعا، وهل المهم دقة ساعة الصلاة أم سمو معانيها؟ أما اكتشاف البعض أن «عبادان وقزوين» ليستا من أبواب الجنة الثمانية (الوطن 16/7)، فهو الخبر الذي كنا ننتظره، وهو جدل لا يزال يدور بين مؤيد ومخالف لهذا الوصف، والطريف أن لا أحد اهتم بما يعنيه ذلك بل بصحة المكان فقط، والذي تصادف وجوده في دولة يعتبرونها معادية لهم، مذهبيا وسياسيا! ولا أدري لماذا ينشغل الآخرون في جامعاتهم ومختبراتهم بإنتاج أفضل الأدوية والأمصال، وكل ما يفيد حياة البشر وصحتهم وسعادتهم ورفاهيتهم، ونبقى مشغولين بالفتوى التي أصدرها أستاذ في جامعة الإمام سعود من أن الجنة لا يدخلها غير اصحاب الفرقة الناجية من أهل مدينة محددة ومن تبعهم! وهذا يعني قصر دخولها على بضعة ملايين أو ربما بضعة آلاف وحرمان سبعة بلايين (بلايين) من البشر منها! ولا ننسى في هذه العجالة ما ذكره آية الله مكارم الشيرازي من أن تناول لحم الدجاج ينتج عنه فقد الغيرة والرجولة! وهذه الفتوى كان مصدرها الأول، حسب علمي، السيد كفتارو، مفتي سوريا، وسبق أن كتبنا عنها قبل أكثر من 10 سنوات، ونبش عنها الشيرازي بعد انقطاع الدجاج عن أسواق طهران وارتفاع سعره، علما بان «الجوجه كباب»، كان ولا يزال الأكلة المفضلة لرجال الدين هناك، ومع هذا لم يثبت يوما أن تناولها بتلك الكثرة أثر في خصوبتهم، أما الغيرة فلا نعرف كيف نقيسها، وليست بحساباتنا لانها عاطفة غبية في جزء كبير منها وتدل على عدم الثقة بالنفس، أو هذا ما يقوله علم النفس الحديث!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

حصاد السنين رب ضارة نافعة

قال تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً».
لم أكن أتوقع ردة الفعل بهذه القوة على حضور السفير الإيراني لحفل الاستقبال الرمضاني الذي دعت إليه الحركة الدستورية الاسلامية. وأستطيع ان أُقسّ.م الناس إلى ثلاثة أقسام في طبيعة ردة الفعل وحدتها:
الاول – اعتبر الامر عادياً من منظور انها مناسبة اجتماعية تحدث كل سنة وتوجه فيها الدعوات الى جميع السفارات والمسؤولين في الدولة من دون اعتبار للمواقف السياسية لا من قبل المؤسسات ولا من قبل الافراد، كما ان وصول السفير الى مكان الحفل يستلزم القيام بواجب حسن استقبال الضيف حتى لو كان خصماً سياسياً.
الثاني – انزعج من دعوة السفير، الذي تؤيد بلاده سياسة المجرم بشار الاسد، واستنكر ابتداء، لكنه عندما سمع وقرأ اعتذار «حدس» عن هذه الدعوة المشؤومة قَب.ل العذر وتمنى لو ان الدعوة لم تتم.
الثالث – «ما كذب خبر».. واعتبر سماعه كأنه نازل عليه من السماء، وكما يقول المثل الكويتي «قطو وطقيته بمصير»! لذلك، استعمل كل اشكال الشماتة والتحلطم والشجب والاستنكار ولم يقبل عذرا ولا تبريرا، وأخرج كل ما كان يختلج في قلبه مكتوماً منذ سنوات.
أمّا نحن فنقول «رب ضارة نافعة». فهذا الحدث اظهر مقدار تعاطف الكويتيين مع قضية الشعب السوري وانها احد اهتماماته وأولوياته، كما انه كشف لنا مستوى الكثير من القراء والنقاد والذين يمارسون هواية الكتابة والتغريد، وأوضح لنا طريقة نظرتهم الى الأمور، ناهيك عن انه كشف بعضا من خصومنا الذين لم نكن نظن ان نظرتهم لنا سوداوية لهذه الدرجة! لكن الفائدة التي لا جدال فيها انه نفّس عن هؤلاء وفشّ غلهم بعد ان وجدوا ضالتهم التي كانوا يبحثون عنها منذ سنوات.
* * *
هدايا عبر الأثير
إلى الزميل علي البغلي اهديه ما يلي:
1 – مقالة زميله احمد الصراف في القبس عدد امس الأول (السبت)، الذي تفاءل بالربيع العربي وكيف انه ستكون له آثار إيجابية على بلدانه، وكما ذكر في آخر المقال: «لا شك في ان الخير قادم، وان ببطء، وهذا ما كان ليحدث لولا الربيع العربي».
2 – انتخاب الاسلامي المقريف رئيساً للمؤتمر الوطني في ليبيا. على منافسه مرشح التيار الليبرالي!
ادري كانت الانتخابات الليبية بالنسبة لك هي التي أعطتك الأمل بوجود عقلاء في الأمة أوصلوا الليبراليين للحكم بعد سلسلة من الانتكاسات في بقية دول الربيع العربي (كما كنت تراها)، لكن يا فرحة ما تمت.

إلى الزميل فؤاد الهاشم:
– تقول في مقالك المنشور بالزميلة «الوطن» عدد امس الأول (السبت) «قال خيرت الشاطر للرئيس المصري: ان الهجوم الذي وقع في سيناء وراح ضحيته 19 جنديا مصريا هو نعمة من السماء علينا..». وأسألك بالله اي قمر صناعي وصّل إليك هذه المعلومة؟!
وحتى لا تفقد ما تبقى لك من مصداقية أنصحك ان تستمر بالكتابة عن الطرشي والمعابيج وأخبار سمية وتترك مزاحمة الـ «سي اي إيه» في رصد الاخبار.