كل الذي يحدث الآن في الكويت، وكل ما تشاهده عزيزي الصائم، هو قتال على عقارب الساعة… فريق يقاتل لإجبار العقارب على الزحف إلى الخلف، والفريق المقابل يطالب بإعطائها حرية تحديد المصير، فلا إكراه في الزحف.
وإذا كان التكنولوجيون يزعمون أن ستيف جوبز بتفاحته المأكول طرفها (مخترع الآيفون والآيباد) قد دفع بالعالم إلى الأمام سنوات عدة، مختصراً الزمن باختراعه، فإن الجماعة عندنا، بحكومتها الملحوسة وقراراتها “المعفوسة” غير المدروسة، استطاعت (أتحدث عن الجماعة، وأقصد دائرة القرار) إعادة الزمن إلى الخلف! اختراع مقابل اختراع والبادئ أظلم.
وفي أوساط كبار السن من النساء، وأشباههن من الذكور، تتردد مقولة “فلان ماهو من مواخيذنا” أو “فلانة ماهي من مواخيذنا”، ولغير الناطقين بلهجتنا الغراء، هذه الجملة تعني أنه لا يصلح زوجاً لابنتنا، أو لا تصلح زوجة لابننا، وهي جملة ملونة بالعنصرية الغامقة، ومغلفة بالطبقية الداكنة، وهي من العادات التي يطبقها بعضنا رغم ادعائه التدين! الجملة ذاتها ترددها الجماعة عندنا (جماعة القرار) إذا عُرض عليها رأي سديد أو نصيحة ثمينة سمينة.
ولشدة عناد الجماعة، سبق لي أن اقترحت على المعارضة أن نمتدح كل فكرة سيئة، ونذم كل رأي سديد، فتعاندنا الجماعة، كعادتها، وتفعل ما نريده حقاً، فنلطم في العلن، ونرقص في غرفنا، وترقص قبلنا الكويت. لكننا نسينا الخطة، فرُحنا نمتدح الأغلبية وأداءها بعبط فاخر، فغرقت تايتانيك، أو قل أُغرقت تايتانيك.
لكن معلش، سنبدأ من جديد تنفيذ الخطة… ويا سلام على مجلس 2009، ويا سلام على الحكومة، وألف سلام على الوزيرة “المحللة” رولا دشتي (لولا خشيتي من انكشاف الخطة لعلقت على قبولها المنصب)… والدلة يا ولد.