عادل عبدالله المطيري

لعنة الدوائر ومجلس الرعب

بالعودة الى الحكم القضائي الصادر من المحكمة الدستورية والذي أبطل مجلس امة 2012 ورد في منطوق حكم المحكمة رأيها او السبب الذي من اجله أبطلت الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو بالتحديد سبب واحد فقط لا غير – ان وزراء الحكومة كانوا مستقيلين ولم يتطرق حكم المحكمة الى أي أسباب أخرى أوردتها مقدمة الطعن صفاء الهاشم وهو على سبيل المثال لا الحصر ـ كبر حجم الدائرة الانتخابية وعدم المساواة في القوة التصويتية ـ وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المحكمة الدستورية لم تهتم لهذا (الدفع القانوني) ولم تعلق عليه أصلا، وهذا اكبر دليل على ان حجة عدم المساواة في أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية – هي حجة غير قانونية ولذلك لم تستند اليها المحكمة الدستورية في حكمها الشهير والأخير الذي أبطل فيه الانتخابات البرلمانية لعام 2012 ومجلس الأمة بالتبعية..

اذن التحجج بعدم المساواة في القوة التصويتية لقانون الانتخاب، والحديث عن تحصين قانون الانتخابات بالذهاب للمحكمة الدستورية ـ هو كلام سياسي فارغ ـ لا يمت للدستور والقانون بصلة..

ولو سلمنا بعدم دستورية قانون الانتخاب الحالي جدلا، فعدم الشرعية ستطول ايضا مجلس امة 2009 لانه قائم على اساس قانون الخمس دوائر غير الدستوري.

ولو عدنا أيضا الى قانون الانتخاب الأقدم ذي الدوائر الـ 25 لوجدنا لعنة «عدم المساواة» تلاحقنا ايضا، فهناك دوائر انتخابية بعدد ناخبين لا يتجاوز الثلاثة آلاف، ودائرة أخرى بعشرة آلاف ناخب وكلتاهما لهما «نائبان في البرلمان».

عن أي مساواة يتحدثون، لا يمكن أن تحققوا العدالة بين الدوائر الانتخابية لا في العدد ولا في القرب الجغرافي، اذن لابد ان تعاد الانتخابات البرلمانية على أساس قانون الـ5 دوائر الحالي، ومن ثم فنتحول الى نظام الدائرة الانتخابية الواحدة بـ5 أصوات للناخبين ان لم يكن أكثر، لتتشكل أغلبية برلمانية متجانسة تستطيع ان تنجز وتحقق الأهداف التي انتخبت من اجلها.

فيلم مجلس 2009 الجزء الأخير: يبدو ان مجلس أمة 2009 سيدخل التاريخ السياسي من أوسع أبوابه، لكثرة الجدل السياسي والدستوري الذي أثاره بقاؤه وحتى رحيله، فهذا المجلس أصبح كفيلم الرعب الشهير saw كلما قلنا انتهى جزء ظهر له جزء آخر جديد.

كذلك المخرج السياسي لهذا الفيلم الرعب او المجلس الرعب 2009 أيضا يريد جزءا جديدا، تقسم فيه الحكومة الجديدة امام البرلمان لتكتسب الشرعية الدستورية، ربما تفهمت الجماهير ذلك، ولكن هناك تسريبات تؤكد ان السيناريو هذا تم تعديله لتضاف مشاهد جديدة ستثير الجدل وربما الريبة، كأن يناقش المجلس مشروعا لتعديل الدوائر الانتخابية.

 

محمد الوشيحي

ماهي من مواخيذنا

كل الذي يحدث الآن في الكويت، وكل ما تشاهده عزيزي الصائم، هو قتال على عقارب الساعة… فريق يقاتل لإجبار العقارب على الزحف إلى الخلف، والفريق المقابل يطالب بإعطائها حرية تحديد المصير، فلا إكراه في الزحف.
وإذا كان التكنولوجيون يزعمون أن ستيف جوبز بتفاحته المأكول طرفها (مخترع الآيفون والآيباد) قد دفع بالعالم إلى الأمام سنوات عدة، مختصراً الزمن باختراعه، فإن الجماعة عندنا، بحكومتها الملحوسة وقراراتها “المعفوسة” غير المدروسة، استطاعت (أتحدث عن الجماعة، وأقصد دائرة القرار) إعادة الزمن إلى الخلف! اختراع مقابل اختراع والبادئ أظلم.
وفي أوساط كبار السن من النساء، وأشباههن من الذكور، تتردد مقولة “فلان ماهو من مواخيذنا” أو “فلانة ماهي من مواخيذنا”، ولغير الناطقين بلهجتنا الغراء، هذه الجملة تعني أنه لا يصلح زوجاً لابنتنا، أو لا تصلح زوجة لابننا، وهي جملة ملونة بالعنصرية الغامقة، ومغلفة بالطبقية الداكنة، وهي من العادات التي يطبقها بعضنا رغم ادعائه التدين! الجملة ذاتها ترددها الجماعة عندنا (جماعة القرار) إذا عُرض عليها رأي سديد أو نصيحة ثمينة سمينة.
ولشدة عناد الجماعة، سبق لي أن اقترحت على المعارضة أن نمتدح كل فكرة سيئة، ونذم كل رأي سديد، فتعاندنا الجماعة، كعادتها، وتفعل ما نريده حقاً، فنلطم في العلن، ونرقص في غرفنا، وترقص قبلنا الكويت. لكننا نسينا الخطة، فرُحنا نمتدح الأغلبية وأداءها بعبط فاخر، فغرقت تايتانيك، أو قل أُغرقت تايتانيك.
لكن معلش، سنبدأ من جديد تنفيذ الخطة… ويا سلام على مجلس 2009، ويا سلام على الحكومة، وألف سلام على الوزيرة “المحللة” رولا دشتي (لولا خشيتي من انكشاف الخطة لعلقت على قبولها المنصب)… والدلة يا ولد.

سامي النصف

الحرارة 55 والطابور الخامس والدوائر الخمس

  أدمنا في الكويت الشكوى من كل شيء، والخطأ في كل شيء، ومن ذلك الشكوى المريرة هذه الايام من وصول درجة الحرارة إلى 55 درجة مئوية في الظل، رغم أن المعاناة الحقيقية من تلك الحرارة المرتفعة ليست علينا، بل على «كومبروسر» التكييف في السيارة والمنزل ومقار العمل، حيث سيعمل ساعات إضافية دون مقابل لخفض الحرارة للمستوى المريح الذي نوده ونرغبه.

***

في ولاية أريزونا الصحراوية الأميركية حيث درس الابناء، تصل الحرارة هناك الى ما يقارب الحرارة هنا دون شكوى، بل وتعتبر تلك الولاية الأكثر زيادة بالسكان مقارنة بالولايات الأخرى بسبب هجرة سكان الولايات الباردة اليها، الغريب أنك ترى العجائز هناك وهم يقودون الدراجات الهوائية لمقار عملهم أو للتسوق، لذا لنقلل الشكوى من أوضاعنا التي يحسدنا عليها أغلب الناس ولنحمد الله على النعمة، فلا فيضان ولا تسونامي ولا بركان ولا أعاصير ولا زلازل.. والأخيرة فيها نظر!

***

شاهدت على الـ«يوتيوب» مخلوقا غريبا يطلق على نفسه مسمى ناشط سياسي «كويتي» عيونه ليست مستطيلة كباقي البشر، بل مدورة على شكل رقم خمس وخمسين، وهو يشتم رجال الأمن الكويتيين المناط بهم فض التجمهرات غير المرخصة ويقول إنهم جبناء هربوا من أمام جيش صدام ورموا ملابسهم الرسمية في صناديق القمامة، وفي ذلك تبنٍ لأكاذيب أعداء الكويت، مما يجعل ذلك الناشط ضمن الطابور الخامس المعادي ويستلزم الأمر المقاضاة والمحاسبة الشديدة والنظر في أحقيته في الجنسية الكويتية التي يشتم جيشها ورجال أمنها ولا شيء أقل من ذلك، ولن نسأل ذلك الدعي عما فعله ابان غزو صدام.

***

والشيء بالشيء يذكر، فعندما أرسل المرشح حازم أبوإسماعيل زبانيته ومأجوريه للهجوم على وزارة الدفاع المصرية بالعباسية، ذكر ممثله المدعو جمال صابر في لقاء متلفز قبل طرده منه أن الجيش المصري أسد عليهم ونعامة في الحروب، فتمت مقاضاته على ذلك القول القميء.

المضحك ابان تلك الاحداث ظهور دكتورة جامعية في لقاء متلفز آخر قالت فيه للمذيع: لا أعلم لماذا يتعرض الجيش لأبنائي الطلبة المتظاهرين وهم يقومون باحتجاج سلمي لا يستخدمون فيه سوى الحجارة والعصي (!)

وقد وددت في حينها لو أن المذيع أخرج من تحت الطاولة حجرا بحجم اليد وضربها به على رأسها الفارغ وأكمل عمله بضربها بعصا غليظة على وجهها العكر لتعلم بديهة ان الاحتجاج السلمي لا حجارة ولا عصي فيه.

***

آخر محطة: هل يمكن وقف عنادنا السياسي المدمر؟! محكمة دستورية بيدها إبطال الانتخابات النيابية القادمة تقول بشكل مسبق إن النظام الانتخابي الحالي (الدوائر الخمس) غير دستوري، فيقال ولو.. سنذهب للانتخابات القادمة على نفس النظام المطعون فيه! يعني عنزة ولو طارت وحلب حتى لو كان الواقف.. ثور!».

احمد الصراف

وفضالة وعمالة وأسف ربيع

1 – كانت وسائل الإعلام الغربية أول من استخدم تعبير «الربيع العربي» في وصف حالة الغليان التي اجتاحت الوطن العربي قبل أقل من سنتين، والتي لم تستثن دولة واحدة من خيرها أو شرها! وقد بدأت الانتفاضات، التي تحولت لمسيرات حاشدة واضرابات، ومن ثم لثورات شعبية عارمة، في شتاء 2010، وبالتالي لا علاقة للتسمية بفصل الربيع! ويعتقد البعض ان التسمية تعني «الانتفاضة العربية»، وقد لا يكون هذا دقيقا، فالمراقبون يجمعون على أن للتسمية علاقة بما حدث في تشيكوسلوفاكيا في الفترة من يناير إلى أغسطس 1968، عندما انتخب دوبتشك رئيسا لها وحاول أثناء ذلك التخلص من الحكم السوفيتي لبلاده، ولكن الدبابات السوفيتية سحقت انتفاضته وأخرجته من الحكم إلى السجن! وهنا نجد أيضا أن ليس لفصل الربيع علاقة بالأمر. وورد في أحد المواقع الإلكترونية أن التعبير يعود للأديب الأميركي الاسباني الأصل «جورج سنتانا»، والذي كان يوما يلقي محاضرة في الجامعة، حيث كان يعمل، وكان الوقت ربيعا، وفجأة نظر من خلال نافذة الفصل إلى الحديقة في الخارج، وتوقف عن الشرح، وسرح بذهنه برهة، وفجأة استدار لطلبته وقال: معذرة، لن استطيع الاستمرار في هذا، إنني على موعد مع الربيع! وهنا جمع أوراقه ووضعها في حقيبته وترك الفصل، ولم يعد للتدريس ثانية، وبالتالي اصبحت عبارته تطلق على كل من يقدم على أمر يتضمن تغييرا كبيراً في حياته، ويحتاج لشجاعة للإقدام عليه، وأصبح من حق كل من لا يعجبه أمر ما أن يقوم بتغييره، سلما أو حربا، لأنه على موعد مع الربيع! وورد في الموقع نفسه أن هذا التفسير منقول من كتاب «ترانيم الحب والعذاب» للكاتب المصري «عبدالوهاب مطاوع»! وبالتالي للقارئ اختيار التفسير الذي يرضيه أكثر من غيره.
2 – ستنطلق من مصر بعد أيام أول قناة فضائية إسلامية تكون جميع مقدمات البرامج فيها من المنقبات! وستتخصص القناة للاهتمام بشؤون المرأة المنقبة إضافة إلى كل ما يتعلق بها في السنة النبوية.
3 – انتصف رمضان ولا يزال المواطن الكويتي حسين الفضالة غائبا عن أهله! والمؤسف أنه خلال فترة غيابه تغيرت أكثر من حكومة، ولم تفكر اي منها في تقديم تفسير لأسرته عن مكان وجوده، وهل لا يزال حيا يرزق، وما هو مصيره؟ فالظاهر أن الجميع مشغول عن مصيره بـ «لا شي»! فهل نأمل في التفاتة من وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد لموضوع هذا المواطن، وطمأنة أهله عن مصيره، أو على الأقل أن يخبرهم بما تقوم به الوزارة مع الجهات الخاطفة أو التي تحتجزه، إن وجدت! نأمل أن يعود الفضالة لأسرته وأحبته قبل العيد؟
4 – صرح السيد جمال الدوسري وكيل شؤون العمل المساعد، ان الوزارة تبحث حاليا في العمالة الوافدة التي لم تسجل شركاتها حتى الآن في نظام المكينة، لافتا الى ان عدد الشركات تلك يصل الى 28 ألف شركة، وأن الارقام الاولية تشير الى ان عدد العمالة في تلك الشركات غير المسجلة يصل الى 70 ألف عامل، أو أقل! فهل تصدقون حدوث ذلك في دولة بها مئات آلاف الكمبيوترات، وامنها يعرف دبيب النملة، إن احتاج ان يعرف! وإذا كان عدد الشركات غير المسجلة هو 28 ألفا فكم هو إجمالي عدد الشركات؟ وهل نحن تجاريا بنفس نشاط مدينة نيويورك ولا نعرف، أم أن تأسيس الشركات هو الأسلوب الأفضل للمتاجرة بالبشر؟

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

رمضانيات (3): مناقب «أسود الوجه»!

 

أصحاب الأعمال السيئة القبيحة… معدومو الأخلاق… يُعرفون في مجتمعنا الخليجي بـ «سودان الوجه»… جمع «أسود وجه»… وفي كلهم سواد! ليس مهماً لهم إن كانوا في شهر رمضان المبارك بعظمته وجلال مقامه عند الله… أم في سائر شهور السنة… هم هكذا يعيشون في أعلى درجات الخسّة والنذالة.

ولم أكن – كما هو الحال مع الكثيرين غيري – مستغرباً مما برز على السطح من نماذج في أوطاننا العربية منذ انطلاق الحركات الشعبية المطالبة بالحقوق… زعماً أنهم: مفكرون وكتاب ومثقفون وسياسيون وحقوقيون وناشطون وفنانون… أقول زعماً… فما أن شاهدهم ملايين المشاهدين العرب في فضائيات ووسائل إعلامية مختلفة وعبر عواصم مختلفة حتى اكتشفوا هول المصيبة حين تحول هؤلاء (سودان الوجه) إلى طرف للتنكيل والنيل من الشعوب العربية، والوقوف إلى صف الاستبداد والتسلط ضد المسار الديمقراطي والحقوق والإنساني.

ويمكن اختصار القول في: «إن كل بني آدم يتحول إلى بهيمة فلا يميز بين الحق والباطل… لا يفرق بين الطيب والخبيث… ويقابل الناس بالأرذل من القول والساقط من العمل هو أسود وجه»… وهؤلاء يا جماعة الخير… وأقصد أعزكم الله «سودان الوجه»… لهم مناقب! نعم، أصبحت لهم جملة من المناقب والمآثر والخصال المطلوبة اليوم لدى الكثير من الحكومات ذات النزعة الاستبدادية… بعضهم يمكن تصنيفه ضمن الجرذان وآخر ضمن الخفافيش وثالث يمكن اعتباره سيفاً مسلطاً على رقاب خلق الله ورابع تجده بارعاً في انتهاك أعراض الناس والنيل من حرمات البيوت وهكذا…

على أي حال… جحافل «سودان الوجه» في المجتمعات العربية والإسلامية هي من أقوى الجيوش (زعماً أيضاً) للنيل من مطالب الشعوب والقضاء على الحركات الشعبية والثورات… هنا، يطرح الروائي المصري علاء الآسيوي تحت عنوان: «كيف تقضي على الثورة» نماذج من (سودان الوجه) موجهاً نصائحه إلى (الجنرال) مستهلاً بالقول: «أيها الجنرال، إذا فاجأتك الثورة لا تفزع. إياك أن تخاف من مشهد ملايين المتظاهرين الغاضبين. اهدأ… التقط أنفاسك وتمالك نفسك… اعلم أن الثورة حالة استثنائية… لحظة إنسانية نادرة يتصرف فيها الناس بشجاعة ويندفعون إلى الموت دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم».

الروائي والكاتب الأسواني وضع ست خطوات للقضاء على الثورات في أسلوب «تهكمي ساخر عجيب»، لكن سأسوق الخطوتين الثانية والثالثة هنا… ففي الخطوة الثانية يقول الكاتب: «إياك أن تخضع لمطالب الثوار وتغير شيئاً من النظام القديم! ذلك خطأ فاحش… فى البداية سيضغطون عليك بشدة من أجل التغيير… انتظر حتى تصل ضغوطهم إلى ذروتها، ثم قم بتغيير صغير شكلي لا يمس قواعد النظام القديم… ماذا يفعل ربان السفينة إذا شارفت على الغرق؟! إنه يلقي إلى البحر ببعض الأشياء الثقيلة حتى تسترد السفينة توازنها… هذا ما يجب أن تفعله… اختر بعض الشخصيات السياسية المكروهة من الشعب… اقبض عليهم وقدمهم إلى المحاكمة… يجب أن تكون محاكماتهم بطيئة معقدة كثيرة الإجراءات حتى ينسى الناس فى النهاية الغرض منها.

اجتمع بهؤلاء المكروهين واشرح لهم أنك لن تتخلَّ عنهم أبداً… قل لهم إن أحداً لن يؤذيهم وأن محاكماتهم مجرد إجراء سياسى لامتصاص غضب الشعب لا أكثر ولا أقل… اجعلهم ينعمون بحياة مترفة داخل السجن وكأنهم مازالوا يعيشون فى قصورهم… إياك أن تتخلى عن أعضاء النظام القديم… هؤلاء هم جنودك المخلصون… لو فرطت فيهم لن تجد لهم بديلاً وستجد نفسك وحيداً بلا سند أمام شعب غاضب. إن القاضى الفاسد الذى تملى عليه الأحكام بالتليفون ووكيل النيابة الذى يفسد بيده أدلة الاتهام بناء على طلبك والمذيعة الشهيرة التى تتلقى يومياً تعليمات الأمن قبل التصوير وضابط الشرطة الجلاد الذى يعذب ويقتل عشرات الناس دفاعاً عن النظام… هذه النماذج نادرة إياك أن تضيعها من يدك… اجتمع بهم سراً وأكد لهم أن النظام القديم كما هو لم ولن يتغير، ثم أجزل لهم العطاء حتى يتفانوا فى الدفاع عنك.

الخطوة الثالثة وضعها الأسواني تحت عنوان: «اترك أحوال البلد تتدهور حتى تصل إلى الحضيض»… وفيها يقول: «يجب أن تفهم كيف حدثت الثورة… لقد كان المجتمع منقسماً إلى ثلاثة أقسام: المستفيدون من النظام والثوريون والناس العاديون… الثوريون كان عددهم قليلاً وتأثيرهم ضعيفاً لأن النظام كان يقمعهم باستمرار… القطاع الأعرض من الشعب كان ينتمى إلى الناس العاديين الذين كانوا متضررين من النظام، لكنهم لا يملكون شجاعة الاعتراض… لقد حدثت الثورة عندما نجح الثوريون فى إقناع العاديين بالانضمام إليهم.

هنا نقطة ضعف الثورة التى يجب أن توجه إليها ضرباتك… يجب أن تضغط على الناس العاديين حتى يعودوا إلى مقاعد المتفرجين… يجب أن تتفاقم الأزمات فى كل مكان… الفلاحون يجب أن تنقطع عنهم مياه الري ولا يجدوا الأسمدة حتى يفسد المحصول وتبور الأرض… العمال يجب أن يلقى بهم فى الشارع لأن المصانع توقفت… الموظفون يجب أن تتأخر رواتبهم وتلغى العلاوات التى وعدوا بها… يجب أن تختفي الشرطة تماماً وتنتشر السرقة والاعتداءات والبلطجة. يجب أن يندس عملاء الأمن بين المتظاهرين ليعطلوا المرافق ويقطعوا خطوط السكك الحديدية… فى الوقت نفسه فإن عملاءك فى الإعلام يجب أن يقودوا حملة منظمة لترويع الناس… يجب أن يضخموا من تأثير الأزمة ويلصقوا كل المشكلات بالثورة حتى تترسخ فى أذهان الناس فكرة أن البلد يقترب من المجاعة والفوضى بسبب الثورة. الثورة وحدها… و… (للحديث بقية).

مبارك الدويلة

عقيدة العلماني

العلمانيون عندنا يؤكدون انتسابهم للإسلام، وإيمانهم بعقيدته مع تبنيهم لمبدأ فصل الدين عن الدولة، وينزعجون عندما تنتقد أفكارهم، ويتهمون خصومهم بانهم نصبوا انفسهم أوصياء على الدين!
واليوم سنناقش أحد مظاهر العلمانية، وهي استنكار كلام للشيخ الفاضل عبد الرحمن عبدالخالق ذكر فيه بعضا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم التي ثبتت بالسند الصحيح، ووردت في كتب الصحاح، الا ان بعضهم يقارنها بحوادث في اول ايام البعثة، حيث كان المؤمنون في حاجة الى هذه المعجزات، الا انها لم تحدث!
مشكلة العلمانيين انهم ينظرون إلى الأمور من منظور مادي ليس للروحانيات فيه نصيب، وهم حريصون على التشكيك اكثر من حرصهم على معرفة الحقيقة، وهذا واضح لمن يتابع كتاباتهم، حيث انهم كثيرو الإعجاب برموز اليهود والنصارى، ويطالبون بالاتعاظ بهم، والاقتداء بسيرهم اكثر من إعجابهم بالرموز الاسلامية التي يزخر بها التاريخ الاسلامي! ومع هذا سنعلق على بعض ما يكتبون، لنزيل اللبس الذي قد يحدثه لمن يقرأه.
المعجزات النبوية حدثت في جميع مراحل حياة الرسول (ص)، في صغره وفي شبابه، قبل الهجرة وبعد الهجرة. واكبر معجزة حدثت قبل الهجرة هي الإسراء والمعراج، حيث انتقل في ليلة واحدة من مكة الى بيت المقدس، وصلى في جميع الانبياء، ثم ركب البراق وصعد الى السماوات السبع، ورأى الجنة وما سيكون فيها، وفتحت له النار، ورأى ما سيكون فيها، ثم رجع الى مكة. كل هذا في ليلة واحدة. فضلا عن حادثة الهجرة وطريقة خروجه من بيته، ثم الاختباء في غار ثور والعنكبوت والحمامة، وكثير من الاحداث والمعجزات التي درسناها في مناهج وزارة التربية وكلها صحيحة. ولعل قلة معجزاته اثناء الحصار الجائر لبني هاشم في بدايات الدعوة هو ان الله أراد ان تتكون القاعدة الصلبة التي ستقوم عليها قواعد البناء للدولة الاسلامية، فمر المسلمون بشيء من الابتلاء والتمحيص، ليثبت اصحاب الايمان الصلب. كما ان الله أراد ان يفهم الناس ان هذا النبي ما هو الا بشر يمرض ويتعب ويفرح ويحزن حتى لا يأتي المغالون ويؤلهون الرسول، ويعبدونه كما فعل النصارى بعد عيسى عليه السلام!
إذن ما أورده الشيخ عبد الخالق في محاضرته صحيح، وليس بغريب ولا يتعارض مع ما درسناه في مدارسنا، بل يتعارض مع ما يختلج في قلب بعض المنتسبين لهذا الدين والمشككين في عقيدته!؟

أول الغيث
تم الاعلان أخيرا عن تأسيس حزب جديد في دولة الامارات الشقيقة، اسمه حزب الامة، وتم الاعلان عن اسماء مؤسسيه وأهدافهم! وقد جاء هذا التطور بعد الاحداث الاخيرة التي حدثت في هذه الدولة الشقيقة، ويرى المراقبون ان هذا الحدث هو اول ردة فعل، وقد تتبعه تطورات كثيرة، كما ان منظمات دولية وإقليمية ارسلت مندوبيها للاطلاع عن قرب على مجريات الاحداث، وكتبت تقاريرها عما يجري هناك. وأنصح كل مهتم بالشأن الخليجي ألا يستمع الى توصيات الفلول وبقايا ازلام زكي بدر، فهؤلاء خربوا بلدهم، وما نفعوها بشيء حتى تم طردهم منها، فكيف نأتي بهم في الخليج، ونوكل إليهم تدريس اجهزة الأمن عندنا؟ ها هي نتائج نصائحهم قد ظهرت والله يستر من القادم!