احمد الصراف

تشويه السيرة

ليس لأحد مكانة عالية لدى جماعة السلف كالتي يحظى بها السيد عبدالرحمن عبدالخالق، معلمهم الأكبر! وسبق أن ذكرت في مقال سابق تجربة صديق حاول، خلال محاضرة توجيه سؤال فطلب منه الانصات لان الرجل لا يجادل! ولكن في قراءة سريعة لمقال كتبه في الوطن في 20/7، نجد أن فكره لا يختلف مثل فكر بقية السلف ومن سار في ركبهم من إخوان وغيرهم، فهو فكر مثير للاستغراب والحيرة، ولا يعرف بالدقة المقصود منه، والغريب انه بالرغم من ذلك نجحت أفكاره في السيطرة على آراء ومواقف فئة يفترض أنها «مثقفة» ومدركة ولها تجاربها العريضة وسبق أن تلقت تعليمها في أفضل المدارس وانهتها بدراسات عالية في أرقى جامعات الغرب، ثم تأتي اليوم وتسلم أمرها وعقلها لفكر وعقل مثل هؤلاء من دون «احم ولا دستور»! فمن المعروف تاريخيا، طبقا لما ورد في كتب التراث أن النبي واجه في بداية رسالته معارضة شرسة من قريش! وفي محاولة من مناوئيه للضغط على المؤمنين به للعودة عن إيمانهم، فرضوا عليهم مقاطعة تامة، وأوقفوا التعامل معهم، فاضطر هؤلاء للنزوح والسكن في شعاب مكة، من غير مال ولا طعام ولا سقف يؤويهم، وهناك ساءت احوالهم كثيرا، كما ورد في كتب التراث والمدرسية، وواجهتهم مجاعة شديدة واضطر البعض للهجرة للحبشة! كما كاد النبي أن يقتل في غزوة أحد عندما خالف الرماة أوامره، ولولا أن حمته أجساد صحبه المخلصين لتمكن منه جند خالد بن الوليد! كما كان النبي يستشير الصحابة في كل غزوة قبل اختيار مكان نصب معسكر جيشه، والتأكد من وجود مورد ماء أو بئر بقربهم، لئلا ينقطعوا عنه. وقرأنا في كتب السيرة والمدرسة ان النبي اضطر في أكثر من مناسبة لأن يستدين لتمويل غزواته، وفي مرة رهن ترسه عند يهودي مقابل دين! ولكن ما ذكره السيد عبدالرحمن عبدالخالق في مقاله في الوطن تعارض تماما مع كل ما درسناه في مدارس الدولة، واطلعنا عليه في كتب التراث، فإما أن الذي قاله صحيح، وبالتالي على وزارة التربية تعديل مناهجها، أو أن الأخ يبالغ في ما روى، وعلى اتباعه إعادة النظر في موقفهم منه، حيث يقول في مقاله إن من معجزات النبي تكثير الماء القليل ليكون كثيرا، وتكثير الطعام القليل ليكفي جيشاً كاملاً، ونزول المطر بدعائه في التو والحال، وتكثير المقدار القليل من الذهب ليصبح كثيرا! وكان المقدار القليل من التمر يصبح كثيراً بين يديه، وأن المسلمين كانوا في سفر أو حضر يلجأون الى الرسول صلى الله عليه وسلم فيسقيهم الله ببركة من بركات هذا النبي وبآية من آيات الله، وقد جاء هذا بصور كثيرة، فتارة ينبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فيشرب القوم ويملأون قرابهم وهم عدد كبير، وتارة يبارك الرسول في مزادة فتنفجر بالماء الى ان يسقي القوم، وتارة يضرب الرسول سهماً في بئر جافة فتفور بالماء، وتارة يبارك على عين جافة فيجري ماؤها.. إلى آخر ذلك من معجزات وخوارق! وهنا نحن لسنا بصدد ترجيح رأي على آخر، فجهلنا كاف علينا، ولكن، من أجل ألا يشمت أحد بنا، علينا أن نتفق على ما يرويه البعض، وخاصة الكبار (!) مقارنة بما يرد في الكتب المدرسية على الأقل، وأخيرا هل نحن حقا بحاجة لمثل هذا الكلام عن شخصية تاريخية صمدت لأكثر من 14 قرنا؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نعم… الحكم لله

أسلوبك في الكتابة يدل على نفسيتك اثناء كتابتك.. فعندما تطرح رأيا مرافقا لعبارات التسفيه والتحقير، سيكون بلا شك رأيا غير مؤثر، وكلما شطح الكاتب في اسلوبه قلّ اقتناع القارئ بما يكتب. صاحبنا اللي مدحناه بالأمس بالكاتب الكبير، يريدنا ان نندم على تلك العبارة، بسبب استمراره بأسلوب في الكتابة لا يليق بالكتّاب الكبار! ومقالة امس في القبس وصل التطرف فيها مداه، مستخدما عبارات التحقير لخصومه والاستهزاء والسخرية!
عندما يريد ان يتحدث عن الأغلبية البرلمانية، التي قررت مقاطعة الانتخابات ان تم تعديل الدوائر من طرف واحد فقط، يقول عنهم «جماعة المقاطعة من متخلفي السلف والتلف..»، وعندما يريد ان ينعت النواب الاسلاميين من الأغلبية يقول عنهم «فهذه الجماعة المنافقة والمدلسة…»!! وعندما يريد ان يصف شعار «الحكم لله»، يقول «سيختفي هذا الشعار ويبرز الشعار الحقيقي لخوارج القرن العشرين: الحكم لله»! ثم يختم بعبارات شوارعية لا تليق أبدا بمنظر لتيار سياسي يؤمن باحترام الرأي الاخر، فيقول عن نواب المعارضة السياسية «ام انهم كما هم: كذابون ومدلسون…».
كل هذه الشتائم والعبارات البعيدة عن اللباقة والكياسة من اجل الاعتراض على شعارات للتيار الاسلامي، يطرحها نوابه في مسيرتهم البرلمانية، ومنها ان «الحكم لله». وصاحبنا يريد ان يثبت ان هذا الشعار يتعارض مع المادة السادسة من الدستور «…السيادة فيه للامة مصدر السلطات…»، ونقول باختصار لصاحبنا هذا: ان الحكم لله ليس شعارا انتخابيا بل هو حقيقة كونية ومعلومة بالفطرة. ان الله سبحانه هو المتحكم بهذا الكون يسيره كيفما أراد سبحانه وتعالى، وان رفع هذه الراية يستلزم منهم العمل على توجيه الامة لتبني الحكم الشرعي، فالظروف التي جعلت الامة تبتعد عن الأخذ بأحكام الشريعة في بعض المسائل، كما هو حاصل اليوم، ممكن ان تتغير بالتوجيه والاقناع والحوار الراقي الى ما نصبو اليه من استكمال تطبيق الشريعة، ويشجعنا لذلك انها ــ اي استكمال تطبيق الشريعة ــ رغبة سامية.
الخلاصة اننا كل يوم يتأكد لنا اهمية وجود ميثاق شرف للكلمة بين من يتصدى للكتابة حتى نرقى في صحافتنا، وعندها تكون انتقاداتنا لخصومنا مقبولة وتجد آذانا صاغية، واذكر انني كتبت مرة عبارة «غلمان بني علمان» فنصحت بشطبها بحجة انها لا تليق بالمقال! لو يشوف مقال صاحبنا شراح يقول؟!

@ ابو مساعد وأم عيسى

وليد الطبطبائي أخذ اصغر زوجاته قبل يومين وغادر الى مخيمات اللاجئين السوريين! لم يمنعه الصيام ولا قرب الانتخابات ولا الحر الشديد عن اداء واجب انساني! لو قام بهذا العمل سياسي اجنبي لبادر كتاب التوجهات الليبرالية الى كيل المديح له وضرب الأمثلة به، لكن مادام انه وليد طبطبائي وزوجته التي تعتبر اول امرأة عربية وخليجية تزور مخيمات اللاجئين السوريين، فان الامر يتحول الى سخرية وتطنز وتدخل في النوايا! لك الله يا بومساعد.