احمد الصراف

كلام يخاطب العقل وليس القلب

ورد في مقال للزميل رشيد الخيون أن الشاعر العراقي الزهاوي، عندما كان نائبا عن بغداد في البرلمان العثماني، عام 1914، تبين له ان العائد من بعض الأوقاف يمنح لقارئي كتاب «البخاري» على سطح البواخر! فتساءل: اننا نعرف أن البواخر تسير بالبخار لا بـ«البخاري»؟ فلماذا لا تُنفق الواردات على نشر التعليم ليتقن الناس استعمال البخار ما دام هو الذي يُسيّر البواخر، بدل انفاقها على قراءة «البُخاري»، الذي ليس له في تسييرها دور! ضج المجلس لكلامه، وهجم عليه البعض يريد ضربه! تذكرت هذا وأنا أقرأ مقالا للكاتب كامل اللامي، موجهاً للسيد علي السيستاني، المرجع الأعلى، يبث فيه مواجعه للممارسات الخاطئة التي يقترفها البعض باسم المذهب، وبموافقته، ويعترض على مقولته «ان كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء»، ولكل المغالاة التي يراها في محبة أهل البيت بصورة تفوق من هم أعلى منهم. ويقول انه لم يسمع بأن النبيين والمرسلين لطموا وجُنّوا وبكوا وأقاموا العزاء سنوياً لفقدهم ولداً أو أخاً أو زوجة، بل آمنوا بأن ما أصابهم انما هو قدر الله وأمره وعليهم الإيمان به. وعندما فقد النبي ولده ابراهيم، قال: «ان العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون»! فما لطم وما بكى وما صرخ وما ضرب الزنجيل وما طبر رأسه بسيفه، وما أمر قومه وأصحابه بإقامة العزاء سنوياً! وحين استشهد الامام علي ما طبر الحسن والحسين رأسيهما بسيفيهما، وما أقاما العزاء سنوياً، وما أمرا الناس بذلك، انما قالا: «انا لله وانا إليه راجعون». وقال ان علينا ازالة ما علق بالمذهب من شوائب دخلت عليه بقصد أو بجهل لتشويهه، وما تحريم شائبة التطبير الا خطوة للاصلاح. كما طالبه، ضمن أمور أخرى، بالسعي الى تفسير القرآن تفسيراً يُفهم من قبل كل مسلمي العالم في الشرق والغرب، وليس فقط شيعة العراق، الذين يفهمون أن القرآن نزل لأجل أهل الكساء، وما خُلقت السماوات والأرض إلا لأجلهم! وهي روايات، برأي الكاتب اللامي، لا صحة لها! وقام الكاتب بتوجيه مجموعة أسئلة للسيد السيستاني تتعلق بميزانية الحوزة وما يرده من خمس وواردات الأئمة والتبرعات الأخرى. كما طالبه بالافصاح عن كم الأموال التي تصرف على «الشعائر الحسينية» سنويا. وكم مسجدا بني وكم مدرسة علمية نموذجية أنشئت لأطفال العراق، مكان مدارس الطين الحالية. وكم بيتا بني لإيواء ملايين الأرامل والأيتام الذي يعيشون في العراء، صيفا وشتاء، وكم مولد كهرباء تم شراؤه لإنارة ليالي الفقراء والمعوزين، علما بأن مولدات المراقد تكفي لإضاءة مئات القرى البائسة؟ وتساءل: هل الأئمة بحاجة حقا الى ما يقام لهم سنويا من مآتم تنفق فيها ملايين الدولارات وتضييع فيها ملايين ساعات العمل دون مردود؟! ألا يستحق الحسين تكريما أفضل؟ وتساءل: ل.مَ لا تحرم المواكب فوراً، التي تحولت لتجارة؟! ولماذا لا يقوم بحث الناس على الاقتداء بالحسين وجده المصطفى، والعمل بما عملوا لأمتهم، بعد أن اصبح لكل قارئ عزاء من «محبي الحسين»، وكل رادود سعره الخاص بالدولار؟!
كلام معقول ويستحق الالتفات إليه من دون تشنج، فوضع المواطن العراقي، والشيعي بالذات، وصل الى حضيض لم يصله من قبل بالرغم من امساك كباره، منذ عشر سنوات تقريبا، بزمام الحكم في العراق.
***
ملاحظة: تسبب فيروس غريب من إتلاف أكثر من 62 مقالاً، تم تحضيرها للنشر، من على جهاز كمبيوترنا المحمول، وعليه ستتوقف مقالاتنا لبعض الوقت أو تصبح متقطعة لحين اصلاح الخلل، وهذا غير متوقع حدوثه بالسرعة المناسبة، خصوصاً وأنا بعيد جداً عن أي ورشة معتمدة .. فمعذرة للجميع.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

إلى ليان علي خاجه

رزقت يوم الخميس الماضي بابنتي التي أسميناها “ليان”، ولا أعرف كيف أصف كم المشاعر المختلطة عليّ منذ ذلك الحين إلى اليوم، لذلك فأنا أكتب لـ”ليان” ما يخطر على بالي من مشاعر، وأشارككم بها لأنها لن تتمكن من قراءتها إلا بعد حين إن شاء الله. – أول درس هو أنكِ لم تشاركي في أي قرار يتعلق بحياتك إلى الآن، ولن تشاركي على المدى القصير على الأقل، فلا اسمك ولا ميلادك ولا والداك أو مكانتهما الاجتماعية أو مستواهما المعيشي أو عقيدتهما، ولا المكان الذي ولدت فيه، ولذلك لا تقبلي أبدا أن تحكم الناس عليك في أمور لم تختاريها أنتِ، ولا تعاملي الناس أيضا في أمور لم تختاريها ولم يختاروها. – كل الكبار يتمنون أن تكون صفحتهم كصفحتك بيضاء لا تشوبها أي نقاط سوداء، ولأنك من البشر فستدنس حياتك أيضا بنقاط سوداء، فاحرصي على تقليلها ما استطعت، فكلما زادت النقاط السوداء انكمش بياض الصفحة. – لا أعلم كيف ستكون الحال حينما تكبرين، ولكن أعرف جيدا أن هناك شيئاً أغلى من أمك ومني، وهو الوطن المريض اليوم، والذي لن يستمر إلا إن ساهمت أنت ومن معك من أبنائه وبناته في بنائه، فلا تكترثي لأي أمر أكثر من ذلك، فالكويت هي الأساس. – قبل 1400 عام تقريبا اختلف المسلمون الأوائل، والإسلام بالمناسبة هو ديانتك التي لم تختاريها، أقول اختلف المسلمون على أمورهم الدنيوية واستمر الخلاف وكبر مع مرور الأزمان، وأيا كانت قناعاتك في المستقبل لا تجعلي من خلاف تاريخي أساسا لحياتك، فالتاريخ يجب أن نتعلم منه لا أن نعيشه. – ستسمعين وتشاهدين أفرادا من بلادك يسعون إلى تدمير وطنك بصراع ديني أو عنصري بغيض، حاربيهم ولا تجامليهم واعلمي جيدا أن أي مكان اجتماعي أو سياسي أو طلابي تجتمع فيه فئة ذات دين واحد أو مذهب واحد أو عائلة واحدة أو قبيلة واحدة هو مكان سيئ موبوء تجب محاربته والقضاء عليه ليدوم وطنك. – عاملي المدرسة والشارع والمستوصف والجمعية والمجمع والنادي كما تعاملين بيتك، فلا تشوهي تلك الأماكن فهي بيتك فعلا، واعلمي جيدا أن كل كائن حي له الحق في الحياة كما لك الحق فيها. – وطنك الكويت يقطنه أناس يختلفون في آرائهم وانتماءاتهم وجذورهم، وما يحكم بينكم هو كتاب يسمى الدستور وضعه أجدادنا لنا لينظم علاقتنا ويمنحنا المساواة بين الجميع دون تمييز بسبب دين أو لغة أو جنس أو أصل فاقرئيه والتزمي به. – أسرار القبندي اقرئي عنها عندما تكبرين وتعلّمي منها كيف تكونين، فهي وزميلاتها من أفضل نساء بلادي على الإطلاق. – ختاما، نادي القادسية هو نادٍ جميل أحبيه وعبدالله رويشد صوت رائع فاسمعيه.

سامي النصف

أسباب الموقفين الصيني ـ الروسي من المسألة السورية!

  تاريخيا عملت الصين وروسيا (الاتحاد السوفييتي سابقا) جاهدتين ولمدة 60 عاما لكسب ود وصداقة الشعوب العربية، فكيف يضحى بذلك التاريخ الطويل من الإنجاز عبر مواقفهما الحالية غير المبررة من المسألة السورية والتي تُخسرهما عطف وود 90% من الشعب السوري ومعهم 90% من الشعب العربي؟!

***

واضح أن مواقف الصين وروسيا ليست مبنية على مبادئ أيديولوجية أو حتى دينية، فالنظام في دمشق ليس شيوعيا كالصين وليس أرثوذكسيا كروسيا، وليست تلك المواقف الغريبة قائمة على مصالح اقتصادية، حيث ان الاغلبية المطلقة من الدول الخليجية والعربية والإسلامية مستاءة بشدة من تلك المواقف مما سيؤثر بالتبعية على المصالح التجارية والسياسية والعسكرية للصين وروسيا في المنطقة.

***

وقد يرى البعض أن تلك المواقف قد اتخذت مناكفة بالولايات المتحدة والغرب، والحقيقة ان ذلك التبرير يصعب فهمه كذلك، حيث ان العلاقة الروسية ـ الغربية، والصينية ـ الاميركية هي في أفضل احوالها سياسيا في شتى بقاع الأرض الأخرى، والاوثق اقتصاديا، كما يدل على ذلك كم التجارة وميزان المدفوعات بين البلدين والغرب بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة واستبدال سياسة العداء بسياسة المصالح والصداقة.

***

ويرى البعض الثالث أن تلك المواقف قد تكون مناكفة «طفولية» متأخرة من مواقف بعض حركات الاسلام السني الجهادية تجاه الاقليات المسلمة في الصين (الايغور) وروسيا (الشيشان) ومعروف أن الشعب السوري لا علاقة له اطلاقا بتلك الحركات المتطرفة المحاربة بشدة من حكومات دولها الاسلامية، كما يصعب فهم تلك المواقف لحقيقة انها تسيء لعلاقات الحكومتين الصينية والروسية مع الجاليات المسلمة ذات المذهب السني المؤثرة ضمن شعوبهما والتي يبلغ تعدادها (50 ـ 100) مليون مسلم في الصين و(20 ـ 24) مليون مسلم في روسيا الاتحادية، والتي تتعاطف بطبيعة الحال مع ما يجري للشعب السوري دون كسب شيء بالمقابل حيث لا توجد مكونات أو لوبيات ضغط علوية ضمن مكونات الشعبين الصيني والروسي.

***

الاحتمال الأخير، ولربما الوحيد، هو أن استحقاقات اللعبة الدولية في المنطقة الشرق أوسطية، فرضت مثل تلك الأدوار والمواقف على البلدين التي يصعب فهمها متى ما حكّمنا لغة العقل والمنطق والمبادئ الانسانية والعلاقة التاريخية والمصالح، حالها حال محاولة فهم مواقف وادوار قيادات منظمة التحرير الفلسطينية والاردن والسودان واليمن من غزو الكويت عام 90 والتي فرضتها قواعد اللعبة الدولية آنذاك!

***

آخر محطة:

الفخر (!) بأن النظام السوري هو من أوصل السلاح لغزة (إن صدقت المعلومة) هو أمر يحسب ضد النظام السوري لا معه، فذلك السلاح تسبب في اقتتال الاخوة الفلسطينيين وإسالة دمائهم وتشطيرهم وتقسيمهم لدولتين بحكم الأمر الواقع، وتسبب كذلك في غزو إسرائيل واحتلالها للقطاع، ولم يكن ذلك السلاح المفتخر به، وكما أخبرنا المسؤولون في غزة، الا أقرب للالعاب النارية والفرقعة الإعلامية.. لا غير!

احمد الصراف

مجموعة 29 الكبيرة

آمنت مجموعة من السيدات، ومن أطياف مختلفة من المجتمع، برسالة انسانية قلما اثارت اهتمام الكثيرين منا، إما لعدم إيماننا بما يسمى «حقوق الإنسان»، وإما لخلو تلك القضايا المعقدة من الشعبية، ورغبة الكثيرين في أن يديروا أوجههم عنها لزوايا ومناظر أكثر راحة وأقل دعوة للتفكير والتعاطف مع قضايا ومشاكل الآخر، وبالتالي فإن قلة فقط تهمها مسائل المساواة والعدالة بين أطياف المجتمع، وربما العكس هو السائد، حيث نرى ازديادا في قضايا وحالات التعصب والتمييز ضد الغير، ومن هنا تطلب الامر تدخل البعض، فتشكلت «مجموعة 29» التطوعية بجهود مجموعة من الناشطات الكويتيات اجتمعن تحت شعار نبيل وسام وهو نص المادة 29 من الدستور الكويتي والتي تقول ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية، وهم متساوون امام القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل او اللغة او الدين. وواضح ان هذه المادة لم تحدد جنسية من يتساوون في الكرامة والحقوق، بل هي لكل الناس، ومن هنا جاء اهتمام مجموعة 29 بقضايا البدون ضمن قضايا مهمة أخرى، كأولوية ملحّة. وفي هذا السياق، وإيمانا من المجموعة بأن التعليم هو اللبنة الأولى لتأهيل وإعداد إنسان متوازن قادر على العطاء والاندماج في المجتمع، تقوم المجموعة حاليا بالترتيب لنشاط لتكريم المتفوقين العشرة الأول من أولاد وبنات فئة غير محددي الجنسية، والعمل على تأمين مقعد دراسي جامعي للمتفوقين منهم، بصورة منحة داخلية، بما يضمن استمرارية تعليمهم وتوفير مستقبل أفضل لهم يساعدهم على خدمة أنفسهم وأسرهم والكويت مستقبلا. ومجموعة 29 تهدف بهذا الى التذكير ان هؤلاء الشباب جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، وإدماجهم فيه وتأهيلهم للحياة الكريمة ضرورة ملحّة يجب على الدولة ألا تغفل عنها.
وحيث إن شهر رمضان هلّ على الجميع هذه الأيام، وهو شهر طالما وصف بزيادة الخير فيه، فإننا ندعو هنا كل اسرة كويتية تفكر في مستقبل ابنائها وتعليمهم، للتفكير ايضا في المتفوقين من «البدون»، ودعم جهود هذه المجموعة الخيرية ومساعدتها للقيام بدورها واداء رسالتها الانسانية. وقد قمت شخصيا بإرسال مبلغ للمجموعة كمساهمة متواضعة مني، لدعم جهودها في تكريم ابناء «البدون» المتفوقين. كما أن المجال مفتوح لتبني تكاليف طالب او طالبة او اكثر لمنحة دراسية داخلية، علما أن الجامعة الاميركية في الكويت كانت اول من ساهم في توفير كرسي للطالب المتفوق الذي ترشحه المجموعة!
لمزيد من التفاصيل عن طريقة المساهمة والتبرع يرجى التواصل مع المجموعة على التويتر group29kwG@ ولمعرفة المزيد عن نشاط «مجموعة 29» يمكن الاتصال على الرقم التالي 97647645.

أحمد الصراف

سامي النصف

لماذا لا يكون رمضاننا غير؟!

مبروك للكويت عودة النساء نصف المجتمع ممن أثبتن كفاءتهن وذكاءهن عبر نتائج المدارس والكليات والجامعات ووطنيتهن الحقة إبان الاحتلال الصدامي الغاشم، الى الحكومة والمجلس عبر تقلد د.رولا دشتي وزارة التخطيط والتنمية وشؤون مجلس الأمة لتسخر كفاءتها وجهدها لخدمة بلدها ومواطنيها.

***

ما ينقص مجلس الأمة القائم والقادم كي تنهض الكويت وتتقدم وتتصدر كما كان الحال في الستينيات والسبعينيات هو أصحاب الحكمة والرزانة والتعقل لا أصحاب الشدة والتشكيك والغضب، لذا أجد ان الكابتن عمار العجمي رغم حداثة التجربة هو في صدارة هؤلاء الحكماء والعقلاء، تصريح أبومحمد الأخير حول رفضه للأحزاب والدائرة الواحدة والحكومة البرلمانية يدعونا لدعوة الجميع لانتخابه حال ترشحه مستقبلا فالحكمة لم تخرب بلدا قط والواجب في هذه الأوقات المضطربة ان ننتخب أهل التعقل والرزانة أياً كان انتماؤهم السياسي والاجتماعي أو حتى الطائفي.

***

شهر رمضان هو شهر الصفح والمغفرة فهل يجوز ان يمر علينا الشهر الفضيل فلا نسمع إلا كلمات التهديد والوعيد تجاه المخالفين في الرأي والتدخل في أعمال السلطات الأخرى بدلا من التسامح والتحاب والتواد والعمل بيد واحدة لخدمة الشعب والوطن؟! لماذا لا يكون رمضاننا هذا العام «غير» عبر قيام حكماء وعقلاء البلد بدعوة الجميع الى بدء صفحة جديدة بعد ان جربنا في الماضي نهج الخلافات والصراعات والأزمات والتشكيك بنوايا الآخرين والتحريض والتأجيج فلم ننته إلا إلى التخلف عن دول الجوار وتوقف عمليات التنمية والإساءة للعملية الديموقراطية والاقتراب من التناحر الأهلي كحال كثير من دول المنطقة! مثل تلك الدعوة اذا تمت فسيكون التجاوب معها مقياسا ومحكا للنوايا فمن يقبلها ويتجاوب معها فسيكون محبا للوطن ومن يرفضها متعذرا بهذا العذر الواهي أو ذاك فهو صاحب أجندات تدميرية للكويت ولا شيء غير ذلك.

***

آخر محطة:(1) رسالة وشكوى مؤلمة من سيدة كويتية فاضلة تروي ما حدث في رحلة اللوفتهانزا الألمانية القادمة من فرانكفورت قبل يومين عندما وقف جمع من الركاب الكويتيين والطائرة تسير متسارعة على المدرج فور عملية الهبوط في الكويت مما أذهل طاقم الضيافة ممن أبلغوا الكابتن الذي أوقف الطائرة على المدرج ورفض التحرك ما لم يلتزم الركاب بالأنظمة المرعية، نحتاج لتشريعات مشددة لمن يخالفون قوانين الطيران أو يتسببون في تأخر الرحلات.

(2) أمر شاهدت مثله على الطائرة «التركية» قبل أيام أثناء قدومنا من اسطنبول، حيث كانت هناك فوضى قبل الإقلاع بسبب عدم التزام بعض الركاب الكويتيين بالكراسي المخصصة لهم مما تسبب في تأخر إقلاع الطائرة.

(3) صادف وصولنا لمطار بودابست في هنغاريا في 29/6 وصول طائرة العال الإسرائيلية ولاحظنا إجراءات أمن مشددة وغير طبيعية، ثم أتى الحادث الإرهابي للركاب الإسرائيليين في مطار بلغاريا المجاور فهل كان هناك تحذير مسبق من ذلك العمل الإرهابي؟!

 

احمد الصراف

الختان والعلمانية

أصدرت محكمة ألمانية في مدينة مولون حكما بعدم قانونية عمليات ختان الذكور التي تجري في ألمانيا! ومن سيتأثر بهذا القرار هم يهود ومسلمو ألمانيا، وقلة غيرهم، وقد اعترض هؤلاء بشدة على الحكم، وطالبوا الحكومة بوقف هذا التعدي على حقوقهم، وفق تعبيرهم! وقال قادة يهود ان هذا الحكم هو الاشد بعد الهولوكوست، وأن ما ذكرته المحكمة من ان اخضاع الاولاد لعملية ختان هو تعد على حقوقهم الانسانية، هو عكس ذلك تماما، وليس في الامر جريمة وتعد جراحي على جسد من لا ارادة له! وذكر الراباي غولد شميدت بأنه لا يرى مستقبلا لليهود في ألمانيا، ان اصرت المحكمة على قرارها ولم يعترض عليه. وما جعل الوضع اكثر سوءا هو ما بينته استقصاءات الرأي من ان غالبية الألمان يؤيدون حكم المحكمة، وهذا ما تسبب في اصابة كثيرين بصدمة مؤلمة، وما يعنيه من ان المسلمين واليهود غير مرحب بهم في المجتمع الأوروبي!

***
سخر بعضهم من إيماننا بــ «العلمانية»، والتي تعني اساسا فصل الدولة ونظامها السياسي عن الدين، ولم يعلم هؤلاء بأنها وحدها، كما ذكر الراحل حامد نصر ابو زيد، التي يمكن ان تفتح آفاقا للحرية والعقلانية وتعدد المعاني، فالدين شأن المتدينين، ومهمة الدولة ان تضمن حرية الجميع، وتحمي بعضهم من بغي الآخر باسم الدين. لكن العلمانية لا يمكن ان تتأسس من دون اصلاح ديني، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، بل تحقق في اوروبا القرن السادس عشر، ولم تحدث عندنا ثورة فلسفية كالتي احدثها فلاسفة اوروبا، تلك الثورة التي على اساسها تحققت الثورة الاجتماعية والسياسية التي ارست مفهوم «المواطن»، وأحلته محل مفهوم «الرعية»، السائد في مجتمعاتنا! وتزداد الاهمية يوما عن يوم لفصل الدين عن الدولة، فإذا نظرنا حولك سنجد النتائج المأساوية لهذا الزواج الكاثوليكي المحرم بين الدولة والدين في عالمنا العربي، فالدين، وفق قول ابو زيد، لا تستخدمه الجماعات الراديكالية او الاسلاميون فقط، وانما الدولة، وهذا امر يعود تاريخه الى النصف الثاني من القرن العشرين. وفصل الدين عن الدولة غير فصل الدين عن المجتمع، فهذا ما لا يمكن ان يتم، فالدين، تاريخيا، مكون اجتماعي، وليس مجرد مكون شخصي او فردي. وقد يبدأ الدين كذلك، اي يبدأ تجربة شخصية فردية، وقد يظل كذلك في بعض التجارب. لكن بعض التجارب الدينية الشخصية الفردية يتم تحويلها الى تجربة مشتركة تخلق جماعة، تصبح مجتمعا ثم تتطور الى «امة». في هذه الحالة الاخيرة يصبح الدين قوة وشيئا لا يمكن انتزاعه من المجتمع. ولكن الدولة ليست المجتمع، بل هي الجهاز الاداري والسياسي والقانوني الذي ينظم الحياة داخل المجتمع. واذا كان الدين قوة اجتماعية، فهو ايضا ليس المجتمع، فالمجتمع جماعات واديان. ومن حق هذه المجتمعات على الدولة، وهذا جمال العلمانية ورونقها، والذي لا يريده المتخلفون، ان تحمي بعض الجماعات من افتئات جماعات اخرى على حقوقها. من هنا فدور الدولة، كجهاز منظم لسير الحياة في المجتمع، اي مجتمع، المتعدد الاديان او المذاهب والانتماءات بطبيعته، يجب ان يكون محايدا، وهذا لا يتم بغير ألا يكون للدولة دين تتبناه وتدافع عنه وتحميه، فدورها هو حماية الناس، لا حماية العقائد، فالدولة لا يصح ان يكون لها دين، فهي لا تذهب الى الجامع ولا تصلي ولا تحج، بل هي مسؤولة عن المجتمع بكل مكوناته، بما فيها الأديان.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

رمضانيات (1): شياطين الطائفية

 

هكذا، قدَّم العديد من القرَّاء الكرام، من الطائفتين الكريمتين، تفاعلاً جميلاً على مقال الأسبوع الماضي: «المطابخ السرية للطائفية»، وذلك التفاعل بمثابة الشوكة في عيون الطائفيين والمؤزمين والمتمصلحين والإعلاميين المؤدلجين المغفلين ومن لف لفهم، ممن جرت على ألسنتهم القذرة وعقولهم السخيفة عبارة: «الفتنة والإنشطار الطائفي» في المجتمع البحريني.

تلك العينة من المواطنين من سنة وشيعة، قدمت ما يمكن اعتباره شهادات على قوة العلاقة بين بعضهم البعض، بصرف النظر عن الدعوات الخبيثة والمحاولات المستميتة الفاشلة عبر وسائل إعلامية مختلفة، ومن خلال حناجر النشاز لإيهام الناس بأن هناك صراعاً طائفياً في البحرين!

ولابد من تكرار أن المؤمنين والمقتنعين والباصمين بالعشر على أن هناك انهياراً في العلاقات بين الطائفتين، وعداوة طائفية مخيفة بسبب «الأزمة»، هم الطائفيون والمؤزمون والمتاجرون أصلاً… هذه هي الفئة التي تعاني من الصدام والانهيار، ونشدد أيضاً: هذه الفئة لا تمثل كل المجتمع البحريني، إنما تمثل نموذجاً سيئاً مريضاً.

على أية حال، أجدني متقدماً بالتهنئة للجميع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك… بفضائله التي ترقى إلى أعلى مستويات السمو الإيماني والروحي، وهذا الشهر الفضيل فرصة لأن يكشف الناس العقلاء تلك الشياطين التي لا يمكن تصفيدها لا في شهر رمضان ولا في سائر شهور العام! إنهم شياطين الطائفية الذين ينشطون في هذا الشهر الفضيل بعينه، وممن تُفتح لهم شاشات بعض الفضائيات الساقطة ليبثوا سمومهم بين أبناء الأمة ليرضوا بذلك أسيادهم المستمتعين دائماً بنشوة الصراع والخلافات في المجتمع الإسلامي. تلك الفئة المدمرة أشد خطراً من الشياطين التي وردت أحاديث وروايات نبوية شريفة عن تصفيدها في الشهر الكريم، والأخطر منهم، أولئك الناس الذين يصدقونهم وينقلون ما يطرحونه بكل جهل وغباء وطائفية ومرض نفساني.

في بحث قيم للباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني عبده البحش في موضوع «علماء الفتنة»، التفاتة لطيفة لتلك الأمثلة فيصفهم بقوله: «إن أكبر بلوى ابتلي بها العالم العربي والإسلامي هم علماء الدولار…علماء الدنيا…علماء السياسية… علماء التجارة… علماء البورصات والبنوك والأسواق المالية… علماء الاستثمارات والعقارات والأمور الدنيوية الذين ربطوا مصالحهم بمصالح أعداء الإسلام، فجعلوا من أنفسهم أدوات ومعاول هدم لوحدة المجتمعات الإسلامية، فكانت الفتاوى التي صدرت منهم وحيّرت الكثير من أصحاب العقول السليمة! إذ كيف يمكن لعالم أن يفتي بوجوب الاقتتال بين المسلمين؟ وكيف لعالم أن يدعو إلى تحريض فئة من المسلمين ضد أخرى؟ وكيف لعالم أن يسعى إلى تهييج الناس وإيقاظ الفتنة بين المسلمين؟».

مصادر الخلل العقائدي وشهوة الاقتتال الدموي بين أبناء الإسلام، هم «أشياء» تصلي وتصوم وتتظاهر بقمة التوحيد، وربما وجدتها على شاشات الفضائيات تبكي، وتتجرع المرارة بُعيد أن تكذب وتفتري وتهرج، ولا ينقصها سوى الرقص فرحاً على ما بثت من عفن… لا عليكم من كل ما تفعل تظاهراً فهي ليست سوى أدوات لدى الشيطان، مصداقاً لقول الآية الكريمة :«وقال الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وُعْدَ الْح َقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُم».(سورة إبراهيم : 22)

لا تتوقعوا من وعاظ السلاطين وعلماء البلاط خيراً للأمة! كل فعلهم الشيطاني إنما هو استرضاء للأسياد، فلا يختلف أحد في أن الطائفية وسمومها مرض مدمر للمجتمع الإسلامي، وليس من حق أتباع أية طائفة تجاوز الحدود أو إقصاء أبناء الطوائف الأخرى، ولا يمكن المقارنة هنا بالقول بأن الشيخ فلان فعل فكان رد فضيلة الشيخ علاَّن أن يلقمه حجراً، وكأننا نتعامل مع أطفال! وكأن الردود والصدامات الطائفية هي الأوجب والأولى من دعوات مكافحة ومجابهة الفتن ومشعليها.

هي الحكومات وقوى النفوذ دون شك… هي التي تغذي الطائفية وترعاها وتمدها وتقدم لها كل سبل التصاعد! من غير المنطقي، كما طرحت عدة مرات، أن يعاني أي مجتمع من الطائفية دون أن تكون حكومة تلك الدولة راضية بها وهي أساس مساندتها وراعية كانتوناتها (فرق التمييز والعنصرية) وصاحبة الفضل عليها؟

طوق النجاة للمجتمعات هم علماء الأمة المخلصون الصادقون.. من السنة والشيعة، ومن أتباع مختلف المدارس والمناهج والمذاهب الفكرية الإسلامية، باعتبارهم يطرحون دعوات صادقة للإصلاح ولم الشمل وتوحيد الصفوف، فيما هؤلاء منبوذون من الحكومات ومتهمون ومشكوك في كل خطابهم ونهجهم، ومعرضون بقوة إعلام (هش) لتحريف كل كلماتهم وخطبهم ومهددون أيضاً بالويل والثبور!

مثل هؤلاء المشايخ معززون مكرمون ويحملون دائماً شعار: «املأ ركابي فضةً أو ذهبا».

مبارك عليكم الشهر يا جماعة…

مبارك الدويلة

زكي بدر في الخليج

عندما أراد عبدالناصر والضباط الاحرار القيام بانقلاب 1952 استعان بحركة الاخوان المسلمين للحصول على التأييد الشعبي للثورة، وتم اختيار اللواء محمد نجيب قائدا للبلاد آنذاك وهو المقرب من الاخوان. وبعد ان استقرت الامور للضباط الاحرار انقلبوا على حلفائهم في عام 1954، وحتى يبرروا فعلتهم المشينة اختلقوا لهم اعترافات وتهما لا يصدقها عاقل! لكن وسائل الاعلام كانت بيد السلطة التي أصبحت تحت سيطرة الضباط الاحرار، فصدق الشعب هذه الاتهامات وسار في شوارع القاهرة يهتف لعبدالناصر حتى تمكن الاعلام من رسم صورة مقدسة له في أذهان رجل الشارع المصري البسيط.
وبعد ذلك استمر مسلسل الافتراءات والاتهامات على قيادات الجماعة حتى زج معظمهم بالسجون بمحاكمات صورية، وعلق الكثير منهم على أعواد المشانق من دون اي اعتراض او استنكار من اي نظام عربي او دولي! اما على المستوى الداخلي فكانت الحقيقة غائبة وسط زخم هائل من التمجيد والتبجيل للزعيم الأوحد منقذ الامة وأملها ومستقبلها الرئيس عبدالناصر! طبعا كانت التهمة المعلبة والجاهزة في كل مرة هي المشاركة في تنظيم سياسي يهدف الى الانقلاب على الحكم! وتمضي الايام ويشاء الله ان يكشف ويظهر الحق ويبطل الباطل فكانت هزيمة 1967 ثم الاستقالة للزعيم الأوحد ثم وفاته لتطوى صفحة في تاريخ حقوق الانسان المصري، فجاء بعد ذلك عهد السادات الذي اخرج من كان في السجون ممن بقي حيا من الاخوان بعد ربع قرن من الزمان ليحكوا للشعب المصري الحقيقة الغائبة.
المعلومة المهمة اليوم هي انه بعد سنوات من استقرار الأوضاع في مصر بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين استقال عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية المصرية – جهاز امن الدولة – وانتقلوا للعمل في دول الخليج وغيرها لينقلوا لها خبراتهم الإجرامية في التعامل مع الجماعات التي قد تسبب إزعاجا لبعض السياسات الخاطئة في هذه الدول! وما أشبه اليوم بالبارحة!
***
نهنئ القراء بحلول شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وذكر الله والابتعاد عن كل ما يغضب الرب عز وجل، لذلك أوصي نفسي واوصي القارئ العزيز والكاتب الزميل ان نكتب ما يفيد وان نقرأ ما ينفع وان نتجنب الافتراء على خلق الله، فقد أثبتت احداث مصر انه ما يصح الا الصحيح، وانك قد تخدع الناس بعض الوقت لكنك لن تتمكن من ان تخدعهم كل الوقت! كما نرجو من خصومنا السياسيين ان يترفعوا عن الاصطياد بالماء العكر، وان نتعظ مما يجري حولنا من سرعة تقلب الامور وفقا للمشيئة الإلهية وان نجعل امن واستقرار كويتنا فوق اهوائنا ومصالحنا ومكاسبنا السياسية.

محمد الوشيحي

عقوق ونهيق وشقشقة

أعود بالذاكرة إلى أيام قراءاتي الأولى بحثاً ونبشاً وتنقيباً عن سبب يدعوني إلى إعلان حالة الحرب على بعض الحروف والكلمات والجمل، وإعلان حالة الحب لبعض الحروف والكلمات والجمل الأخرى، فلا أتذكر. هو كُره رباني من المصنع، رافقني منذ الولادة… أتساءل: ما الذي بيني وبين “إنّ”، التي تأتي في بداية الفقرة، لأناصبها كل هذا العداء والجفاء؟ ماذا فعلت لي وبي؟ وما سر بغضي لجملة “مما لا شك فيه” وجملة “إنه لمن البديهي”؟ على أن جملة “مما لا شك فيه” هي الأقبح والأوقح والأبشع والأفظع في طول الأرض وعرضها، إلى درجة أنني وددت لو تسلقت قمة أعلى برج في الكويت وصرخت: من أراد أن تثكله أمه، وتترمل زوجه، ويتيتم ولده، فليقل “مما لا شك فيه” أمامي، ألا هل بلغت؟ مستلقياً أكون، أو جالساً ممدِّداً رجليّ على طاولتي، غارقاً في بحر القراءة، في سكون وهدوء… وفجأة تقفز بنت إبليس -جملة “مما لا شك فيه”- في وجهي، فأشهق بهلع، ويفور دمي في لحظة، قبل أن أستعيد قواي العقلية وأستجمع “قواتي” الصوتية وأعيد تنظيمها للقيام بهجوم مضاد على الكاتب وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وقبيلته التي تؤويه: “إذا كان ما تكتبه لا شك فيه، ولا جديد فيه، فما الداعي لكتابته يا أيها الذي يستدرجه البرسيم؟”. أجزم أن من يكتب هذه الجملة الملعونة يعاني أمراضاً نفسية يصعب علاجها، وأن من يكتب “إن” في بداية الفقرة عاقّ بوالديه، وبينه وبين التواضع قضايا ومحاكم. ولا أدري ما الذي فعله أفراد المجتمع بمن يستخدم هذه الجمل وذاك الحرف كي ينتقم منهم كل هذا الانتقام. صدقاً، ما إن أقرأ جملة كتلك وحرفاً كذاك، سالفي الذكر، أو سيئي الذكر، خصوصاً الجملة، حتى يتجسد الكاتب أمامي بأذنين كأذني حمار، وأكاد أسمع نهيقه من بين السطور، فأضع أصبعيّ في أذني، وأسارع إلى زجره ودفعه بعيداً: “حا حا”، قبل أن أغسل يديّ بمطهر بليغ مثل “ذا”، الذي لولا الحياء لقبلته، أو “لذا” أو “كذلك” أو أيّ من مشتقاتها العطرية، أو بكتابات فيها من الشقشقة البلاغية ما ينعش الأنف والرئتين، كتقديم “خبر كان” على اسمها، في جملة سلسة، أو سجع غير متكلف، أو ما خف وزنه وغلا ثمنه من جواهر اللغة وأحجارها الكريمة. ومما لا شك فيه أن “مما لا شك فيه” تثير حنقي، وتُفقدني الكثير من الحسنات، وأنا في مسيس الحاجة إليها، فارحموني يرحمني ويرحمكم الله.

سامي النصف

بروتوكولات حكماء الدواوين!

  التهنئة القلبية للقيادة السياسية ممثلة بصاحب السمو الأمير المفدى وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء ولأسرة الخير وللشعب الكويتي كافة، وللأمتين العربية والإسلامية على دخول شهر رمضان المبارك، تقبّل الله من الجميع صيامهم وقيامهم وكل عام وأنتم بخير.

***

نرجو أن يتفق أصحاب الدواوين والمهنئون على بروتوكولات معينة يلتزم بها الجميع لتسهيل عمليات زيارة الدواوين والتهنئة بقدوم الشهر الفضيل بدلا من الفوضى التي تحدث نتيجة قيام بعض الزائرين بالتهنئة من يمين الديوانية وآخرين من يسارها فيصطدم الجمعان في وسط الديوان ويسود الهرج والمرج.

***

لذا من الأفضل ان تتم التهنئة باليد لأصحاب الديوان فقط ويتم الجلوس مع التهنئة الشفوية لباقي المتواجدين بشكل جماعي كالقول «مبارك عليكم الشهر جميعا» دون الحاجة لمصافحة الجميع باليد ممن يتكرر لقاؤهم في أكثر من ديوانية، كما يفضل عدم خلع الأحذية عند أبواب بعض الديوانيات كونها ليست مساجد ولمنع الاضطراب الشديد عند الأبواب نتيجة لذلك.

***

آخر محطة:

(1) سبق لبعض رجال الدين ان أفتوا بحرمة الفضائيات وان الملائكة لا تدخل بيتا عليه دش ومثل ذلك تحريم الإنترنت ثم عاد من أفتوا بتلك الحرمة ليقدموا البرامج على الفضائيات ويخلقوا مواقع بأسمائهم على الإنترنت لما وجدوه من فوائد لتلك الأمور المستحدثة.

(2) هذه الأيام يتسابق بعض الدعاة مرة أخرى للإفتاء بحرمة تمثيل أدوار الصحابة والتابعين في المسلسلات والأفلام وسيتم على الأرجح العودة عن تلك الفتوى في وقت لاحق لما في تلك الأعمال الدرامية من فوائد ومكاسب للإسلام.

(3) أخيرا، كان الله في عون الجميع على زحمة المرور في ليالي رمضان المباركة.