سعيد محمد سعيد

رمضانيات 2: فتاوى «كوميدية»

 

نعم، نحن السبب؟ أقصد بـ «نحن».. أنا وأنت وهي وهو وهم من الناس الذي يخطئون خطأً فادحاً وقتما يصدقون بعضاً ممن يطلق عليهم (مشايخ وعلماء) وهم في الأساس مجموعة من الجهلة وربما كان بعضهم فاسقاً من رأسه الى أخمص قدميه! ويأخذون منهم الفتوى والحكم الشرعي! وإن استمر الحال على هذا المنوال، ووجد الجاهل المغفل المحتال نفسه عالم دين… رحنا ملح من الزين!

جميل جداً أن يكون هناك مشايخ وعلماء ومثقفون دينيون يصححون للناس ما أوقعهم فيه (شيوخ الحيلة والمطنزة والعازة)، والمسألة لا تقتصر على مذهب أو طائفة معينة! بل ابتلى المسلمون بكل طوائفهم بظاهرة (الانتشار الإعلامي) لشخصيات لا علاقة لها بالدين الإسلامي إلا ما تحفظه أو يتم تلقينها به قبل كل حلقة فضائية! خواء تام بلا علم ولا معرفة ولا خوف من الله سبحانه وتعالى، ولعل من أطرف ما سمعته في أحد البرامج الدينية، ما صححه الشيخ مقدم البرنامج لإحدى الأخوات التي اتصلت من النرويج لتتأكد من مدى صحة ما أفتى به (الشيخ الطرطنقي) الذي توجهت له بالسؤال واستفته هناك في النرويج عن طول ساعات النهار في شهر رمضان، فأجاز لها الإفطار حين يحين وقت الإفطار في المملكة العربية السعودية! أي أن تضع تلك المسكينة جهاز التلفاز على السعودية وما أن تسمع الأذان حتى تفطر هي وعائلتها.. وليس مهماً إن كانت الشمس في الخارج ساطعة!

المشكلة أن المرأة توجهت لتسأل وتتأكد بعد أن أضاعت على نفسها ثلاثة أيام وهي تفطر حين تسمع الأذان عبر الفضائيات، وجزاه الله خيراً ذلك الشيخ الذي قال… وكأنها تسمع معلومة خطيرة لأول مرة في حياتها: «يا أختي لا تفطري إلا بعد مغيب الشمس!».

ومن نماذج أهل الفتوى والإرشاد الديني (فلتة زمانهم)، ذلك الذي سأله بعض الشباب عن حكم لبس «القبعة»! ويا لهول الإجابة.. فالقبعة، حين تكون بـ «رفرف» أي أن تكون لها مظلة أعلى الجبين.. لا يجوز استخدامها وهي حرام! أما التي ليس بها «رفرف».. أي ليس لها مظلة، فتلك جائزة.. لأن الرفرف (المظلة).. تؤثر على العين.. فيما غير (المرفرف) لا يؤثر على العين… أي والله جزاكم الله خيراً يا فضيلة الشيخ على هذا العلم الغزير.

ويتجه أحد الرجال ليسأل ويستفتي شخصاً كان ولا يزال حتى لحظة اكتشاف (خبله) يعتبره من أهل الدين والتقوى! عن حكم من يتستر على مجموعة من المفطرين معه في العمل ممن يتعمدون المجاهرة بالإفطار وعدم احترامهم مشاعر المسلمين لينصحه: «يتوجب عليك ترك العمل في ذلك المكان حالاً»… وكأن كل الأبواب مغلقة وأن عليه – بدلاً من أن يتم تطبيق القانون على أولئك- ينصح هذا المسكين بترك عمله! شدعوة الوظائف محذفة في الشارع يا شيخ!

المهم يا أعزائي… إننا كلما توجهنا إلى مثل أولئك.. لمجرد إننا سمعنا من هنا وهناك أن فلان (شيخ زمانه).. نابغة عصره والعالم النحرير.. وصار البعض منا يعلي مكانتهم… فإننا بذلك نجني على المجتمع الإسلامي كله وليس على أنفسنا فحسب.. لكن تعالوا لنلطف الجو قليلاً مع ما نقلته لكم من كتاب (بستان رمضان) لمؤلفه محمد مبارك:

كان أحد الفقراء يسكن في بيت قديم، وكان يُسمع لسقفه قرقعة مستمرة لأية حركة، فلما جاء صاحب المنزل، قال له الساكن :»أصلح السقف، أصلح الله حالك»، فأجابه صاحب المنزل: لا تخف، إن السقف صائم يسبح ربَّه! فقال الساكن :»أخشى بعد الإفطار أن يطيل السجود وهو يصلي القيام، فلا يقوم ولا أقوم!».

وهذه طرفة أخرى جميلة من كتاب (رمضانيات…أدب فن نوادر) لمؤلفه مصطفى عبد الرحمن: جاء رجل يومًا إلى فقيه يستفتيه، فقال له :«لقد أفطرت يومًا في رمضان بعذر»، فقال: اقضِ يومًا… قال: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا (ميمونة)، فامتدت إليها يدي وأكلت منها.. قال: فاقض يومًا آخر.. قال قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا (هريسة)، فسبقتني يدي إليها وأكلت منها.. قال: الرأي عندي أنك لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك!

أما هذه فنختم بها ونسألكم الدعاء.. كان أحد الأئمة يقيم الصفوف للصلاة، والمعلوم من حال كبار السن وجود بعض التهاون في سد الفرجات في الصف إلا من رحم الله، فطلب منهم الإمام المرة تلو الأخرى أن يسدُّوا الفرجة في الصف، وألاّ يدعوا فرجةً للشيطان، ولكنهم لم يحرِّكوا ساكنًا! فلما أكثر عليهم الإمام صرخ أحدهم غاضبًا: «إن كان الشيطان سيأتي في الفرجة فدعه يصلي معنا! هذا شيء طيِّب!».

سامي النصف

رسالة إلى ولدي

  في يوم من الأيام ستراني عجوزا، غير منطقي في تصرفاتي، عندها من فضلك أعطني بعض الوقت والصبر لتفهمني، فعندما ترتعش يدي فيسقط الطعام على صدري، أو عندما لا أقوى على لبس ثيابي وحدي، تحل بالصبر معي وتذكر سنوات مرت علينا وأنا أعلمك كيف تأكل وتلبس.. وإذا حدثتك بكلمات مكررة أو غير مفهومة وأعدت عليك ذكرياتي فلا تغضب أو تمل مني، فكم كررت لأجلك قصصا وحكايات لأنها فقط كانت تفرحك وتسعدك، وكم كنت تطلب مني ذلك وانت صغير فعذرا منك ان تسببت لك في الملل أو الضيق الآن وانت كبير..

وإن لم أعد أنيقا أو جميلا فلا تلمني واذكر محاولاتي العديدة في صغرك لأجعلك أنيقا وجميلا، ولا تضحك مني إذا رأيت جهلي وبطء استيعابي لأمور جيلكم ولكن كن أنت عيني وعقلي لألحق بما فاتني إن سمح وقتي المتبقي فأنا من أدبتك وعلمتك منذ الصغر كيف تواجه الحياة ولقّنتك أن تقابل الإحسان بالإحسان.

ولا تمل من ضعف ذاكرتي وبطء كلماتي أثناء محادثتك لأن سعادتي من المحادثة أن أكون معك فقط، وعندما تخذلني قدماي في حملي الى المكان الذي أريده كن عطوفا معي وتذكر كم أخذت بيدك كي تستطيع أن تمشي، فلا تستحي أن تأخذ بيدي اليوم فغدا ستبحث عمن سيأخذ بيدك.

يا ابني.. في سني هذه اعلم اني لست مقبلا على الحياة مثلك ولكني ببساطة انتظر الموت فكن معي ولا تكن علي، وعندما تتذكر شيئا من أخطائي التي قد تكون أغضبتك فاعلم اني لم أكن أريد دوما سوى مصلحتك، وان أفضل ما تفعله معي الآن ان تغفر زلاتي وتستر عوراتي فمازالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني وغضبك يزعلني تماما كما كنت صغيرا فلا تحرمني من صحبتك في آخر عمري، كنت معك حين ولدت فكن معي حين أموت.

والدك المحب لك.

***

آخر محطة: الرسالة أخذتها من الإنترنت بتصرف.

احمد الصراف

حمارة القايلة في الدانمرك

تقول الطرفة ان آدم وحواء كانا حتماً لبنانيين، فقد عاشا من دون كهرباء ولا ماء ولا طرقات معبدة ولا خدمات، ومع هذا اعتقدا انهما يعيشان في الجنة، وهكذا حال اللبناني، الذي لو سألته عن بلاده، أو ربما ضيعته، لقال انها الجنة أو شيء من ذلك، ومع هذا لا يتردد في الهجرة بحثاً عن عمل أفضل، ولو في النار! وربما مع اللبناني الحق في أن يشعر بأن بلاده جنة، فالحقيقة أن به كل ما يتمنى المرء، ولكن أحياناً لا يدركه! فلبنان يتميز بهوائه العليل، وخدماته الطبية والتعليمية، وسياحته، من طعام وفنادق وبحر وتزلج ومصايف، ولكن «الحلو ما يكمل»، فمشاكل لبنان أكبر من حجمه بكثير، ولكن هذه قصة أخرى!
الطقس الجميل يجعل النفس جميلة ومن يعيش فيه أسهل معشراً ممن يعيش في الجبال والصحارى المقفرة، حيث تغلب على سكانه الخشونة والجلافة حتى، وبالتالي نرى ان للطقس، وفي أي بقعة على الأرض، تأثيره الرهيب على تصرفات الإنسان ومعيشته وأخلاقه وطعامه ولباسه وحتى آرائه، فالإنسان ابن بيئته، فسكان الصحراء عادة حذرون لا يرحبون بالغريب، فليس عندهم ما يعرضونه عليه، بعكس سكان الثغور البحرية، الذين تنفرج ثغورهم لرؤية غريب، فهذا يعني انه بحاجة لطعام وشراب ومسكن، وربما أشياء «لطيفة» أخرى، وهذه جميعها معروضة للبيع! كما نجد للطقس تأثيره على نوعية ما يتم تناوله من طعام، فأهل الكويت مثلاً، والخليج عموماً، لا يستسيغون تناول المأكولات البحرية في وجبة العشاء، وسبب ذلك يعود لما توارثوه من عادات ليست بالقديمة كثيراً، فقد كان السمك يشترى صباحاً، وكان لا بد من تناوله في وجبة الغداء، فعدم توافر البرادات صعب من عملية حفظه طازجاً! كما لم يكن أحد يستسيغ تناول السمك مساء عند غيره خوفاً من ألا يكون طازجاً!
وبالرغم من توافر البرادات الآن فإن نسبة كبيرة من الكويتيين لا تزال على عدائها القديم لتناول السمك ليلاً! ونجد عكس ذلك في المناطق الباردة، حيث لا يتردد سكانها في تناول أي شيء في أي وجبة، فهم يقومون بتجفيف الأسماك وتدخينها بطرق عدة، ويتناولونها مقددة طوال العام، فبرودة الطقس تحفظها في حال جيدة لسنوات عدة! كما نجد ان الملابس التي يرتديها الخليجي أو الآسيوي بشكل عام خفيفة ورخيصة، وخياطتها غير معقدة، فالدشداشة هي الأنسب ـ والأرخص ـ للطقس الخليجي. وعندما يسوء الطقس تنخفض الأنشطة البشرية والتواصل الاجتماعي إلى الحد الأدنى، ولكن ما أن تشرق، خاصة في البلاد الباردة، أو يبرد الطقس في البلاد الحارة، حتى تزداد الزيارات وتتآلف القلوب ويلتقي الأحبة، ويزداد رواد المقاهي والمطاعم! وأذكر اننا عندما كنا صغاراً كان أهالينا يخيفوننا بـ«حمارة القايلة» التي ستعضنا إن خرجنا من البيت ساعة الظهيرة، والقايلة هي ذروة الحرارة! وطبعاً من السخف محاولة إخافة طفل دانمركي مثلاً بحمارة القايلة، فهؤلاء يبحثون عن الشمس بالتفك! كما نقول باللهجة المحلية، والتفك هو البندقية، والتفنكجي هو صانع البنادق، والكلمة فارسية ويستخدمها الأتراك، وهناك أسر في لبنان وسوريا والسعودية تحمل هذا الاسم!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عام المتاهة

التحليل الذي نشره هذا الجورنال أمس، أو أمس الأول (معلش، تلخبطت أوراق الروزنامة فاعذرونا، يعذرنا ويعذركم الله) المهم أن التحليل المنشور على حبال هذا الجورنال عن الدوائر وحوسة الدوائر والسيناريوهات الممكنة وغير الممكنة، كان يُفترض أن تعطيه “الجريدة” لرئيس الحكومة من تحت الطاولة، بعيداً عن أعين البصاصين والمباحث والعسس، لكن رحمة ربك تداركتنا فقرأناه على صفحات الصحيفة. التحليل يتحدث عن سيناريوهات ثلاثة يتدارسها مجلس الوزراء للخروج من أزمة بيزنطة… ولأننا في رمضان، ورمضان كريم، فسأضيف إلى السيناريوهات الثلاثة رابعاً، يسندها ويشد من أزرها (راجع العدد المذكور للاطلاع على السيناريوهات الثلاثة). السيناريو الرابع هو أن يُترك الأمر  للشعب، من خلال مجلس الأمة الجديد (الذي سيُنتخب) ليقرر الدائرة الواحدة بنظام القوائم، وبهذا لا يجرؤ حتى الزير سالم على الحديث عن عدم عدالة توزيع الدوائر ولا جزئية التصويت أو اكتماله… على أن تقدّر المحكمة الدستورية الظرف الراهن والدوامة التي دخل فيها البلد والشعب بلا ذنب منهما ولا جريرة، فلا تُبطل المجلس الجديد، حتى لا نستمر في الدوران في الحلقة نفسها إلى أن تنقطع أنفاسنا وأنفاس البلد أكثر مما هي مقطوعة الآن. ورضي الله عن الفاروق عمر بن الخطاب الذي عطّل “القوانين السماوية” مراعاة للوضع الذي مرت به دولته، ولم يقطع يد السارق في عام المجاعة. فما المانع من الاقتداء بمنهج عمر فنوقف قطع “يد” الشعب في عام المتاهة؟ هذا على افتراض أن الشعب هو الذي سرق وتسبب في كل هذه الفوضى ويستحق قطع اليد.

حسن العيسى

براقش في حضن الحكومة أم حضن الأغلبية؟

لماذا الحكومة (شيوخ الديرة تحديداً) “تدور الطلايب”، وبين كل يوم وآخر تطلق بالونات اختبار، ماذا تريد بالضبط؟ وماذا يدور في رأس الحكومة ورؤوس مستشاريها! يبدو أن الحكومة تاهت وتوهت أحوالنا معها، أسابيع عدة مضت والدولة في “حيص بيص” بين جس نبض الشارع وقراءة ردود فعل المعارضين للسلطة ومنهجها (هذا إذا كان لديها منهج). الآن، وكالعادة، تتحدث الحكومة همساً على لسان الصحافة والإعلام، وبطريقة “عبر مصدر حكومي رفيع المستوى او موثوق به” (وكلها كليشهات مملة وخائبة تضج بها الخطابات الرسمية حين تتحاشى الشفافية وضرورات المواجهة) بأن الحكومة تدرس تحصين نظام الدوائر الخمس بإحالته إلى المحكمة الدستورية، فقد ظهر للحكومة بالمصادفة، وهي مصادفة حكم المحكمة الدستورية ببطلان المجلس الأخير، أن نظام الدوائر الخمس مخالف للدستور! ما هذا! بعد أكثر من خمس سنوات من العمل بنظام الخمس دوائر، اكتشف حصفاء الديرة أنه يفتقد العدالة، ما شاء الله، وكأن أعلام العدالة ترفرف عالياً على سطوح قوانين الدولة ومؤسساتها… فهل كانت العدالة أوفر حظاً في الخمس وعشرين دائرة، وهل الدوائر العشر التي يبشرون بها ستكون أكثر عدالة غداً حين يرسم فنانو السلطة والسائرون بهديها خرائطها. لا بد من الإقرار بأن مجالس الخمس دوائر لم تقدم جديداً على صعد الحريات أو التنمية البشرية، العكس هو الصحيح، فقد زادت الاستقطابات القبلية والطائفية، وانتهكت حقوقنا الخاصة، واستبدت الأغلبية بخطابها المتحجر ضد الشيعة والمختلفين معها، وزاد الفساد وأمراض مستعصية كالواسطات والمحسوبيات والرشوة، وكل أصناف الرداءة تراكمت في عهود مجالس  الخمس… ربما ليس بسبب نظام الخمس دوائر فقط، كي نكون منصفين، وإنما هناك أسباب إقليمية عربية، مثل الربيع العربي وما يصاحبه من هيجان طائفي وعرقي، ألقت بظلالها على هذه الدولة الصغيرة، لكن ماذا يمكن أن نعمل؟ وهل محنة الدولة سببها تقسيم الدوائر، أم أن المحنة كامنة في عقول الكويتيين وثقافتهم وعصبياتهم للقبيلة وللنسب العائلي وللطائفة وللشللية ومصالحها؟ سؤال لا بد أن يسأل اليوم، وهو أولى من حركات “جس النبض السياسي” أو التلويح بالاحتكام للمحكمة الدستورية، فليس من السهل تحديد مفهوم العدالة بالإنصاف والمساواة فقط، وليست هناك أجوبة مطلقة لفكرة  العدالة، وليست هناك خطوط قاطعة بين السياسة والقانون. لتدع الحكومة الدوائر على حالها، إن كانت تريد الاستقرار السياسي، وإذا كانت هناك قناعة بأن التقسيم الخمسي غير عادل، فلينطق بهذا الحكم المجلس المقبل، ومن أفواه الأغلبية وليس المحكمة الدستورية، فهم  من يعترض على الإحالة إلى المحكمة، وهم من يقول إن الحكومة لا تريد خيراً للديمقراطية حين تتأجل الانتخابات المفترضة لأجل غير معلوم ويبقى مجلس ٢٠٠٩ ببعض نواب الذمم المطاطية هماً على قلوب الناس.   فلتترك الحكومة للأغلبية – مهما صعب تجرعها- سلطة تعديل الدوائر، وإذا حدث أن تم الطعن بالتقسيم الخمسي، في ما بعد أمام المحكمة الدستورية، وبفرض أن المحكمة الدستورية قد (وقد مجرد احتمال) تحكم ببطلان التقسيم الخمسي للدوائر لغياب المساواة، عندئذ يمكن للسلطة الحاكمة أن تقول للمعارضة: على نفسها جنت براقش، “وزرع زرعتيه…”.

احمد الصراف

تجار دين وشهرة

ليس أصعب من أفول نجم من كان يوما ملء السمع والبصر، سواء كان فنانا، سياسيا، أو رجل دين، فالبشر بشر، فما أن تختفي الأضواء من حول أي من هؤلاء حتى يفعلوا العجب، ليعودوا إلى الواجهة، فالراقصات يفتعلن الفضائح، والسياسيون بغريب التصريحات، والدعاة بعجيب الفتاوى. وعلى الرغم من أن لرجال الدين فضائحهم، فإننا قلما نسمع بها، فمصلحة أنظمة وأفراد تتطلب التغطية عليهم! وقد سمعنا أخيرا بقصة النائب السلفي المصري الذي أجرى عملية تجميل لأنفه، وادعى أن عصابة اعتدت عليه! وزميله السلفي الآخر الذي قبض عليه متلبسا مع فتاة في وضع جنسي بسيارته، وكادت قصته أن تطمس لولا أن الحكم صدر بحل البرلمان، فأصبحت قضيته بيد النيابة! كما ينظر البرلمان العراقي في رفع الحصانة عن النائب محمد أمين حسن، من حزب الدعوة، الشيعي المتشدد، بتهمة تزوير شهادته الدراسية، وهو الذي اشتهر بتلاوة القرآن مع بداية كل جلسة! ولو تقبلنا فضائح الراقصات وسقطات السياسيين، فإن من الصعب على أي مجتمع القبول بفضائح رجال الدين، فهم من يعظ الناس ومثال النزاهة والاستقامة، فكيف يقترفون المحرمات، وهم القدوة؟ وكذا ما نراه مثلا في قضايا لواط الصبيان، إن في مجتمعاتنا أو في مجتمعات رجال الدين الكاثوليك، وحتى البابا متهم بالتستر على بعض المتهمين الكبار! ويقول زميل ان حد الزنى، الذي يتطلب عادة أربعة شهود، يطبق دائما في قضايا الاتهام التي طرفها رجل دين، أما الآخرون فشهادة مخبر سري تكفي لتثبت التهمة عليهم! وقد شاهدنا عددا ليس بالقليل من عمليات رجم نساء حتى الموت في أفغانستان وباكستان، من دون شهود، ولا لذكر شركائهن في «الجريمة»! كما هنالك أيضا بعض رجال الدين الذين دأبوا على إصدار فتاوى، تؤيد الإرهاب فقط للعودة للأضواء، أو يستخدمون سلاح الحديث الطائفي للوصول إلى الشهرة، وهذا ما نراه في خطب بعض متشددي الوهابية والشيعة، وبالذات ياسر الحبيب وآية الله المجتبي الشيرازي، فأحاديثهم المتوافرة على اليوتيوب تقطر سما وهراء، بما تتضمنه من شتائم لا تقبل النفس السوية سماعها، فكيف بتصديقها. وهناك أيضا خطباء يأتون بقصص خيالية لا تتسق مع اي منطق، مثل السيد الشيعي الذي ذكر حادثة طائرة تعرضت لسقوط محقق، ولكن ما أن ارتفعت دعوات الركاب للمهدي المنتظر بإنقاذهم حتى تعدل وضعها ونجا ركابها! وطبعا تناسى هذا الساذج ذكر اسم الرحلة أو تاريخها! كما تناسى أن طائرة «شيعية» اخرى أسقطها الأميركيون، قبل 23 عاما، أجبرت السيد الخميني على تذوق طعم السم، ووقف الحرب العراقية الإيرانية، مجبرا! ولا ننسى في هذا السياق أن فتاوى كمضاجعة الوداع، ورضاع الكبير، ونكاح ملك اليمين، وجواز نكاح الاب لابنته إن كانت أمها أمة، والحمل المستكن، قد وضعت مطلقيها على شاشات أشهر القنوات الفضائية، وفي نشرات أخبار أميركا واوروبا، فهؤلاء جميعا طلاب شهرة، وقبلها طلاب ثروة، وقصة رجل الدين السعودي القرني، الذي سرق كامل نص كتاب من مؤلفته، ونسبه لنفسه، لاتزال تسمع اصداؤها.

أحمد الصراف

عادل عبدالله المطيري

صوت واحد لا يكفي..!

  تخريب الدوائر الانتخابية..

سربت مؤخرا دراسة حكومية تعنى بإعادة تنظيم الدوائر الانتخابية الخمس، وخلاصتها أنها أخذت بعض المناطق وخصوصا من الدائرتين الكبريين (الرابعة والخامسة) وإضافتها للدوائر الأخرى، بحجة العدالة والمساواة ولتتقارب إعداد الناخبين في كل الدوائر الانتخابية.

وقد لفت انتباهي بعض التغيرات، مثل استئصال منطقة الأندلس والعارضية من الدائرة الرابعة إلى الثانية، فجغرافيا منطقة العارضية بعيدة جدا عن مناطق الدائرة الثانية، كذلك العارضية هي منطقة داخلية جدا، وفي عمق الدائرة الرابعة وليست منطقة طرفية ..

ولكن ربما أرادت الحكومة تقليل تمثيل «قبيلة المطران» في البرلمان القادم فاقترحت اجتزاء إحدى مناطق نفوذهم لتشتيت قوتهم التصويتية.

يبدو ان التغيرات المقترحة على الدوائر الانتخابية تهدف لزيادة تمثيل بعض القبائل والطوائف على حساب «العدالة الجغرافية» التي كان بالإمكان أخذها بالاعتبار، وإلا فكيف توضع الدعية مع العارضية، بل كيف توضع صباح السالم في الدائرة الأولى وتستأصل منطقة بيان الأقرب..

صوت واحد..

أفضل الأنظمة الانتخابية هي التي تقلص عدد الدوائر الانتخابية وتزيد عدد الأصوات للناخبين، وذلك لتتشكل أغلبية برلمانية مريحة ومن ثم حكومة متماسكة، تمثل إرادة الأمة وتوقعاتها، والعكس صحيح فأسوأ الأنظمة الانتخابية هي ذات الدوائر الانتخابية الكثيرة والأصوات القليلة، لأنها لا تنتج أغلبية برلمانية متجانسة، بل ائتلافات سياسية هشة يتحكم بمصيرها الأقليات والأفكار المتطرفة.

هناك من يردد أن الصوت او الصوتين سيحقق العدالة، وسيتمكن الجميع من التمثيل داخل مجلس الامة، بمن فيهم الشرائح الاجتماعية الصغيرة، نقول له «كلامك صحيح ولكن غير صحي». لان النعرات القبلية والعائلية والطائفية ستعود وستتعرض الصحوة السياسية التي شهدناها مؤخرا لانتكاسة كبيرة، بل سيتحول نواب مجلس الأمة إلى مجرد ممثلين لفئات اجتماعية معينة ومصالح ضيقة.

يبدو ان الجميع ـ مواطنين ونوابا وحكومة ـ متفقون على ان نظامنا الانتخابي بحاجة الى تغيير، والاختلاف هو على ماهية التغيير وتوقيته، لذلك يجب ألا تنفرد الحكومة بالقرار، وان تتريث حتى مجيء مجلس الأمة القادم، الذي سيشكل حتما إرادة الأمة الحقيقية وما تريده من تغييرات على نظامنا الانتخابي.

سامي النصف

المسلمون في رمضان واليابانيون في المحن!

  أتى الإسلام العظيم ليتمم مكارم الاخلاق، كما فرض الصيام في رمضان ليطهر النفوس من الشرور فلا اثم ولا فسوق ولا عدوان فيه، ومع ذلك نرى في الشهر الفضيل من بعض المسلمين ممارسات بها غضب شديد وقلة عمل وفوضى في الشوارع والجمعيات والاسواق رغم ان ديننا يحثنا على النظام والاحترام والرحمة والقدرة والتضحية والرفق واتقان الاعمال عبر التدريب المستمر، وقد قال الامام محمد عبده عندما زار باريس قبل مئة عام «وجدت عندهم مسلمين دون اسلام وعندنا اسلام دون مسلمين».

***

اليابانيون شعب علماني في الاغلب وقد لوحظ عليهم عشرة اشياء ابان محنتهم الاخيرة مع المفاعل النووي هي:

1 – الهدوء: فلا منظر للنواح او الصراخ فالحزن لديهم هدوء وسكينة وسمو.

2 – الاحترام: طوابير محترمة للحصول على الماء ومستلزمات الحياة فلا كلمة جافة ولا تصرف جارحا ولا تصارع او تسابق بين الجموع.

3 – القدرة والاحتراف: عمارة فائقة الدقة والقوة مبنية بضمير فالمباني تأرجحت ولم تسقط.

4 – الرحمة: الناس اشتروا فقط ما يحتاجونه لقوت يومهم كي يستطيع الجميع الحصول على كل شيء.

5 – النظام: لا فوضى في الطوابير ولا تزمير في الطرق والشوارع بل استيعاب تام لما يحدث وتفهم للحالة الانسانية القائمة.

6 – التضحية: خمسون عاملا ومهندسا ومسؤولا اثروا البقاء رغم الخطر الماحق في المفاعل النووي يضخون مياه البحر فيه بغرض تبريده منعا للانفجار، ماذا لو حدث امر مماثل في دولنا؟!

7 – الرفق: المطاعم خفضت اسعارها (لدينا يحدث العكس تماما فتستغل الكوارث لمضاعفة الاسعار وجني الربح الحرام)، أجهزة الصرف الآلي تركت للمحتاجين فقط وتفرغ الاقوياء لانقاذ الضعفاء، لا للدوس عليهم كما يحدث في بلداننا!

8 – التدريب: عرف الكبار والصغار ما يفعلونه بالضبط فأصبحوا قيمة مضافة لقوى الانقاذ.. لا عالة عليهم!

9 – الإعلام: أظهر احترافا شديدا وتحكما رائعا بالمشاعر، فلا اظهار للصور الانسانية المرعبة ولا مذيعين تافهين يصارخون ويولولون بل احترام للضحايا واسرهم وتقارير اعلامية هادئة ومحترفة.

10 – الضمير: عندما انقطعت الكهرباء في المحلات، لم يسرقها الزبائن بل اعادوا ما في ايديهم الى الرفوف وخرجوا بهدوء.

***

آخر محطة:

1 – تقرير للشرطة اليابانية يظهر ان الناس وفرق الانقاذ اعادوا لمراكز الشرطة ما مجموعه 86 مليون دولار جمعوها من جثث الموتى والمباني المهجورة بينما يتسابق الناس لدينا وحتى في بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وأوروبا لسلب الجرحى والموتى عند وقوع الكوارث الطبيعية والانفجارات.

2 – الفضيلة تنبع من ضمير الناس وكيفية تربيتهم بأكثر من ارعابهم وتخويفهم والذين ينجحون دائما بالتلاعب عليه، لذا استحق الشعب الياباني المتمسك بالحس الانساني والاخلاق الراقية تقدير واحترام شعوب الارض جمعاء واذا كان ديننا الحنيف قد حثنا على طلب العلم حتى من الصين فلنتعلم الاخلاق الحميدة حتى من الافاضل من اهل اليابان!

3 – ما سبق أتانا بتصرف برسالة على الانترنت!

احمد الصراف

ارحل يا سيدي.. ارحل

سنخاطبك بلقبك الرسمي الذي لا يزال العالم، والمتحضر منه بالذات، يخاطبك به، فلا تزال رئيس سوريا، وبيدك أن تفعل الكثير لإنقاذ وطنك وطائفتك وعائلتك ونفسك! ولنبدأ بنفسك، فبغير ذلك نكون قد تجنينا على الحقيقة، فمن لا يفكر بسلامة نفسه لا يمكن أن يفكر بسلامة غيره، بشرا أو ترابا! فأنت يا سيدي لا تزال في مقتبل العمر، وأمامك الكثير لتعيشه، ولا تتصور أنك ستبقى في الحكم الى الأبد، وان حدث ذلك فلن تكون يوما، أو حتى لحظة، مطمئنا لسلامتك، وأمن وسلامة من تحب وتعشق، فقد وقع المحذور، واصبحت جزءا من دائرة عنف مستمرة، فإما أن تستمر في القتل أو تتوقف، وفي الحالتين لن ينتهي أعداؤك ولن تتوقف محاولات ذوي ضحاياك في التخلص منك! وبالتالي من الضروري التفكير بجدية في فعل شيء للخروج من هذه الدائرة الجهنمية، بأقل ما يمكن من الخسائر، ولو أن خسائرك، مهما عظمت، فإنها لا تقاس بخسائر وطنك وشعبك! لقد نجح والدك ونجحت أنت في أن ترفع من مستوى معيشة وكرامة أقليات وطنك لدرجة لم تبلغها من قبل، ولكن تشبثك بالسلطة واستماتتك في البقاء على القمة لن ينهي ما انجزت فقط، بل وسيعيد هؤلاء إلى درك اقل مما كانوا عليه من قبل، هذا ان بقي أحد فيهم حيا أو رافضا للهجرة! فكل ما انجزته لهؤلاء سيضيع ويذهب مع الريح، ان تسلمت قوى الشر والظلام الحكم في سوريا، وعليك بالتالي أن تجد مخرجا لهذا الوضع المأساوي، ومهما فكرت فلن تجد افضل من الرحيل بكرامتك، فلا أنت ولا أي انسان، بحكم الطبيعة، قادر على البقاء في الحكم الى الأبد، وخاصة عندما تنشب من حوله حرب أهلية حقيقية. عليك يا سيدي أن تفكر بالطريقة التي ستمضي بها الأربعين سنة القادمة من حياتك، وكيف ستحيا فيها واين، وليس كيف ستبقى حيا، وأين ستعيش مع أسرتك وفلذات كبدك ضمن مجتمع اصطبغت حياته بالدم، وفقد الكثيرون فيه كل شيء؟ ولا تقل لي بأنك تفكر بشعبك وأمتك وطائفتك، فمن الواضح أن ليس لهؤلاء أولوية لديك، فلا يمكن أن يقبل اي رئيس بفتح مدافع دباباته على شعبه، أو استخدام طائراته السمتية والحربية في قصف أحياء ومدن وطنه، ويستمر في الادعاء بأنه يسعى لسعادة ورفاهية شعبه! اعلم أنك تواجه، في جزء كبير من حربك، عصابة مسلحين مهووسين دينيا، ولكنك لا تستطيع ان تنكر أن بين من يعارضون حكمك وطنيين بذلوا الكثير الكثير في محاربتك، بعد ان سئموا من حكمك ودكتاتوريتك!
ان الحديث عنك وعن سوريا وعما يجري فيها ليس سهلا على علماني مثلي لا يؤمن بخلط الدين بالسياسة، او العكس، وبالتالي لا انكر أن مشاعري مختلطة ازاء ما يجري فيها! فمن جهة لا اريد لحكمك ان يزول لكي لا تأتي جحافل الجهل وتحكم أجمل بلد عربي، ومن جهة اخرى لا اريد لك أن تتشبث بالحكم، كما فعل غيرك، وتسهّل أكثر وصول القوى الدينية المتشددة إلى حكم سوريا، ولكن الحق أولى بالاتباع، وبالتالي فإن عقلي يقول بأن عليك، في كل الأحوال، أن ترحل!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

عقدة اليسار الكويتي

يبدو ان بعض المحسوبين على التيار اليساري في الكويت منزعجون جداً من بعض العبارات التي ترد في بعض مقالاتي التي انتقد فيها انحراف مسيرتهم وتراجعهم عن مبادئهم التي كانوا ينادون بها طوال عقود من الزمان حتى اضحوا يتفننون بعقد الصفقات مع الحكومة ولا يتورعون عن إظهار التحالف مع حلفائها!! ويبدو ان عقدة هذا التيار هو شعور اتباعه بهذا التبدل في الجلد، لذلك لم يجد ما ينفي هذه التهمه الا إلقاء الكرة في ملعبنا وتذكيرنا بحكومة 1976 التي شارك فيها الشيخ يوسف الحجي ويغضون الطرف عن الرموز الخمسة للتيار الوطني، الذين ذكرنا أسماءهم في مقال سابق وكانوا وزراء في الحكومة نفسها!! بل ان احد هؤلاء الكتاب لم يتورع عندما يتحدث عن التاريخ القريب لدواوين الاثنين ويدعي زورا وبهتانا وافتراء ان الذي كان يقود ذلك التحرك هو التيار الوطني فقط!
اليوم يتحدثون عن صحوة التيار اليساري…!!؟ وكنت أتوقع عودة لمبادئ الستينات والسبعينات، فافاجأ انها دعوة الدكتور الخطيب لعرض موضوع الدوائر على المحكمة الدستورية!!! وان هذه الدعوة هي التي اعادت التيار الى الجادة الصحيحة!
وليعذرني الرفقاء في هذا التيار لأقول لهم اذا كانت هذه الدعوة هي التي ستحييكم وتعيدكم الى مبادئكم فانصحكم بالا تتعبوا أنفسكم فالضرب بالميت حرام! فالأولى بكم البحث عن الأمجاد في تاريخ الكثير من الشخصيات الوطنية الكويتية التي تسعين في المائة منها لا تؤمن بعقيدة اليسار ولابنظرته للحياة ولكنكم تطوعون إنجازاتها لمصلحة تياركم كلما أردتم ملء الفراغات الكثيرة لديكم!
المعلومات تقول ان توجهات صدرت لتوزير امرأة في الحكومة الجديدة ارضاء لتيار معين! وان إزاحة جمال شهاب من الاوقاف ارضاء للتيار نفسه بعد ان اصدر قرارات جريئة تعيد للمسجد دوره الريادي! ويقولون ماهم اصحاب صفقات مع الحكومة..؟
الاخ مدير عام بلدية الكويت اصدر قرارا يسمح للوزارات ومؤسسات الدولة ان تنشئ داخلها إدارات لممارسة مهنة التصميم للمخططات الهندسية وإصدار تراخيص البناء والإشراف على تنفيذ المشاريع الإنشائية…!!
اللي اعرفه ان الدولة تتجه الى خصخصة بعض القطاعات لديها وليس العكس!! هذا القرار اعلان حرب على القطاع الخاص ويسير في اتجاه مخالف لتوجهات الخطاب الاميري في دور الانعقاد الماضي، المشكلة ان المسؤولين في البلدية يقولون ان هذا القرار تنفيذ لقرار مجلس الوزراء!! لا بالله ضاعت الطاسة! ومنا الى غرفة التجارة والصناعة.