عادل عبدالله المطيري

صوت واحد لا يكفي..!

  تخريب الدوائر الانتخابية..

سربت مؤخرا دراسة حكومية تعنى بإعادة تنظيم الدوائر الانتخابية الخمس، وخلاصتها أنها أخذت بعض المناطق وخصوصا من الدائرتين الكبريين (الرابعة والخامسة) وإضافتها للدوائر الأخرى، بحجة العدالة والمساواة ولتتقارب إعداد الناخبين في كل الدوائر الانتخابية.

وقد لفت انتباهي بعض التغيرات، مثل استئصال منطقة الأندلس والعارضية من الدائرة الرابعة إلى الثانية، فجغرافيا منطقة العارضية بعيدة جدا عن مناطق الدائرة الثانية، كذلك العارضية هي منطقة داخلية جدا، وفي عمق الدائرة الرابعة وليست منطقة طرفية ..

ولكن ربما أرادت الحكومة تقليل تمثيل «قبيلة المطران» في البرلمان القادم فاقترحت اجتزاء إحدى مناطق نفوذهم لتشتيت قوتهم التصويتية.

يبدو ان التغيرات المقترحة على الدوائر الانتخابية تهدف لزيادة تمثيل بعض القبائل والطوائف على حساب «العدالة الجغرافية» التي كان بالإمكان أخذها بالاعتبار، وإلا فكيف توضع الدعية مع العارضية، بل كيف توضع صباح السالم في الدائرة الأولى وتستأصل منطقة بيان الأقرب..

صوت واحد..

أفضل الأنظمة الانتخابية هي التي تقلص عدد الدوائر الانتخابية وتزيد عدد الأصوات للناخبين، وذلك لتتشكل أغلبية برلمانية مريحة ومن ثم حكومة متماسكة، تمثل إرادة الأمة وتوقعاتها، والعكس صحيح فأسوأ الأنظمة الانتخابية هي ذات الدوائر الانتخابية الكثيرة والأصوات القليلة، لأنها لا تنتج أغلبية برلمانية متجانسة، بل ائتلافات سياسية هشة يتحكم بمصيرها الأقليات والأفكار المتطرفة.

هناك من يردد أن الصوت او الصوتين سيحقق العدالة، وسيتمكن الجميع من التمثيل داخل مجلس الامة، بمن فيهم الشرائح الاجتماعية الصغيرة، نقول له «كلامك صحيح ولكن غير صحي». لان النعرات القبلية والعائلية والطائفية ستعود وستتعرض الصحوة السياسية التي شهدناها مؤخرا لانتكاسة كبيرة، بل سيتحول نواب مجلس الأمة إلى مجرد ممثلين لفئات اجتماعية معينة ومصالح ضيقة.

يبدو ان الجميع ـ مواطنين ونوابا وحكومة ـ متفقون على ان نظامنا الانتخابي بحاجة الى تغيير، والاختلاف هو على ماهية التغيير وتوقيته، لذلك يجب ألا تنفرد الحكومة بالقرار، وان تتريث حتى مجيء مجلس الأمة القادم، الذي سيشكل حتما إرادة الأمة الحقيقية وما تريده من تغييرات على نظامنا الانتخابي.

سامي النصف

المسلمون في رمضان واليابانيون في المحن!

  أتى الإسلام العظيم ليتمم مكارم الاخلاق، كما فرض الصيام في رمضان ليطهر النفوس من الشرور فلا اثم ولا فسوق ولا عدوان فيه، ومع ذلك نرى في الشهر الفضيل من بعض المسلمين ممارسات بها غضب شديد وقلة عمل وفوضى في الشوارع والجمعيات والاسواق رغم ان ديننا يحثنا على النظام والاحترام والرحمة والقدرة والتضحية والرفق واتقان الاعمال عبر التدريب المستمر، وقد قال الامام محمد عبده عندما زار باريس قبل مئة عام «وجدت عندهم مسلمين دون اسلام وعندنا اسلام دون مسلمين».

***

اليابانيون شعب علماني في الاغلب وقد لوحظ عليهم عشرة اشياء ابان محنتهم الاخيرة مع المفاعل النووي هي:

1 – الهدوء: فلا منظر للنواح او الصراخ فالحزن لديهم هدوء وسكينة وسمو.

2 – الاحترام: طوابير محترمة للحصول على الماء ومستلزمات الحياة فلا كلمة جافة ولا تصرف جارحا ولا تصارع او تسابق بين الجموع.

3 – القدرة والاحتراف: عمارة فائقة الدقة والقوة مبنية بضمير فالمباني تأرجحت ولم تسقط.

4 – الرحمة: الناس اشتروا فقط ما يحتاجونه لقوت يومهم كي يستطيع الجميع الحصول على كل شيء.

5 – النظام: لا فوضى في الطوابير ولا تزمير في الطرق والشوارع بل استيعاب تام لما يحدث وتفهم للحالة الانسانية القائمة.

6 – التضحية: خمسون عاملا ومهندسا ومسؤولا اثروا البقاء رغم الخطر الماحق في المفاعل النووي يضخون مياه البحر فيه بغرض تبريده منعا للانفجار، ماذا لو حدث امر مماثل في دولنا؟!

7 – الرفق: المطاعم خفضت اسعارها (لدينا يحدث العكس تماما فتستغل الكوارث لمضاعفة الاسعار وجني الربح الحرام)، أجهزة الصرف الآلي تركت للمحتاجين فقط وتفرغ الاقوياء لانقاذ الضعفاء، لا للدوس عليهم كما يحدث في بلداننا!

8 – التدريب: عرف الكبار والصغار ما يفعلونه بالضبط فأصبحوا قيمة مضافة لقوى الانقاذ.. لا عالة عليهم!

9 – الإعلام: أظهر احترافا شديدا وتحكما رائعا بالمشاعر، فلا اظهار للصور الانسانية المرعبة ولا مذيعين تافهين يصارخون ويولولون بل احترام للضحايا واسرهم وتقارير اعلامية هادئة ومحترفة.

10 – الضمير: عندما انقطعت الكهرباء في المحلات، لم يسرقها الزبائن بل اعادوا ما في ايديهم الى الرفوف وخرجوا بهدوء.

***

آخر محطة:

1 – تقرير للشرطة اليابانية يظهر ان الناس وفرق الانقاذ اعادوا لمراكز الشرطة ما مجموعه 86 مليون دولار جمعوها من جثث الموتى والمباني المهجورة بينما يتسابق الناس لدينا وحتى في بعض الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وأوروبا لسلب الجرحى والموتى عند وقوع الكوارث الطبيعية والانفجارات.

2 – الفضيلة تنبع من ضمير الناس وكيفية تربيتهم بأكثر من ارعابهم وتخويفهم والذين ينجحون دائما بالتلاعب عليه، لذا استحق الشعب الياباني المتمسك بالحس الانساني والاخلاق الراقية تقدير واحترام شعوب الارض جمعاء واذا كان ديننا الحنيف قد حثنا على طلب العلم حتى من الصين فلنتعلم الاخلاق الحميدة حتى من الافاضل من اهل اليابان!

3 – ما سبق أتانا بتصرف برسالة على الانترنت!

احمد الصراف

ارحل يا سيدي.. ارحل

سنخاطبك بلقبك الرسمي الذي لا يزال العالم، والمتحضر منه بالذات، يخاطبك به، فلا تزال رئيس سوريا، وبيدك أن تفعل الكثير لإنقاذ وطنك وطائفتك وعائلتك ونفسك! ولنبدأ بنفسك، فبغير ذلك نكون قد تجنينا على الحقيقة، فمن لا يفكر بسلامة نفسه لا يمكن أن يفكر بسلامة غيره، بشرا أو ترابا! فأنت يا سيدي لا تزال في مقتبل العمر، وأمامك الكثير لتعيشه، ولا تتصور أنك ستبقى في الحكم الى الأبد، وان حدث ذلك فلن تكون يوما، أو حتى لحظة، مطمئنا لسلامتك، وأمن وسلامة من تحب وتعشق، فقد وقع المحذور، واصبحت جزءا من دائرة عنف مستمرة، فإما أن تستمر في القتل أو تتوقف، وفي الحالتين لن ينتهي أعداؤك ولن تتوقف محاولات ذوي ضحاياك في التخلص منك! وبالتالي من الضروري التفكير بجدية في فعل شيء للخروج من هذه الدائرة الجهنمية، بأقل ما يمكن من الخسائر، ولو أن خسائرك، مهما عظمت، فإنها لا تقاس بخسائر وطنك وشعبك! لقد نجح والدك ونجحت أنت في أن ترفع من مستوى معيشة وكرامة أقليات وطنك لدرجة لم تبلغها من قبل، ولكن تشبثك بالسلطة واستماتتك في البقاء على القمة لن ينهي ما انجزت فقط، بل وسيعيد هؤلاء إلى درك اقل مما كانوا عليه من قبل، هذا ان بقي أحد فيهم حيا أو رافضا للهجرة! فكل ما انجزته لهؤلاء سيضيع ويذهب مع الريح، ان تسلمت قوى الشر والظلام الحكم في سوريا، وعليك بالتالي أن تجد مخرجا لهذا الوضع المأساوي، ومهما فكرت فلن تجد افضل من الرحيل بكرامتك، فلا أنت ولا أي انسان، بحكم الطبيعة، قادر على البقاء في الحكم الى الأبد، وخاصة عندما تنشب من حوله حرب أهلية حقيقية. عليك يا سيدي أن تفكر بالطريقة التي ستمضي بها الأربعين سنة القادمة من حياتك، وكيف ستحيا فيها واين، وليس كيف ستبقى حيا، وأين ستعيش مع أسرتك وفلذات كبدك ضمن مجتمع اصطبغت حياته بالدم، وفقد الكثيرون فيه كل شيء؟ ولا تقل لي بأنك تفكر بشعبك وأمتك وطائفتك، فمن الواضح أن ليس لهؤلاء أولوية لديك، فلا يمكن أن يقبل اي رئيس بفتح مدافع دباباته على شعبه، أو استخدام طائراته السمتية والحربية في قصف أحياء ومدن وطنه، ويستمر في الادعاء بأنه يسعى لسعادة ورفاهية شعبه! اعلم أنك تواجه، في جزء كبير من حربك، عصابة مسلحين مهووسين دينيا، ولكنك لا تستطيع ان تنكر أن بين من يعارضون حكمك وطنيين بذلوا الكثير الكثير في محاربتك، بعد ان سئموا من حكمك ودكتاتوريتك!
ان الحديث عنك وعن سوريا وعما يجري فيها ليس سهلا على علماني مثلي لا يؤمن بخلط الدين بالسياسة، او العكس، وبالتالي لا انكر أن مشاعري مختلطة ازاء ما يجري فيها! فمن جهة لا اريد لحكمك ان يزول لكي لا تأتي جحافل الجهل وتحكم أجمل بلد عربي، ومن جهة اخرى لا اريد لك أن تتشبث بالحكم، كما فعل غيرك، وتسهّل أكثر وصول القوى الدينية المتشددة إلى حكم سوريا، ولكن الحق أولى بالاتباع، وبالتالي فإن عقلي يقول بأن عليك، في كل الأحوال، أن ترحل!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

عقدة اليسار الكويتي

يبدو ان بعض المحسوبين على التيار اليساري في الكويت منزعجون جداً من بعض العبارات التي ترد في بعض مقالاتي التي انتقد فيها انحراف مسيرتهم وتراجعهم عن مبادئهم التي كانوا ينادون بها طوال عقود من الزمان حتى اضحوا يتفننون بعقد الصفقات مع الحكومة ولا يتورعون عن إظهار التحالف مع حلفائها!! ويبدو ان عقدة هذا التيار هو شعور اتباعه بهذا التبدل في الجلد، لذلك لم يجد ما ينفي هذه التهمه الا إلقاء الكرة في ملعبنا وتذكيرنا بحكومة 1976 التي شارك فيها الشيخ يوسف الحجي ويغضون الطرف عن الرموز الخمسة للتيار الوطني، الذين ذكرنا أسماءهم في مقال سابق وكانوا وزراء في الحكومة نفسها!! بل ان احد هؤلاء الكتاب لم يتورع عندما يتحدث عن التاريخ القريب لدواوين الاثنين ويدعي زورا وبهتانا وافتراء ان الذي كان يقود ذلك التحرك هو التيار الوطني فقط!
اليوم يتحدثون عن صحوة التيار اليساري…!!؟ وكنت أتوقع عودة لمبادئ الستينات والسبعينات، فافاجأ انها دعوة الدكتور الخطيب لعرض موضوع الدوائر على المحكمة الدستورية!!! وان هذه الدعوة هي التي اعادت التيار الى الجادة الصحيحة!
وليعذرني الرفقاء في هذا التيار لأقول لهم اذا كانت هذه الدعوة هي التي ستحييكم وتعيدكم الى مبادئكم فانصحكم بالا تتعبوا أنفسكم فالضرب بالميت حرام! فالأولى بكم البحث عن الأمجاد في تاريخ الكثير من الشخصيات الوطنية الكويتية التي تسعين في المائة منها لا تؤمن بعقيدة اليسار ولابنظرته للحياة ولكنكم تطوعون إنجازاتها لمصلحة تياركم كلما أردتم ملء الفراغات الكثيرة لديكم!
المعلومات تقول ان توجهات صدرت لتوزير امرأة في الحكومة الجديدة ارضاء لتيار معين! وان إزاحة جمال شهاب من الاوقاف ارضاء للتيار نفسه بعد ان اصدر قرارات جريئة تعيد للمسجد دوره الريادي! ويقولون ماهم اصحاب صفقات مع الحكومة..؟
الاخ مدير عام بلدية الكويت اصدر قرارا يسمح للوزارات ومؤسسات الدولة ان تنشئ داخلها إدارات لممارسة مهنة التصميم للمخططات الهندسية وإصدار تراخيص البناء والإشراف على تنفيذ المشاريع الإنشائية…!!
اللي اعرفه ان الدولة تتجه الى خصخصة بعض القطاعات لديها وليس العكس!! هذا القرار اعلان حرب على القطاع الخاص ويسير في اتجاه مخالف لتوجهات الخطاب الاميري في دور الانعقاد الماضي، المشكلة ان المسؤولين في البلدية يقولون ان هذا القرار تنفيذ لقرار مجلس الوزراء!! لا بالله ضاعت الطاسة! ومنا الى غرفة التجارة والصناعة.