علي محمود خاجه

إلى ليان علي خاجه

رزقت يوم الخميس الماضي بابنتي التي أسميناها “ليان”، ولا أعرف كيف أصف كم المشاعر المختلطة عليّ منذ ذلك الحين إلى اليوم، لذلك فأنا أكتب لـ”ليان” ما يخطر على بالي من مشاعر، وأشارككم بها لأنها لن تتمكن من قراءتها إلا بعد حين إن شاء الله. – أول درس هو أنكِ لم تشاركي في أي قرار يتعلق بحياتك إلى الآن، ولن تشاركي على المدى القصير على الأقل، فلا اسمك ولا ميلادك ولا والداك أو مكانتهما الاجتماعية أو مستواهما المعيشي أو عقيدتهما، ولا المكان الذي ولدت فيه، ولذلك لا تقبلي أبدا أن تحكم الناس عليك في أمور لم تختاريها أنتِ، ولا تعاملي الناس أيضا في أمور لم تختاريها ولم يختاروها. – كل الكبار يتمنون أن تكون صفحتهم كصفحتك بيضاء لا تشوبها أي نقاط سوداء، ولأنك من البشر فستدنس حياتك أيضا بنقاط سوداء، فاحرصي على تقليلها ما استطعت، فكلما زادت النقاط السوداء انكمش بياض الصفحة. – لا أعلم كيف ستكون الحال حينما تكبرين، ولكن أعرف جيدا أن هناك شيئاً أغلى من أمك ومني، وهو الوطن المريض اليوم، والذي لن يستمر إلا إن ساهمت أنت ومن معك من أبنائه وبناته في بنائه، فلا تكترثي لأي أمر أكثر من ذلك، فالكويت هي الأساس. – قبل 1400 عام تقريبا اختلف المسلمون الأوائل، والإسلام بالمناسبة هو ديانتك التي لم تختاريها، أقول اختلف المسلمون على أمورهم الدنيوية واستمر الخلاف وكبر مع مرور الأزمان، وأيا كانت قناعاتك في المستقبل لا تجعلي من خلاف تاريخي أساسا لحياتك، فالتاريخ يجب أن نتعلم منه لا أن نعيشه. – ستسمعين وتشاهدين أفرادا من بلادك يسعون إلى تدمير وطنك بصراع ديني أو عنصري بغيض، حاربيهم ولا تجامليهم واعلمي جيدا أن أي مكان اجتماعي أو سياسي أو طلابي تجتمع فيه فئة ذات دين واحد أو مذهب واحد أو عائلة واحدة أو قبيلة واحدة هو مكان سيئ موبوء تجب محاربته والقضاء عليه ليدوم وطنك. – عاملي المدرسة والشارع والمستوصف والجمعية والمجمع والنادي كما تعاملين بيتك، فلا تشوهي تلك الأماكن فهي بيتك فعلا، واعلمي جيدا أن كل كائن حي له الحق في الحياة كما لك الحق فيها. – وطنك الكويت يقطنه أناس يختلفون في آرائهم وانتماءاتهم وجذورهم، وما يحكم بينكم هو كتاب يسمى الدستور وضعه أجدادنا لنا لينظم علاقتنا ويمنحنا المساواة بين الجميع دون تمييز بسبب دين أو لغة أو جنس أو أصل فاقرئيه والتزمي به. – أسرار القبندي اقرئي عنها عندما تكبرين وتعلّمي منها كيف تكونين، فهي وزميلاتها من أفضل نساء بلادي على الإطلاق. – ختاما، نادي القادسية هو نادٍ جميل أحبيه وعبدالله رويشد صوت رائع فاسمعيه.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

علي محمود خاجه

email: [email protected]
twitter: @alikhajah

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *