سامي النصف

لماذا لا يكون رمضاننا غير؟!

مبروك للكويت عودة النساء نصف المجتمع ممن أثبتن كفاءتهن وذكاءهن عبر نتائج المدارس والكليات والجامعات ووطنيتهن الحقة إبان الاحتلال الصدامي الغاشم، الى الحكومة والمجلس عبر تقلد د.رولا دشتي وزارة التخطيط والتنمية وشؤون مجلس الأمة لتسخر كفاءتها وجهدها لخدمة بلدها ومواطنيها.

***

ما ينقص مجلس الأمة القائم والقادم كي تنهض الكويت وتتقدم وتتصدر كما كان الحال في الستينيات والسبعينيات هو أصحاب الحكمة والرزانة والتعقل لا أصحاب الشدة والتشكيك والغضب، لذا أجد ان الكابتن عمار العجمي رغم حداثة التجربة هو في صدارة هؤلاء الحكماء والعقلاء، تصريح أبومحمد الأخير حول رفضه للأحزاب والدائرة الواحدة والحكومة البرلمانية يدعونا لدعوة الجميع لانتخابه حال ترشحه مستقبلا فالحكمة لم تخرب بلدا قط والواجب في هذه الأوقات المضطربة ان ننتخب أهل التعقل والرزانة أياً كان انتماؤهم السياسي والاجتماعي أو حتى الطائفي.

***

شهر رمضان هو شهر الصفح والمغفرة فهل يجوز ان يمر علينا الشهر الفضيل فلا نسمع إلا كلمات التهديد والوعيد تجاه المخالفين في الرأي والتدخل في أعمال السلطات الأخرى بدلا من التسامح والتحاب والتواد والعمل بيد واحدة لخدمة الشعب والوطن؟! لماذا لا يكون رمضاننا هذا العام «غير» عبر قيام حكماء وعقلاء البلد بدعوة الجميع الى بدء صفحة جديدة بعد ان جربنا في الماضي نهج الخلافات والصراعات والأزمات والتشكيك بنوايا الآخرين والتحريض والتأجيج فلم ننته إلا إلى التخلف عن دول الجوار وتوقف عمليات التنمية والإساءة للعملية الديموقراطية والاقتراب من التناحر الأهلي كحال كثير من دول المنطقة! مثل تلك الدعوة اذا تمت فسيكون التجاوب معها مقياسا ومحكا للنوايا فمن يقبلها ويتجاوب معها فسيكون محبا للوطن ومن يرفضها متعذرا بهذا العذر الواهي أو ذاك فهو صاحب أجندات تدميرية للكويت ولا شيء غير ذلك.

***

آخر محطة:(1) رسالة وشكوى مؤلمة من سيدة كويتية فاضلة تروي ما حدث في رحلة اللوفتهانزا الألمانية القادمة من فرانكفورت قبل يومين عندما وقف جمع من الركاب الكويتيين والطائرة تسير متسارعة على المدرج فور عملية الهبوط في الكويت مما أذهل طاقم الضيافة ممن أبلغوا الكابتن الذي أوقف الطائرة على المدرج ورفض التحرك ما لم يلتزم الركاب بالأنظمة المرعية، نحتاج لتشريعات مشددة لمن يخالفون قوانين الطيران أو يتسببون في تأخر الرحلات.

(2) أمر شاهدت مثله على الطائرة «التركية» قبل أيام أثناء قدومنا من اسطنبول، حيث كانت هناك فوضى قبل الإقلاع بسبب عدم التزام بعض الركاب الكويتيين بالكراسي المخصصة لهم مما تسبب في تأخر إقلاع الطائرة.

(3) صادف وصولنا لمطار بودابست في هنغاريا في 29/6 وصول طائرة العال الإسرائيلية ولاحظنا إجراءات أمن مشددة وغير طبيعية، ثم أتى الحادث الإرهابي للركاب الإسرائيليين في مطار بلغاريا المجاور فهل كان هناك تحذير مسبق من ذلك العمل الإرهابي؟!

 

احمد الصراف

الختان والعلمانية

أصدرت محكمة ألمانية في مدينة مولون حكما بعدم قانونية عمليات ختان الذكور التي تجري في ألمانيا! ومن سيتأثر بهذا القرار هم يهود ومسلمو ألمانيا، وقلة غيرهم، وقد اعترض هؤلاء بشدة على الحكم، وطالبوا الحكومة بوقف هذا التعدي على حقوقهم، وفق تعبيرهم! وقال قادة يهود ان هذا الحكم هو الاشد بعد الهولوكوست، وأن ما ذكرته المحكمة من ان اخضاع الاولاد لعملية ختان هو تعد على حقوقهم الانسانية، هو عكس ذلك تماما، وليس في الامر جريمة وتعد جراحي على جسد من لا ارادة له! وذكر الراباي غولد شميدت بأنه لا يرى مستقبلا لليهود في ألمانيا، ان اصرت المحكمة على قرارها ولم يعترض عليه. وما جعل الوضع اكثر سوءا هو ما بينته استقصاءات الرأي من ان غالبية الألمان يؤيدون حكم المحكمة، وهذا ما تسبب في اصابة كثيرين بصدمة مؤلمة، وما يعنيه من ان المسلمين واليهود غير مرحب بهم في المجتمع الأوروبي!

***
سخر بعضهم من إيماننا بــ «العلمانية»، والتي تعني اساسا فصل الدولة ونظامها السياسي عن الدين، ولم يعلم هؤلاء بأنها وحدها، كما ذكر الراحل حامد نصر ابو زيد، التي يمكن ان تفتح آفاقا للحرية والعقلانية وتعدد المعاني، فالدين شأن المتدينين، ومهمة الدولة ان تضمن حرية الجميع، وتحمي بعضهم من بغي الآخر باسم الدين. لكن العلمانية لا يمكن ان تتأسس من دون اصلاح ديني، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، بل تحقق في اوروبا القرن السادس عشر، ولم تحدث عندنا ثورة فلسفية كالتي احدثها فلاسفة اوروبا، تلك الثورة التي على اساسها تحققت الثورة الاجتماعية والسياسية التي ارست مفهوم «المواطن»، وأحلته محل مفهوم «الرعية»، السائد في مجتمعاتنا! وتزداد الاهمية يوما عن يوم لفصل الدين عن الدولة، فإذا نظرنا حولك سنجد النتائج المأساوية لهذا الزواج الكاثوليكي المحرم بين الدولة والدين في عالمنا العربي، فالدين، وفق قول ابو زيد، لا تستخدمه الجماعات الراديكالية او الاسلاميون فقط، وانما الدولة، وهذا امر يعود تاريخه الى النصف الثاني من القرن العشرين. وفصل الدين عن الدولة غير فصل الدين عن المجتمع، فهذا ما لا يمكن ان يتم، فالدين، تاريخيا، مكون اجتماعي، وليس مجرد مكون شخصي او فردي. وقد يبدأ الدين كذلك، اي يبدأ تجربة شخصية فردية، وقد يظل كذلك في بعض التجارب. لكن بعض التجارب الدينية الشخصية الفردية يتم تحويلها الى تجربة مشتركة تخلق جماعة، تصبح مجتمعا ثم تتطور الى «امة». في هذه الحالة الاخيرة يصبح الدين قوة وشيئا لا يمكن انتزاعه من المجتمع. ولكن الدولة ليست المجتمع، بل هي الجهاز الاداري والسياسي والقانوني الذي ينظم الحياة داخل المجتمع. واذا كان الدين قوة اجتماعية، فهو ايضا ليس المجتمع، فالمجتمع جماعات واديان. ومن حق هذه المجتمعات على الدولة، وهذا جمال العلمانية ورونقها، والذي لا يريده المتخلفون، ان تحمي بعض الجماعات من افتئات جماعات اخرى على حقوقها. من هنا فدور الدولة، كجهاز منظم لسير الحياة في المجتمع، اي مجتمع، المتعدد الاديان او المذاهب والانتماءات بطبيعته، يجب ان يكون محايدا، وهذا لا يتم بغير ألا يكون للدولة دين تتبناه وتدافع عنه وتحميه، فدورها هو حماية الناس، لا حماية العقائد، فالدولة لا يصح ان يكون لها دين، فهي لا تذهب الى الجامع ولا تصلي ولا تحج، بل هي مسؤولة عن المجتمع بكل مكوناته، بما فيها الأديان.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

رمضانيات (1): شياطين الطائفية

 

هكذا، قدَّم العديد من القرَّاء الكرام، من الطائفتين الكريمتين، تفاعلاً جميلاً على مقال الأسبوع الماضي: «المطابخ السرية للطائفية»، وذلك التفاعل بمثابة الشوكة في عيون الطائفيين والمؤزمين والمتمصلحين والإعلاميين المؤدلجين المغفلين ومن لف لفهم، ممن جرت على ألسنتهم القذرة وعقولهم السخيفة عبارة: «الفتنة والإنشطار الطائفي» في المجتمع البحريني.

تلك العينة من المواطنين من سنة وشيعة، قدمت ما يمكن اعتباره شهادات على قوة العلاقة بين بعضهم البعض، بصرف النظر عن الدعوات الخبيثة والمحاولات المستميتة الفاشلة عبر وسائل إعلامية مختلفة، ومن خلال حناجر النشاز لإيهام الناس بأن هناك صراعاً طائفياً في البحرين!

ولابد من تكرار أن المؤمنين والمقتنعين والباصمين بالعشر على أن هناك انهياراً في العلاقات بين الطائفتين، وعداوة طائفية مخيفة بسبب «الأزمة»، هم الطائفيون والمؤزمون والمتاجرون أصلاً… هذه هي الفئة التي تعاني من الصدام والانهيار، ونشدد أيضاً: هذه الفئة لا تمثل كل المجتمع البحريني، إنما تمثل نموذجاً سيئاً مريضاً.

على أية حال، أجدني متقدماً بالتهنئة للجميع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك… بفضائله التي ترقى إلى أعلى مستويات السمو الإيماني والروحي، وهذا الشهر الفضيل فرصة لأن يكشف الناس العقلاء تلك الشياطين التي لا يمكن تصفيدها لا في شهر رمضان ولا في سائر شهور العام! إنهم شياطين الطائفية الذين ينشطون في هذا الشهر الفضيل بعينه، وممن تُفتح لهم شاشات بعض الفضائيات الساقطة ليبثوا سمومهم بين أبناء الأمة ليرضوا بذلك أسيادهم المستمتعين دائماً بنشوة الصراع والخلافات في المجتمع الإسلامي. تلك الفئة المدمرة أشد خطراً من الشياطين التي وردت أحاديث وروايات نبوية شريفة عن تصفيدها في الشهر الكريم، والأخطر منهم، أولئك الناس الذين يصدقونهم وينقلون ما يطرحونه بكل جهل وغباء وطائفية ومرض نفساني.

في بحث قيم للباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني عبده البحش في موضوع «علماء الفتنة»، التفاتة لطيفة لتلك الأمثلة فيصفهم بقوله: «إن أكبر بلوى ابتلي بها العالم العربي والإسلامي هم علماء الدولار…علماء الدنيا…علماء السياسية… علماء التجارة… علماء البورصات والبنوك والأسواق المالية… علماء الاستثمارات والعقارات والأمور الدنيوية الذين ربطوا مصالحهم بمصالح أعداء الإسلام، فجعلوا من أنفسهم أدوات ومعاول هدم لوحدة المجتمعات الإسلامية، فكانت الفتاوى التي صدرت منهم وحيّرت الكثير من أصحاب العقول السليمة! إذ كيف يمكن لعالم أن يفتي بوجوب الاقتتال بين المسلمين؟ وكيف لعالم أن يدعو إلى تحريض فئة من المسلمين ضد أخرى؟ وكيف لعالم أن يسعى إلى تهييج الناس وإيقاظ الفتنة بين المسلمين؟».

مصادر الخلل العقائدي وشهوة الاقتتال الدموي بين أبناء الإسلام، هم «أشياء» تصلي وتصوم وتتظاهر بقمة التوحيد، وربما وجدتها على شاشات الفضائيات تبكي، وتتجرع المرارة بُعيد أن تكذب وتفتري وتهرج، ولا ينقصها سوى الرقص فرحاً على ما بثت من عفن… لا عليكم من كل ما تفعل تظاهراً فهي ليست سوى أدوات لدى الشيطان، مصداقاً لقول الآية الكريمة :«وقال الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وُعْدَ الْح َقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُم».(سورة إبراهيم : 22)

لا تتوقعوا من وعاظ السلاطين وعلماء البلاط خيراً للأمة! كل فعلهم الشيطاني إنما هو استرضاء للأسياد، فلا يختلف أحد في أن الطائفية وسمومها مرض مدمر للمجتمع الإسلامي، وليس من حق أتباع أية طائفة تجاوز الحدود أو إقصاء أبناء الطوائف الأخرى، ولا يمكن المقارنة هنا بالقول بأن الشيخ فلان فعل فكان رد فضيلة الشيخ علاَّن أن يلقمه حجراً، وكأننا نتعامل مع أطفال! وكأن الردود والصدامات الطائفية هي الأوجب والأولى من دعوات مكافحة ومجابهة الفتن ومشعليها.

هي الحكومات وقوى النفوذ دون شك… هي التي تغذي الطائفية وترعاها وتمدها وتقدم لها كل سبل التصاعد! من غير المنطقي، كما طرحت عدة مرات، أن يعاني أي مجتمع من الطائفية دون أن تكون حكومة تلك الدولة راضية بها وهي أساس مساندتها وراعية كانتوناتها (فرق التمييز والعنصرية) وصاحبة الفضل عليها؟

طوق النجاة للمجتمعات هم علماء الأمة المخلصون الصادقون.. من السنة والشيعة، ومن أتباع مختلف المدارس والمناهج والمذاهب الفكرية الإسلامية، باعتبارهم يطرحون دعوات صادقة للإصلاح ولم الشمل وتوحيد الصفوف، فيما هؤلاء منبوذون من الحكومات ومتهمون ومشكوك في كل خطابهم ونهجهم، ومعرضون بقوة إعلام (هش) لتحريف كل كلماتهم وخطبهم ومهددون أيضاً بالويل والثبور!

مثل هؤلاء المشايخ معززون مكرمون ويحملون دائماً شعار: «املأ ركابي فضةً أو ذهبا».

مبارك عليكم الشهر يا جماعة…

مبارك الدويلة

زكي بدر في الخليج

عندما أراد عبدالناصر والضباط الاحرار القيام بانقلاب 1952 استعان بحركة الاخوان المسلمين للحصول على التأييد الشعبي للثورة، وتم اختيار اللواء محمد نجيب قائدا للبلاد آنذاك وهو المقرب من الاخوان. وبعد ان استقرت الامور للضباط الاحرار انقلبوا على حلفائهم في عام 1954، وحتى يبرروا فعلتهم المشينة اختلقوا لهم اعترافات وتهما لا يصدقها عاقل! لكن وسائل الاعلام كانت بيد السلطة التي أصبحت تحت سيطرة الضباط الاحرار، فصدق الشعب هذه الاتهامات وسار في شوارع القاهرة يهتف لعبدالناصر حتى تمكن الاعلام من رسم صورة مقدسة له في أذهان رجل الشارع المصري البسيط.
وبعد ذلك استمر مسلسل الافتراءات والاتهامات على قيادات الجماعة حتى زج معظمهم بالسجون بمحاكمات صورية، وعلق الكثير منهم على أعواد المشانق من دون اي اعتراض او استنكار من اي نظام عربي او دولي! اما على المستوى الداخلي فكانت الحقيقة غائبة وسط زخم هائل من التمجيد والتبجيل للزعيم الأوحد منقذ الامة وأملها ومستقبلها الرئيس عبدالناصر! طبعا كانت التهمة المعلبة والجاهزة في كل مرة هي المشاركة في تنظيم سياسي يهدف الى الانقلاب على الحكم! وتمضي الايام ويشاء الله ان يكشف ويظهر الحق ويبطل الباطل فكانت هزيمة 1967 ثم الاستقالة للزعيم الأوحد ثم وفاته لتطوى صفحة في تاريخ حقوق الانسان المصري، فجاء بعد ذلك عهد السادات الذي اخرج من كان في السجون ممن بقي حيا من الاخوان بعد ربع قرن من الزمان ليحكوا للشعب المصري الحقيقة الغائبة.
المعلومة المهمة اليوم هي انه بعد سنوات من استقرار الأوضاع في مصر بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين استقال عدد من المسؤولين في وزارة الداخلية المصرية – جهاز امن الدولة – وانتقلوا للعمل في دول الخليج وغيرها لينقلوا لها خبراتهم الإجرامية في التعامل مع الجماعات التي قد تسبب إزعاجا لبعض السياسات الخاطئة في هذه الدول! وما أشبه اليوم بالبارحة!
***
نهنئ القراء بحلول شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وذكر الله والابتعاد عن كل ما يغضب الرب عز وجل، لذلك أوصي نفسي واوصي القارئ العزيز والكاتب الزميل ان نكتب ما يفيد وان نقرأ ما ينفع وان نتجنب الافتراء على خلق الله، فقد أثبتت احداث مصر انه ما يصح الا الصحيح، وانك قد تخدع الناس بعض الوقت لكنك لن تتمكن من ان تخدعهم كل الوقت! كما نرجو من خصومنا السياسيين ان يترفعوا عن الاصطياد بالماء العكر، وان نتعظ مما يجري حولنا من سرعة تقلب الامور وفقا للمشيئة الإلهية وان نجعل امن واستقرار كويتنا فوق اهوائنا ومصالحنا ومكاسبنا السياسية.